كذبة مستديمة في عراقنا الجديد

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

كثيرا ما يدور في العالم من أحداث وأخبار مبالغ فيها وبعضها أكاذيب,وهناك بعض الشعوب تكذب على بعضها لغرض التسلية أو ما يعرف بكذبة نيسان ., وهذه مناسبة متعارف عليها في نيسان , ولكن ما يحصل حاليا في العراق من كذب لا يغتفر ,شاملا كل مرافق الحياة وعلى سبيل المثال نذكر ما يلي:
1_كذبة المصالحة الوطنية ولاكثر من عامين تجتر على ألسن مسوؤلينا , وهي عارية عن الحقيقة والواقع , وبقاء العراقيين بالملايين في دول الشتات يدحض كل هذه الاقاويل...
2_ أحترام حقوق الانسان كذبة صارخة في ظل وجود حالات التعذيب في السجون العراقية ومطالبة ذويهم بأطلاق سراحهم من خلال التظاهرات والاعتصامات التي جرت في بغداد وواسط والناصرية وباقي مدن العراق...
3_شعارات مكافحة الفساد المرفوعة منذ عامين أصبحت حبر على ورق في ظل أطلاق سراح أكبر مفسد في العراق(وزير التجارة) وأسكانه في المنطقة الخضراء تحت رعاية رئاسية, والادهى من ذلك توقف مجلس النواب عن أستجواب باقي الوزراء خوفا من فتح ملفات فسادهم, وهذا ما هدد به رئيس الوزراء المالكي...
4_ حرية المرأة ومساواتها كذبة لا تغتفر في عراقنا الجديد, حيث أن المرأة لا تستطيع الذهاب لحج بيت الله بدون وجود محرم معهاوعدم تسلمها المناصب السيادية في الدولة العراقية ,حيث وضعوا نظام الكوتا لعرقلة ذلك......
5_أما مسألة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فـأصبحت حلما من الماضي البعيد حيث تعج دوائر الدولة بقيادات جاهلة وأصحاب شهادات مزورة, والتعيين في وزارات الدولة لمن يدفع أكثر وبالدولار.
6_أما حرية الصحافة وحماية الصحفيين التي كفلها الدستور العراقي ,فأنها كذبة بيضاء حيث تم قتل المئات من الصحفيين بدعوى الارهاب الاعمى , واليوم تم وضع قيود جديدة على الصحفيين من خلال منعهم من الدخول الى مناطق الاحداث ألا بعد أخذ الموافقات المسبقة من الجهات الامنية,...
7_.أما الانتخابات التي تجرى في العراق والادعاء بنزاهتها وعدالتها فهي كذبة غير مسبوقة لدى الشارع العراقي, وتدحضها النتائج الاخيرة للانتخابات( أنتخابات مجالس المحافظات) التي جرت بداية هذا العام حيث جرى التلاعب بنتائجها وتقسيم الاصوات بين الاحزاب الاسلامية , ولم تكتمل الطبخة ألا بعد ثلاثة أشهر حيث أعلن النتائج وكانت مطابقة للمواصفات التي أعدوها مسبقا....
8_شعارات الاحزاب الاسلامية الحاكمة تبين أنها كاذبة ومظللة من خلال عمليات النهب المنظم لخيرات البلد وترك شرائح الشعب الاخرى في فاقة وعوز, فالفضائح المالية الكبيرة كلها تمت بقيادة وعلم الاحزاب الاسلامية, ولم نسمع عن فضائح مالية لدى القوى العلمانية واللبيرالية....
9_ الدستور العراقي ومن مبادئه أن الجميع متساوون , ولكن الواقع المعاش عكس ذلك تماما ,حيث أنه يطبق فقط على المواطنين والمسؤولين فوق القانون حيث لم يحاسب ويعاقب أي مسوؤل لحد الان ,وأن كان مسيئا الى ملايين العراقيين..
10_ العدالة والمتهم بري حتى تثبت أدانته فهي من ضمن قائمة الكذب الطويلة , حيث أن السجون العراقية تعج بالالاف ومنذ سنين وهم لم توجه لهم أي تهمه رسمية وقد تم سجنهم على خلفية وشاية المخبر السري, والذي يذكرنا كثيرا بأيام صدام المقبور.....
11_أما عن مشروع عودة الكفائات العراقية من الخارج لبناء العراق, فقد أصبحت هي الاخرى من الاكاذيب الدعائية في الداخل والخارج , حيث ان الذين عادوا أصطدموا بالاجراءات البيرقراطية وعدم الايفاء لهم بالعهود التي قطعوها لهم, وأغلبهم أقفل راجعا من حيث أتى. والاغلب لم يأتوا أصلا الى العراق لعدم وجود الاستقرار الامني, في بلد مزقته الحروب الطائفية والمليشيات المسلحة...
12_ أما تبجح الاجهزة الامنية بالاستقرار الامني والسيطرة على الوضع في كل مناطق العراق, فهي من مسلسل الكذب الامني , حيث أن الخروقات الامنية مستمرة في بغداد وباقي المحافظات , وتفجيرات البطحاء وتازة والفلوجة وأبي غريب هي من تدحض ذلك.....
13_أما رعاية الامومة والطفولة وشبكة الحماية الاجتماعية في عراقنا , فهي تفتقر لابسط المقومات الانسانية , فحالات التشرد وتسرب الاطفال من المدارس الى الشوارع , أصبحت من السمات والمعالم الواضحة لسياسة الاحزاب الاسلامية, وقد تم سرقة الالاف من رواتب الحماية الاجتماعية في كل محافظات العراق, وأخرها سرقة 6 مليار دينار من قبل 4 من موظفي شبكة الحماية الاجتماعية في البصرة ,
14 _كذبة تحسن الكهرباء وباقي الخدمات أصبحت تثير السخرية لدى أغلب المواطنين كبارا وصغارا , والسعيد من ينعم بسويعات قليلة من النوم ليلا تحت رحمة الكهرباء التي حرم منها العراقيين, ولم تسلم حتى الاشجار والمزروعات من عطش الصيف الاهب في ظل نقص شديد للمياه في النهرين العظيمين, فكيف البشر؟؟
15_أما حل مشكلة السكن فأصبحت مشكلة تراثية يحاول مسوؤلينا الكرام الاحتفاظ بها في متا حفهم الخاصة, أو أنهم ينتظرون جفاف النهرين تماما في سنة 2015 م كما توقع خبراء بذلك كي يستطيعوا من توزيعهما كقطع أراض سكنية مستقبلا, أو بناء عمارات سكنية متعددة الطوابق على طول مجريهما من الشمال الى الجنوب ضمن نظام ا لمحاصصة أيضا , لتخفيف مشكلة السكن في العراق
فهل أصبحت أشهر السنة في العراق كلها شهر نيسان ,وهذه الانواع من الاكاذيب لغرض التسلية ,؟؟؟؟أم أنها أصبحت سياسة ثابتة تنتهجها أحزاب الاسلام السياسي وفق مبدا أكذب....أكذب ألا أن تصدق ؟؟؟؟؟أم أنهم ينتظرون نفس مصير الطاغية ونهايته المذلة و الذي كثيرا ما دجل وكذب على العراقين لمدة 35 عام ؟؟؟؟؟؟
أم أن قادة العراق وصلوا الى نهاية مرحلة السقوط الاخلاقي, رافعين شعار (أذا كنت لن تستحي فأفعل ما تشاء)

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات