|
دور شيوخ الوهابية فى تفجير الأوضاع الداخلية
محمود جابر
الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دور شيوخ الوهابية فى تفجير الأوضاع الداخلية وتفكيك المملكة ولعب شيوخ الوهابية دورا تثقيفيا واسعا في تعميق ونشر فكر المغالبة والذى يعنى ضمن ما يعنى "أنه ليس للمنافقين وقليلى الدين ولاية على أنفسهم فلا يجوز أن يكون لهم ولاية على المجتمع " ، وعملوا على المزاوجة بين فقه المغالبة وعقيدة الولاء والبراء .. وكانت هاتان القاعدتان المولدتان للإرهاب والعنف. فمثلا : موقف الدكتور ناصر العمر من الشيعة والذي كان واحدا ًمن الـ 26 الموقعين على فتوة تجيز الجهاد في العراق ضد الشيعة (!!). إنه وهابي متعصب تحول اليوم إلى حمل وديع يدعو للسلم ويجاهر بنقد أسلوب القاعدة بلين وبدون أن يخرجهم من الإسلام بل يدعوهم بالنصيحة للعودة عن فسادهم كما يزعم. يقول: « إن الاعتداء على المستأمن والمعاهد خطأ كبير لأن للمعاهد والمستأمن حرمته.. فأنا أؤكد أن ما حدث في المملكة من قتل لأنفس مسلمة معصومة وتدمير لممتلكات مصونة هذا ليس من الجهاد ولا من الإصلاح بل هو من الإفساد في الأرض بكلمة صريحة لا تقبل التأويل والله لا يصلح عمل المفسدين لهذا أنصح الشباب بالابتعاد عن هذه الأعمال والرجوع إلى العلماء.. والالتزام بمنهج الوسطية الحقة بعيد عن الغلو..» . ومع أنه لا يخرج جماعات العنف السعوديين من الإسلام ولا يدعو صراحة لتحريم الجهاد ضد الأجانب داخل السعودية، إلا أنه لم يتردد مطلقا في اعتبار ما يحدث في العراق من قتل وإرهاب جهادا. كما لم يتردد في التصريح بعنصرية شديدة ضد الشيعة. قال في خطبة بعنوان «غُلبت الروم» بتاريخ 11 صفر 1424 هـ بأن احتلال بغداد أظهر العديد من الأمور وأن الدروس المستفادة منها أن «ظهر الرافضة على حقيقتهم، فما أن تمكنوا، واطمأنوا إلى تمكن أمريكا، فإذا هم يعيثون في الأرض فساداً.. وإذا هم يبدءون في قتل إخواننا أهل السنة، وهذا ما كان يخشاه إخواننا من قبل الحرب» . هذا الموقف العنصري المذهبي (المقيت) ليس فقط فى قضية شيعة العراق الذي يحلو له أن ينعتهم ب(الروافض)، بل هذا الموقف ممتد الى كل الشيعة سواء كانوا فى العراق او الكويت أو حتى ،بل بالأخص من شيعة العربية السعودية ، والذين من المفترض أنهم مواطنين " سعوديين مثله" تماما .. حتى الآن لم يعلن الدكتور ناصر العمر عن موقف متسامح من الشيعة أو بقية المواطنين وغير المواطنين من المذاهب والديانات الأخرى. ومع ذلك لا يبدو على الحكومة السعودية ما يشير إلى أنها سوف تتخذ موقفاً أكثر حزماً من مواقف الدكتور ناصر العمر (الإرهابية) ولا من غيره ممّن يحرضون على العنف وتأجيج العنصرية الطائفية في داخل البلاد وخارجها. ومع هذا فله ولأمثاله كامل الحرية في التعبير عن آرائهم المتطرفة والمحرضة والتى تبلغ حد الإرهابية ولهم الحرية في خروج ودخول البلاد في الوقت الذي تُصادر فيه جوازات سفر المطالبين بالإصلاح. والدكتور ناصر العمر نموذج لما يمكن أن نطلق عليهم فريق " الحماية الأيديولوجي الوهابي الجديد". هذا الفريق لم يغير مواقفه المتشددة الإرهابية والعنصرية من المواطنين وغير المواطنين المختلفين في المذهب والديانة والرأي. في نفس الوقت هذا الفريق غير جاد في مواقفه الأيديولوجية الدينية حيال تنظيم القاعدة واعتباره تنظيما إرهابيا أو خارجا عن الإسلام لكونه يقتل الأبرياء من المسلمين الشيعة في العراق وغير المسلمين في أماكن عدة من العالم. والمعادلة السعودية أصبحت فى غاية العجب والغرابة والتناقض،فالوهابيون التقليديون والجددعلى حد سواء،و التي تصر العائلة الحاكمة على استخدامهم في معركتها مع القاعدة والمعارضة على السواء أيضا يحملون نفس الأفكار والاعتقاد المتطرف الذي يتبناه فكر تنظيم القاعدة الذي تحاربه هذه العائلة بكل الوسائل اليوم. وعلى هذا تصر العائلة الحاكمة على عدم المساس بالوهابية التي نشأت كأيديولوجية للدولة،و من رحمها نشأة ثقافة الإرهاب التي يستعين بها المسلحون السعوديون لتبرير هجماتهم المتكررة الإرهابية على مواقع حكومية ومصالح غربية داخل السعودية وخارجها. وفي ظل هذا التناقض الصارخ في مواقف العائلة الحاكمة من الفكر المتطرف والإرهابي المتجذر في الوهابية، نستطيع أن ندرك مدى جدية النظام فيما يردده من مقولات أو ما يعقده من مؤتمرات لمكافحة أفكار الإرهاب والتطرف. ما تدعو إليه العائلة الحاكمة عبر هذا المؤتمر وغيره من مؤتمرات مكافحة الإرهاب لا يعدو أن يكون مناورة إعلامية الهدف منها تحسين صورتها العالمية التي اهتزت بسبب اتساع الإرهاب في العالم وفي دول الجوار انطلاقا من السعودية. فكيف للسعودية الفاقدة لمصداقيتها في محاربة جذور الفكر الإرهابي الوهابي أن تقدم برنامجا طموحاً أو تستضيف مؤتمراً يكافح الإرهاب بالتعاون مع العالم؟! وكيف لهذه العائلة أن تحارب أفكار التطرف والإرهاب عند جماعات العنف السعوديين، بينما نجدها تتعاون مع هؤلاء الوهابيين الذين لا يترددون في إصدار الفتاوى ضد جماعات أخرى مختلفة مذهبيا أو دينيا أو فكريا مواطنين كانوا أو غير مواطنين. فالعائلة الحاكمة تعقد صفقات مع الوهابيين التقليديين والجدد كجزء من تكتيك سياسي يعينها في حربها على جماعات العنف والناشطين السياسيين السلميين على السواء. وربما بعد ذلك تستعين بغير هؤلاء الوهابيين فتتوجه لوهابيين آخرين إذا اقتضت الحاجة والتكتيك السياسي لمكافحة ما ينشأ من تطرف جديد من وهابيين لمحاربتهم. وهكذا دواليك بينما تغوص البلاد في وحل الإرهاب والعنف كنتيجة لثقافة وهابية عقائدية تصر العائلة الحاكمة السعودية على التمسك بها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. هذه الازدواجية في المعايير كانت تعطى نتائجها الناجحة بفعل السكون الاقليمى – النسبي – لكنه وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ثم احتلال افغانستان ، والعراق فقدت هذه اللعبة قدرتها على الخداع ، خاصة بعد أن أصبح واضحا ان مناخ الانقسامية والمذهبية الاحترابية هى صناعة وهابية لا هدف منها سوى الإضرار بالأمة .
الدور الوهابي فى الانفجار والتسريع بالانقسام الوهابية هى الجناح الثاني للدولة السعودية التى يعد أحد أجنحتها "آل سعود" الحكام والسياسيين ، والآخر " آل الشيخ " محمد بن عبد الوهاب ، بالإضافة إلى تلامذته وكل خدام هذه الايدولوجية المتسربلة بالدين .. وهذان الجناحان هما الذي طار بالفكرة ووضعها فى ارض الحجاز من أجل أن تبيض وتفرخ هذه الدولة على النحو الذي أوضحناه سلفا فى العديد من الأبحاث والمقالات السابقة . وبالتالي فإن الأسرة السعودية تمسك بزمام السلطة المدنية، والأسرة الوهابية والتي تعرف بآل الشيخ، بزمام السلطة الدينية، وبالتالي يكون هناك ترابط بين المملكة السعودية، والمذهب الوهابي، لا يمكن الفصل بينهما بأي حال من الأحوال، مهما حاولت الدول الكبرى الفصل بينهما، أو على الأقل الحد من تأثيره على المملكة، والإنفاق السعودي الهائل على المذهب الوهابي، هو الذي سمح له بالاستمرار والانتشار، بعد أن انتهى دور السيف والإخوان في إخضاع المخالفين، فقد قدر هذا الإنفاق منذ عام 1975-2000 بحوالي (75مليار دولار) في الداخل والخارج. وهناك أجندة عداء أعلنها جناحي السلطة السعودية السياسي (آل سعود)، والديني (آل الشيخ والوهابية). هؤلاء الأعداء ينقسمون قسمين .الأول : الأعداء الداخليين . الثاني : الأعداء الخارجيين وهم : الأول الأعداء الداخليين كالاتى : - المخالفين من الشيعة . - المذاهب الإسلامية الأخرى . - المعارضين السياسيين . - السادة الأشراف . الثاني : الأعداء الخارجيين وهم كالاتى : - الأزهر الشريف والتقاليد المصرية الإسلامية . - الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وهذه جملة الأجندة السعودية ،ولان هذا البحث مخصص عن دور شيوخ الوهابية فى تفجير الأوضاع الداخلية وانقسام المملكة فسوف نتعرض للأعداء الداخليين – من وجهة نظرهم – بالشرح والتحليل والتفصيل أكثر ، أما النوع الآخر من الأعداء فسوف نستعرضه حسب الحاجة الى بيانه بما يخدم هدف البحث ومنهجه . كانت أجندة الوهابية وشيوخها منذ البدءالخوف من كل آخر، ومن ثم محاربة الطوائف المختلفة في هذه بلاد شاسعة ،وعلى الأخص المجموعات الشيعية التى تقدر فى أقل التقادير بنحو (25%) من سكان السعوديةبمذاهبها الثلاثة: الجعفري والزيدي والإسماعيلي، بالإضافة إلى المذاهب السنية الأربعة الأخرى المتسمة ببعض الاعتدال، وهي الشافعي والمالكي والحنفي والحنبلية، وهي كانت مذاهب منتشرة في بلاد الحجاز في السابق، وفقدت الآن سيطرتها المذهبية عليها. ولقد ولدت عمليات القهر وعدم قبول الآخر الوطني ، والتشدد فى القول والفعل جماعات متعددة من المتشددين (علما بان الوهابية أكثر الفرق المتشددة شيوخا واتباعا).هؤلاء المتشددون هم ميلاد من رحم هذه الفرقة ومع الوقت واشتعال المعارك الجانبية والإقليمية تحولوا إلى معارضين ومكفرين وخارجين عن سلطة آل سعود والتحالف الوهابى ، فالخوف من هؤلاء أصبح خوفا مؤرقا لأنهم يتكلمون باللسان القوم ويسوقون نفس الحجج والأسانيد ، ويشجع هؤلاء عدد من رجال الدين الوهابيين المتشددين، وبعضهم له قاعدة شعبية لا بأس بها. الخوف أيضاً من التيارات السياسية المعادية للأسرة الحاكمة، فبعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق عام 1990، تقريبا زال الخوف من التيارات الشيوعية واليسارية، لكن الخوف والحيطة والحذر مازالت قائمة من التيار القومي، بشتى فروعه المختلفة كالناصري مثلا، ولحد الآن فإن هذا التيار، رغم الصدمات والأزمات المتكررة التي لحقت به منذ نكسة 1967، فإن له مؤيدين في المملكة، خاصة مع وجود أنظمة عربية تدعم الفكر القومي، لكن الخوف أكثر يكون في أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى بالإضافة إلى تغلغلهم في أجهزة الدولة الأخرى، ويتزايد الخوف من أتباع هذا التيار مع كل أزمة تحصل مع إسرائيل، حيث يتهم مؤيدوه أنظمة الحكم العربية وبخاصة المملكة بالمسؤولية عن ضياع فلسطين وعدم التصدي لإسرائيل، وطبعا هناك تحديات داخلية كثيرة تواجه المملكة السعودية وبعضها من داخل الأسرة الحاكمة، وصراع الأجنحة فيها وما يجره ذلك من ضياع للحكم، ويزداد الصراع بين المحافظين والمغتربين الذين درسوا أو عملوا في دول الغرب المختلفة لفترات طويلة، واطلعوا على نمط المعيشة والحياة هناك وهذا الصراع ليس فقط داخل الأسرة الحاكمة بل أيضاً في المجتمع ككل. وهذا كله يمثل الأعداء الداخليين لدى الوهابيين والذي ينطلق سهامهم من وقت لأخر حتى وصلت الأمور فى بعض الأحيان الى حد الانفجار الداخلي سواء من الشيعة بكل طوائفهم او المتشددين الوهابيين أم المعارضين السياسيين . الخوف الخارجي، وهو المسبب الرئيسي للإنفاق الدفاعي الهائل، بعكس الخوف الداخلي الذي يكون في الغالب المسبب الرئيسي للإنفاق الأمني الهائل، فالتحديات الخارجية ووقوع المملكة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة وغير المستقرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كذلك احتواؤها على ربع الاحتياطي العالمي النفطي المؤكد، والمرتبة الرابعة في احتياط الغاز الطبيعي، يجعلها متأثرة بشكل أو بآخر بالأحداث الخارجية، كذلك وجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وزيارة ملايين المسلمين لهما يجعل المملكة من وجهة نظرها طبعاً، مؤهلة لقيادة المسلمين في العالم. الأخطار الخارجية للملكة السعودية، تأتي من وجهة نظرها بالدرجة الأولى من إيران ثم العراق الجديد، حيث يكون للأغلبية الشيعية نفوذ كبير في الدولة يتناسب والحجم الديمغرافي ، كذلك تعتبر دولاً مثل اليمن ومصر (رغم أن العلاقات الآن هي جيدة) دول يجب الحذر منها لان السياسة في العالم العربي تتغير بتغير الحاكم، وبما تملكه مصر الأزهر من رصيد علمي ومجتمعي واخلاقى وحضاري بشكل عام يمكن أن يكون مواجها ومضادا للفكر الوهابي إذا ما تبدلت الأحوال والمناخات السياسية . كذلك الدولة الوهابية الثانية في العالم وهي قطر، تتميز علاقتها مع السعودية بتوتر شبه دائم، وأيضا عمان والأردن ودول بعيدة مثل روسيا والدول الغربية التي تزعجها بين الحين والآخر حول حقوق الإنسان في المملكة. وقد يكون من غير المنطقي - ظاهرا- أن يسعى شيوخ الوهابية لتقسيم البلاد التي يحكمونها. ولكن من المنطقي جداً أن تقود طريقتهم في الدينية والتعسفية إلى تقسيمها.على النحو الذى شرحناه وأوضحناه فى هذه الدراسة . وليس بخاف أيضا على الحكومة السعودية ولا على شيوخ الوهابية أن تقسيم البلاد أحد السيناريوهات القديمة المطروحة. من ذلك السيناريو أصبح الحجاز لعبة سياسية بين آل سعود والوهابية والقوى الغربية ، والأمن السعودي يضر كل محاولة إصلاحية في المملكة ، ويعتبر أن مستقبله السياسي مرهون بقدرته الأمنية ، والأخطر في ذلك أن الحرمين الشريفين صارا في تلك اللعبة بما فيها من مخاطر إذا حدث تقسيم للمملكة ، كما أن الخطر الوهابي القامع لأهل الحجاز سيفجر المشكلات في أرض الجزيرة العربية ، والحل الأمثل في هذا الأمر هو الخطو في عملية إصلاح شامل لا يكون فيه لتلك الأسرة دور كبير ، ولابد أن يشترك المسلمين جميعا في تحديد مستقبل الحجاز ، لأنهم سيجنون فائدتين : الأولى سحب البساط الذي يتزرع به آل سعود في الحكم ألا وهو الإشراف على الأماكن المقدسة ، والثاني هو منع القوى الاستعمارية من التدخل في أقدس بقاع المسلمين 00 اقتصاديات شيوخ الوهابية مما سبق نستطيع أن ندرك أن الحكم السعودي يستمد شرعيته من إطار ديني ، وهو إقامة دولة دينية تحكم بشرع الله وتطبق أحكامه- حسب ما يروجونه من تراهات فى هذا الخصوص - ، وزادت تلك الشرعية كثيراً بعد أن فرض السعوديون سيطرتهم على منطقة الحجاز وإشرافهم المباشر على الحرمين الشريفين . ولأسباب كثيرة شرحناها في أبحاث سابقة سكت المسلمون عن المطالبة بالإشراف الإسلامي العام على الحجاز ، وبمضي الزمن وبموت ثلاثة أجيال منذ السيطرة السعودية على الحجاز، اعتبر المسلمون أن الإشراف السعودي على مكة المكرمة والمدينة المنورة من ضمن بديهيات دين الله ، وزاد في قناعتهم الإنفاق السعودي على الحرمين الشريفين والتوسعات الهائلة والأنفاق التي اخترقت الجبال لتيسير الوصول إلى الحرم المكي ، ومن ثم فقد اعتبر العامة أن الأسرة السعودية تخدم المناطق المقدسة وتتفق عليها وتيسر على حجاج بيت الله الحرام ، خاصة وأن فهد( الملك السابق للمملكة) ألغى لقب صاحب الجلالة واستبدله بلقب خادم الحرمين الشريفين ، مما زاد من اقتناع العامة بأن الحكم السعودي يقوم على شرع الله وأنه ينفق أكثر عوائد النفط على الحرمين المقدسين. أما الخاصة من المسلمين فقد اعتبروا هذا الإنفاق وهذه التوسعات وتلك الرعاية أفضل ما يقدم للحرمين الشريفين وأن أي مطالبة بإشراف إسلامي عام يجلب الفتن ولن يصل هذا الإشراف إلى ما تقوم به الحكومة السعودية من إنفاق ورعاية ، وزاد من قولهم الاختراق السعودي للمؤسسات الدينية في البلاد الإسلامية ، فبعض رجال الأزهر يروجون الأزهر يرون أن الإشراف السعودي على الحجاز من ضمن المعلوم من الدين ، كذلك الأموال السعودية التي قدمت لبناء مساجد لأنصار السنة في البلاد الإسلامية اعتبرها العامة من ضمن الإنفاق السعودي على الدين ، فهي مساجد أو بيوت الله يذكر فيها اسمه جل شأنه . هذا كله معلوم وصار من العسير الحديث عن كف الإشراف السعودي عن الحجاز ليكون لكل المسلمين على مستوى الفقه والمذاهب كافة ، وأن تكون خطبة عرفة من علماء الأمة كافة وليس من السعوديين خاصة ، ولقد كان السبب الاقتصادي أحد أهم الأسباب التي أخافت آل سعود من دعوة التدويل الإسلامي للحجاز المقدس ، ومن اليسير التحدث عن الاقتصاد السعودي ، لأن هذا الاقتصاد ازدهر بالنفط ، وهو ما جعل الوهابية تنشر أفكارها في الداخل والخارج ،والواقع أن النفط في الدول العربية كان سبباً في التباعد بين الدول العربية ، لقد ظهر أكثر النفط في البلاد المتخلفة والقريبة من البداوة والبعيدة عن الأخذ بأسباب الحضارة والعمران ، وكانت البلاد العربية المتحضرة بعض الشيء والمتصلة بالبلاد الأوروبية والناهلة من علمها وثقافتها مثل مصر والشام ، كانت هذه الأقطار تنظر إلى الأقطار العربية المتخلفة نظرة خاصة ، فهي من جهة ترى نفسها أفضل منها مادياً ومعنوياً وحضارياً ، وفى نفس الوقت كانت تقوم مصر بصفة خاصة بالإنفاق على الحجيج في موسم الحج ، وتقدم المدرسين لتعليم أبناء هذه الدول على نفقتها الخاصة ، ولاشك أن ذلك جلب لتلك الدول بعض الزهو ، ولكنه لم يكن بارزاً أو استعلائياً فلم يبعث على القطيعة والخصام ، ولما ظهر النفط في تلك البلاد وكثرت مواردها وارتفع مستوى صدق فيهم قول القائل :" اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت فان الخير فيها بق ، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فان الشح فيها باق ". نصيب الوهابية من الثروة النفطية كانت الجزيرة العربية تنقسم إلى عدة مناطق شبه مستقلة ، كل لها مواردها الخاصة القليلة إن لم تكن نادرة فأهل نجد مثلاً كانوا يعيشون على الرعي وماء المطر ، وأهل عسير كانوا أفضل حالاً وكذلك نجران والمنطقة الشرقية . ولكن الحجاز ظل يعيش على التدفقات المالية التي كان الحجاج ينفقونها في موسم الحج أو في مواسم العمرة على طول العام . ومع الضم الذى قام به آل سعود لهذه المناطق شبه المستقلة تحت حكمهم عام 1933 فقد اعتمد الحكم في موارده على ما يصل للحجاز من أموال الحجيج ، وكذلك الأموال التي كانت تقدمها الحكومة البريطانية كدعم مستمر للملك عبد العزيز ، بالإضافة إلى المال المصري والشامي التي قُدم للملك لأنه رعى على مسئوليته الحرمين الشريفين بشرط أن يكون الحجاز مفتوحاً لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وممارسة شعائر الدين كما يراها أصحاب كل مذهب . بدأ النفط يكتشف في المنطقة الشرقية وسرعان ما أصبحت المملكة دولة نفطية عالمية ، اهتم الاستعمار الغربي بها ، ويزداد اهتمامه كلما ازدادت الصناعة واعتمدت على النفط. ولكن عوائد النفط ظلت قليلة نظراً لأن أسعاره كانت متدنية لأن الدول المستهلكة هي التي كانت تتحكم في أسعاره ، وظل النظام السعودي يعتمد على هذه الموارد القليلة ، بالإضافة إلى أن حجاج بيت الله الحرام لم يكونوا بالكثرة التي هي عليها هذه الأيام نظراً لصعوبة السفر وإرهاقه ومخاطر الطريق وقلة سكان العالم الإسلامي أيضاً . الطفرة النفطية ما أن قامت حرب أكتوبر عام 1973 حتى ارتفعت أسعار النفط بصورة متصاعدة فقد ارتفع سعر البرميل الواحد من دولارين أو دولار ونصف إلى ثلاثين دولار وسميت فترة أواخر السبعينات فترة الطفرة النفطية ، ذلك لأن سعر البرميل وصل إلى أربعين دولاراً ، وتقدمت وسائل زيادة كمية النفط المصدرة في مقابل زيادة الاستهلاك فى العالم الغربي ، زاد إنتاج البترول السعودي المصدر من نصف مليون برميل يومياً قبل عام 1973 بسعر دولار ونصف الدولار إلى أربعة ملايين برميل يومياً عام 1977 بسعر أربعين دولار للبرميل الواحد . وهى طفرة حقيقية بالفعل أصابت المجتمع السعودي بسعار استهلاكي غير مسبوق في التاريخ البشرى ، فانتقل المجتمع السعودي من البداوة إلى الحضارة دون تصور مسبق ودون مرحلة انتقال . الإنفاق السعودي لعوائد النفط سببت الطفرة تسابق الشركات الأجنبية في الاستثمار في المملكة لرصف الطرق وإنشاء المطارات وبناء الجسور ، وفى نفس الوقت قام رجال الأعمال السعوديون بالاستثمار في الخارج خلاصة القول يمكن تحديد أوجه الإنفاق على أربعة مستويات : الأسرة السعودية و الشعب ومؤسسة الدعوة والإرشاد والمساعدات الخارجية. وكانت أنصبت التوزيع وماتزال توزع وفق الاتى : الأسرة السعودية تحصل على 35% والشعب (خدمات) على 40% ،- مع العلم أن عدوى التمييز انتقل من الفكرة الى المناطق والخدمات فالخدمات التى قدم لسكان إقليم نجد غير الخدمات التى تقدم لسان الحجاز ، وتأتى فى المرتبة الأخيرة مناطق الشيعة فى الشرق والجنوب- . وما مؤسسة الدعوة والإرشاد وهى المؤسسة الدينية الرسمية تحصل على 10% والمساعدات الباقى من موارد المملكة النفطية ، ولم تنخفض هذه النسبة لأن النظام يعتمد على رجال الدين النجديين في استمداد الشرعية وليس من صالحه على الإطلاق تخفيض حصة المؤسسة الدينية على الإطلاق . وعموماً فإن هذه النسبة أنفقت على مرتبات الشيوخ ، وصار الشيوخ من الأثرياء منهم من له شركات كبرى وأساطيل من سيارات النقل والبيوت الكبرى والخدم . ومن نفس النسبة تم الترويج للمذهب الوهابي في صورة طبع كتب أنيقة الطباعة بمئات الملايين من النسخ لتوزيعها على الدول الإسلامية وكلها كتب عن الفكر السلفي كتب ابن تيمية والتوحيد لابن عبد الوهاب والعقيدة الواسطية للطحاوى وغيرها من الكتب الداعية للمذهب الوهابي أو للرد على الطرق الصوفية كالتيجانية والبرهانية والأحمدية وكذلك الهجوم على الشيعة والأباضية والزيدية . أما الجزء الأكبر من هذه النسبة فتم تصديرها إلى الدول الفقيرة لبناء مساجد تبشر بالفكر الوهابي وعرفت هذه المساجد بمصر باسم مساجد أنصار السنة وهى امتداد للفكر السلفي بصورة عامة ويأخذون دعماً متواصلاً من المؤسسة الدينية السعودية . وإذا أضفنا إلى هذه النسبة تبرعات المواطنين السعوديين السلفيين إلى المؤسسة الدينية أو عبر بناء مساجد على نفقتهم بصورة مباشرة أو من خلال صناديق التبرعات في المساجد لصالح الجمعيات الخيرية وكلها تصب في خدمة المذهب الوهابي لرأينا حجم الإنفاق السعودي الديني على التبشير بمذهبهم بالكتب وبناء المساجد . وقد قدر البعض مقدار ما صرف من عام 1975 – 2001 بحوالي 75 مليار دولار أنفقت على هذه الكتب والمساجد بخلاف الدعم المالي لإمارة طالبان التي اعتبرها السعوديون امتداداً لحكمهم السلفي ونفوذهم السياسي وكانت الدولة السعودية هي الوحيدة بخلاف باكستان التي اعترفت بحكومة طالبان في أفغانستان . ولم تخصص أموال محددة لمساعدة المسلمين المحتاجين خارج المملكة ، وتركت هذه المسألة لتقدير الحكومة ، والحكومة تحسب هذه المساعدات حسب توافقها مع الأنظمة الأخرى ، فمثلاً منعت المساعدات عن مصر أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات عندما احتدمت الخلافات بين مصر والدول العربية بسبب عقد اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 ، منعت المعونات بسبب الضغط العراقي – السوري ، ولكنها عادت لفتح الأبواب للعمالة المصرية وإسقاط بعض الديون بعد الغزو العراقي للكويت . كما قامت المملكة بتقديم دعم مالي للعراق أثناء حربه مع إيران قدره البعض بعشرين مليار دولار طوال ثماني سنوات لا لشيء إلا لخوف النظام السعودي من أفكار الثورة الإيرانية وبسبب الضغط الأمريكي عليها لمساعدة صدام حسين فى حربه ضد إيران ، ومن الطبيعي أن تكف عن مساعدة العراق بعد الغزو ، العملية إذن عملية سياسية لا شأن للدين فيها ، وسخرت الثروة في خدمة السياسة السعودية الموالية للولايات المتحدة الأمريكية . علينا أن نتفهم دواعي المصلحة السياسية في الإنفاق السعودي الخارجي ، فكل الدول تسير في السياسة بمنطق المصلحة أو البراجماتية حسب المفهوم العالمي للمنفعة ، ولكن الذي لا نفهمه هو التقييم السعودي للإنفاق على أنه يرتكز على أسس دينية لخدمة الوهابية ، وهو ما لا نقبله ولا نهضمه . بقى أن نعلم نسبة المساعدات الخارجية للسعودية من موارد النفط وهى تصل إلى 5% من إجمالي الناتج القومي تزداد من حصة كبار الأمراء في أوقات الحاجة أو المساعدات على أسس سياسية . وقد حدث ذلك عندما قامت الحكومة السعودية بالدعوة للتبرع لجمهورية البوسنة والهرسك في عموم المملكة وقام الملك فهد بالتبرع بمائة مليون ريال وباقي الأمراء كل بخمسين مليون وباقي الشعب تبرع بسبب مويله الدينية بمائتي مليون ريال . أما الحصص التي خصصت للقضية الفلسطينية فقد تراوحت حول هذا المستوى ومتكيفاً مع العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الراحل ياسر عرفات ، فعندما وقف بجوار صدام حسين أثناء غزوه للكويت منعت المساعدات عنه ، ثم عادت للمساعدة ولكن بنسب بسيطة للغاية لا تتناسب مع حجم الإنفاق الاستهلاكي السعودي بوجه عام . الحرمين الشريفين النسبة التى حددت بنحو 10% هي التي تصرف على الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة . وهى نسبة بسيطة للغاية لا تتناسب مع حجم الإنفاق السعودي العام ولا على الدعاية المكثفة حول الإنفاق على الأماكن المقدسة ، ولا على ما أنفق بالفعل . بل إن هذا الإنفاق والمخصصات التى تنفق على الحرمين الشريفين لا يتناسب باى حال من الأحوال ما يحصل عليه تجار الحج والعمرة ومقاولو الأبراج الخرسانية الذى اغتالوا المكان روحيا وحضاريا ، وعليه يجب وضعها، كما اقترح ذات يوم الشيخ الظواهري (رحمه الله) أحد شيوخ الأزهر، تحت إدارة إسلامية دولية بدون تفرقة بين المذاهب، مما سيمنع اختطافها مرة أخرى في المستقبل بواسطة أمثال الوهابيين. كلاما فى المعرفة لا الوعظ والإرشاد الانفجارات الدورية لموجات التطرف الديني هي أمور طبيعية في العربية، والوهابية نفسها هي نتاج أحد هذه الفورات التي تنشيء صناعة الموت. يحيا الموت! هذا هو شعار الوعاظ السعوديون والعديد من الجماعات الأصولية من القاعدة لحماس والجهاد الإسلامي وطالبان وحزب إسلامي في أفغانستان وحركة إسلامي والجماعة الإسلامية في باكستان وأبو سياف في الفلبين والجماعة الإسلامية الأندونيسية الخ الخ التي تعيش كلها على المن السعودي. يجب أن التوجه بصفة جماعية ناحية العائلة السعودية والتكلم بهدوء، مع التلويح بعصي، مُقدمين إنذارا بتنفيذ عدد من النقاط غير القابلة للتفاوض: - وضع حد فوري ونهائي وبدون شروط لما يبثه الوعاظ ورجال الدين والمؤلفون والدعائيون والمعلمون الوهابيون المسئولون عن إثارة الأحقاد. وسحب كافة الكتب التعليمية المليئة بنفس نوعية المحتوى من التداول. منع ظهور المواد الداعية للكراهية في كافة وسائل الإعلام. معاقبة بالسجن من يقترفون الأفعال المذكورة. - إغلاق الجمعيات "الخيرية" التي تمول في الداخل والخارج الدعايات الأصولية. ومصادرة أموالها ومن يمولونها. - كشف حسابات البنوك الرئيسية في المملكة لهيئات دولية، ومصادرة المنغمسين في مساندة الإرهاب لصالح ضحاياه. تفكيك آلة الحرب الوهابو-سعودية. إن التبديع والتضليل للمخالفين جهارا نهارا، والتحريض عليهم والتخويف منهم عنوة والتجديف الأهوج الذي بلغ مداه حتى بات هذيانا يشفق على أصحابه وعقدة جاثمة في نفوس هذا النمط من رموز الفتنة ، أصبح يشكل استثناء فيما ينبغي التحلي به إزاء حقوق المختلف . إنهم ومن دون خجل يسيئون إلى الإسلام كله . وهم جملة المليار ونصف مسلم ،فهل يعنى هذا أن المليار ونصف أغلبهم من أهل الضلالة والبدع سواء كانوا مجتمعات سنية على التدين الشعبي المتهم بالبدعة والضلالة من قبل شيوخ التكفير والتضليل ـ. ربما نسي شيوخ الوهابية أن الأمة ليست ولن تكون منذ غياب صاحب الدعوة (ص) على مدرسة واحدة ولا على هوى هؤلاء. فأغلبية المسلمين متصوَفين ويعيشون على التدين الشعبي الذي يجعلهم يقدسون مقامات الصلحاء والأولياء ويبنون عليهم المزارات . وهم في ذلك يسلكون طريقا من وجهة نظر شيوخ الوهابية مشركين . وهم إذ يكفرون الشيعة ويستشهدون بمظاهر التدين الشعبي الشيعي ، يكون الموقف شاملا لعموم المسلمين سنة وشيعة، من الذين هم على الطقوس نفسها. إن هذا الفكر هو من جعلهم يوما من الأيام يكفَرون المؤمنين في البلاد السنية ويحملون طقوس أهلها على الشرك . إن هؤلاء يظنون وبئس الظن أن هم الوهابيين وفقط . الأمة واسعة متعددة المدارس والمذاهب والطوائف والأقليات. فحتى المذهب الواحد فيه مذاهب ، والطائفة الواحدة فيها طوائف. هذا واقع لم يتغير حتى في أكثر اللحظات التي ساد فيها السلطان العاري والتحيز الشقي ، حيث أمكن فيها الاستئصال خارج أي رقابة للضمير الإنساني والمواثيق الدولية التي تمنع التحريض وقمع الأقليات والسعي إلى استئصال قناعاتها وعقائدها. فإذا كان هذا يزعج هؤلاء ، فهو واقع قائم لن تجدي معه شوشرة وزمجرة شيوخ الفتنة والتكفير. وهو أمر لدينا نحن الطيبون الإنسانيون الأحرار الديمقراطيون التواصليون الحواريون ؛ باختصار المسلمون المعتدلون حقا ، مقبول وطبيعي كما هي عادة أهل الدنيا المتحضرين. إن التعددية مصير الأمم قاطبة لا رجعة فيها إلا في خيال الرجعيين . إن الأمم القوية اليوم ليست قوية بوحدة عقيدتها وطقوسها وأساليب دواوين التفتيش. فحينما تصبح الأمم ضعيفة والدول هشة ، فإن كل ما فيها يصلح مبررا للحرب الأهلية. ودائما هناك ما يصلح لذلك عرقيا وطبقيا وجهويا ودينيا وما شابه. إن الخصومات والصراعات التي تقوم في المجتمعات المنسجمة دينيا وطائفيا ومذهبيا لا تقل عن نظيراتها المتعددة المكونات. فهذا الخطاب الظلامي الهستيري لن ينتهي دون أن يصل بالأمور إلى ابعد مما هو متصور إما حربا أهلية ومذهبية وإما تفكيكا مناطقيا واستقلال لكل إقليم عن الآخر، فإلى متى يصبر الشيعة بكل ألوانهم على منعهم من إقامة شعائرهم الدينية ، بالإضافة إلى تكفيرهم والاستهانة بهم والاستخفاف حتى أن شهادتهم لا تجوز على مواطن (وهابى) ، أما إذا كان نجديا فالأمر اشد وانكي ... والى متى يصبر المتصوفة من أهل الحجاز على حملات التشهير والتشوية ، والى متى يصبر الأشراف الأحرار الأبرار الأطهار من آل محمد (ص) على هذا الضيم والعوز والحصار والى متى والى متى ، والى متى يصبر المعارضون السياسيون الأشراف الذين طردوا من بلادهم وهجروا وسجنوا وسحلوا ... لكي نفتح كوة نحو عالم أفضل يجب أن يعود هؤلاء الظلاميون العدوانيون الإرهابيون إلى مقاعدهم فى المؤخرة . إن المجتمع المتحضر هي تلك تحترم كرامة مواطنيها و تحول التعددية والاختلاف والتنوع إلى عامل إثراء وقوة لثقافته. كما أن المجتمع المتخلف الذي لا يحترم كرامة مواطنيه يحول الوحدة الوهمية إلى قبح وملل وجمود وتخلف . إن قياس عظمة الأمم والشعوب اليوم هو في مدى احترامها للتعددية والاختلاف وليس في انسجامها الموروث الذي لا يقدم ولا يؤخر، والذي ترعاه الأمية والانزواء . الوحدات المفروضة بالقمع والوهم. إذا رفض النظام هذه المقولات المعرفية الدينية والسياسية والأخلاقية، فلا مفر من تهديده في مقتل. ما يهم السعوديين هو البترول، والممتلكات المالية، والقوة السياسية، والدور الديني ووضع يده على الأماكن المقدسة. وإن الحديث عن استقلال الأقاليم وحكمها حكما ذاتيا هو الوجه الآخر والمتنفس وطوق النجاة من قهر الوهابية باسم الدين ، وقهر آل سعود باسم النظام .
#محمود_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاصلاح السياسى فى مصر ( رؤية شيعية)
-
الطبقة العاملة والانتخابات الايرانية
-
خطاب نوايا
-
بعد غزة ماذا سيجرى في المنطقة
-
هل يصبح العرب رعايا ايرانيين?
-
نكبات مايو
-
الزبون زعلان له ؟!!!خطاب الى السيد جمال مبارك ورفاقه
-
الدين واشكالية الشر
-
السعودية وامريكا من تقديس النفط الى امتهان الاسلام
-
بدر مرزوق الذى أخجل منه ... واستكمالا لحاصدوا الشر
-
حاصدوا الشر 2/2
-
العلم نور ردا على جاك عطا لله
-
إلى متى تستمر مفكرة ابن سلول في الفتنة ؟!!
-
حاصدوا الشر
-
من كتاب بروتوكولات حكماء العقبة.. ماذا يحدث فى غزة 2/2
-
من طالبان الى فتح الاسلام ... وللسعودية وجوة كثيرة
-
الدور السعودي في أفريقيا الأبعاد والمخاطر
-
من كتاب بروتوكولات حكماء العقبة .. ماذا يحدث فى غزة ؟؟؟؟
-
الإخوان المسلمون وهل ما زال الأمر محض صدفة؟؟
-
تعددية الإبادة وتنوع الهلاك
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|