أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - حلم














المزيد.....


حلم


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من عتمة الأحداث التي تعصف في شرقنا العربي الغالي. من حلكة ظلام وظلم أنظمتنا العربية التي مافتئت تثبت للجميع وبمنتهى البراعة والفعالية أن "الرعيان بوادي والقطعان بوادي" كما قال عاصي ومنصور على لسان نجمة الغناء الخالدة فيروز. من قسوة اغتصاب كل القوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان التي جرت فصولا ً متتابعة على أراضينا المقدسة. من العمى الذي ضرب بصر وبصائر الناس بعد تغييب كل كلمة حق يقصد بها الحق ولاشيء إلا الحق. من كل هذا الخراب الهائل الذي لحق بغزة المقاومة. ومن على ركام بيت ٍمتهدم ٍ أصابته طائراتهم وحواماتهم ودباباتهم وبنادقهم بعشـرات القذائف والقنابل والطلقات. من على هذا الركام الجهنمي القائم على جماجم الأطفال ... أجدني مجبرا ً على الحلم. فما زالت السماء زرقاء رحبة ومازال فيها متسع لحلمي.

أحلم بأعلام ملونة وشعارات عربية عــدنانية وقحطانية وغـَسَّــانية تـُرفرف على كـتائب شعبية مظفرة تزحف لنصرة أهلنا في غـزة ونابلس ويافا وحيفا والقدس. تدمر في طريقها كل الحدود والمعابر. تمسح الحزن عن الكنائس. وتبلسم جراح الجوامع. تغــسل باللون الأحمر القاني كل النجس الذي لحق بتللك الأرض الطاهرة المقدســـــة عبر العقود الماضية. أحلم بسيد ٍ شامخ ٍ مرفوع الرأس والجبين يحكي لأحفاده عن قصة تحرير القدس. أحلم بحنظلة وقد بات سعيدا ً راضيا ً عن قدره.
أحلم بأوطان ٍ عربية يَــهُب ُّ أهلها جميعا ً للذود عن أراضيها دون النظرإلى دين أو طائفة. أحلم بتموز ٍ تتحد فيه القلوب والضمائر من الجبل إلى البحر ومن الشمال إلى الجنوب تحت علم ٍ واحد ٍ للجميع ومن الجميع. أحلم برئيس منتخب حقا ً يمثل الجميع ويفتخر به الجميع. أحلم بنسف كل اتفاقات الطائف والطوائف من جذورها وقيام دولة المواطن الجميل الطيب المعطاء الخالد.

أحلم بإلغاء كل قوانين الطوارئ أينما كانت وكيفما كانت. فقوة الدول من قوة إنسانها. وحرية الوطن من حرية المواطن. أحلم بالسفارات الغربية وقد خلت مداخلها ومكاتبها من صفوف طالبي الهجرة والسفر والغربة. أحلم بالمواطن العربي الكريم القوي القادر الذي لايهاب أحدا ً. أحلم بالقانون وقد طبق على الجميع دون استثناء. أحلم بدستور يجسد آمال الناس دون أي استثناء. أحلم بالإنسان العربي وقد تحرر من خوفه وسلبيته. أحلم به حرا ً... منطلقا ً مبدعا ً محبا ً جميلا ً صادقا ً. أحلم بالشرطي الصغير القادر على تنفيذ القانون على الجميع لأن القانون فوق الجميع. أحلم بقيادات تستمد شرعـيتها من عرق الناس وسهر الناس وتعبهم وأحلامهم لامن قوة جيوش الكرنفالات التي يبدعون بتلوين نجومها ورتبها وأشرطتها المذهبة. أحلم بدول ٍ يسودها العدل. أحلم بجيوش مؤمنة بقدسية وعدالة قضيتها. أحلم بالجندي الصغير الذي يفتخر بلباسه العسكري ورتب ضباطه وقادته. أحلم ... وأحلم ... وأحلم ...

في الثامن والعشرين من آب العام 1963 وقف القس مارتن لوثر كينغ أمام مئات آلاف الأمريكيين. قال يومها إنه يحلم ... يحلم بأن أطفاله الأربعة سيعيشون في وطن خال من التمييز العنصري. يحلم بالعدالة تسود بين البيض والسود تحت علم ٍ واحد يجمع الجميع ويؤلف قلوبهم دون تمييز. نادى بالمحبة بين الناس. نادى بالعدالة. حلم بأن الأمة الأمريكية ستنهض يوماً وتؤمن مرة أخرى بأن جميع أبنائها متساوون. حلم بأن أبناء العبيد وأبناء السادة سيجلسون يوما ً على طاولة واحدة أنداء متساوين بالحقوق والواجبات.

في الرابع من نيسان لعام 1968 قتل مارتن لوثر كينغ برصاصة في العنق. وكما النبوءة التي تتحقق في غفلة من عقول وضمائر الناس...في العشرين من كانون الثاني للعام 2009 تسلم باراك حسين أوباما عـرش الولايات المتحدة فاتحا ً الأبواب على مصراعيها أمام أحلام مارتن لوثر كينغ، وآلاف الحالمين من أمثاله، المؤمنين بالعدالة والمساواة.

ترى هل يتحقق حلمي كما تحقق حلم مارتن لوثر كينغ؟








#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - حلم