|
الماركسية ...وروحها الثورية المتجددة
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 06:12
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الماركسية بكل ادبياتها وتحليلها الواقعي من قبل انبيائها الخوالد لم ترضخ يوما لواقع اللحظة الساكنة بعد ان اسست واقعا جديدا معاش على انقاض عالم الخدر والجمود والكسل يستمد من الثورة والتغيير مفهومة الاول واصبحت الثورة في الماركسية جزئا اساسيا من فلسفتها في فهم العالم الدائب بالدينامية والحراك وبدون الثورة والتغيير تفقد الماركسة بريقها الاخاذ وتصبح مجرد جثة هامدة او تنظير مركون على رفوف المعرفة مثل كل كتب المثال وقصص الحيوانات التي تتكلم بلسان بني الانسان .ومن اجل الثورة تحمل انيائها الخوالد كل ظروف القهر بعد ان شاركوا العمال كل اضراباتهم في حقبة الثورة التي عصفت اوربا القرن الثامن عشر ومن اجل الثورة تحملوا كل صنوف القهر والحرمان وتسقيط الجنسية واسئلة وملاحقة البوليس السياسي وعبروا حدود وقمم جبال تكسوها الثلوج لكنهم مع كل هذا لم يتبادر الى اذهانهم يوما صورة مهادنة مع نظام يلفة العجز والموت بل كانت كلمة الثورة وجملها المقتضبة ابلغ عبارات ماركس واجملها تركيبا ادبيا يتفوق على ادبيات كتاب القصص والروايات بالوصف الجميل حين وصف ( ثورة الكومونة الخالدة )... (بانها فتحا نحو السماء ) .. (وان باريس كانت حقيقة الحقيقة وكانت فرساي باطل الاباطيل ) بل ان بلاغة ماركس الرائعة بدات تتغزل بهذا التجريد المتحول الى حقيقة (بانة صديقتنا العزيزة . رفيقة الدرب. اكلة الحشرات . الفكر الذي ينموا بعجالة تحت الارض ) ومن اجل ايمانة الهائل بالثورة و قدرة الانسان على التغيير نحو الاحسن لاقى صنوف الحرمان والجوع وهو المرشح لمسك مقعد وكرسي الفلسفة في جامعة برلين لكنة اثر العيش مع الجوع والبرد والمرض الذي التهم منة اطفالا احبهم بجنون حتى العبادة وعانى عوزا مدقعا كان بسبة يقف مع اطفالة على الاقدام لمشاهدة مسرحيات شكسبير حين عجز عن دفع النقد لكنة كان عملاقا حطم كل مفهوم القديم حتى وان عاش وذهب وحيدا. ومع ماركس ولد عالم جديد ونمت اخوة من نوع اخر بين بني البشر اساسها الاتحاد في الفكر والعقيدة وروح رفاقية لاتنفصم عراها ابدا كان مجسدها نبي الماركسة الاول ورفيقة دربة الخالد انجلز وحين يصف( لينين) تلك الصداقة والروح الرفاقية فانه يرفعها الى درجة الاسطورة لانها تفردت على كل صداقات التاريخ الاخرى بعالم جديد ولد مع ماركس وانتشر في كل انحاء الارض وفاق انتشارة كل اتباع الاديان بلا مبشرين بفكر جديد وجة طعنتة النجلاء في كبد التارخ الزائف وكسر مفهوم الجمود والانغلاق ومع ماركس ولدت انسانية جديدة شعارها الثورة التي جسدها (لينين) الى حقيقة في دولة العمال التي خرجت مركباتها الفضائية من مدار الارض واعلنت للعلم والعالم ان الرب لم يخلق السماء زرقاء . ومع لينين كانت الثورة تسود الارض بكل خطوط الطول والعرض واصبحت للثورة مدلولا اخر حين ابدعت الماركسية في نظريتها الرائعة في الحرب التي تخوضها قوى الانسان الحر ضد الرجعية والتخلف بانها حرب عادلة يقرها مسار التاريخ لذلك كانت التنظيمات الماركسية الثورية توقع ببصماتها في كل مكان من ارض المعمورة وانتشرت مع الرياح واصبحت اساطير تنسج حولها قصص السحر والخيال حول بطولات افرادها واصبح بعض ثوارها مواطنا عالميا ونموذجا انسانيا يسكن معنا البيوت بعد ان تغنى الصغار والكبار بجيفارا كانشودة حرية تاخذ مدى كلماتها من رفقة القصب ومياة المستنقع واوراق غابات الاحراش وقمم الجبال وثلوجها تحاكي انين المحرومين وعذابهم وتنشد عالم الخلاص القادم . واصبحت تلك التنظيمات الثورية معاهد ومدارس سياسية رائعة تخرج منها اجيال من ثوار سياسين بعقلية يفتقراليها اكثر سياسي اليوم في تحليل الواقع ..ومع افول اليسار العالمي كقوة عالمية بعد نكبة الاشتراكية حين ابتعدت عن مسارها الصحيح والكارثة التي دمرت كل اليسار واحزابة الشيوعية التي قلدت موسكو كمرجعية اشبة بكنيسة دينية وانطفئت كل وهجها الاخاذ بعد تفكيك دولة الخالد لينين مع العلم ان الماركسية لاتتقيد بدولة او نموذج بعينة فلينين اكد بنفسة في كل ابداعاتة في مرض الطفولة اليساري ( بان روسيا ليست النموذج المتكامل للشيوعية ) و(لايجوز لنا ان نطالب من الاخرين ان يعلقوا قرارات الحزب في روسيا كايقونات جامدة وان ينحنوا لها مثل المصلين ) فالماركسية في نظر (الخالد لينين ) منهج عمل ونظرية تحليل للواقع وليست اقنوما مجردا لكي نعلق امالنا على احلام قد لاتتحق في تجربتة بلدا ما حين تنازل ادعياء الماركسية عن نظريتها الثورية حين اصاب مفاصلهم خدر التبريد المركزي في البرلمانات البرجوازية وملئت جيوبهم الدولارات الخضراء المنهوبة من قوت الشعب وهادنت الاحزاب المتسمية زورا بالشيوعية قوى الاستعمار وعولمتة المحمية بالبنادق وتنازلت عن كل ارثها الخالد بنظرية تحريفية انزلت الماركسية من عرشها القائد الى مجرد تابع ذليل وتنكرت حتى لدور الطبقة العاملة المجيد . فالشيوعية واليسار الان بكل اطيافة وفئاتة مطالب بتجاوز كل اخطاء الماضي وكبواتة من اجل بناء جيل جديد من الشيوعين عبر التثقيف والتعليم المستمر مثلما يقول الخالد لينين ( في البدء علينا ان نتعلم وثانية علينا ان نستمر في التعلم وثالثة يجب علينا ان نتعلم ) ونقد كل اخطاء التاريخ وفضحها عبر كل قنواتة الفعالة من صحف ومجلات وشبكة عنكبوتية وتعاون بين مختلف التنظيمات اليسارية عبر كل بلاد المعمورة تتبادل فيها الاراء حول مختلف القضايا وتتبادل فيها وجهات النظر .والنزول الى ارض الواقع بكل مانملك من قوة لمزاحمة كل اليمين المتعفن بروح ثورية تودع عالم الخوف ووقوف المراوحة لنعيد تحليل التاريخ من جديد لمعرفة اين يكمن الجدل الاجتماعي واين تكمن سلاسل التناقض المستمر ومعرفة من هو الخصم الاولي والثانوي في ساحة المنازلة لنعيد للماركسية اللون والطعم والرائحة وروحها الثورية الجبارة لانها ببساطة حقيقة الحقيقة وماعداها كما يقول ماركس باطل الاباطيل .
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة قصيرة ..الشحاذ
-
صقور.. وحمائم.... ايران
-
سلطة حقيرة..... لا....شعب دساس
-
العراقيون بعد اليأس يغنون للشتاء ...اقبل فدى وجهك نبض القلوب
-
طوائف متناحرة.... لاعالم اسلامي.. ياسيد... اوباما
-
.لحظة حرية
-
سجلها للانسان والتاريخ ...يا امير الكويت
-
طفولة البنادق الهر مة
-
الايام الستة ..الهزيمة التي سجد لها.. الشعراوي.. شكرا للرب
-
بين اتباع صدام ....واصحاب الفقية .. سكت الكلام
-
طريقنا واحد ......يانايلة جبران
-
دوي الخميس الهائل.... في .مدن عراقية
-
الشيوعيون لايخيفهم ... صعلوك يسمى .. ضبة العيني
-
الشيعة ..والانتساب ل(علي ) بالشعار... وبالفعل لمعاوية
-
عفت... نصرة
-
اسيل .لارا .سلوى .معصومة ...اول الغيث ..تسونامي
-
ضرورة النكبة
-
العراق الجديد وازدهار ... سوق الحمار
-
هولو كوست ..(.الصحابة الصالحين)
-
اللامعقول في دين ...الاسلام
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|