أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - الرياضة كبديل للسياسة














المزيد.....

الرياضة كبديل للسياسة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الرياضة كبديل عن السياسة
أو الرياضة كسياسة مجتمعات لا سياسية

لا يكفي العنوان ليستوعب حقيقة دور الرياضة اليوم , فالدور الاقتصادي لرياضة المحترفين هائل في الواقع , لكن في عالم يتخلى تدريجيا عن السياسة بمعناها الكلاسيكي و تعلو فيه الأصوات مرتفعة لنزع التسييس عن الطائفية و عن الدين و عن كل شيء تقريبا و تحاول الليبرالية فيه أن تستخدم هذه الكذبة لتعلن أنها غير سياسية أو فوق سياسية بمعنى أنها نمط حياة , دنيا و دين كما يشرحها الإسلاميون , أي أنها بمثابة دين جديد حقيقي , و في عالم يفقد الاهتمام بالسياسة من جهة و ينزع إلى النكوص إلى حالة و أفكار سابقة على شعبنة السياسة أو جمعنتها مع صعود البرجوازية كالعنصرية في دول المركز الرأسمالي و صعود اليمين الشعبوي و كالطائفية ( الوجه الآخر المتطابق و المناقض في ذات الوقت لعنصرية اليمين في المركز الغربي الرأسمالي ) في دول الأطراف و في عالم تعرض لمحاولة عميقة لخصخصة السياسة على مدى عقود تحت ضغط كبريات الاحتكارات و جناحها السياسي الفكري و العسكري الذي مثله المحافظون الجدد باسم حياد الاقتصاد في صورة السوق عن سائر أشكال النشاط الإنساني و بالتالي تفوقه و سيطرته عليها , تلعب الرياضة , رياضة المحترفين و المشاهير , رياضة الفرق القومية و المسابقات المعولمة و المحلية التي تنقل مباشرة إلى جمهور واسع من البشر , من المتفرجين في منازلهم , هذه الرياضة مثلها مثل الفن و السينما , بعد أن تحولت نهائيا و بالكامل إلى أسلحة مشهدية ( بيد المشهد أو الاستعراض العام السائد ) مع هوليود و ديزني لاند , مع صعود فن التسويق و الدعايات التي تعتمد لغة الصورة و الصوت , دورا أقرب إلى مركز جديد بعد أن تهاوت المراكز السابقة أو جرى تهميشها بشكل واع , يقول جان ماري بروهم و مارك برولمان و باتريك فاسور ( لوموند ديبلوماتيك , الطبعة العربية , حزيران يونيو 2004 : الرياضة و القيم الأولمبية المغلوطة ) أن "ريضنة" العالم كانت جوهر عولمة الرياضة التي تمثل جزءا هاما من عملية العولمة برمتها , أما محاولة البحث عن النقاء في عالم ملوث بكل الأفعال المبررة في إطار السعي وراء الربح , فتتحول إلى الرياضة من خلال ذلك "الواقع الافتراضي" الذي يخلقه البث المباشر في أذهان و عقول المتفرجين , مع كل ذلك الحديث الفارغ عن اللعب النظيف و رياضة الإنجازات و مكافحة المخدرات و غيرها من العبارات التي تملأ الملاعب الرياضية اليوم , يختزل هذا المشهد الرياضي الذي لا يتوقف في صخب و ضجيج لا ينقطع البشر إلى "جماهير هائلة من المحرومين و المقهورين الذين تقلص دورهم إلى مجرد مشاهدي تلفزيون متعصبين أو إلى آلات للتصفيق كما في برامج "تلفزيون الواقع" ( المصدر السابق ) , فيم يشرح سيمونوفيتش في كتابه ( Philosophy of Olympism – 2004 الصادر في بلغراد ) كيف استخدمت الرياضة الأولمبية لتعزيز مبدأ كون القوة على حق و لتبرير الداروينية الاجتماعية و لإثباتها ( أيد كويبرتان مؤسس الحركة الأولمبية فكرة هيراقليطيس أن الحرب هي أب الجميع , لكن و كما قال سيمونوفيتش لم تكن الحرب بالنسبة إليه هي مبدأ الحياة بل وسيلة القوي لتحقيق مصالحه , لقد رأى مؤسس الحركة الأولمبية المعاصرة في القوانين الطبيعية وسيلة النخبة الحاكمة لتحقيق مآربها , و هكذا حولت القوة البرجوازية المستندة إلى العلم و التكنولوجيا هذين إلى وسيلتين لإخضاعه , و أصبحت هي قوة شمولية جديدة ) , و مع التشظي الإنساني الذي يرافق سطوة الانترنيت و الفضائيات و الأفلام و الفيديو كليب كواقع افتراضي نعيشه بديلا عن الواقع الفعلي , تصبح الرياضة مصدرا لحالة إجماع ما , محلية أو قومية أو حتى عابرة للقوميات , عملية تجميع يسميها بروهم و زميليه "توليتارية" "في صفوف الجماهير التي تطير من الفرح إزاء إنجازات آلهة الملاعب" ( بروهم و زملاؤه من اللوموند ديبوماتيك مصدر سابق ) و يضرب بروهم مثلا في محاولة تعميم الهراء عن دور الانتصارات الرياضية في محو الفوارق العنصرية أو الاجتماعية أو السياسية في التعليقات التي رافقت انتصار الفريق الفرنسي لكرة القدم بكأس أوروبا 1998 و ما قاله مدرب المنتخب جاكيه "لقد اكتشفت فرنسا نفسها عبر هذا الفريق المتعدد الأثنيات" , من السخيف حتى مناقشة أن هذا الفوز قد حل بالفعل تلك التناقضات الفعلية , ربما كانت ثورة أحياء الضواحي هي الرد المتأخر على هذه المزاعم , لكن نسبة فوز 11 لاعب لبلد ممزق اجتماعيا و أثنيا كفرنسا دونما تحديد طبقي أو أثني يكسب هذا الهراء مصداقية ما , هذا هو التلفيق الذي يريد أن يزور الحقائق في الواقع الفعلي استنادا إلى تلك الإيهامات التي يبثها الواقع الافتراضي , عندما يكون التشظي هو القانون السائد في الواقع تهرب النخب إلى الرياضة لخلق وهم الإجماع , تذكروا الفريق العراقي الفائز بكأس آسيا الأخيرة , بينما يجري فرض هذا الإجماع بالقوة في الواقع , سواء قوة الأمر الواقع غير المباشرة أو القوة العسكرية و الأمنية المباشرة , تستخدم الرياضة لخلق مبرر , لحم و دم , لهذا الإجماع الملفق , تذكروا أن المكان الوحيد في عالمنا العربي الذي يضم الطاغية , و في كثير من الأحيان أفراد أسرته حتى , مع الجماهير المضطهدة ( التي يضطهدها هو بالتحديد ) هو الملعب , تذكروا أن حسني مبارك كان مع ولديه هناك في نهائي بطولة أفريقيا لكرة القدم التي أقيمت منذ عدة سنوات في مصر إلى جانب آلاف مؤلفة من المصريين , أغلبهم من البرجوازية الصغيرة المدينية , لكنها أيضا في عداد من يضطهدهم النظام و زعيمه الجالس هناك بينهم , و تذكروا أن الصيحات لم تتوقف عند تشجيع الفريق القومي بل امتزجت بالتصفيق للطاغية , بشكل لا شعوري في كثير من الأحوال خاصة مع هدف الانتصار على الفريق المنافس , و كذلك بشار الأسد في مباراة الكرامة مع خصمه الياباني في نصف نهائي كأس أندية آسيا قبل عدة سنوات , و معه زوجته و أطفاله الصغار , رغم أن النتيجة هنا اختلفت لصالح الخصوم لكن هذا لم يقلل كثيرا من كم المشاعر الزائفة و الصراخ المرافق....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من مقهورين إلى مقهورين
- ملامح الثورة الإيرانية الجديدة
- أوشفيتزالفلسطيني
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
- عن خطاب السيد أوباما
- من الاستبداد إلى الاستبداد
- مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية
- نقد نقد الماركسية و القومية السائدة سوريا
- محاولة لتعريف الأناركية
- في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - الرياضة كبديل للسياسة