أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الولي الفقيه يأكل ابنائه...














المزيد.....

الولي الفقيه يأكل ابنائه...


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلوحة من احدى مدارس الفن الحديث..لا يكفي لتلمسها مجرد الاستحسان او الامتعاض..تبدو لنا الصورة المعقدة التي آلت لها الاحداث المريرة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في ايران..فكما نضطر ان نفرد للفردية والتأثر الوجداني الجانب الاكبر من تقييمنا للعمل الفني على حساب التحليل العلمي الموضوعي..نجد ان موقعنا الافتراضي من الاحداث يقسر علينا حدود الآليات المتبعة واللازمة لاي مقاربة منطقية للازمة التي تعصف بالجمهورية الاسلامية..فتداخلنا جغرافيا وسياسيا وامنيا مع الجارة الشرقية يزيد من تشابك الصورة واستعصائها على ذهن المتلقي الذي يعاني من كثافة التحميل الباطني لمواقف جميع الاطراف المتصارعة..فمن غير المتيسر للمراقب العادي ان يتكهن الهدف النهائي لاي من المعسكرين المتنافرين -ان صحت هذه التسمية- وماذا يريد والى اي مدى سيصل..
ان ما حدث في الثاني عشر من يونيو 2009 كان اقرارا لواقع حاول الكثير تعميته والقفز من فوقه ..فالغالبية العظمى من المهتمين بالشأن الإيراني، على كثرتهم، كحلفاء او أصدقاء..او مناهضين اوأعداء، كانوا على قدر ما من التوقع لحتمية الانقسام والتشظي للثورة الاسلامية ما بين فطرة المثالية الثورية وجليد الممارسة السياسية الموحش ..فالغالب عادة هو ان تتحول القيم السامية لاي من حركات التحرر الوطنية الى شكل من شعارات التكسب السياسي لطبقة نخبوية محدودة جداً ومحمية جيداً ..
و كدول اقليم...فللنظام السياسي الشرق اوسطي الكلمة الفصل في تكوين وصيرورة اتجاهات المجتمع وتحديد خياراته المستقبلية..وكل كلام عدا هذا يكون نوع من العبث اللفظي الممل الذي لا طائل من وراءه.. فالنظام هنا يمتلك مفاتيح المجتمع ومفاصله..ويسيطر على موارد حياته..ومعيشته..ومصادر معلوماته ..وقوانينه الضابطة لايقاع ايامه.. وفي حالة جمهورية الثورة الاسلامية في ايران..فالنظام هنا يملك ايضاً دين ودنيا وآخرة وبرزخ المجتمع.. والحق في تعيين من يحق له اجتياز الصراط المستقيم ومن سوف يهوى –غير مأسوف عليه – الى جهنم وبئس المصير..
وهذا الهوس الشبقي الاستحواذي للسلطة هو العامل الرئيس الذي دفع بالولي الفقيه آية الله العظمى السيد علي خامنئي الى الوقوف الى جانب الشق الديكتاتوري المتسلط من المفهوم السياسي العجيب المراد له ان يبدو ديمقراطياً ..من خلال الترويج لفسحة التصويت"المتنفس" الممنوحة للمواطن الايراني تحت حراسة عسس مجلس تشخيص مصلحة النظام وسلطة الفقيه العليا..
فلقد حسم الولي الفقيه خياره ما بين المواطن التعاقدي المقنن دستورياً والمشاغب والذي قد يسأل عن صوته بين الحين والحين وبين المواطن المؤدلج المقولب الذي لا يحتاج الا الى خطبة مؤثرة مصحوبة بنشيج مفتعل تم التدرب عليه طويلا.. بين من يرى أن الجمهورية الإسلامية التي أسسها آية الله السيد الخميني قد وصلت الى اواخر عمرها الافتراضي وبين من يبشر بعصر الحاكمية المؤيدة من السماء وبركات المرشد الاعلى..
لقد تخلى الولي الفقيه-بقصدية تامة- عن مظلة ابوته المفترضة للمجتمع ..وعن تموقعه على مسافة متساوية من جميع الاطراف.. ومن موقع اكثر ارتفاعا..واختار ان يتقزم الى دور رئيس الحزب الحاكم في صورة تتماهى مع احط اساليب النظم الديكتاتورية المتصخرة والمتدنية..وكنموذج صارخ لفشل انظمة الاسلام السياسي في منطقة الشرق الاوسط..
ولم يجد السيد علي خامنئي اي مبرر يردعه عن وصف مواطنيه وابنائه المتظاهرين المدافعين عن آخر بصيص للديمقراطية في غياهب جب ولاية الفقيه.. بالعملاء واعداء الثورة.. مخيرا الشعب الايراني اما بالقبول بما هو مطروح او باستمراء القمع ..القمع المعزز هذه المرة بالميوعة الامريكية الممثلة بالموقف الهش للرئيس اوباما.. الذي يبدو انه حسم امره هو الآخر تجاه الحوار مع ايران بغض النظر عن كمية الدماء التي تمر من تحت طاولة المفاوضات...
فدولة الفقيه الآن لها مخالب وانياب و قوات أمن، وحرس ثورة، وباسيج، ولديها الكثير الكثير الذي يمكنها به أن تقمع من تشاء، وتسجن من تشاء،وتقصي من تشاء بغير حساب... تقول وزارة المخابرات الإيرانية أنها اكتشفت يوم الانتخابات مخططا لزرع قنابل في الأماكن المزدحمة ومراكز الاقتراع. وأن هناك جماعات عديدة متورطة في هذا المخطط مدعومة من قبل جهات أجنبية من ضمنها إسرائيل..ركز هنا على كلمة اسرائيل..اي ان الامر لا يحتاج الا الى الخاتمة الشرق اوسطية التقليدية المتمثلة بالاعترافات المتلفزة,لتطلق حملة اعتقالات شرسة تطال الاخضر فالاخضر فالاقل اخضراراً..
في رواية (الدوّامة) لجان بول سارتر، يقرر مجلس قيادة الثورة البدء بحملة اغتيالات منظمة دفاعا عن المكتسبات الثورية للنظام ولجما للمعارضة المتنامية، ولكن عضو المجلس الفنان المرهف المليء بالاحاسيس والمشاعر الانسانية ( دانيال) ، يرفض القرار جملة وتفصيلاً، فما كان من الزعيم (جان) إلا القول: أتفهمك ياصديقي.. لاتكن إلا كما أنت شفيفاً نقياً، فنحن بحاجة إلى (ضمير) يعصمنا من الوقوع في الخطأ ، ويؤنبنا إذا ما وقعنا فيه...ودور الضمير هذا هو ما فشل السيد الولي الفقيه ان يتقمصه..




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم
- فوبيا الصناديق نصف الشفافة والأصابع البنفسجية
- التنافس السعودي –المصري...الصراع على اللا شيء
- العراق والكويت ..زماناً ومكاناً وحقائق...
- قد يدخل هذا المنتحر الجنة...
- ضياع فضيلة الشيخ الطهطاوي في دروب التأسلم
- لا صلاة بأمامة اوباما...
- عندما يتحدث السيد الرئيس...
- مكابدات -صوت العرب- في عصر اعلام سمو الشيخة موزة
- أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد
- تزييف التاريخ..مابين القرضاوي وجورج اورويل
- الخنزير.. كسلاح في المعركة
- قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية
- مصر التي في خاطري..
- قد يكون العقيد على حق...
- الصنمية السياسية ..ما بين الدخان الأبيض واليوم الأسود
- جامعة الدول العربية العاقلة
- قمة الوجاهة العربية
- هدايا عيد متميزة لايران
- دفاعاًعن الحوار...دفاعاً عن التمدن


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الولي الفقيه يأكل ابنائه...