|
الأول من أيار : الفكر الماركسي و تحديات المرحلة الراهنة
باقر جاسم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 821 - 2004 / 5 / 1 - 07:38
المحور:
الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004
طوبى لصناع الحضارة … طوبى للعمال في الأول من أيار . لقد كان الأول من أيار تتويجا لنضال الطبقة العاملة و توكيدا على نضج الوعي الطبقي (Class Consciousness )لدى جماهير الكادحين بحيث يمكن القول أن الفرز الطبقي المستند على حقيقة الصراع الطبقي ( Class Struggle ) قد أعطى للطبقة العاملة مكانة متميزة في التأثير على الاتجاهات السياسية المستقبلية الهادفة إلى تحقيق خطوة متقدمة نحو حلم الإنسان بغد أفضل للبشرية.على أن ذلك الحلم قد وجد تعبيره النظري الأوفى في النظرية الماركسية حين قدم ماركس و انجلز منهجا جديدا في النظر الى التاريخ و تطوره ، و قدما أيضا جملة من المقولات التي لعبت دورا مهما في تطوير الفكر الاشتراكي العالمي على المستويين النظري و العملي . بيد أن جملة من التطورات التاريخية التي تلت ذلك قد أفرزت جملة حقائق جديدة ينبغي أن تؤخذ بالحسبان. و لعل أبرز هذه الحقائق أن القرن العشرين قد شهد ولادة أول دولة اتخذت من الفكر الماركسي منهجا في إدارة الدولة بعد ثورة اكتوبر 1917ثم ما أعقب ذلك من انتشار للفكر الماركسي في اوربا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية و بسببها. و كان من عقابيل ذلك أن أمتد تأثير الفكر الماركسي إلى الصين و فيتنام و كوريا الشمالية و كوبا اليمن الجنوبي في مراحل تاريخية متفاوتة.و إذا كانت بعض هذه البلدان قد حققت إنجازات اقتصادية و اجتماعية مهمة إلا أنها قد فشلت على المستوى السياسي بشكل مريع خصوصا بعد ثبوت قصور أدائها في مجال حقوق الإنسان و الحريات العامة . كما أن الأخ الأكبر ( الاتحاد السوفيتي ) قد سلك في أحايين كثيرة سلوك الدولة الاستعمارية في تعامله مع الأخوة الصغار من حيث فرض الهيمنة أو من طبيعة الولاء مم أثار سؤالا مهما : أيكون الولاء للوطن الأصلي أم لوطن الاشتراكية الأول؟ كما أن التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي نفسه، باعتمادها على دكتاتورية البروليتاريا قد انتهت إلى نموذج لا يغري أحدا بتجربته مجددا. و أدى ذلك إلى انهيار تاريخي مريع في الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية في أوربا الشرقية فضلا عن تراجع كبير في شعبية الأحزاب الماركسية في أوربا الغربية كما هو الحال في فرنسا و ايطاليا و أسبانيا . في حين صمدت تجارب أخرى في الصين و فيتنام ( الدولة الوحيدة في العالم التي ألحقت هزيمة عسكرية فعلية بأمريكا ) عبر عمليات تطوير ذاتي داخلي واسعة النطاق بينما تترنح تجارب أخرى في كوريا الشمالية و كوبا. و مقابل ذلك شهدت الفلسفة الماركسية اهتماما متزايدا في الأوساط الأكاديمية و العلمية في الغرب عموما و في الولايات المتحدة نفسها بعد أن لم يعد بالإمكان اتهام الباحثين بالعمالة لجهة أجنبية . إن هذا العرض الشديد الاختصار لمسار الفكر و الممارسة الماركسيين يطرح علينا مسألة في غاية الأهمية آلا وهي : ما هي أهم التحديات التي يواجهها الفكر الاشتراكي عموما و الفكر الماركسي على وجه الخصوص ؟ في الإجابة على هذا السؤال سأحاول أن أختصر أيضا فأقول أن أهم التحديات التي ينبغي على الفكر الماركسي أن يواجهها و يجيب عليها هي : أولا تحديات العولمة و الثورة المعلوماتية ، و ثانيا تحديات التحول النوعي في طبيعة الطبقة العاملة نفسها ، و ثالثا تحديات المسألة الدينية ( في عالمنا العربي و الإسلامي تحديدا ) ، و رابعا تحديات نقد التجربة الماضية ، و خامسا تحديات تجديد البنية التنظيمية و صياغة أساليب العمل السياسي للأحزاب الماركسية ، و سادسا تحديات تجديد الفكر الماركسي على المستويين النظري و التطبيقي . و كل هذه التحديات مترابطة مع بعضها البعض حتى ليمكن القول أنها شبه متداخلة و متبادلة التأثير فيما بينها إلى حد بعيد . إن الزعم بأن مقالة قصيرة مثل هذه يمكن أن تقترح معالجات لمثل هذه التحديات الجسيمة لهو ضرب من الادعاء الذي نربأ بأنفسنا عنه . لذلك نكتفي هنا بإثارة هذه القضية و نرجو أن يتهيأ لنا الوقت للإسهام في النقاش حولها. كما نأمل من المفكرين كافة و لا سيما الماركسيين منهم إلى الإسهام بما يمكن أن يضيء زوايا و جوانب من هذه المسألة المهمة . و لعل موقع " الحوار المتمدن " يتولى الدعوة لمناقشة علمية موسعة حول هذا المحور المهم فيكون بذلك قد أسهم في تطوير الموقف النظري و الممارسة العملية في الفكر الماركسي .
#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من المسؤول عن حل الجيش العراقي السابق ؟
-
الدمع صولجان والروح أقحوان
-
رداء لشتاء القلب
-
الاحتلال و الاستقلال بين منطق الرصاص و منطق العقل
-
رقيم سومري حديث
-
المرأة العراقية و الدستور المؤقت و المستقبل
-
نصيحة سيدوري الأخيرة
-
الدولة و السلطة والعشائر العراقية
-
العراقيون وحقوقهم بين الأمس و اليوم
-
أخلاقيات الحوار و شروطه المعرفية
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
الطبقة العاملـة والعمل النقابي في فلسطين ودور اليسار في المر
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|