|
تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (ثانية)
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في الحلقة السابقة من هذا المقال بحثت موضوع العلاقة بين دور الحزب الماركسي ودور الطبقة العاملة بحثا واقعيا ميدانيا بوصف ما يحدث في الميدان النضالي وتفسير العلاقة بين دور الحزب الماركسي ودور الطبقة العاملة على هذا الاساس. وفي هذه الحلقة اود ان ابحث نفس الموضوع بحثا نظريا. اذ بما ان دور الحزب الماركسي او دور الطبقة العاملة هو حركة فمن الممكن بحثه بحثا نظريا لان الماركسية هي علم دراسة الحركة في الطبيعة وفي جزئها الانساني، المجتمع. حين حاول معلمو الطبقة العاملة ان يعلمونا القوانين الديالكتيكية حاولوا ان يجدوا امثلة بسيطة يسهل على العامل البسيط فهمها رغم تعقدها ومستواها العلمي الرفيع. احد الامثلة التي استعملوها هو حركة السوائل متخذين الماء اقرب المواد الى حياتنا نموذجا. فالماء ككل الظواهر الطبيعية حركة ولذلك تنطبق عليه كل القوانين الديالكتيكية التي أراد معلمونا ان يشرحوها لنا. يتألف الماء من جزيئات صغيرة متحركة تتحدد حركتها نتيجة للتناقض بين الجاذبية التي تحاول التقريب بين جزيئاته وبين حركتها الانطلاقية التي تحاول التباعد بين هذه الجزيئات. وتتحدد حالة السائل الذي هو الماء في مثلنا بحالة التنافس بين هذين النقيضين اللذين يشكلان حركة الماء. بهذا افهمنا معلمو الطبقة العاملة ان حركة الماء ككل حركة اخرى في الطبيعة والمجتمع هي وحدة نقيضين وهذا احد القوانين الديالكتيكية. فحركة الماء هي حركة ذاتية كمحصلة لحركة النقيضين المكونين لحالة الماء، حالة السيولة في هذه اللحظة. وعند دراسة حركة الماء فاننا نميز بين الذات والموضوع في هذه الحركة. والقانون الديالكتيكي يبين لنا ان الحركة موضوع دراستنا هي الذات اي هي الحركة بحد ذاتها. ولكن الطبيعة لم تعرف حركة منفصلة عن الحركات المحيطة بها. فالحركة الذاتية، حركة الماء في مثالنا، هي الذات والحركات المحيطة بها هي الموضوع. والحركات المحيطة بالحركة الذاتية التي ندرسها تؤثر على هذه الحركة اذ لا توجد في الطبيعة حركة مستقلة منعزلة عن محيطها لا تتأثر بها. ولكن كيف تؤثر الحركات الموضوعية، كيف يؤثر الموضوع على الذات؟ وفقا للقوانين الديالكتيكية يؤثر الموضوع على الذات عن طريق التاثير على النقيضين المحددين لصورة الحركة موضوع الدراسة. فاذا رفعنا درجة حرارة الماء قليلا اي اذا ادخلنا الى الماء (الذات) شيئا موضوعيا كالحرارة فهي تؤثر على النقيضين او على احدهما، فان زيادة درجة الحرارة تزيد من حركة النقيض الذي يباعد الجزيئات عن بعضها. ولكن هذا التاثير يبقى كميا بمعنى ان الماء يبقى في حالة السيولة رغم زيادة تباعد حركة جزيئاته. ولكن الاستمرار في زيادة درجة حرارة الماء تصل حرارته الى درجة تجعل حركة تباعد الجزيئات اقوى من حركة تجاذبها الى درجة الانطلاق فيتحول الماء من حالة السيولة الى حالة الغاز. والتناقض بين جزيئات الماء ما زال قائما في حالة الغاز ولكنه تحول من صورة الى اخرى، من صورة السيولة الى صورة الغاز. ولكننا نعرف ان درجة هذا التحول الحرارية هي درجة ثابتة، في ظروف جوية معينة، درجة مائة مئوية، درجة غليان الماء. ففي هذه الدرجة يحتاج الماء الى كمية كبيرة من الحرارة ليتحول في نفس الدرجة الحرارية الى غاز. وهذه الكمية الكبيرة من الحرارة محسوبة بدقة كما هو معروف. وفي الحالة الثانية اذا سحبنا جزءا من حرارة الماء فان الماء يبقى على حالة السيولة الى ان يصل الى درجة الصفر المئوية. واذ ذاك ينبغي سحب كمية كبيرة من الحرارة محسوبة بدقة من الماء لكي يتحول من حالة السيولة الى حالة الانجماد. علمنا معلمو الطبقة العاملة ان التاثير الخارجي، الظروف الموضوعية، وفي حالتنا رفع الحرارة او سحبها، تؤثر على التناقض القائم في الذات، الماء في مثالنا، وتؤدي الى تغيرات كمية غير محسوسة هي زيادة حركة الجزيئات المائية في مثالنا او انخفاضها بدون ان تتغير حالة السيولة ولكن التغيرات الكمية حين تصل الى درجة معينة، درجة غليان الماء او درجة انجماد الماء في مثالنا، تتحول الى تغير نوعي من السيولة الى الغاز او الى الثلج في مثالنا. وهذا احد القوانين الديالكتيكية الذي ينص على ان التغيرات الكمية تؤدي الى تغير نوعي. ولكن الحرارة ليست الحالات الموضوعية الوحيدة المحيطة بحركة الماء في الطبيعة وهناك حالات اخرى. فمن المعروف ان ضغط الهواء(الضغط الجوي) هو الاخر حالة موضوعية محيطة بحركة الماء. ففي حالة تغير ضغط الهواء تتغير درجة غليان الماء، وهذه الظاهرة يعرفها سكان الجبال اذ ان الماء يغلي هناك بدرجات حرارة اقل من المائة بسبب انخفاض ضغط الهواء في الجبال العالية مما يؤثر على نضوج المواد التي يطبخونها ويؤخره. ولذلك حين نتحدث عن درجة غليان الماء نعتبر الظواهر الاخرى ثابتة وفي هذه الحالة نعتبر ضغط الهواء ثابتا. وفي كل دراساتنا في المدارس الثانوية كنا حين ندرس تاثير ظاهرة على الحركة موضوع دراستنا نعتبر الظروف الاخرى ثابتة لان تاثير هذه الظاهرة يمكن تمييزه وتحديده فقط اذا كانت الظروف الاخرى ثابتة. اذ ان تغير جميع الظروف المحيطة بذات معينة يؤدي الى تغيرات مركبة من كافة تأثيرات الظروف المحيطة. ففي حركتنا الذاتية المعينة يكون تاثير الظواهر المحيطة مجتمعة مثل ضغط الهواء وتغير درجة الحرارة تغيرا يشكل محصلة تاثير كلا الظاهرتين. من الجدير بالذكر ان فصل احدى الظواهر الموضوعية عن الظواهر الاخرى هو عملية غير طبيعية، عملية نقوم بها في تجاربنا نظريا او عمليا في مختبراتنا لكي نستطيع فهم تاثير هذه الظاهرة ولكن ما يحدث في الطبيعة هو دائما تاثير كافة الظروف الموضوعية على التناقضات الذاتية للحركة موضوع البحث. ففي الطبيعة لا تنفصل احدى الظواهر عن الظواهر الاخرى وان تاثير الموضوع على الذات دائما هو مجمل او محصلة تأثيرات جميع الظروف الموضوعية على التناقضات الذاتية للحركة. وبعد شرح حركة الماء ديالكتيكيا كتأثير الموضوع على الذات والتحول من التغير الكمي الى التغير الكيفي ينتقل معلمونا الى شرح الحركات الاجتماعية التي هي اكثر تعقيدا من حركة الماء البسيطة السهلة الفهم. والظاهرة العامة الشاملة في المجتمعات الانسانية هي الصراع بين النقيضين الرئيسيين المكونين للمجتمع في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع. التناقض بين اسياد العبيد والعبيد في مرحلة التطور العبودية في تاريخ المجتمع، ثم التناقض بين الطبقة الاقطاعية والفلاحين في المجتمع الاقطاعي، والتناقض بين الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة في مجتمعاتنا الراسمالية التي نعيشها. وفي كل هذه المراحل يكون التناقض بين قوى الانتاج المكونة من الانسان الكادح وعلاقته بالطبيعة وعمله على تغييرها وبين علاقات الانتاج التي تحدد كيفية امتلاك الانتاج الاجتماعي وكيفية توزيعه. ولكن قوى الانتاج حركة متطورة سريعة التغير لان الانسان يعمل دائما على تعميق علاقته بالطبيعة وتوسيع جهوده في تغيير الطبيعة لمصلحته. ولكن علاقات الانتاج حركة بطيئة التغير بسبب وجود طبقة تعمل على ابقائها ومقاومة تغييرها بكل الوسائل التي تحت تصرفها. وكل تغير يطرأ على قوى الانتاج يشكل تغيرا كميا بحيث يصل الى درجة تتطلب التغير الكيفي في علاقات الانتاج، درجة غليان المجتمع مثل درجة غليان الماء. وكما ان الماء يتطلب كمية كبيرة من الحرارة لتحقيق التحول الكيفي الى غاز، كذلك يحتاج المجتمع الى كمية كبيرة من الحركة، الثورة على النظام القائم، من اجل تحقيق التغير النوعي. وعند الفشل في تحقيق هذا التغير في المجتمع الراسمالي تحدث الازمات الاقتصادية التي نشاهدها اليوم باجلى صورها. هذا اذا بحثنا المجتمع موضوع البحث بكامله كحركة واحدة. ولكن في المجتمع حركات لا تحصى كل منها يمكن بحثه كحركة ذاتية وبحث الظواهر المحيطة بها كحركات موضوعية. وفي موضوعنا الحالي نبحث الحزب الماركسي كحركة ذاتية والظواهر المحيطة بالحزب كحركات موضوعية بالنسبة له. وعلى هذا الاساس تتحدد حركة الحزب وفقا للتناقضات المكونة له، وفقا لظروفه الذاتية، ويكون تأثير الظواهر المحيطة به بتأثيرها على هذه التناقضات. تتحدد طبيعة الحزب الماركسي بقيادته وبمقدار اطلاع القيادة والاعضاء على النظرية الماركسية وبمقدار اخلاص القيادة والاعضاء في تطبيق النظرية الماركسية. تتحدد طبيعة الحزب بصحة ربطه بين المصالح الاممية والمصالح الوطنية في البلد المعين. تتحدد طبيعة الحزب بمقدار اخلاصه في توعية الطبقة العاملة وتنظيم نقاباتها وتوجيهها توجيها صحيحا. تتحدد طبيعة الحزب بصحة الشعار الاستراتيجي الضروري في البلد المعين وفي المرحلة المعينة وفي صحة الخطوات التكتيكية التي تؤدي الى الاقتراب من تحقيق الشعار الاستراتيجي والى تحقيقه. كل هذه القضايا هي قضايا ذاتية، قضايا تحدد دور الحزب الماركسي من الداخل، من الذات. ولكن حركة الحزب كما هو الحال في كل حركة تتأثر بالظواهر المحيطة بها. وكل ظاهرة من هذه الظواهر تؤثر على التناقضات الذاتية المحددة لطبيعة الحزب. وفي حالة بحث الحزب كحركة يؤثر دور الطبقة العاملة على تطوير او مضاءلة التناقضات المحددة لطبيعة الحزب. فدور الطبقة العاملة هو دور موضوعي يؤثر على الحركة الذاتية للحزب سلبا او يجابا. وليست حركة الطبقة العاملة الظاهرة الوحيدة المحيطة بالحزب والمؤثرة فيه بل كل الظواهر الاجتماعية الاخرى المحيطة بالحزب تؤثر عليه سلبا او ايجابا. فالاضطهاد الطبقي الذي تمارسه الطبقة الحاكمة ضد الحزب يؤثر تأثيرا كبيرا على تناقضات الحزب الذاتية سلبا او ايجابا حسب الظروف السياسية في المجتمع. واكبر مثال على ذلك كان تأثير اعتقال واعدام الرفيق فهد على طبيعة الحزب الشيوعي العراقي. كذلك تكون ظاهرة وجود المراتب البتي برجوازية مؤثرة على التناقضات الداخلية التي تحدد طبيعة الحزب. فمن المعروف ان هذه المراتب هي منبع النظريات الانتهازية التساومية وان تأثيرها على الحزب يتوقف على مقدار مقاومته لتأثير مثل هذه النظريات الانتهازية على دور الحزب سلبا او ايجابا. ولذلك كان شعار مقاومة الانتهازية وتطهير الحزب نفسه من العناصر الانتهازية من اهم شعارات الاحزاب الماركسية منذ الاممية الاولى حين كانت الحركات الماركسية في مهدها وحتى بلوغ المجتمع الى النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي. واختلال مكافحة الحزب للاراء والاتجاهات الانتهازية كان احد الاسباب الهامة في انهيار الحزب الماركسي وانهيار النظام الاشتراكي ذاته. وطبيعي ان التأثير الموضوعي في حركة الحزب كما هو الحال في كل حركة يكون محصلة جميع الظروف الموضوعية المحيطة بالحزب ولا يمكن من الناحية العملية فصل واحدة من هذه الظروف الا حين نريد نحن ان نحدد تأثيرها فنعتبر سائر الظروف الاخرى ثابتة. فالتأثير الموضوعي الحقيقي على حركة الحزب هو محصلة جميع الظروف الاجتماعية المحيطة بالحزب. قد يقول قارئ ان ما جاء في الحلقة الثانية تكرار لما جاء في الحلقة الاولى فيما يتعلق بدور الحزب وتحديده وتأثير العوامل الموضوعية على حركته الذاتية. وهذا صحيح كل الصحة. اذ ان النظرية الماركسية هي دراسة الحركة بطبيعتها الذاتية وتحديد اتجاهاتها الضرورية نتيجة لمحصلة التناقضات المكونة لها. ولهذا فان ما تتوصل اليه النظرية الماركسية في دراستها لاية حركة هو نفس نتائج الحركة اذا كانت الدراسة صحيحة ودقيقة. ولهذا فان ما تتوصل اليه النظرية حول تحديد دور الحزب الماركسي هو نفس ما يحدد طبيعة الحزب في حركته الذاتية في الميدان النضالي.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (اولى)
-
صفحات منسية من الانتصار
-
مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اخيرة)
-
مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (ثانية)
-
مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اولى)
-
خطاب لستالين ينشر لاول مرة
-
اول ايار يوم الاعتراف بان عمال العالم طبقة واحدة
-
دور الحزب الماركسي في الحركة العمالية
-
موقع الطبيب في الاصطفاف الطبقي
-
متى يجوز لحزب ماركسي الاشتراك في حكومة؟
-
سذاجة طرح الماركسية على التصويت
-
الحزب الماركسي حزب الطبقة العاملة فقط
-
نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اخيرة)
-
نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (ثانية)
-
نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اولى)
-
الصراع الطبقي وتوازن القوى (اخيرة)
-
الصراع الطبقي وتوازن القوى (اثانية)
-
الصراع الطبقي وتوازن القوى (اولى)
-
حول اراء العراقيين العائشين في المهاجر
-
ملاحظات حول كتاب بشتأشان بين الالام والصمت 2-2
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|