أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي السعيد - العصامي الهندوسي شويترام باجراني(قصة حياته من يوم هروبه من البصرة الى وفاة ابنه وتأسلمه المثيرة للشك والجدل )














المزيد.....

العصامي الهندوسي شويترام باجراني(قصة حياته من يوم هروبه من البصرة الى وفاة ابنه وتأسلمه المثيرة للشك والجدل )


علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 08:53
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في مطلع القرن العشرين احتلت بريطانيا العراق على اثر محاولات دول الاستعمار اقتسام ممتلكات الرجل المريض (الامبراطورية العثمانية ) ولاجل ذلك جندت الاف الشباب من الدول التي استعمرتها سابقا ومنها الهند .وزجت بهم في حروبها واحتلالها الكثير من الاوطان ومنها العراق .من ظمن هذا الجيش دخل شويترام العراق ليهرب منه على اثر اول فرصة مكنته من ذلك ,من سواحل البصرة المطلة على الخليج العربي بدأ شويترام رحلة الالف ميل , نحو الحرية والانعتاق , نحو المجهول , هاربا من جيش جاء ليغزو بلد اخر غير بلده التي وقعت تحت الذل والاستغلال والاستعمار .بدأ خطوته من البصرة حتى اوصلته جنوب افريقيا ونظامها العنصري ليبدأ حياة اخرى , هذه المرة بائعا متجولا وليس جنديا مقهورا تحت وصاية جيش الاحتلال ,حيث الحرية وبعيدا عن المطاردة في وطنه الام او في العراق المحتل .
استمر الرجل في كفاحه وتجواله بائعا على عربة خشبية بسيطة ,منها تعرف على أمرأة احبته وساندته في كل مشاريعه وكفاحه وحياته , تزوج منها وانجب مولودا ذكر اسماه(باكورثداس). ثم مكنته من تعديل مسار حياته وانتقلت به الى لندن,بعد أن أحست بقدرته وطموحه جاهدت المرأة لفتح محلا تجاريا صغيرا له ثم كسبهم الجولة لفتح مركزا تجاريا وأسواق (سوبر ماركت) تحمل اسم ( شويترام ).بعد رحيل شويترام الاب بدأ الابن من حيث انتهى الاب, في التجارة ,لينتقل الى اعظم مركز تجاري الى هونك كونك وسنغافورة. وعن طريق الصدفة انتقل الى (امارة دبي) عام 1954, حيث طارد تاجرا ايرانيا (مسلما..!) كان قد استلف منه مبلغا كبيرا وتملص المسلم من السداد وآثر الهروب الى دبي .طارده في دبي بمساندة حاكمها (امير دبي ) ثم استمرت المطاردة لتوصلهم الى لندن , حيث تمت مقاضاته واعادة مستحقات الرجل .
عاد الرجل الى دبي ليجد تسهيلات تجارية كثيرة فيها مما شجعه على نقل ممتلكاته وماله ليبدا سيرة تجارية طويلة , مبتدأ بمحلات لاتملك من البرادات غير العدد القليل والتي تعمل بالكيروسين , استمرت مسيرة الرجل ليؤسس سلسلة سوبر ماركت (شويترام) و(جاينت) الشهيرة في معظم دول الخليج وبريطانيا , اضافة الى معارض الاثاث المنزلي المتعدد .
رزق شويترام الابن ولدا وبنت ,استقر ولده في لندن لادارة ممتلكاتهم ,وتزوجت البنت في دبي لتتاسلم على أثر زواجها من مسلم . التقيته في دبي ( القرهود) على كرسيه المتنقل ,كان الرجل مريضا , مشلولا شللا نصفيا .التقيته في حدائق فللته تحيطه الخدم وطبيبه الدائم وقطته البيضاء التي لايفارقها ابدا ,سألني من أين أنت ( كان الرجل قد ارسل علي خادمه ليستضيفني وليتعرف علي وليقضي بشي من الوقت بوجه ربما الفه من بعد .أجبته بانني عراقي من البصرة , ابتسم بصعوبة وعاد ليسال كيف هو حالكم في العراق ...كانت لديه معلومات عن حروب صدام والحصار والتحالفات الدولية لابتلاع العراق ,لم افهم من جوابه لي غير ان تجار الحروب لاتحاول الاستفادة من خيبة تجاربهم ومرارتها .في الربع الاخير من عام 99 توفي الرجل , ولااذكر تاريخ الوفاة بالضبط الا ان وفاته تركت مشكلة القت بظلالها على العلاقات الهندية الاماراتية .
ادعت ابنته ( المتأسلمه ) اثناء وفاة ابيها بأنه نطق بالشهادتين, وطلبت من دائرة الاوقاف الاسلامية الحضور لتوثيق تأسلمه ..! الا إن الرجل قد فارق الحياة قبل حضور رجال الاوقاف حيث اخذت بشهادتها وشهادة زوجها المسلم وأعتبر العصامي (شويترام) مسلما وعليه تترتب امور التركة والارث والدفن وتقاليد الوفاة .في هذة الاثناء احتجت حكومة الهند على هذا الاجراء واعتبرته تدخلا في شؤون مواطنيها .
برايي الشخص انني لاأملك القناعة والحجة الدامغة لتاسلمه , من خلال حواري معه ومع بعض خدمه , ان الرجل هندوسيا ملتزما بعقيدته ومعتقداته الهندوسية ,لم تنسب ادبيات الهندوس لشخص معين , بل هي نتاج وثمرة تراث للشعوب التي تعايشت وتمازجت وانصهرت في قالب مجتمع موحد , عكس الديانة الاسلامية . انها لم تمتزج ولم تتماسك وتتقولب بل ازدادت بعدا بعد أن كانت موحدة , مثل العرب , ازدادت تفككا وتشرذما تحت سقف الطائفية والقبلية والسلاطين ووعاظهم وتحت ابواب الفقر والقهر وطمس الحقائق والتاريخ .الهندوسية تشمل الدين والعادات والتقاليد والحضارة .
لاأعتقد أن ابنته قد أرشدته في النفس الاخير ..لان في المعتقدات الهندوسية ان المرأة التي تقود رجلا مصيره الزوال ,ولكونه هندوسيا متمسكا بها وبقوة وعمل طيلة حياته تحت قيمها واخلاقها وطقوسها فالمرأة لديهم فاسدة ومفسدة حيث لامكان عندها للقيم والاخلاق ,كما انها في استطاعتها استهواء حتى الشيوخ والعلماء من الرجال وجعلهم عبيد الهوى والغضب.في اثناء موته مورست عملية تعتيم باسم الدين ,حيث دأبت أبنته ( المتاسلمه) ا شاعة نطقه بالشهادتين , توفي العصامي (شويترام ) وتم تأييد تأسلمه بالسجلات الحكومية ودفن وشيع وفق الطريقة الاسلامية ..وهكذا أسدل الستار عن حياة حافلة بالجد والمثابرة من البصرة مرورا بجنوب افريقيا ولندن وهونك كونك حتى دبي .بدأها والده الجندي الهندي الهارب من جيش احتلال العراق في مطلع القرن الماضي من مدينة البصرة الفيحاء .



#علي_السعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البوذي الذي كاد أن يفقد ظله ...
- أقزام عملاء ..وعمالقة فقراء
- السيكارة والطبيب والثورة والجنس
- الدكتور علي الوردي وحليب السباع
- (مطرقة التهديم..في مملكة التحريم) تحية للمرأة في المملكة الس ...
- الاستاذة راندا وجبل الجليد..
- اللجنة المركزية وبرجها العاجي
- من على اطلال بابل شاهدت مردوخ البابلي وتلمست عذاب البشرية في ...
- الفوسفور ...واستعماله من قبل اعداء البشرية
- جو بايدن(السيءالصيت)..يتأبط شرا
- اللهم أكشف هذه الغمة عن هذه الامة....اللهم أغثنا..اللهم اغثن ...
- إدارة التوحش.. وصناعة الوحوش السلفية ..!!
- المدرسة التي ارادت ان تخرجني ...هي ذاتها التي خرجت بن لادن و ...
- ساعة واحدة في ضيافة خلية سلفية جهادية
- ...حتى عملاء الامس أشرف من عملاء اليوم ...!!!
- شاهدت أبشع جريمة شرف....!!!
- الحقيقة لاتحجب او تموت
- ما أجتمعت أمتي على باطل ...!!!
- يوم من احتلال البصرة (البصرة ...حريق ثم احتلال ) الجزء الاخي ...
- البصرة...حريق ثم احتلال ! -الجزء الثاني -


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي السعيد - العصامي الهندوسي شويترام باجراني(قصة حياته من يوم هروبه من البصرة الى وفاة ابنه وتأسلمه المثيرة للشك والجدل )