أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم عبد العزيز - الـ (72) ساعة الحاسمة!














المزيد.....

الـ (72) ساعة الحاسمة!


إبراهيم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 820 - 2004 / 4 / 30 - 05:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


كاتب وصحافي فلسطيني مختص بالشؤون الإسرائيلية
بقيت ثلاثة أيام فقط أمام اريئيل شارون رئيس حكومة تل ابيب، لينقذ شرفه السياسي ولينقذ رؤياه، وعدم خسارة خطته لقك الارتباط، فلأول مرة منذ أعلن عن نيته طرح الخطة، للمصادقة عليها من قبل منتسبي "الليكود"، يظهر استطلاع للرأي بأنه لا يملك أغلبية، حيث يعتزم 47 في المائة، التصويت ضد الخطة، مقابل 39 في المائة معها، و 14 في المائة لا يزالون يصفون أنفسهم بالمترددين.
بقي 72 ساعة، وشارون لم يعد يستطيع فعل الكثير، فكل شيء معلق برجاله، عمري شارون، وآيل أراد، وليئور حورب، ورؤبين أدلر، وأوري شني، الذين يحاولون الحفاظ على برودة أعصاب تحت النيران، والصراع من اجل أسدهم.
لعل تصريحات شارون: "من يريدني فليصوت مع، لا يمكن تأييدي وعدم التصويت مع فك الارتباط، هذا لا يجوز فمن هو معي فليصوت معي"، يمكن أن يعكس بصورة جلية حقيقة المأزق، الذي هو واقع فيه، فقد فتح فمه قبل يومين على الاستفتاء المصيري للمنتسبين، ونزع القفازات: "اليمين المتطرف هذه المرة لن ينجح، مثلما فعل في الماضي، في إسقاط حكومة الليكود.
مؤيدو "فك الارتباط" في "الليكود" لديهم أحساس باكتئاب، وهم يفعلون كل ما في وسعهم لمنع التفتت اللائح في الأفق، وهم يدركون أن الوضع صعب، كما أن استطلاع "معاريف" الذي نشر اليوم، يثبت بما لا يرتقي ليه الشك بان شارون فقد الزخم. ومع أنه لا يزال هناك 13 في المائة من بين منتسبي "الليكود" مترددون، ألا أن رجال شارون يعرفون جيدا أن هذا ليس كافيا.
ففي قيادة شارون قلقون ليس فقط من صمت الوزراء المؤيدين للخطة، بل أيضا من قرار قيادة مبادرة "جنيف" الخروج في حملة لدعم "فك الارتباط"، عبر نشر إعلانات ضخمة في الصحف اليومية يقال فيها: "نعم لفك الارتباط، نعم للمفاوضات"، الأمر الذي اعتبره أحد رجال شارون بأنه مثابة " رصاصة في الرأس"، وأنهم سيخسرون بسببها. ففي محيط رئيس الوزراء الإسرائيلي، غاضبون على نحو خاص من سطر واحد في الإعلان، الذي تنوي قيادة مبادرة "جنيف" نشره، حيث جاء فيه: "لا أحد يوهم نفسه أن هذا هو الانسحاب الأخير"، والإحساس السائد، هو وكأنهم صاغوا هذا السطر على نحو خاص كي لا يقر الأمر في "الليكود".
الوزير يوسف "تومي" لبيد، رئيس حزب "شينوي" وجه هو كذلك رسالة إلى شارون، أنتقدها بشدة منتسبي "الليكود" فقد كتب لبيد يقول: (إن موقف منتسبي "الليكود" لا يلزم مندوبي "شينوي" في الكنيست وبالتأكيد لا يلزم الحكومة)، وطالب شارون بطرح خطة "فك الارتباط" على الكنيست والحكومة، دون صلة بنتائج الاستفتاء، الأمر الذي فسر على أنه تهديد ملمح من "شينوي" ضد ناخبي "الليكود"، لاسيما في ضوء الحضور المكثف لمعارضي "فك الارتباط" في الميدان.
قبل عدة أسابيع كانت الاستطلاعات، تشير إلى فوز شارون في الاستفتاء بسهولة، حيث كان الفارق حتى قبل أسبوعين، بين المؤيدين والمعارضين أكثر من 20 في المائة، ولكن بشكل مفاجئ وبعد وقت قصير من عودة شارون من واشنطن، وتمكن من نيل تأييد كبار الوزراء في حكومته بدأ الميل ينقلب. فقبل أسبوع كان الفارق نحو 10 في المائة في صالح المؤيدين، إلا أن استطلاع اليوم، وقبل ثلاثة أيام من الاستفتاء، انقلبت كل الموازين، وأصبح يلوح انقلاب في الأفق، وتوجد أغلبية واضحة لمعارضي الخطة. مما جعل المقربون من شارون يتحدثون عن تخوف متعاظم من فشل في الاستفتاء.
ينتاب القلق العارم مقر قيادة شارون، كذلك من القدرات التنظيمية للمستوطنين، الذين يتلقون مساعدات لوجيستية مكثفة من مجلس المستوطنات "يشع" ومن حركة "موشيه بايغلين"، إذ أن هاتان المنظمتان مستعدتان لجلب 45 ألف منتسب إلى صناديق الاقتراع، وإذا ما تمكنوا من الإيفاء بتعهدهم وإحضار 45 ألف منتسب، فهم كفيلون بحسم الكفة والانتصار على شارون في الاستفتاء.
شارون يرى في الاستفتاء تصويت الثقة عليه شخصيا، فهو قال: "لا يمكن أن يكون المرء معي، وضد الخطة التي أقود، هذا أمر متعذر". ومهما يكن من أمر، فان يوم الحسم يقترب، ويحتمل أن يفقد شارون ومؤيدوه الارتفاع. وإذا تغلب شارون على معارضيه، ستتواصل الحياة السياسية في إسرائيل في "التدفق" كالمعتاد، وإذا ما انتصر رافضو خطته، فان بانتظار الشارع الإسرائيلي، الفوضى على المستوى السياسي الداخلي والخارجي.
في كلتا الحلتين يمكن لشارون أن يواصل في خطته، بحيث لن يكون للتصويت سوى مفعول أخلاقي - جماهيري، إلا أن حياته السياسية لن تكون حياة، فمن المؤكد أن رافضو الخطة سينغصون عليه حياته، وهو سيفقد الكثير من قوته السياسية من صلاحيته ومن قدرته على فرض خطوات "بن غوريونية"، فشارون أقدر من غيره على معرفة، بأنه سيكون عندها أسيرا في يد وزرائه وأحزاب الائتلاف اليمينية.
شارون وقع بين مطرقة "اليسار" وسنديان اليمين، فإذا ما فشل سيقول اليساريون: "أن السحر قد انقلب على الساحر" حيث لا يمكن أن يقال طول السنين للإسرائيليين انه لا يجوز إخلاء المستوطنات والتلون، ثم الوقوف في موقف يختلف اختلافا كليا. كما سيقول اليمينيون" "أن شارون يتلقى ما يستحقه، لخضوعه للإرهاب وتخليه عن ارض الآباء".كل هذه العوامل تشير إلى احتمال أن نصبح على حافة فوضى سياسية، قد تؤدي بالضرورة إلى تغييرات في الخريطة السياسية في إسرائيل. فهل هذا سيكون النهائي الرباعي لشارون.



#إبراهيم_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجنون رمى حجر في بئر
- هل اغتيال الرنتيسي الثمن الأخير لتحقيق وحدة وطنية
- صورة قلمية:الطفل القارئ قائد المستقبل
- فراغ سياسي ينذر بالشؤم
- شارون في عزلة
- موقع منفتح على كل الأفكار والتيارات الفكرية والسياسية ، يتحت ...
- شارون يلعب في الوقت الضائع
- مرغم اخاك لا بطل
- تياران متنازعان يحكمان اسرائيل
- ماذا ينتظر شارون وائتلافه الحاكم
- تصريحات يعلون بداية الانقسام في القيادة الحالية لإسرائيل
- زفاف علي
- لمصلحة من -الفيتو-؟
- هل ستقع الإدارة الأميركية في الفخ الإسرائيلي؟
- هل أضاعت الرباعية الفرصة الأخيرة؟
- صحوة ضمير أم سحابة صيف سرعان ما تتلاشى؟
- -أبو عمار- إلى القدس
- حوزير بتشوفاة
- رؤية سياسية وقيادة موحدة


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم عبد العزيز - الـ (72) ساعة الحاسمة!