|
لا تسلبني حقي
فضل سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 09:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اذا سالت احدهم ما هي المشاركة بالتنمية؟ سيقول لك أنها إتاحة المجال أمام الناس جميعا بإبداء آرائهم بما يجري ، وبما يريدون هم ان يجري، وهم يحددون ما هي احتياجاتهم . وايضا يتم أشراكهم في وضع خطط التنمية والبرامج السياسية الخاصة بهم والبرامج الاجتماعية . من الممكن ان يضيف إنها تعني عدم تهميش أي فرد ، فلكل فرد حق بالمشاركة ، واول تلك الحقوق ان يشارك بانتخاب من يمثلونه في البرلمان او المجلس التشريعي او مجلس النواب او غيره من الأسماء .
وايضا ان يشارك بقول رايه فيما اذا كان الحزب الذي قاد شؤون البلاد والعباد خلال الفترة السابقة هو حزب ناجح قادر اخذ البلاد باتجاه التطور وحل المشكلات المختلفة ودافع عن حقوق الإفراد في كل صغيرة وكبيرة ام انه حزب فاشل مخادع لا يملك الوسائل ولا الآليات للخروج من الأزمات ولم يتمكن او لم يرغب بتطبيق برامجه التي ساقها قبل انتخابه . واذا سالت آخر ،هل كل المجتمعات تحوي في طياتها اختلافا في الفئات والعقائد والانتماءات ؟ من الطبيعي ان يقول لك ان المجتمع أي مجتمع يتكون من فئات وشرائح مجتمعية تختلف فيما بينها من حيث الانتماءات العائلية او الجهوية او الحزبية او الفكرية او الدينية ، فهناك الغني والفقير ، والمسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والدرزي والسني والشيعي وغيره ،وهناك العقائدي والعلماني واليميني واليساري والمحافظ والاصلاحي والوطني والاقل وطنية والأكثر وطنية والشوفيني المتعصب للجهة او الزعيم او الفكرة، والفاسد والمصلح ، والرأسمالي والاشتراكي والأبيض والأسود والأصفر وما بينهما، والنساء والرجال ، ومن هم مع إعطاء النساء حقوقهن ومن هم ضد ذلك وغير ذلك من التصنيفات المختلفة.
الآن ..هل يجب ان نميز بين احد وآخر ؟ هل من الممكن ان نقوم بتقييم البشر؟ اي نعتبر ان أحدا أكثر قيمة من احد آخر ، وان طائفة أفضل من أخرى ، وحزبا أفضل من آخر ، وعائلة أفضل من أخرى ، وفكرا أفضل من الفكر الثاني والثالث؟ من الممكن ان تقول نعم ، فأنت تميز حزب س عن حزب ص وعائلة ع عن عائلة ل وهكذا ، ولكن لا ننسى ان هناك من هو من حزب ق وعائلة ش وطائفة د هم يفضلونها عما اخترت أنت . هل نتوقع ان ينشا صراع بينكم حول من منكم الذي يملك الحقيقة الأكثر نصاعة ؟ ومن منكم برنامج حزبه هو الأفضل لإدارة البلاد ؟ هل نتوقع ان تصل الأمور الى الاختلاف وبالتالي الخلاف ومن ثم الاقتتال ؟ إذا ما الحل ؟ من الحلول المطروحة ان تسيطر الطائفة او الحزب الأقوى او الأكثر سلاحا وعتادا على الآخرين ويعمل على إفنائهم وإبادتهم او قمعهم او سجنهم او تهجيرهم (وحولنا الكثير من الامثلة). هل أنت مع هذا الحل ؟ اذا كنت مع هذا الحل هل تعتقد ان الأجواء النفسية والثقافية والتربوية وبناء الاقتصاد والنهوض بالعلوم ستكون سهلة في ظل هذا الحل ؟ وإذا كنت مع هذا الحل لأنك تمثل الأكثرية في بلدك فما ريك بان يمارس ضد من هم من طينتك او فكرك او طائفتك الإبادة او التهجيرفي بلد آخر لانكم هناك تمثلون الأقلية ؟ هل تقبل بذلك ؟ يعني ان يقوم أصحاب الفكر التكفيري السياسي السلفي بالقضاء على المسيحيين والعلمانيين في تكفارستان ، وان يقوم المسيحيين في بلاد اوروبا بطرد كافة المسلمين ، وان يقوم اليهود بطرد جميع المسلمين والمسيحيين وان يقوم البيض في امريكيا بطر الهنود الحمر والسود والمكسيكيين وكل الجنسيات المختلفة ؟
إذا وجدت ان هذا الحل غير إنساني وغير مقبول فلما لا نحاول البحث عن حل آخر ؟
ان نتعاقد جميعا على أننا متساوون في البلد (الوطن الدولة سمه ما شئت) ونشرع قوانيننا التي تضمن هذه المساواة ، وقوانين تضمن ان يتم تنفيذ العدالة بين الجميع بصرف النظر عن الأقوى والأغنى والأكثر عددا والأكثر خبرة او تاريخا او غير ذلك . وان نتيح المجال أمام الجميع ان يقولوا من يريدون من هذا التنوع ، ونظمن لهم ذلك بنزاهة وسرية ، ليختاروا من بيننا او بينكم من هو ألاحكم ليرسم ويحكم ، هل عجبك الحل ؟ انها الديمقراطية . وتعال نضمن لمن يؤمن بالإسلام ان يقوم بكافة شعائره وعباداته ونضمن تمكنه من الدعوة لدينه ، وندافع عن حقوقه بان يلبس ما يشاء ويذهب أين يشاء ويخطب كما يشاء ويعبر عن رايه كيفما يشاء ، ولكن في الوقت نفسه لنضمن للمسيحي كذلك ان يقوم بعباداته ويلبس ما يشاء ويقول ما يشاء، ونضمن للاشتراكي بان يقول ما يشاء ويأكل ما يشاء ويلبس ما يشاء ونضمن أيضا للفقير والسني والشيعي والدرزي وغيرهم هذه الحقوق ، ولكن كل ذلك تحت سقف القانون العام الذي اتفقنا عليه سابقا ، هل عجبك هذا الحل ؟ انها الدولة المدنية يا صديقي.. إنها العلمانية إنها العلمانية .
#فضل_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احمدي نجاد اذهب كما ذهب بوش
-
ارحمونا يا مثقفي الوطن والجزيرة
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|