بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 09:47
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
لاشيء في الساحة النقابية ينبئ بأن هناك حدثا هاما سيقع ألا وهو انعقاد مؤتمر قطاع التعليم الأساسي. ترى بماذا نفسر هذا الصمت المصاحب لانعقاد مؤتمر أكبر قطاع من قطاعات الإتحاد العام التونسي للشغل؟ وما هي الأسباب التي دفعت جميع المترشحين للمكتب التنفيذي لهذا القطاع أفرادا كانوا أو قائمات أو حساسيات إلى التعتيم على مواقفهم وتحالفاتهم؟
لئن كان ذلك غير مستغرب من الجهاز البيروقراطي الذي تحكّم في تحديد عدد نواب المؤتمر وفي تحديد تاريخ ومكان انعقاده وخطط لاحتوائه وتوجيهه الوجهة التي يريد خصوصا وهو ضالع في إشاعة هذه المناخات أثناء المفاوضات وأثناء المحطات النقابية الكبرى ومتمرس في التعتيم وحبك الألاعيب والمناورات فإن ما لا يقبل هو أن ينخرط كل المتنافسين على قيادة القطاع في تمشي الصمت هذا.
إن ذلك يدفعنا وفي ظل هذه الأجواء السائدة وإلى حد عشية المؤتمر إلى التساؤل على ماذا إذن سيتنافس المتنافسون؟
ـ هل سيتنافسون من أجل فرض استقلالية القرار القطاعي ورفع وصاية الجهاز البيروقراطي على قطاع التعليم الأساسي ؟
ـ هل سيتنافسون من أجل الدفاع عن الديمقراطية النقابية والمطالبة بسحب المنشور 83 وبتغيير كل فصول النظام الداخلي والقانون الأساسي للإتحاد المشرعة لانتهاك الديمقراطية النقابية ؟
ـ هل سيتنافسون على الخروج بالعمل النقابي في القطاع من حالة الفراغ التي يتخبط فيها؟
ـ هل سيتنافسون من أجل إقرار خطة نضالية محورها الدفاع عن المدرسة والتعليم و تحسين أوضاع المعلم وتعبئة القطاع للنضال من أجل تحقيقها؟
ـ هل سيتنافسون ليقولوا لا لسوء التصرف وسرقة أموال الإتحاد وللمطالبة بفتح ملف الفساد المالي؟ وهل سيرفعون شعار محاسبة مالية شاملة للجهاز البيروقراطي وكشف كل الحقيقة لمنخرطي الإتحاد وللرأي العام ؟
ـ هل سيتنافسون ليقولوا لا لسياسة السلم الاجتماعية ولا لآلية التفاوض الحالية حول الزيادات في الأجور والمستمرة منذ ثمانية عشرة سنة ولا لتحميل الشغالين تبعات سياسات فاشلة ولا لسياسات تعليمية بان فشلها وأصبحت كارثة على مستقبل بلادنا ومستقبل أبنائنا؟
هل سيتنافسون من أجل تعبئة القطاع للقيام بإضرابات للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي انتفاضة الحوض المنجمي خصوصا وأن من بينهم معلمون كانوا سيكونون نوابا في هذا المؤتمر؟
الإجابة على كل الأسئلة الآنفة طبعا لن تكون إلاّ بلا.
مع الأسف الشديد نقول هذا لأن كل المؤشرات تؤكد أنهم لن يتنافسوا إلاّ على التواجد في الهياكل مجرد التواجد في الهياكل ! إنهم سيتنافسون على الكراسي ! لقد خير الجميع الانخراط في معركة الصراع على المواقع ناسين أو متناسين أنهم بذلك قرروا أن يخوضوا معركة محسومة قبل أن تبدأ معركة سيكون الخاسر الأول فيها هو القطاع الذي يزعمون أنهم يدافعون عنه وعن مطالبه.
فهل سيترك نواب المؤتمر الأمور تسير كما يراد لها ؟ أم سيكون لهم رأي وموقف آخر؟
هذا ما سنعرفه بعد أيّام
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟