أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2















المزيد.....

تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 820 - 2004 / 4 / 30 - 07:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان المهمة الأكثر الحاحاً الآن هي اعادة بناء مجتمعنا الممزق وبناء الدولة والجيش واعادة بناء قوى البناء والتغيير التقدمي ذاتها، وتطوير الأحزاب وتشذيب حياتها حتى الداخلية، بعيداً عن العنف الذي لن يولد الاّ التطرف والمزيد من الخسائر والآلام، وزيادة تلاحمها مع الناس وتمثيلها لهمومهم وآمالهم بعيداً عن الأرتزاق والأنتهازية، ونحو التطور والأصلاح المدني .
ويرى العديد ان القفز على هذه الحقائق الصعبة ـ مهما حسنت النيات والأماني ـ لن يؤدي الاّ الى المزيد والمزيد من العنف وحمامات الدم وصولاّ الى صورة خرائب افغانستان، فليس بالأماني وحدها يعيش البشر في هذا العصر . . العصر الذي جعل من كثير من الأماني الجميلة، مادة قد تخدم قوى شريرة من نوع آخر، لنكون بذلك مجرد كرة تتقاذفها مصالح الأقوى، ان لم نعِ ونستزيد ونحسن التصرّف . . في عالم سريع الصلات يغص بملايين العاطلين عن العمل، يجري العمل حثيثاً فيه على زجّهم في تشكيل جيوش المرتزقة التي تتشكّل على قدم وساق بصورة آلاف شركات الحماية المدنية الخاصة من جنسيات العالم المتنوّعة، من ملايين من العسكريين العاطلين الباحثين عن العمل والمكافأة والمغامرة في اي مكان في العالم، بعد ان انقلب العالم الى عالم القطب الواحد، وتصاعدت فيه الجريمة والمخدرات والدفع الأسود، تحت مختلف البراقع والشعارات .
لكل تلك المخاطر وغيرها من آفاق المجهول، تأتي ضرورة الأصرار على دور القوى والأحزاب الوطنية بكل طيفها، انها احدى الضمانات الهامة ان لم تكن اهمّها، لتجنيب البلاد ويلات وحروب ودماء اكثر مما أريق، وتنبع قوتها امام الأحتلال بكونها هي (الطرف المالك)(1) لثروات البلاد النفطية الخيالية، تلك الثروات التي اصبحت الحياة الأميركية ذاتها غير ممكنة دونها، حيث اصبح استهلاك البنزين الأميركي اليومي، الذي يشكّل اكثر من ربع استهلاك العالم باسره يومياً، مشتقّ من نفطنا، و تحرص الأدارة الأميركية على ضمان سلامة تدفقه بشكل طبيعي كي لا تتعطّل الحياة اليومية الأميركية (2).
ولقد مرّ عام شائك كثير التعقيد والمخاطر راحت فيه وجبات جديدة من العراقيين والعراقيات شهداءاً، مدنيين وعسكريين، عام لابد وان جرّبت فيه كلّ الأحزاب والقوى الوطنية والأسلامية وفحصت مواقعها ومواطن القوة والضعف، ان في سياستها او في مدى تقبل الناس لها ولبرامجها، بعد ان سقطت الدكتاتورية الدموية، وهي مناسبة هامة ونداء حار من العديد، الى ان تسعى لتذليل خلافاتها اكثر، بعد ان تبيّن الكثير . . الى ان تتوحّد اكثر وصولاً الى موقف وطني واحد قوي، يفرض على من يتعامل معه، ان يحسب حسابه ويوافق على شروطه، حين يستطيع ان يرص الناس حوله، يمنحوه الدعم بالنفس والأبناء، بالغالي والثمين، حين يشكّل الموقف الوطني الموحد اكبر ضمانة امام خطر تقسيم البلاد، الذي يراود شبحه المخيف كل الناس، متذكرين نتائج الحروب الأميركية وتقسيمها لكوريا وفيتنام وغيرها .
ويرى كثير من الخبراء والمراقبين ان الأحزاب والقوى الوطنية على اختلاف طيفها، لازالت في بداية المسيرة الجديدة، وان كل الظروف الخطيرة القائمة تجبر الجميع على الألتقاء واعادة النظر ببرامجهم والتوافق، وتعميق ما تمّ لأنها اماني ومصالح الجميع، من اجل انهاء الأحتلال وبناء الوطن الذي تدمّر على يد الدكتاتور المقبور، وازداد ارتباكاً بالأحتلال ثم بعصابات فلول صدام، قوى الأرهاب الأصولي المسيئة للدين الحنيف وللعقائد السمحاء، مصالح دول المنطقة وصراعات الكبار . . من اجل عراق حديث جدير بكلّ ابنائه بعيداً عن التقسيم الطائفي، في ظروف العالم الوحيد القطبية، من اجل التوصّل الى التعايش مع دول العالم على اساس المنافع المتبادلة وضد الجريمة، من اجل دولة المؤسسات الفدرالية لقطع الطريق على عودة الدكتاتورية باشخاص وواجهات جديدة تهدد الجميع.
وفي ظروف البلاد القائمة اليوم، يرى العديد ان يجري تسليم السلطة التنفيذية الى حكومة انتقالية يُنتخَبُ اعضاؤها في مؤتمر يعقد في العراق، يدعو ويعدّ له مجلس الحكم الأنتقالي باشراف من الأمم المتحدة، يضم : القوى السياسية والشخصيات العراقية المشاركة في مجلس الحكم المقبل عمله على الأنتهاء، الوزراء الحاليين، القوى والشخصيات السياسية خارج مجلس الحكم من المشهود لهم في النضال ضد الدكتاتورية قبل سقوطها والأخرى المشهود لها بالدعوة والعمل من اجل دولة المؤسسات البرلمانية الفدرالية، ممثلي كل القوميات والمرجعيات والطوائف الدينية والقومية، ممثلي التجمعات الملموسة للمحسوبين على البعث المنهار ممن عانوا من اضطهاد وظلم الدكتاتورية وادانوا سياساتها، البعثيين السابقين المؤثرين في المجتمع وانتخبوا في مؤسساتهم وممن تحتاجهم الدولة المقبلة ممن كانوا دون درجة نصير، من ذوي السجلات البيضاء وفق لجنة اجتثاث البعث ( مقروناً بموافقة ممثلي اكثرالأطراف تضحية في النضال ضد الدكتاتورية، ممثلي : القوى الأسلامية، القوى الكردستانية والحزب الشيوعي)، التجمعات والشخصيات التي عادَتْ مجلس الحكم سياسياً (وليس عنفياً) واعادت النظر بموقفها وعبّرت عن رغبتها بتحمل المسؤولية والمشاركة في المؤتمر(مقروناً بموافقة ثلثي اعضاء مجلس الحكم الأنتقالي) اضافة الى ممثلي العشائر، ممثلي اكبر النقابات ( العمال، الفلاحين، المعلمين . . )، ممثلي الفئات والتجمعات الضرورية والمؤثرة في المجتمع والأقتصاد والعلوم من المحامين والقانونيين والأطباء والأدباء والعلماء والفنانين والأدباء . . وممثلي الطلاب، الشباب، المرأة .
وفي المحصّلة ان يضم ممثلي القطاعات الأساسية العراقية بحضور واضح : الأسلامية، الديمقراطية والكردستانية والعلمانية الليبرالية، القومية العربية . . بعيداً عن التقسيم الطائفي، وان تحدد النسب باتفاق مجلس الحكم وممثلي الأمم المتحدة، وان يكون التمثيل على اساس الكفاءة بعيداً عن التمييز على اساس الجنس .
وان تقترن الدعوة لعقد المؤتمرباعلان عفو عن المشاركين في احداث الفلوجة والنجف، على ان يسلّموا اسلحتهم ويتعهّدوا بعدم العودة الى العنف (على ان لايكونوا محكومين او ملاحقين لأسباب أخرى، ودراسة امكانية تأجيل التعقيبات بشأن بعضها او تمييزها قانوناً وفقاً للصالح العام ولحجم الجناية اوالأتهام . . بضمان الأمم المتحدة(3) ). . والأحتفاظ بحقهم في التعبيرالسلمي عن وجهات نظرهم، وان تدرس امكانية حضور ممثلين عنهم في المؤتمر، اوانابتهم لمن يختارونه للتعبير عن وجهات نظرهم فيه.
ويشارك في المؤتمر اضافة الى ممثلي الأمم المتحدة، ممثلو سلطة التحالف وسفيري الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، باعتبارهم مسؤؤلي سلطة الأحتلال للفترة بين سقوط الدكتاتورية واستلام الحكومة الأنتقالية للسلطة، والمسؤولين عما دار في البلد في زمن الأحتلال، لغرض تقييم ماجرى، وتقديم التحديدات والتوضيحات الضرورية لعملية انهاء الأحتلال و لأستلام وتسليم السلطة .
ويوصي المراقبون وخبراء الشأن العراقي والمنطقة، بضرورة التمهيد لعقد المؤتمرالوطني اعلاه، بعقد مؤتمردولي باشراف الأمم المتحدة يضم العراق ودول المنطقة والجوار وكبار ممثلي الأسرة الدولية من اجل تعزيز الأمن والسلام في المنطقة والأتفاق على اسس حل المشاكل العالقة بعيداً عن الحرب والعنف، لضمان امن وسلامة دولة وحدود العراق الحبيب . (يتبع)

29 / 4 / 2004 ، مهند البراك


ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المالك الحقيقي هو شعب العراق بانواع طيفه وبالتساوي، ولكون القوى الوطنية بكل طيفها ثمثّله، فهي الجهة التي يتوجب عليها الحديث عن مصالحه لكونها تمثّل تيّاراته، التي بالتفافها من جهتها حول من يمثّلها، تشكّل قوة الموقف الوطني بكلّ طيفه .
(2) The story“ „ عن البث الألماني ARD ليوم 28 / 4 / 2004 ، / الوثائق الأميركية المكشف عنها حديثاً للرؤساء الأميركيين رونالد ريغان، جورج بوش الأب حول الأهمية الفائقة لنفط الخليج / " نفط الخليج الفارسي والأمن القومي الأميركي"، عن صحيفة " نيويورك تايمز"، سلسلة مقالات لشهري آذارـ نيسان / 2004 .
(3) يطبّق العفو بالنسبة لغير العراقيين، بضمانة الأمم المتحدة ومن يمثّل الدول التي تسرّبوا منها، او لهم علاقات فيها، وعليهم التعهد بعدم التكرار، والاّ طالتهم ومن يدعمهم اجراءات عقابية وفق الأصول الدولية، وان يسلّموا الى الأمم المتحدة .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 1
- الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟
- كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
- لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
- لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
- المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
- حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
- في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
- المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
- حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
- نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
- نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
- ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
- قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
- اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
- المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال ...
- قراءة في مشروع مارشال
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب ا ...


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2