أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزه الجناحي - الفتاوى التكفيرية...أين كانت ..ولماذا الآن جهارا...وما انعكاساتها على البلد















المزيد.....

الفتاوى التكفيرية...أين كانت ..ولماذا الآن جهارا...وما انعكاساتها على البلد


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( 1-2 )

الفتوى هي اصدار حكم شرعي من قبل الولي او المفتي او المرجع الديني والحكم الشرعي هذا يستنبط من القرآن ا او السنة اوئئمة المسلمين كما هو الحال عند الطائفة الشيعية ولا يصدر هذا الحكم كل من هب ودب او من يعتقد انه يستطيع ان يصدر حكم شرعي بل يصدره للأمة من هو منصٌب كمرجع او ولي او مفتي والأمة بحاجة لهذا الحكم الشرعي نتيجة لحدث تعيشه او تغير خطير حاصل على الارض والناس تعيش في حيص بيص لذالك يتدخل ذالك الشخص ليبين للناس او ليرسم لها الخطوات الواجب اتخاذها للعمل بموجب هذه الفتوى لذالك الحدث الكبير ..
الفتوى لها اثر كبير على نفوس الناس خاصة اولاءك الذين يعتقدون بالمفتي اعتقادا مطلقا وهم على استعداد لتنفيذ فتواه بكل حرفيتها حتى لو وصل الامر ان يعطي ذالك المفتي للامة الجهاد ورفع السلاح وتقديم الارواح قرابين لأعتقاده ...
رجال الافتاء دائما يتميزون بصفات قل نظيرها عند العامة فهم رجال متدينين بصدق متبحرين بعلوم القران والسنة والسلف الصالح لا ينطقون الفتاوي الا في حالات تتوجب اطلاقها ولا يعنيهم امر الشهرة والشياع ومعرفة الوجوه كنجوم في مجتمعاتهم وهم يعيشون حياة الكفاف همهم الاول والاخير اممهم واخرتهم والفتاوي التي تطلق عن مكاتبهم هم مسئولين عنها ومسائلين وهم من يتحمل تبعات ماوراء افتاءاتهم ,,
على مر العصور والسنين وعلى مدى زمني بعيد لم نقرا الا النزر القليل من الفتاوي كون المراجع واهل الفتاوى حريصين كل الحرص على عدم اطلاق الفتوى اعتباطا او اجتهادا مجردا بل هم لا يطلقون الفتاوي الا لأمر تحتاج الامه فتاوى بشانه وهم مقلين جدا بفتاويهم ودائما ما تكون تلك الفتوي عموما هي اصلاحية بحتة او ارشادية لصالح الامة وليس الغرض منها التنكيل اواخطاء الغير او تكفير الغير واخطر تلك الفتاوي التي تصدر من العلماء هي قناوي التكفير والتي تعطي وتجعله يفتح وحسب اعتقاده ابواب وتاويلات وتفسيرات واجتهادات قد تصل بعض الاحيان الى المحذور وتاثر بالسلب على العلاقات بين الناس في الامة الواحدة ذات الاديان والاثنيات والطوائف والمذاهب المختلفة ...
اليوم وبسبب الوضع المضطرب في العالم الاسلامي والعالم اجمع من تدخلات واحتلالات واختلافات كثرت الفتاوي في العالم الاسلامي ونكاد نعتقد ان العالم الاسلامي فقط هو من ينتج ويصنع الفتوى بكثافة تكاد تكون 99% الى 1% قياسا للأديان الاخرى كافة الموجودة على الارض ,,
الفتوى لم تتوقف يوما عن الظهور من العلماء المسلمين لكننا وبعد غزو السوفيت الى افغانستان ازدادت حدة انتاج الفتاوي وخاصة التكفيرية وبعض من هذه الفتاوي ايضا تحريمية فالفتوى التكفيرية دائما ماتعقبها فتاوي اصغر حدة وشدة وصلابة منها وهي فتاوى المنع والتحريم والتجريم وهذه من الممكن ان نسميها افراخ للفتاوي الكبيرة التي ولدت منها نتيجة لتداعي وتغلغل الفتوى الكبرى في الوسط الجماهيري مما يولد بعد ذالك ولادة فتاوي من هنا وهناك فتاوي تفسيريه او شرحية ليس من المرجع او المفتي الاعلى بل من صغار العلماء والغير رسميين والذين يعتقدون هم ايضا وصلوا الى مرحلة الافتاء وهؤلاء لهم متتبعين وقراء ومنفذين واغلب هؤلاء المقربين لهم هم شريحة الشباب والشباب التي يحمل روح التعصب والتطرف فنراه ينفذ الفتوى الذي سمعها من العالم الصغير بحذافيرها ضنا منه انه الاعلم او الاعلى بسبب التاثير العقلي لذالك الشيخ او العالم على ذالك الشاب للدرجة التي تشعر بان البعض من االشباب كانهم مسيرين وليس مخيرين في التنفيذ او انهم منومين مغناطيسيا ومسيطر على عقولهم او وصلوا الى مرحلة الغسيل الدماغي من قبل مفتيهم فتراهم يتدافعون بقوة لتنفيذ تلك التعليمات بعد اصدار الفتوى والتعليمات وهذه ربما لا تاتي من المفتي الصغير بل ممن حول ذالك وهو القريب ونسميه المفتي الاصغر والنتيجة يصل المجتمع الى الفوضى الافتائية ويقع تحت تصرفت هؤلاء الشباب المتسرعة في التنفيذ بدون الرجوع الى الحقيقة او االبحث عنها او كيفية ودرجة التنفيذ لما صدر من هنا وهناك من فتاوي وتعليمات ...
كما اسلفنا ان العالم او المفتي او المرجع دائما ما تكون فتواه متزنه ومحترفة ورصينة وتتبعها بعد ذالك من المكتب او العلماء المقربين له وبايعاز منه تعليمات لتلك الفتوى ولا يبقي ذالك العالم الباب مفتوح للتأويل والتفسير والتنظير بل تاتي بعد الافتاء تعليمات تقطع الطريق على اولاءك الانتهازيين الذين يرومون السيطرة عليها حسب مزاجهم او حسب تفسيراتهم الهوائية او العاطفية وهنا تخرج فتوى العالم الكبير وقد لمت بكل التداعيات وطوقت واطرت كل التوقعات التي تعقب وتأتي بعد العمل بتلك الفتيا ,,
اليوم وقد ظهر عدد غير قليل من المفتيين الغير أكفاء والغير محترفين والغير رسميين ايضا والغير مهيئين لأعطاء واصدار الفتاوى وهؤلاء يصدرون مزايداتهم وفتاويهم ويبغون منها الشهرة الاعلامية نتيجة لتلقف الاعلام لتلك الترهات المتسرعة والفوضوية وايضا يبغون الشهرة الاجتماعية وفي بعض الاحيان يكون اولاءك مدفوعين او مدفوع لهم اثمان لأصدار تلك الفتاوي التي لها تاثير خطير على المجتمعات العربية والاسلامية وعلى المجتمع التي تخرج منه فتاويهم وتسخر لأهداف سياسية بحته وتصنع هذه الفتاوي الغير متزنة تؤجج الكراهية والعداوات وتجعلها متفشية وتستغل من قبل ضعاف النفوس التابعين لهم والذين يعطون لأنفسهم العنان يالايغال بتنفيذ الفتوى وكل ما يجري بعد ذالك من حرام وحلال هو معلق برقبة المفتي او العالم الذي افتى وهذه الفكرة هي من اخطر ما يدور في عالم التنفيذ لتلك الفتاوي فالمعروف بين المجتمع ان الفتيا يتحمل حلالها وحرامها وتبعياتها وما تخلف من افراح او اتراح او انتهاك اوصيانة حقوق هي برقبة من افتى وكما مشهور القول (ان اخطا فله ثوابها وان صح فثوابها مرتين) وهذا القول للاسف الشديد يعمل اليوم في الاوساط الدينية وبالتاكيد يعطي هذا القول الدفع القوي لصناعة الفتيا لكل من هب ودب ومن هو اصغر من ان يفتي وفي الحال يجب ان لا تقف الحكومات في الدول الاسلامية موقف المتفرج بل عليها ان تتدخل في تنظيف العالم الافتائي من الدعاة او الصغار المبتدئين والذين يجعجعون ولهم اتباع وايقافهم وعدم السماح لهم بالافتاء او ضرب الجدار الاعلامي او الاجتماعي حولهم او حتى الايداع في السجون اذا كانت اهدافهم تخريبة او مقصود منها تعريض المجتمع في تلك الدولة الاسلامية الى التهلكة والتي ايضا تؤدي الى نزاعات في البلد الواحد ومنع وايقاف التسميات التي تطلق على هؤلاء الصغار والتدخل لتكذيبها وهذه التسميات لها وقع كبير في نفوس الشباب( فالعالم الكبير او المفتي الاعلى او المرجع الرباني او المفتي الجليل او العلامة او الذي لايخاف لومة لائم) تلك المسميات يجب منعها وحصرها باسم واحد يطلق على شخص واحد لقطع الطريق على اولاءك الشباب الذي تؤثر فيهم هذه المسميات ...
من هذا كله وعدم السيطرة على ذالك العالم الضبابي او الفوضوي عانت الامة الاسلامية اكثر ما عانت من ابناءها قبل العالم الاخر ذو الديانات الاخرى والتي ظهرت بحقهم الكثير من الفتاوي التي تحرض على المقاطعة او التحريم او في بعض الاحيان التجريم وهذا انعكس سلبا على العلاقات بين العوالم الاسلامية والعالم الاخر الغربي بالذات فتوقفت التبادلات السياحية والصناعية او في بعض الاحيان السياسية نتيجة لذالك ورميت الاتهامات على هذا الطرف او ذالك بسبب تلك الفتاوي التي تحرم الديانات الاخرى وتوقف التعامل معهم ومع بضائعهم ومع ما يصدرونه للعالم الإسلامي قاطبة حتى ان الدول العظمى جيشت الجيوش وتدخلت عسكريا بحجة مطاردة المتطرفين في افغانستان والعراق الدولتين هما اسلاميتين اكثر الدول تعرضتا لقبح الفتاوي التكفيرية الخطرة واحتلت الدولتان بسبب التطرف وبسبب تلك الفتاوي ,,,
لكن الذي يجري بين العالم الواحد اعظم واكثر خطورة والذي ادى الى هتك النفس البشرية وسفك الدماء وقتل الابرياء نتيجة لأصحاب الفتاوي التي تصدر من الدول العربية والتي لا
تتدخل الحكومات لردع مثل هذه الفتاوي القاتلة,,,

حمزه –الجناحي
العراق—بابل
[email protected]





#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى السيد المالكي لديه ملفات فساد لكنه لا يريد فتحها حتى لا ...
- وزراءنا يستعدون لتقديم استقالاتهم
- الانتخابات الإيرانية...صورة جديدة لثورة جياع الديمقراطية
- متى يقدم أصحاب الشهادات المزورة إلى القضاء ؟
- بين صراع القوانين وتفتق قريحة المشرع...ضاعت شريحة المفصولين ...
- علماء من أمتي ..الدكتور كاظم المقدادي
- ماذا سيسمي الإخوة الأكراد الشطر الآخر من الموصل اذا قسموها
- يقولون 23%من العراقيين فقراء ...وأنا اكذب الخبر
- علماء من أمتي... المهندسة زها حديد نموذجا
- لماذا أعضاء الفضيلة فقط ؟
- نفط كردستان في الأنابيب الإستراتيجية ....أتمنى أن تكون النوا ...
- كيف وصلت نبتة الخشخاش إلى المدن العراقية
- كل عام وأطفال العراق هم أطفال العراق
- عمو بابا ...وداعا آخر العشاق العذريين
- لماذا الإصرار على النهج ألصدامي ..ساسة الكويت لا يريدون العي ...
- ما حقيقة اطلاقات الماء التركية ومن يريد الاستئثار بالكذبة ال ...
- سيدي الرئيس لا تدع مستشاريك يفتحون الباب على مصراعيه ...
- في سجن سوسي وفي شمال العراق
- الرقص على طبول الفشل محمود المشهداني نموذجا
- المرأة الكويتية تحلق بطائرة السياسة ...ونساء أخريات لازلن عل ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزه الجناحي - الفتاوى التكفيرية...أين كانت ..ولماذا الآن جهارا...وما انعكاساتها على البلد