أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ماهو الدين ؟؟؟؟















المزيد.....

ماهو الدين ؟؟؟؟


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-الدين قوة روحانية تمنح الإنسان قوة وعلماً لإدراك الرموز اللامتناهية. أو
-إنه "الدين" تحديد وتقييد للحياة البشرية. أم
-إنه شعور باطني للإنسان ينتج عنه الإنقياد المطلق. أم
-إنه حرص الإنسان المتنامي لمعرفة كنه ذات رب العالمين. أم
-إنه عبارة عن الشرائع والقوانين الإلهية النازلة بالوحي السماوي على فردٍ من أفراد البشر لتنظيم الأمور الروحانية والملكية لقومٍ أو ملة. أم
-إنه عبارة عن مجموعة من القوانين، لتحسين "الكون" و "الحياة" وبعبارةٍ أكثر وضوحاً، إنه "فن الحياة".
"إن الدين هو النور المبين والحصن المتين لحفظ أهل العالم وراحتهم إذ أن خشية الله تأمر الناس بالمعروف وتنهاهم عن المنكر. لو يبقى سراج الدين مستوراً، ينتشر الهرج والمرج، ويتوقف نير العدل والإنصاف، وشمس الأمن ولإطمئنان عن الإشراق. قد شهد ويشهد كل عارفٍ بذلك".(بهاءالله)

علاقة الله بالبشر
" لا يمكن أن يتصوّر مربّ بدون تلاميذ، ولا يتحقّق وجود ملك بلا رعيّة، ولا معلّم بغير متعلّم، ولا يمكن وجود خالق بدون مخلوق، ولا يخطر بالبال رازق من غير مرزوق، لأنّ جميع الأسماء والصّفات الإلهيّة تستدعي وجود الكائنات. فلا نتصوّر أنّ الكائنات عامّة لم تكن موجودة وقتًا ما، فهذا التّصوّر إنكار لألوهيّة الله. وفضلاً عن هذا، فالعدم المطلق غير قابل للوجود. فلو كانت الكائنات عدمًا مطلقًا لما تحقّق الوجود. ولمّا كان وجود ذات الأحديّة – أي الوجود الإلهيّ – أزليًّا سرمديًّا، يعني لا أول له ولا آخر، فلا بدّ وأنّ عالم الوجود يعني هذا الكون الّذي لا يتناهى لم تكن ولن تكون له بداية. نعم قد يصحّ ويمكن أن يوجد جزء من أجزاء الممكنات أي جرم من الأجرام مثلاً أو أن يتلاشى بينما بقيّة الأجرام اللاّمتناهية تظلّ موجودة. فعالم الوجود أبديّ لا ينعدم. وحيث أنّ لكلّ جرم من هذه الأجرام بداية فلا بدّ له من نهاية، لأنّ كلّ تركيب سواء كان جزئيًّا أم كلّيًّا لا بدّ له من أن يتحلّل. وغاية ما هنالك هو أنّ بعض المركّبات سريع التّحليل وبعضها بطيء التّحليل، وإلاّ فلا يمكن أن يتركّب شيء ولا يتحلّل. إذًا يجب أن نعلم كيف كان كلّ موجود من الموجودات العظيمة في أوّل أمره".
"فَبَعْدَ أنْ خَلَقَ اللهُ كُلَّ المُمْكِناتِ وَبَعَثَ المَوْجوداتِ وَتَجَلّى بِاسْمِهِ المُخْتارِ، خَصَّ الإِنْسانَ مِنْ بَيْنِ المَخْلوقاتِ جَميعِها لِمَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ، فَكانَ أنْ خَلَقَ الكائِناتِ كُلِّها لأَجْلِ هذِهِ الغايَةِ... وَتَجَلَّى في كَيْنونةِ الأشْياءِ جَميعِهَا باسْمٍ مِنْ أسْمائِهِ وَصِفَةٍ مِنْ صِفاتِهِ، وَلكِنَّهُ جَعَلَ الإِنْسانَ مَظْهَرَ كُلِّ أسْمائِهِ وَصِفاتِهِ لِيَكونَ مِرآةً لٍذاتِهِ مُخْتَصّاً إيّاهُ بِعَظيمِ فَضْلِهِ وَقديمِ رَحْمَتِهِ. وَلكِنَّ تَجَلِّياتِ أنْوارِ صُبْحِ الهِدايَةِ وَإشْراقاتِ شَمْسِ العِنايَةِ مَسْتورَةٌ في حَقيقَةِ الإِنْسانِ كَشُعْلَةِ النّورِ مَسْتُورَةٌ في حَقيقَةِ الشَّمْعِ وَالسِّراجِ. وَقَدْ يَخْتَفي إشْعاعُ الشَّمْسِ المُشْرِقَةِ فَلا تَنْعَكِسُ نوراً في المَرايا التي كَسَتْها غُبارُ الشّؤونِ الدُّنْيَوِيَّةِ ولا في المَجالي التي عَلاها الصَّدأ. فَمِنَ الواضِحِ إذاً أنَّ هُناكَ حاجَةً لِمَنْ يُشْعِلُ هذا السِّراجَ وَمَنْ يَصْقُلُ صَفْحَةَ هذه المَرايا وَالمَجالي، فَبدونِ النّارِ لَنْ يُشْعَلَ السِّراج، وإنْ لَمْ تُصْقَلِ المِرْآةُ صافِيَةً مِنَ الغُبارِ فَلَنْ يَنْعَكِسَ فيها إشْراقُ الشَّمْسِ وَنورُها.
" ان هدف الله من خلق الإنسان هو معرفته ولقاؤه . وقد ذكر هذا الأمر بكل وضوح في جميع الكتب الإلهية والصحف المتقنة الربانية من غير حجاب ".
……. ولم يزل الدّين الإلهيّ والشّريعة الرّبّانيّة السّبب الأعظم والوسيلة الكبرى لظهور نيّر الاتّحاد وإشراقه. ونموّ العالم وتربية الأمم واطمئنان العباد وراحة من في البلاد منوط بالأصول والأحكام الإلهيّة. فهي السّبب الأعظم لهذه العطيّة الكبرى تهب كأس البقاء وتعطي الحياة الخالدة وتمنح النّعمة السّرمديّة.)بهاءالله)
أن أهم مايميز الدين-أى دين- هو الإيمان بوجود خالق مدبر للكون فوق عالم الطبيعة، مسيطر على العالم المشهود،إله لا شريك له ولا نظير، وجوده المهيمن عزيز على الوصف، ومستعص على الإدراك، وجود فريد ممتنع على العقل البشرى المحدود، لأن البون الفاصل بين علو الواجد ودنو الموجود مانع للإدراك.
وعبودية الإنسان لخالقه واعتماده عليه تستلزم ذكره وعبادته وتقواه فيجعل الدين مواقيت لها وشروطاً، ومناسك لأدائها، فهى جوهر علاقة العبد بربه، لذا نجد للعبادات فى كل دين أركاناً أساسية يقوم عليها، مثل الصلاة ولكنها تختلف من دين إلى دين، والصوم أيضاً يختلف فى كل دين عن الآخر، وهكذا فى الزكاة والحج، فهذه الأركان مع أنها من الثوابت، ولكن طريقة أدائها تختلف من دين إلى آخر وتغيير أسلوبها من دين إلى دين رغم ثبوتها هو تأكيد لاستقلاله،حيث أن لكل دين أماكنه المقدسة، ومناسباته الخاصة به.
ويشرّع الدين- فضلاً عن العبادات والأوامر والنواهى-أحكاماً للأحوال الشخصية وما يتبعها من روابط ضرورية لبناء الأسرة، التى هى الوحدة الأساسية فى كل المجتمعات، وعلى قدر قوة بنائها وتماسكها يتوقف البناء الإجتماعى للأمة بأسرها.
-ومع ذلك التفاوت بين الغيب والشهود يركز الدين على دوام الرابطة الوثيقة بين الله، والخلق، فمنه تستمد الكائنات نشوءها وبقاءها ومنتهاها بتبعية لاتعرف الإستقلال، ومن عليائه يتنزل الهدى للإنسان، وعليه إعتماده، وبه رجاؤه،وله مآله، ولكن التلقى المباشر ممتنع، والواسطة بينهما رسل مرسلة تحكى عن الحقيقة الخافية، وتظهر مشيئتها وتفرض عبادتها، وتحذر من عاقبة العصيان فى الآخرة والأولى. فهل يوجد فى البهائية خلاف هذا؟ يقول حضرة بهاءالله:
"إنّ جميع الأنبياء هم هياكل أمر الله الذين ظهروا فى أقمصة مختلفة، وإذا ما نظرت إليهم بنظر لطيف لتراهم جميعاً ساكنين فى رضوان واحد، وطائرين فى هواء واحد،وجالسين على بساط واحد، وناطقين بكلام واحد، وآمرين بأمر واحد. وهذا هو اتّحاد جواهر الوجود والشموس غير المحدودة والمعدودة.
وعبودية الإنسان لخالقه واعتماده عليه تستلزم ذكره وعبادته وتقواه فيجعل الدين مواقيت لها وشروطاً، ومناسك لأدائها، فهى جوهر علاقة العبد بربه، لذا نجد للعبادات فى كل دين أركاناً أساسية يقوم عليها، مثل الصلاة ولكنها تختلف من دين إلى دين، والصوم أيضاً يختلف فى كل دين عن الآخر، وهكذا فى الزكاة والحج، فهذه الأركان مع أنها من الثوابت، ولكن طريقة أدائها تختلف من دين إلى آخر وتغيير أسلوبها من دين إلى دين رغم ثبوتها هو تأكيد لاستقلاله،حيث أن لكل دين أماكنه المقدسة، ومناسباته الخاصة به.
لقد جاء فى الكتاب الأقدس:"قد فرض عليكم الصلاة والصوم من أول البلوغ أمراً من لدى الله ربكم ورب آبائكم الأولين".
ويشترط الدين أن يكون الإنتماء إليه عن رضا حر بدون إكراه أو إغراء أو تأثير، بعد البحث والإستقصاء بالقدر الذى يجلب الإطمئنان لقلب كل فرد. ولو أن حقيقة الدين لا تقاس بتعداد أتباعه، إلا أن انتشار الدين البهائى فى خلال قرن ونصف فى أقصر بقاع الأرض، وتأثير كلمته الخلاّقة وقدرتها على اقتلاع جذور الشحناء والبغضاء من بين الذين آمنوا به، وبعثهم فى خلق جديد تسوده أخوة صادقة، هو خير شاهد على تأثير الكلمة الإلهية الموحّدة، وعلى نفوذ القدرة الكامنة فى تعاليم هذا الدين، وهو خير مذكّر إلى حاجة عالم يئن من تفتت وحدته وتشتت أفكاره إلى الهداية التى جاء بها هذا الدين، والتى هى فى حقيقتها الدرياق الشافى لما يعتريه من أمراض.
ومن أسس الدين أن الإنسان مسؤول عن أعماله خيراً كانت أم شراً، ولو أنه قد يلقى بعض الثواب أو العقاب فى الحياة الدنيا، ولكن حسابه الكامل يكون بعد الموت.
" أعلم بأن الحكماء الحقيقيين قد شبهوا العالم بهيكل إنسان , فكما أن جسد الإنسان يحتاج إلي قميص هكذا جسد العالم الإنساني يحتاج إلي أن يطرّز قميصه بطراز العدل والحكمة , وأن قميصه هو الوحي الذي أعطي له من لدي الله , فلا عجب حينئذ أنه نتيجة لعناد الإنسان , وعندما يطفأ نور الدين في قلوب البشر , ويتعمد الإنسان إغفال الثوب الإلهي الموعود لطراز هيكله يتطرق الانحطاط المحزن فورا إلي حظ الإنسانية , وبتطرقه تحدث كافة الشرور التي تظهر عن قابليات النفس الغافلة , فضلال الطبيعة البشرية وانحطاط الخلق الإنساني وفساد وانحلال النظم البشرية , كل ذلك يظهر في مثل هذا الظرف بأشد شرور وأعظم ثوران , فالخلق البشري قد فسد , والثقة تزعزعت , وأركان النظام اضطربت , وصوت الضمير الإنساني سكت , وشعور الحياء والخجل اختفي ومبادئ الواجب والمروءة وتبادل المصالح والولاء قد انعدمت , كما ينخفت بالتدريج نور السلام والفرح والرجاء . هذه هي كما ترى هي الحالة التي يتجه إليها الأفراد والنظم علي حد سواء.
عالم الملكوت عالمٌ واحد، كل ما هنالك أن الربيع يتجدد، ويحدث في الكائنات حركة جديدة وعظيمة. تدب الحياة في الجبل والسهل. تكتسب الأشجار نضارة وتجدداً. وتظهر الأوراق والأزهار والأثمار بطراوة لا حد لها. فلذلك أن الظهورات السابقة إرتباط كلي مع الظهورات اللاحقة. بل كلٌ منها هي عين الأخرى.

"كل دين من الأديان الإلهية المقدسة التي نزلت حتى اليوم منقسم إلى قسمين: أحدهما الروحانيات وهي معرفة الله وموهبة الله فضائل العالم الإنساني والكمالات السماوية، وهذا القسم يتعلق بعالم الأخلاق وهو الحقيقة والأصل. .....والقسم الثاني من الدين يتعلق بالجسمانيات وهو فرعي وليس أساسياً ويحدث فيه التغيير والتبديل بحسب مقتضيات الزمان."
أما أساس الأديان المتعلق بالأخلاق والروحانيات لا يتغير. ذاك الأساس واحد. ليس له تعدد وتبدل. أسس حضرة المسيح أساساً، فرّوج حضرة محمد نفس الأساس. دعى كل الأنبياء إلى الحقيقة. مقصود كلهم واحد، وهو ترقي وعزة العالم الإنساني والمدنية السماوية.
ليس فى إمكان أى شاهد منصف أن ينتقص من الأثر البالغ للدين فى المظاهر الحضارية الحيوية، يضاف إلى ذلك، أن الأثر المباشر للدين فى مجالات التشريع والأخلاق قد برهن تباعاً على أنه عاملٌ لايمكن الإستغناء عنه فى إقرار النظام فى المجتمع الإنسانى.
(سبب انحدار ومشاكل العالم)
فإن الدين ونتيجه للبعد عن الدين تنحرف الطبيعة الإنسانية، وينحط السلوك الإنسانى، وتفسد النظم الإنسانية وتنهار، ويظهر كل ذلك على أبشع صورة وأكثر مدعاة للإشمئزاز. فى مثل هذه الأحوال ينحط الخلق الإنسانى،وتتزعزع الشقة، ويتراخى الإنتظام، ويخرس الضمير، ويغيب الخجل والحياء، وتندثر الحشمة والأدب، وتعوج مفاهيم الواجب والتكاتف والوفاء والإخلاص، وتخمد تدريجياً مشاعر الأمل والرجاء، والفرح والسرور، والأمن والسلام.
أكد حضرة بهاء الله تكراراَ ومراراَ بأن الدين السماوي هو وحده القادر على إنقاذنا من وهدة الخطيئة والنقيصة . والسبب في ذلك أن الله جلت قدرته أرسل الأنبياء والمرسلين ومظاهر أمره ليضيئوا لنا الطريق للرقي الروحي وان ينعشوا قلوبنا بمحبة الله لكي ندرك طاقاتنا الحقيقية ونبذل الجهد حتى نبقي على وصال مع الله . هذا هو طوق النجاة الذي يأتي به الدين . إلا أن كل ذلك لا يجنّبنا الوقوع بشيء من " الخطيئة الأصلية " ولا يحمينا من بعض القوى الشيطانية وإنما يحررنا من طبيعتنا الدانية ويفك قيودنا التي تجلب لنا اليأس لنا وتهدد حياتنا الاجتماعية بالدمار وتنّور طريقنا نحو سعادة حقيقية ومرضية .
حقاَ إن السبب الحقيقي وراء كل ما يعانيه العالم من محن وأزمات وتعاسة تعصف به على مدى واسع هو أن البشرية ابتعدت عن الدين الحقيقي والمبادئ الروحانية . إن العلاج الوحيد وطريق النجاة في أي عصر كما يعتقد البهائيون هو الرجوع إلى الله مرة أخرى والإيمان برسوله لذلك العصر واتباع تعاليمه وأحكامه . أشار حضرة بهاء الله بأنه لو نظرنا إلى أحوالنا في وضعنا الحالي سندرك في نهاية الأمر ونقر بأننا لا نملك لأنفسنا شيئا . فكل ما نحن عليه أو نملكه من جسم مادي وروح ما هو إلا من خالقنا عز وجل . ولأن الله قد وهبنا كل هذه العطايا ، فإننا في المقابل نشعر بالالتزام تجاه سبحانه وتعالى . قال حضرة بهاء الله بأن للعباد وظيفتين تجاه الخالق عز وجل :
" إن أول ما كتب الله على العباد عرفان مشرق وحيه ومطلع أمره الذي كان مقام نفسه في عالم الأمر والخلق ... إذا فزتم بهذا المقام الاسنى والأفق الأعلى ينبغي لكل نفس أن يتبع ما أمر به من لدى المقصود لأنهما معا لا يقبل أحدهما دون الآخر(بهاء الله) ".
باختصار إن السبب الروحي لحياتنا على هذه الأرض هو الإعداد نفسيا وروحيا لان حياتنا هي مرحلة تطور يجب من خلالها أن نركز على تطوير وتنمية حياتنا الروحية الفطرية وقدراتنا الفكرية والذهنية . ونظراَ لان هذه القوى والقدرات هي الاستعداد الفطري لروحنا الخالد ، لذا فإنها أبدية وعلينا أن نجاهد في تطويرها . وطالما أن الروح هو الجانب الوحيد الذي يبقى لنا إلى الأبد ، فانه يستحق منّا مثل تلك المجهودات . فكل شيء يدعم تطورنا الروحي هو خير محض وما يعيقه هو شر مقيت .
أرسل الله تعالى الأنبياء والمرسلين ليوضحوا لنا المبادئ الحقيقية التي تحكم طبيعتنا الروحية . من أجل أن نتنعم بحياة ناجحة سعيدة يجب أن نتوجه إلى الرسالة السماوية ونقبل بتعاليم الأنبياء والمرسلين ومظاهر أمر الله . وبعملية النمو هذه يستطيع الفرد أن يعكس بصورة اكمل تلك الصفات الإلهية ويتقرب إليها . وفي نفس الوقت إن المبادئ الاجتماعية التي أتى بها الأنبياء والمرسلون إن تم تطبيقها بشكل جيد وصحيح فإنها تساعد على خلق جو اجتماعي مناسب لعملية النمو الروحي . إن خلق جو اجتماعي كهذا يعتبر من وجهة النظر الروحية ذلك الهدف الأساسي للمجتمع الإنساني .
فلنرى ولنشهد أن الإنسانية قد وصلت إلى هذا المنعطف من الصراع الذى أصابها بحالة من الشلل، فإنه بات لزاماً عليها أن تثوب إلى رشدها، وتنظر إلى إهمالها،وتفكر فى أمر تلك الأصوات الغاوية التى أصغت إليها ، لكى تكتشف مصدر البلبلة واختلاف المفاهيم التى تروج بإسم الدين، فأولئك الذين تمسكوا لمآرب شخصية تمسكاً أعمى بحرفية ماعندهم من آراء خاصة متزمََتة، وفرضوا على أتباعهم تفسيرات خاطئة متناقضة لأقوال أنبياء الله ورسله-إن أُلئك يتحملون ثقل مسئولية خلق هذه البلبلة التى إزدادت حدة وتعقيداً بما طرأ عليها من حواجز زائفة اختُلقت لتفصل بين الإيمان والعقل، وبين العلم والدين.
وإذا راجعنا بكل تجرد وإنصاف ما قاله حقاً مؤسسو الأديان العظيمة،وتفحصنا الأوساط التى اضطروا إلى تنفيذ أعباء رسالاتهم فيها، فلن نجد هناك شيئاً يمكن أن تستند إليه النزاعات والتعصبات التى خلقت البلبلة والتشويش فى الجامعات الدينية فى العالم الإنسانى وبالتالى فى كافة الشؤون الإنسانية.
فالمبدأ الذى يفرض علينا أن نعامل الآخرين، كما نحب أن يعاملنا الآخرون، مبدأ خُلقى يكرّر بمختلف الصور فى الأديان العظيمة جميعاً، وهو يؤكد لنا صحّة الملاحظة السابقة فى ناحيتين معينتين: الأولى، أنه يلخص إتجاهاً خلقياً يختص بالناحية التى تؤدى إلى إحلال السلام ، ويمتد بأصوله عبر هذه الأديان بغض النظر عن أماكن قيامها أو أوقات ظهورها، والثانية، أنه يشير إلى ناحية آخرى هى ناحية الوحدة والإتحاد التى تمثل الخاصية الجوهرية للأديان، هذه الخاصية التى أخفق البشر فى إدراك حقيقتها نتيجة نظرتهم المشوهة إلى التاريخ.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الدين؟؟؟؟؟
- فليسقط الخلاف ولنُبعد الاختلاف-فلا خلاف ولا اختلاف
- الوصيّة في البهائية وأهميتها-الجزء الثالث والأخير-(3)
- الوصيّة في البهائية وأهميتها-(2)
- الوصيّة في البهائية وأهميتها
- الزواج فى التشريع البهائى
- حقائق وبراهين للعاشقين
- الرؤية البهائية للمجتمعات المتماسكة
- دلائل الالوهية وبراهينها واثبات لزوم المربي للإنسان منذ الأز ...
- اصحاب الكهف
- من يخط طريق المستقبل-(2)
- من يخط طريق المستقبل؟-(1)
- الأمل في السلام العالمي الذي هو وعد حق
- النظام العالمي القادم والعولمة
- أركان النظم العالمي
- نداءٌ إلى قادةِ العالمِ-تفهُّم مغزى أحداثِ التّاريخ
- العالم ما بين الأمس واليوم
- محاولة عقيمة لتجريم الفكر البهائي في مصر تبوء بالفشل
- ( ان الله تعالى كامل في ذاته ويجب أن يكون خلقه أيضًا كاملا . ...
- المفهوم البهائي للطبيعة الإنسانية


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ماهو الدين ؟؟؟؟