أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم المصري - ليحفظنا الله .. من يوم الجمعة














المزيد.....

ليحفظنا الله .. من يوم الجمعة


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 820 - 2004 / 4 / 30 - 07:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليوم الجمعة .. مكانة خاصة عن المسلمين .. كلنا يعرف ذلك فما الجديد ؟
لا جديد .. سوى ملاحظة واحدة ...
يوم الجمعة يذهب المسلمون إلى صلاة الجمعة .. يصطفون في المساجد جالسين .. انتظاراً .. لخطبة صلاة الجمعة وما أن يحيد موعدها .. مع حفظ فروق التوقيت .. حتى يصعد الأئمة المنابر وتنطلق الحناجر .
حنجرة تكتفي بنص مكتوب وتدعو للسلطان عبد الحميد الثاني !!!! حدث هذا ولم يخبر أحدهم الإمام بموت السلطان .
حنجرة تعظ المصلين بتجنب الموبقات وخاصة النظر إلى النساء .. الخطيب رجل والمصلون رجال .. ومن الوازع الديني أن يعتصموا بالعفة الكاملة وغض البصر .
وحنجرة لا تفهم ماذا تقول بالضبط لأن صاحبها في حماسه لا ينتبه إلى صوته المنطلق من مكبر صوت قديم لا يحتمل الصراخ .
وحنجرة تعطي موعظة عن عذاب القبر فيما الناس تحت عذاب الحر تنتظر متململة أن ينتهي الإمام حتى تعود إلى بيوتها .
وحنجرة يأتي لها الناس من كل فج عميق .. كما كان يحدث مع الشيخ عبد الحميد كشك .. وكما يحدث الآن مع شيوخ أقل شأناً وقدرة على الملاسنة من كشك ، ومع ذلك يغلق المصلون الشوارع تماماً فلا تعرف كيف تمر عربة إسعاف أو سيارة إطفاء إنْ حدث مكروه لا قدر الله .
ثم هناك حناجر مُسيَّسة ( من السياسة ) تجد في خطبة الجمعة فرصة أسنانها ، فتمسك بها لمحاربة الكفار والصهيونية وتنتصر لأخوتنا في الشيشان وكشمير وفلسطين والعراق وسقطت من القائمة البوسنة والهرسك بعد توقف الحرب وذهاب البوسنة إلى النسيان برعاية حلف شمال الأطلسي .. وحناجر السياسة هذه أصبحت أكثر من الهم على القلب حتى أنها تستولي على عقول الناس وَهماً في قيادة تصدر أوامر يمكن أن تؤثر بشكل خطير على حياة العباد .
السيد مقتدى الصدر وإن لم يكن في خطبة الجمعة ولكن في يومها يتوعد بعمليات استشهادية أم نقول انتحارية ضد قوات الاحتلال في العراق .. ولم يُؤثر أنَّ الرسول وصحابته أجازوا الانتحار .
لكن حركات المقاومة الدينية في فلسطين التي طالما استولت على خطب الجمعة .. ( شرَّعت ) .. المقاومة الانتحارية الذي تآكلت تحت أقدامها أرض فلسطين .
ومن مسجد أم القرى على ما تسميه هيئة علماء المسلمين في بغداد أو مسجد أم المعارك على ما سمَّاه صدام حسين .. يصدر الخطيب أمراً لقوات الاحتلال بعدم مهاجمة الفلوجة مرة ثانية وإلا ... ولا يصدر أمرا مماثلا إلى المقاتلين بإنهاء الأزمة القائمة والتقيد بشروط وقف إطلاق النار ومنها تسليم الأسلحة الثقيلة التي بحوزتهم .
والشيخ يوسف القرضاوي أحد نجوم خطبة الجمعة الكبار الذي طالما لعن أمريكا واستنكر احتلالها للعراق .. مع أن قاعدة العيديد في قطر .. قريبة من المسجد الذي يخطب فيه .. وبإمكان الشيخ أن يذهب إلى هناك ويطلب من الأمريكيين مباشرة ما يريد .
ولطالما شهد الجامع الأزهر وبعد صلاة الجمعة مظاهرات بائسة تدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور للولايات المتحدة وإسرائيل .. اللهم اخسف بهما الأرض .. حتى نرى قبل أن نموت بمشيئتك .. ماذا سيفعل المتظاهرون بعد ذلك .. وهم طلبة لا يلتفتوا جيداً إلى دروسهم وإنما يسلـِّمون أدمغتهم لا للعلم ولا حتى للتظاهر من أجل تحسين معيشة الإنسان المصري .. وإنما لمتأسلمين من عينة جماعة الإخوان المحظورة في مصر .
مشهور عن المسجد في الإسلام أنه مكان للتعفف عن الصراخ وسمَّي مسجداً لأن المسلم يخضع بروحه وجوارحه فيه إلى خالقه .. كان زمان .. أمَّا الآن فإن المساجد أصبحت أماكن للتعبئة الخطرة التي تفرخ في نهاية الأمر إرهابيين من الدرجة الأولى .
ويُسمَّى المسجد جامعاً كذلك لأنه يجمع المسلمين في ساعة عبادة ، ولكنه تحول إلى مكان لإعلان الجهاد على الأشباح التي تتكاثر أمام أئمة الفوضى وما أكثرهم .
صلاة الجمعة في مصر مثلا تقطع الشوارع تماماً وربما يعود ذلك في بعض أسبابه إلى أن سوء التخطيط العمراني .. إن كان هناك تخطيط أصلاً .. لم يعط المساجد حقها من المساحة .. ويعود كذلك إلى أن الدولة كانت تنافق رعاياها بالسماح لهم بأن يكون الطابق الأول من البناية مسجداً ، فتحول عدد المساجد في شارع واحد إلى أكثر من عدد المقاهي .. وهذه بالطبع سمة ( بركة ) ولكنها أيضاً سمة ( عَطلة ) وسمة ( تفرقة ) بين مسلمي شارع واحد لا يجتمعون على إمام واحد .. وأيضا اختلاط صراخ حينما تسمع عدة خطب ولا تعرف من منها ضد إسرائيل ومن منها ضد أمريكا وإسرائيل معاً ومن منها لا يزال يدعو للسلطان عبد الحميد الثاني أو يدعو لأسامة بن لادن .
صلاة الجمعة في بلادنا أصبحت فوضى كاملة .. وقليل من خطبها الذي يدعو إلى الرحمة بمعناها الإنساني والديني ويدعو إلى حفظ الكرامة البشرية أيا كان معتقد صاحبها .
ثم مع زيادة أعداد المساجد زيادة مهولة في بلد كمصر .. أصبح الطلب على الأئمة مُضاعفاً وبعيني وأذني .. ( محدش قلـِّي ) شاهدت سباكاً لا يحسن التفرقة في النطق بين السين والصاد يصعد إلى رتبة الإمام ولا يزال حتى الآن .. أي يجلس في نفس المنزلة التي كان فيها الرسول عليه الصلاة والسلام .. وكلامي هذا ليس حطـَّاً من شأن السباك ولا من إنسانيته ولا من كرامته وإنما هو نقد لاختلاط الأدوار في الطوفان الديني الذي اكتسحنا ، حتى أن رجلا لا يحسن قراءة عدة كلمات يملك حق الخطابة في الناس والفتوى في مصائبهم الكبيرة والصغيرة .
ورغم أن الخطباء والأئمة على اختلافهم واختلاف فروق التوقيت بينهم ودرجة قربهم أو ابتعادهم عن الحكومات ومستويات وعيهم .. يمكن أن يلقنوا الناس دروساً في غير يوم الجمعة .. بعد صلاة العشاء مثلاً .. إلا أن يوم الجمعة يبقى هو الساعة الأهم لغزو المنابر وتقويض ما تبقى لنا من قدرة على العقل .. المكلف وحده بالفهم والإيمان والإدراك .
ليحفظ الله عقولنا أو ما تبقى منها .. مما يحدث في يوم الجمعة .



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنود السيد .. أحلى جنود !!
- لماذا أنا .. المصري .. أكتب عن العراق ؟
- ما هي حكاية .. الأطفال والنساء والشيوخ ؟
- رسالة خاصة .. إلى صديق عراقي
- حديقة الأرواح
- صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب
- END OF VIDEO CLIP
- هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟
- حدث في .. الفلوجة
- الروض العاطر
- النبأ الطيب .. من تونس
- أيتها الفراشة .. يا اسم حبيبتي
- ماذا يريد العالم .. من الشعب الفلسطيني ؟
- إعرابُ الفاكهة
- الله / الوطن .. بالأمر
- اهبطوا بسلام قبَّعاتكم
- من القلب .. أطردُ الملائكة
- ما وراء الحجاب .. والأكمة ؟
- بلطة صدام حسين
- لنصفق لجماعة الإخوان .. بمرارة


المزيد.....




- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا ...
- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن ...
- إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم المصري - ليحفظنا الله .. من يوم الجمعة