|
نكبة العمال العرب
جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 821 - 2004 / 5 / 1 - 03:54
المحور:
الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004
نكبة العمل أيضا! تحيي الجماهير العربية هذه الأيام ذكرى النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني في هذه البلاد .. من اجل استذكار ما حدث . وتسجيل تاريخ تلك الحقبة المأساوية من حياة شعبنا الفلسطيني . وبالمقابل علينا ترسيخ الخط الكفاحي الشعبي في الحاضر والمستقبل في معركتنا المتواصلة منذ النكبة . لحماية البيت وما بقي من الأرض . ومكان العمل أيضا . نعم بالرغم من مرور أكثر من نصف قرن على النكبة . التي حلت بهذا الشعب . فمعركته لم تتوقف وعلى جميع الجبهات . معركة البقاء . والمحافظة على الكيان . وكان لهذه المعركة عدة سبل . خاصة عندما وجد أجدادنا وآبائنا أنفسهم وهم من ضمن ألبقية الباقية التي تشبثت بالأرض والوطن . وقاومت من أجل البقاء في وطنها . في معركة الدفاع عن البيت والأرض . ولقمة العيش -مكان العمل -. مع قيام دولة إسرائيل . قبل نصف قرن ونيف. وجد المواطنون العرب أنفسهم في ظل ظروف قاسيه جدا . تمثلت بفرض طوق وحصار متواصلان عليهم . بواسطة أجهزه الحكم العسكري . وفي كل مدينه وقريه عربيه نسمع القصص والأحاديث من أبناء تلك الفترة - مطلع قيام دولة إسرائيل - عن الضحايا والجرحى والمعتقلين . الذين أهدرت دمائهم . لمجرد قيام الواحد منهم بخر ق هذا الحصار ، بهدف فلاحة أرضه . أو الخروج من الطوق والبحث عن فرصة عمل في المدينة أو المستعمرة القريبة لضمان بعض القروش . لشراء الحليب والخبز للأولاد .
نعم كان الثمن باهظا . إما بفقدان الحياة أو العيش بإعاقة أبديه . وإما بالاعتقال والتعذيب وفرض الغرامات المالية في ظل انعدام المال .
معركة كسر الطوق والتصاريح
لا نكشف سرا عندما نقول أن المواطنين العرب . وخاصة العمال منهم . خاضوا معارك متواصلة وبقيادة الحزب الشيوعي . من أجل كسر طوق الحصار ألتجويعي الذي فرضه الحكم العسكري طوال ثمانية عشر عاما . على المدن والقرى العربية في مختلف أنحاء البلاد . وحتى في داخل مدينة حيفا .تعرض المواطنون العرب والعمال العرب إلى الحصار والمضايقة . مثل إجبار العمال على التسجيل في مكتب عمل منفرد و إقفال أماكن العمل الكبيرة ومكاتب الحكومة أمام العرب . الأمر الذي يضطرهم إلى العمل في أشغال مؤقتة وأن يتحولوا إلى باعه متجولين .(صحيفة الاتحاد 14. 59.8.).
إذا كان هذا هو الحال في حيفا وهي مركز عمل وصناعه رئيسي في البلاد . فماذا كان حال العمال والمواطنين العرب الذين كانوا فلاحين وفقدوا أراضيهم وبقوا بدون مصدر دخل أو عمل . في القرى والمدن الغير مختلطة ؟؟. ومنذ مطلع الخمسينات بدأت معركة الكفاح التي حملت شعار" الخبز والعمل" . حيث كانت تنطلق أمام مكاتب الحاكم العسكري . والذي تفنن في تنفيذ سياسة الإذلال والقهر . بإبقاء العمال العرب في أشعة الشمس ألحارقه وفي المطر الشديد والبرد القارص شتاء . بانتظار" الفرج ". من حضرته والحصول على "الورقة السحرية" والمدعو ه تصريح عمل . ولم تنته معاناة العامل العربي عند هذا الحد . بل عندما حصل على تصريح عمل . كان عليه العود ه إلى مكان سكناه يوميا . وفي ظل انعدام المواصلات العامة . اضطر هؤلاء العمال إلى خرق أوامر الحاكم العسكري وتصاريحه . والمبيت في مكان العمل . مما عرضهم للمطاردات . والاعتقالات . ودفع الغرامات . ووفقا للشهادات الحيّة التي حصلنا عليها ممن عاشوا تلك الفترة . يظهر ان كثير من الحالات . كان صاحب العمل هو الذي يقوم بالوشاية للشرطة على العمال العرب الذين عملوا لديه . والهدف عدم دفع أجورهم . ولا يمكن القول هنا حقوقهم . لأن العامل بحث عن يوم عمله . أو أسبوع عمله ، للحصول على أجرته لا غير. معركة أخرى خاضها العمال العرب أيضا كانت توفير وسائل النقل والمواصلات لهم إلى المدن اليهودية . في ظل انعدام المواصلات العامة . ووسائل النقل الأخرى. لقد واجه العمال العرب القمع والتعذيب باستمرار من مختلف الجهات الرسمية والغير رسميه . حيث قام ممثلو الهستدروت(اتحاد النقابات) يومها . بتحرير المخالفات للعمال العرب . لأنهم يعملون بشكل غير منظم . وقاموا بالضغط على أصحاب العمل . وبطرد العمال العرب . من أجل تشغيل العمال اليهود. حتى لو كان صاحب العمل يرغب بتشغيل العامل العربي . لإنتاجه العالي مثلا . ورغم أن ثمار المعركة لكسر الطوق ...طوق الحكم العسكري والتصاريح ، قد أثمرت بعد مرور 18عاما . وتم إلغاء الحكم العسكري سنة(1966)والتصاريح معه . إلا أن هذه الفترة رسخت واقع ونهج التعامل مع الطبقة العاملة العربية في البلاد . وهذا النهج يقوم على التمييز . في مختلف المجالات . مثل عدم تكافؤ الفرص ." العمل الأسود للعرب ". إغلاق معظم الصناعات والمكاتب الحكومية في وجه العمال العرب . انتهاك الحقوق من أجور ومخصصات تقاعد وغيرها .
العمل الأسود للعرب
آمل ألا يثير هذا العنوان بعض الزملاء من العاملين والأجيرين العرب .. لكن السياسة الرسمية والتي تم وضع أسسها مع قيام الدولة . قامت على أساس استيعاب العمال العرب في الأعمال السوداء . المؤقتة والشاقة ، والتي تعتمد على ثروة الأيدي العاملة . والكد والتعب . وهكذا ومع مرور الوقت . بدأ يظهر في سوق العمل الاسرائيلي مجموعتان من العمال . العمال اليهود الذين يعملون في الصناعات المختلفة . وفي الوظائف البلدية والحكومية .والشركات والإدارة . وبالمقابل العمال العرب ، الذين يعملون في مجال العمل الأسود . أي الأعمال الشاقة . وبأجور منخفضة جدا عن العامل اليهودي الذي كان يعمل في نفس العمل . ولم يجد العامل العربي الحماية النقابية من قبل الهستدروت . كنقابة عمال . خاصة وان قيادة" الهستدروت" يومها رفضت انضمام العمال العرب إلى صفوفها . ورأت بهم منافسين يجب مقاومتهم ،لأن قادتها نقشوا على برنامجهم فكرة" العمل العبري ". وهذا الشعار بدون شك هو شعار ذو مضمون عنصري واضح . لأنه يستثني فورا القسم الآخر من سكان هذه البلاد وهم العرب . ويلغي أية إمكانية للمساواة في الفرص مثلا. ولم يكن هذا الشعار" الهستدروتي" مجرد شعار كلامي . بل كانت مجموعات من قبل "الهستدروت" تقوم بملاحقة العمال العرب في أماكن عملهم . كما ذكرنا أعلاه بحجة العمل الغير منظم . بالمقابل ترفض" الهستدروت" تنظيمهم أو ضمهم إلى صفوفها. في تلك الفترة قاد النقابيون الشيوعيون حملة نضال جماهيري وشعبي متواصل لإلغاء سياسة قادة" الهستدروت" . وبالمقابل وفّروا الحماية النقابية للعمال العرب وقدموا الإرشاد والمشورة من خلال " مؤتمر العمال العرب".الذي قاده الشيوعيين. وقد تكلل كفاحهم هذا بالنجاح في مطلع الستينات حيث تقرر قبول العمال العرب في "الهستدروت ". إلا أن السياسة نفسها اتجاه العامل العربي بقيت كما هي وبقي التمييز اتجاهه في أماكن العمل قائما.
العمال العرب ...قوة عمل مستغلّة!!
في ظل هذه الظروف .وجد العمال العرب والطبقة العاملة الفلسطينية العربية في البلاد أنفسهم يتعرضون للاستغلال المتواصل من قبل أرباب العمل . وكان توجه أرباب العمل الأسرائيلين إليهم قائما على أساس أنهم قوة عمل سوداء ومؤقتة .يتعرضون للمطاردة المستمرة من قبل الشرطة هذا الوضع كان مثاليا لأرباب العمل، من أجل استغلال هؤلاء العمال بشكل بشع . من ناحية الأجور والشروط الاجتماعية وما شابه ذلك . المصيبة الأخرى كانت تتعلق ببعض الشركات التي تملكها "الهستدروت" والتي كانت ترفض تشغيل العرب وان حدث وتم قبول بعض العمال تعرض هذا العدد القليل من العمال العرب الذين تم إدخالهم لهذه الشركات ومعظمهم من المقربين . للاستغلال أيضا. وتم تشغيلهم بأجر اقل من الأجر الذي حصل عليه العمال اليهود في الشركات نفسها وحتى تقدمهم كان محدودا جدا . هكذا وجد العمال العرب أنفسهم يواجهون نفس السياسة التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية اتجاه ا لجماهير العربية عامة . سياسة التمييز والظلم ومصادرة الأراضي. كان العمال العرب يتعرضون أيضا وباستمرار للنهج نفسه . نهج مصادرة مكان العمل . والتعرض للظلم والاستغلال .وفي حالة وجدوا فرص عمل .وبجهدهم ألخاص كان عملهم هذا في الأعمال الشاقة جدا وفي الفروع التي تحتاج إلى قوة عمل وجهد كبير خاصة تلك التي لم يرغب العامل اليهودي بالقيام بها .وأصبح العامل العربي هدفا للاستغلال والبطش. هدفا لسلب الحقوق والأجر . لكن بفضل تعميق الوعي الطبقي من خلال نشاط الشيوعيين وأصدقاؤهم بين العمال وفي مراكز تجمعهم في المدن والقرى تمت ترجمة هذا الوعي بالقيام بخوض الكفاحات والنضالات ا لعمالية المشتركة من اجل تحسين شروط العمل والأجور وغيرها من الحقوق .ولولا هذه النضالات لكان الوضع أسوأ من ذلك بكثير. لقد خاض العمال العرب هذه النضالات ضمن نضال الجماهير العربية العام ضد سياسة الاضطهاد لقومي ومصادرة الأرض وفرض أنظمة الطوارئ. بمنع التصاريح للخروج للعمل وحتى مصادرة هذه الفرص بالقيام باعتقال العمال ومطاردتهم .كان القمع السلطوي عنيفا وشديدا اتجاه المواطنين العرب من عمال وفلاحين . لكن النضال الجماهيري ازداد قوة وزخما بقيادة الشيوعيين . ولم تتورع الأجهزة الحكومية عن استعمال مختلف أساليب القمع والإرهاب ضد كل مواطن يقوم بالمشاركة في هذه النضالات . حيث فرضت العزلة على الشيوعيين وأصدقائهم .إلا أن الإصرار والمثابرة وعدم الارتداع من هذا القمع أثمر في النهاية . بتحقيق النجاح وكسر شوكة سياسة البطش والقمع والإذلال والتمييز القومي .
أكثر المستفيدين من هذه السياسة القمعية اتجاه العمال العرب كانوا أرباب العمل الاسرانيليين . فهذه الظروف القمعية هي ظروف مثالية بالنسبة لهم حيث قاموا بالاستفادة من هذا الوضع وواصلوا استغلال العمال العرب ولم يرتدعوا عن ذلك حتى بعد أن استطاعت الجماهير العربية وبكفاحها المتواصل من إلغاء طوق الحصار العسكري والتصاريح . وبقي العامل العربي مستغّلا ويعمل بشروط عمل سيئة وباجر باخس وهكذا بقيت نقطة الانطلاق لتحقيق المساواة مع زميله اليهودي متأخرة والفجوة بقيت قائمة .
الحكومة ..تبقي الوسط العربي "فنادق للنوم"
اعتمدت الحكومات الاسرائيليه المتعاقبة سياسة التمييز القومي اتجاه الجماهير العربية في مختلف المجالات . وكما قامت بمصادرة الأرض العربية وإقامة المستوطنات عليها وفرض الحصار الجغرافي على المدن والقرى العربية وإبقاء المواطنين العرب بدون احتياطي ارض للبناء وحتى للزراعة، ومثلما قامت بتفريغ مناهج التعليم من أي مضمون وطني أو أية إشارة لنكبة الشعب الفلسطيني ، وتعميق هوة المستوى التعليمي مابين الوسطين اليهودي والعربي ، ومثلما قامت بإلغاء أي وجود لبنية تحتية إن كان في المجال الصحي أو مجمل المشاريع العمرانية الأساسية من شبكات كهرباء . هواتف . مجاري . شوارع وبنايات جماهيرية مختلفة مثل المدارس والكليات وما شابه ذلك . وبالمقابل دأبت هذه الحكومات على محاصرة الوسط العربي اقتصاديا وعدم تشجيع نمو رأسمال عربي واستثمارات عربية في المشاريع الإنتاجية والتي تستوعب قوى عاملة . ولم تقم بتشجيع أو توفير المقومات الأساسية من اجل نمو مناطق صناعية في الوسط العربي من اجل استيعاب الأيدي العاملة العربية . كان هدف هذه السياسة تحطيم أي حلم بإنشاء صناعة في الوسط العربي وإلغاء أية مقومات وأسس لمبنى اقتصادي متكامل .واستمرار توفير الأيدي العاملة العربية الرخيصة للعمل الأسود في المدن والمستوطنات الإسرائيلية . لان هذه العمالة وفرت إمكانيات الازدهار والمحافظة على مستوى أرباح عال لأصحاب العمل هناك . هذا الوضع أدى إلى استمرار معاناة العمال العرب الذين تحملوا عناء السفر يوميا .إلى مناطق بعيدة عن أماكن سكناهم ،من اجل المحافظة على مكان العمل والدخل القليل . الذي يضمن توفير متطلبات الحياة للعائلة . وبقيت المدن والقرى العربية وحتى يومنا هذا فنادق للنوم . لأهلها من العمال والأجيرين العرب . يدخلونها ليلا ويغادرونها في الفجر . وكل منهم يواصل حلمه بالحصول يوما على فرصة عمل في بلده . إذا سنحت . نتيجة صفقه انتخابيه مع رئيس المجلس مثلا . كي يرتاح من عناء السفر الذي يؤدي إلى تآكل مستمر في قوة عمله .
التحدي!!
رغما عن السياسة الحكومية هذه .والهادفة إلى تحويلنا إلى "حطابين وسقاة ماء" كما صرح احد كبار المسئولين الحكوميين من جهاز المخابرات المدعو أوري لوبرا ني.(كان مسئولا في جنوب لبنان ).وكان تصريحه هذا بمثابة تلخيص لمجمل السياسة الحكومية اتجاه المواطنين العرب الذين بقوا في وطنهم . وافشلوا مخطط التهجير . العامل العربي. كان يجد لنفسه دقائق معدودة للتفكير في هذا الحال . وشوكة التحدي لديه لم تنكسر .ورغما عن سياسة البطش والملاحقة اتجاه المثقفين العرب . آمن بالعلم كطريق ومنفذ لأبنائه . من هذا المصير الشاق . مصير العمل الأسود . الاستغلال والكد.وكان التحدي لهذه السياسة الحكومية مستمرا في عدة مجالات كفاحية واحتجاجية كمظاهرات الأول من أيار سنويا والتي تحدت فوهات بنادق الحكام العسكريين . وكانت تحدث الاشتباكات ،(أيار 1958مثلا وقعت صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة أدت إلى جرح المئات واعتقال حوالي 450 متظاهر) ويقع الجرحى والمعتقلين . وبالمقابل بدأ الاهتمام يزداد بالتعليم . ومن سنة لأخرى ارتفع عدد الخريجين . وفي مختلف المجالات والمهن . وبدأ أيضا إرسال البعثات للدول ألاشتراكيه عن طريق الحزب وهذه البعثات ساعدت على كسر طوق الحصار الحكومي اتجاه الطلاب العرب . الذين كانوا يعانون من سياسة التمييز في القبول للجامعات ودور المعلمين . وبالفعل نجح التحدي للسياسة الحكومية، وارتفع عدد الخريجين العرب من المعاهد والجامعات . من أطباء ومحاميين ومهندسين وكيميائيين وتقنيين و...و
ولكن....!!!
لكن هذه الأجيال . والتي حملت حلم الأهل بالتخلص من الشقاء المتواصل . وتوفير فرصة عمل مريحة . واجهت السياسة نفسها. فإذا كنت قد تعلمت الطب والمحاماة خارج البلاد، أوجدوا لك وبقدرة قادر "امتحانا خاصا" كي تثبت كفاءتك العلمية . وحتى لو تعلمت سبع سنوات وحصلت على شهادتك بامتياز .ومن سنة لأخرى تعمقت سياسة التمييز ووجد الأكاديميين العرب أنفسهم في ظل تحديات لا تقل عن تلك التي واجهت آبائهم .ومن اجل الحصول على مكان عمل لا بد من خوض معركة . هذا بالإضافة إلى إغلاق أبواب العمل في مجال التخصص . لو حدث مثلا أن الخريج قد أنهى دراسته وبامتياز في مجال هندسة الطيران مثلا. تتحول قضية أن يعمل في هذا المجال مجرد حلم . وفي بلادنا وفي ظل السياسة الحكومية يكون كل شي شرعيا اتجاه العرب . ويكفي أن يوضع بند هامشي في كل طلب يعلن عنه للعمل بان على المتقدم أن يكون قد" أنهى الخدمة العسكرية" . فهذا الأمر يؤدي مباشرة إلى حرمان الشباب العرب والعمال العرب من المنافسة على مكان العمل المعلن عنه . وهكذا تقوم الحكومة ومختلف أماكن العمل بخرق القانون .قانون" مساواة الفرص في العمل" وغيره من قوانين حقوق الإنسان،وبذلك تنتشر البطالة بين الشباب العرب والبطالة المقنعة أيضا ويصبح مهندس اللألكترونيكا مثلا . إن كان محظوظا . معلما في مدرسة ثانوية أو ابتدائية .لكن هذه العراقيل وهذا التمييز الرسمي لن يستطيع إعاقة عجلة التاريخ وإصرار الأجيال على مواصلة مسيرة الكفاح من اجل تحقيق المساواة في فرص العمل وشروط العمل أيضا .
نكبة التشغيل لن نغفرها هذا التمييز الذي نواجهه في مجال التشغيل والعمل ما هو إلا رافد آخر من روافد النكبة التي واجهت جماهير شعبنا التي حافظت على بقائها في ارض الوطن .وكيف يمكن تفسير عملية إغلاق معظم المرافق الاقتصادية العامة خاصة في وجه العمال والأكاديميين العرب .ولماذا يجري ربط أماكن العمل هذه بقضايا الأمن عندما يتقدم للعمل فيها عربي ؟! وبالرغم أننا من مستهلكي خدمات شركة الكهرباء مثلا. إلا أن هذه الشركة مغلقة بشكل نهائي تقريبا في وجه العاملين العرب على مختلف مهنهم(هناك عدد لا يصل إلى عدد أصابع اليد يعملون في قسم قراءة العدادات قبلوا مؤخرا للعمل) لأنها مكان" أمني"؟؟؟ !!! وكذلك شركة" بيزك" للاتصالات وشركات الألكترونيكا والطيران والموانئ البرية والبحرية . ويصل الأمر إلى أن مواطن عربي واحد لم يسمح له بالعمل حتى في مقصف بمطار اللد .وشركة" العال" للطيران التي يتحول المسافر العربي فيها. والذي دفع ثمن تذكرة السفر. إلى شخص مشبوه فيخضع لأدق وسائل التفتيش والإهانة والمراقبة خلال رحلته الميمونة . رفضت قبول شاب عربي من مدينة شفا عمرو كمضيف في طائراتها ومنعته من تحقيق حلم الطفولة بان يعمل مضيفا في شركة طيران مما اضطره إلى التوجه للقضاء حتى قبل للعمل لفترة قصيرة جدا. ولا يقف الأمر عند هذا الحد. فحتى في المصانع العادية جدا يكون قبول العربي للعمل قضية معقدة جدا .ومؤخرا صدر بحث بهذا الخصوص عن" معهد غولدا مئير" في جامعة تل أبيب أكد أن قضية قبول العمال العرب في الصناعة الإسرائيلية ليست بالأمر السهل .وهناك هبوط ملحوظ في قبول العرب لهذه المصانع ولم ينكر مدراء المصانع الذين شاركوا في البحث حقيقة رفض قبول العمال العرب لمجرد كونهم عربا.
الوضع في المكاتب الحكومية والوزارات ليس بالأفضل وحتى في الكنيست التي تعتبر منبر الديمقراطية في اسرانيل .ومن المفروض أن تكون كذلك . لا نجد إلا أفراد يعملون ضمن الجهاز الإداري الرسمي .ومن يعمل هناك يكون في الكتل الحزبية أي مع نواب الكنيست(البرلمان) أو في الكتلة نفسها .وقد برز هذا التمييز مؤخرا عندما قام أحد المقاولين بتشغيل عمال عرب في المبنى الجديد الذي يتم تشييده في أحد أجنحة البرلمان – الكنيست فتم وضع شارات (x)على خوذهم بادعاء أنه لم تنتهي عملية فحصهم الأمني ؟؟!!وبذلك يستطيع الحراس ورجال الأمن مراقبتهم دون عناء وكأن عملهم ووجودهم في مكان تم تسييجه بإحكام يشكل خطرا أمنيا؟؟؟!! .ومع أن حكومة "العمل" السابقة قد أعلنت بأنها قررت تغيير السياسة الحكومية بخصوص استيعاب الشباب العرب في الوزارات الحكومية وباشرت بإدخال بعض الموظفين إلا أن الحكومة الحالية حكومة شارون –نتنياهو قامت بتجميد هذا القرار إلى اجل غير مسمى؟؟!وتم هذا التجميد في الفترة التي كانت فيها حكومة "وحده وطنية" أي من "العمل" و "الليكود" معا.
الحل بتغيير هذه السياسة
في ظل هذا التمييز اتجاه العمال العرب والأكاديميين العرب رجالا ونساء .وفي مختلف المجالات من عدم مساواة الأجور وشروط العمل الأخرى وحتى الأمر الأساسي بالمساواة في أمكانية القبول للعمل .لا يمكننا أن نغفر لأي مسئول حكومي يواصل تنفيذ سياسة القمع التشغيلي اتجاه العاملين العرب على مختلف مهنهم .ونجد اليوم أن أول من فقد مكان العمل إن كان في فرع البناء أو في فرع النسيج وفي فروع تشغيلية أخرى هم العاملين العرب .
وأخيرا لابد وان نتساءل حتى متى ستستمر سياسة التمييز هذه بحق العاملين والمواطنين العرب ؟ الم يحن الوقت وبعد مرور نصف قرن ونيف من المرارة والقمع والتمييز اتجاه العمال العرب لأن تتغير هذه السياسة ؟!! ألم يحن الوقت لإقامة مناطق صناعية في الوسط العربي ؟!. ألم يحن الوقت لإلغاء سياسة تهميش دور الأكاديميين العرب وضرورة فتح مختلف مجالات العمل كل في مجال عمله .! نعم إننا نطالب بوضع حد لاستمرار هذه السياسة التميزية اتجاه المواطنين العرب . وهذه فرصة لتقوم الحكومة بالتكفير عن خطاياها اتجاه المواطنين العرب عامة والطبقة العاملة العربية بشكل خاص . وفي حالة استمرار هذه السياسة فلن يكون لأي كان أي ضمان بخصوص التطورات التي ستحدث مستقبلا . لان الضغط أيا كانت قوته في نهاية المطاف يؤدي إلى الانفجار .ويومها لن يتمكن أي مسئول حكومي. ومهما بلغت جبروته .من السيطرة على الوضع .وعليه لابد من تغيير جذري لهذه السياسة الحكومية وتحقيق المساواة في مختلف مجالات الحياة للمواطنين العرب والعاملين .
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظام العولمة انشأ سوق عبودية من طراز جديد
-
منظمة العمل العربي تستعد للدورة 92 في جنيف
-
الرأسمالية تواصل سياسة ضرب النقابات العمالية وأضعاف وحدتها
-
من المبكر القول إن الأسوأ قد انتهى
-
المفكر والمناضل المصري د. شريف حتاتة في حديث خاص
-
تأمين التقاعد: معركة لضمان شيخوخة كريمة!
-
الترجمة العملية لمقولة نتنياهو: -العمال هم أعداء!!
-
عام 2003 عام الهجوم الحكومي على العاملين والنقابات العمالية
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
الطبقة العاملـة والعمل النقابي في فلسطين ودور اليسار في المر
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|