ثامر الحاج امين
الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:08
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عشرة ايام مضت،والغضب لم يهدأ في ايران ، فما تزال الكثير من مدنها تشهد موجات جماهيرية عارمة من المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة على نتائج الانتخابات التي اسفرت عن الاعلان بفوز الرئيس الايراني احمدي نجاد بدورة رئاسية ثانية .
ويتابع العالم بذهول حجم السيل البشري الذي تدفق الى الشوارع للتعبير سلميا عن رفضه لنتائج الانتخابات متحديا الهراوات وخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع االتي واجهته بها الاجهزة الامنية دون ان تظهربوادر انفراج لهذه الازمة في الافق القريب .
وبغض النظر عن موقفنا من عدالة مطلب المتظاهرين القاضي باعادة الانتخابات باعتبار ذلك شأنا داخليا محضا، الاّان مايوقفنا في هذا المشهد هو الحس الوطني والانضباط العالي الذي ظهر عليهما المواطن الايراني ، حيث لم نر هناك تخريب او اعتداء او نهب طال الممتلكات العامة او الخاصة وكذلك مايوقفنا ايضا هو وعي هذا المواطن وادراكه قيمة صوته الذي يدلي به والذي يمثل ارادته الحرة واعتبار التجاوز على هذا الصوت هو مصادرة لتلك الارادة وتجاوزا على خياره الحر ، وقد ترجم هذا الحس الشعار الذي رفعته الجموع الغاضبة " اين ذهب صوتي " .
ان مايحدث في ايران اليوم هو بلا شك حدثاَ كبيرا لم يكن متوقعا، باعتبار ان العالم كان ينظر الى نظامها حتى لوقت قريب على انه نظاما متماسكا بوصلته هي ولاية الفقيه ، لكن الشارع قال عكس ذلك حيث افصح الغضب الجماهيري الشعبي عن جمرا متقدا تفجر كالبركان من تحت سطح الرماد الظاهر.
وكما اسلفت ان مايهمنا فيما يجري هو استنباط العبرة من الدرس الايراني والاستفادة منه فيما ينتظرنا عند قادم الايام ، ذلك اننا مقبلون على انتخابات نيابية في مطلع العام القادم وينبغي على الجميع (كتل سياسية ـ مرشحون ـ ناخبون ـ مفوضية انتخابات ) وضع الحدث الايراني امام انظارها واخذه بعين الاعتبار عندما يستعدون لخوض هذه الانتخابات ، فاذا كانت الدورة الانتخابية الاولى قد مرّت بسلام رغم ماشابها من خروقات وترهيب ـ باختلاف اشكاله ـ للناخب ، فقد يؤدي تكرار ذلك الى مالم يكن في الحسبان ـ وهذا امر وارد ـ سيما ان الحدث الايراني جاء مفاجئا وعلى غير المتوقع وليس من المستبعد ان يلقي بظلاله على الشارع العراقي ، ولكن يبقى السؤال الذي جوابه متأرجحا هو هل يفعلها العراقيون حقا.
#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟