لنوقف التحريض كي نحمي شعبنا من الق

سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 820 - 2004 / 4 / 30 - 07:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

انتهى نظام صدام حسين وانتهت سطوت رجال البعث وفتحت أبواب المعتقلات وسراديب الموت وقطعت حبال المشانق وأخرجت جماجم أبنائنا من مقابرها الجماعية لتنقل إلى مقابر أخرى تلفهم من جديد مع دموع ذويهم وحسراتهم المتحشرجة حزنا بعد أن مثل بأجسادهم رجال صدام حسين .
ولكن وكم تمنيت أن تبقى مقابر أهلنا الجماعية في مكانها لتكون دليلا قاطعا على وحشية حزب البعث الجبان والمطبلين له من إعلام محترق ومرتزق ينادي للقومية زورا وبهتانا من أمثال كادر قناة الجزيرة القطرية والعربية وزمرة ابن عطوان ومرتزقة كوبونات النفط .. كم تمنيت أن تبقى المقابر الجماعية في مكانها لتكون مزارا للعراقيين والعرب الشرفاء .
والآن انتهى زمن الموت العراقي الذي كان يمارسه صدام حسين وزمرته العفنة ؛ ولكن لم يتوقف قتل العراقيين الذي بات ينتشر كانتشار النار في الهشيم ؟!.
سؤال يحيرنا ويحرجنا أمام أنفسنا ويتعب عقولنا المتعبة من زمن الخلق الأول للإنسان ؛ سؤال لم نجد له جواب دون الأسئلة الأخرى التي تقف أمام أعيننا الخائفة من المجهول .
من دفن سر الموت اليومي في بلادنا حتى أصبحت بيوتنا ميتم للأيتام وسكن للأرامل ؛ من هو الذي كتب على بيوتنا أن يكون لونها أسود مثل أيامنا هذه- لماذا لم يتوقف الموت في العراق طالما انتهى زمن الجلادين والقتلة مثل ما نعرف عن ذلك وما شاهدناه بأم أعيينا - ولماذا لا ندعو لوقف القتل للأبناء جلدتنا وأهلنا ولماذا نحاول أن نكون قتلة من خلال ما نكتبه يوميا على هذه الصفحات الغبية وبحجج لا تتناسب ولا يقبلها حتى عقل عدونا .. لماذا دائما نسمي أهلنا ونصفهم مجرمون ونترك ساحة العدو فارغة من أية تهمة مارسوها علينا ؛ لماذا هكذا نحن قساة على ذوينا في الوقت الذي تحاصرهم نيران أعدائنا من كل جهات العراق ..لماذا ولماذا ولماذا ؟؟!!!!!!!!!
تستوقفني الكثير من المقالات التي يكتبها البعض من الزملاء الكتاب العراقيين هنا على صفحات المواقع العربية و العراقية وأرى كأن كتابها يحاربون الصهاينة المحتلين لبلاد العرب وليس موجهة إلى العراقيين أهلهم وذويهم !. حيث نادرا ما أجد هنالك مقالا معقولا يعطي حلولا للواقع العراقي بثقة ومصداقية ؛ وكم تمنيت لو نخطو مثل هؤلاء الكتاب ؛ ولكني أرى العكس من ذلك كله ؛حيث وكما قلت أصبحت ظاهرة الكتاب العراقيين على وتيرة واحدة وكلهم مطالبين بمطلب واحد هو . قتل أهل الفلوجة وقتل أنصار الصدر .؟!!
لماذا نطالب بقتل الفلوجيين ولماذا نطالب بقتل أنصار الصدر . لماذا لا نطالب قوات التحالف وأعضاء مجلس الحكم العراقي في محاورة الفلوجيين وأنصار الصدر . لماذا نحرض قوات الاحتلال ونمدهم بحجة دامغة في قتل أهلنا .؟!!.
نعم هنالك أخطاء وسلبيات قاتلة من هؤلاء جعلت غالبية الكتاب العراقيين يطالبون بذلك ؛ ولكن ليس بهذه القسوة الجارحة . لأنه عندما تقوم قوات الاحتلال في قصف المدن العراقية المزدحمة بالسكان سوف لا تفرق بين هؤلاء من الأبرياء ؛ ولا كنها سوف تحصد كل الأرواح دون تمييز أو شفقة ؛ وتهدم كل البيوت المهدمة أصلا ؛ ولا تفرق بين سنيا أو شيعيا ؛ لكونها نار غبية وخبيثة نعم النار الأمريكية نار غبية وخبيثة وعلينا أن لا ننسى ذلك أبدا .
نعم لم أنكر يوما من أن القوات الأمريكية أنقذتنا من أكبر طاغية في التاريخ البشري جلادا أرعن سافل ؛ ولكن علينا أن ندرك جيدا لم يأتي هذا حبا فينا بل ( لغاية في نفس يعقوب ) !. وأما الديموقراطية التي قالوا لنا عنها فهي تفرض عليهم أن يحاوروا هذه الفصائل المسلحة لكي يدركوا جيدا ماذا تريد ؛ لأنه أهم أسس الديموقراطية هو الحوار وليس القتل وهدم البيوت على ساكنيها .! نحن نسمع من خلال الصحف ووكالات الأنباء من أن القوات الأمريكية وأعضاء مجلس الحكم العراقي تفاوضوا مع هؤلاء ؛ ولكن هل عرفنا ماذا أرادوا منهم وماذا طلب أهل الفلوجة وأنصار الصدر .؟؟ لا نعلم أي شيء عما دار بين هؤلاء سوى قولهم رفضوا وسوف تقتلهم !!
أنها كارثة الموت العراقي الجديد الذي يتغلف بغلاف أعتقد جدا إنه زائف وباطل طالما نجهل ما دار بينهم ؛ ولكي نرى أين يقع الباطل وأين يقف الحق . لذلك ادعوا نفسي وكل الأخوة الكتاب من التوقف عن المهاترات الذي نقوم بها من خلال ما نكتبه هنا لكي نحمي العراق وأهلنا من القتل بعد أن انتهى زمن الطغاة وانتهى رقص الموت فوق قبور أبنائنا الذي كان يرقصه البعث وأعوانه القتلة ولكي لا نصبح مثل القط الذي يأكل أبنائه ...!!!!!!!

#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات