أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية














المزيد.....

شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 820 - 2004 / 4 / 30 - 07:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المعروف أنَّ سورية كغيرها من دول الاستبداد، مدرسة للواحدية في كلِّ مكوناتها السياسية والاجتماعية.. فالأحزاب الموالية، والمعارضة على حد سواء، تختزل بالفطحل الأمين أو الأمينة العام .. حيث يجري التعريف بتلك الأحزاب عن طريق الشخص فيقول من يتحدث عن تلك الأحزاب : جماعة يوسف فيصل.. أو فصيل رياض الترك.. أو حزب وصال فرحة.. ونفس الحكاية تتكرر عند بقية الأحزاب بلا أيِّ استثناء..وليس في هذا الأمر مبالغة أو تجني..! وقد اكتشفنا في كثيرٍ من الحالات حقيقة أنَّ عدداً كبيراً من الأعضاء في تلك الأحزاب لا يعرفون أسماء أعضاء قيادات أحزابهم في المكاتب السياسية، ناهيك عن اللجان المركزية الأكثر عدداً..! وهم لا يشعرون بأية غضاضة من جراء ذلك..! ثمَّ إذا أراد أحدهم التعريف بموضع اصطفافه التنظيمي يقول بكل اعتزاز: أنا من جماعة فلان عوضاً عن الحزب الفلاني.. وهذه الحالة لم تكن نتيجة الإنشقاقات الحاصلة في جميع الأحزاب السورية فقط وإن كان لتلك الإنشطارات الفضل في تجسيدها، وتعزيزها، ولا نتيجةً للعمل السري الذي مارسته، بل هي بالضبط نتاجاً خصباً سياسياً، واجتماعياً، لبذور التفرد والواحدية المطلقة التي مارسها حزب البعث الحاكم المستفرد بالسلطة منذ العام /1963/ على قاعدة الأبدية.. ومعروف أنَّ حزب البعث قونن هذا التفرّد بنص تشريعي حيث نصَّت المادة الثامنة من دستور البلاد المطبوخ بعثياً على هذا الدور للحزب القائد وهو دورٌ مجيِّرٌ بطبيعة الحال لحساب الأمين العام الذي يختزل أولاً حزبه الحاكم في شخصه ثمَّ مع توسع عبادة الفرد في البلد يختزل الوطن بشحمه ولحمه في شخص القائد الاستثنائي حتى يصبح التعريف بالبلد يتم من خلاله فيقال بلد القائد..!
أما وقد بدأ الداخل السوري في العقد الأخير من القرن المنصرم يشهد تأسيس منظمات حقوقية تعنى بحقوق الإنسان، فإنَّه لمستهجنٌ أن تنسحب هذه الظاهرة المرضية ( الشخصنه ) لتشمل هذه المنظمات أيضاً بحيث أصبح متعارفاً عليه في الشارع السوري توصيف، وتعريف أية منظمة حقوقية بالقول: منظمة هيثم المالح، أو جماعة هيثم مناع أو لجان أكثم نعيسة وهكذا.. والاستهجان مردَّه إلى كون هذه المنظمات لم ترتق في ممارساتها التنظيمية، والميدانية إلى السوية الحضارية التي تتطلبها مفاهيم حقوق الإنسان وهي مرجعيتها الوحيدة..ولو كان حصل ذلك لما أصابها فيروس الشمولية المنتشر في البلاد و المسبب لكثيرٍ من الأمراض المزمنة ومنها مرض الشخصنه الذي نتكلم عنه..!
إنَّ الاستبداد المديد في دول الشرق يعود في جذوره للمناخ الذي أشاعته التربية الإسلامية حيث ثبَّتت مفاهيم الرعية، والراعي، والحاكم الذي هو خليفة الله على الأرض، والطاعة، والصبر مفتاح الفرج، إلى غير ذلك من مفاهيم ومقولات الإيديولوجيا الإسلامية المسماة ( سنة نبوية )، ومعنى ذلك أنها غير قابلة لأي تغييرٍ، أو تعديلٍ، أو تطوير..! وكان من الطبيعي في ظلِّ هذا المناخ المفاهيمي المتوارث أن يتحول الناس إلى رعية وترجمتها: قطيع.. وأن يصبح الراعي حاكماً إسلاميا مستبداً.. وأن يصبح تاريخ العرب ولا يزال تاريخ طغاة بامتياز..! ولكون الحزب أو المنظمة جزء لا يتجزأ من الرعية، فهذا يعني أنه سُيختزل أيضاً في شخص الراعي الصغير بالرغم من كون الحزب والمنظمة شكلان حديثان وذلك انسجاماً مع ثقافة المولد الموروثة التي لم تتوقف عملية إنتاجها وتعميمها في كلِّ مكان بدءاً من رياض الأطفال وصولاً إلى دستور البلاد..ومن دلالات استمرار هيمنة هذه الثقافة الرعوية حتى الآن، انتفاء ظاهرة التمرد إلا فيما ندر وبشكلٍ محدودٍ هنا أو هناك بحيث لم يسفر في أي موضع عن كسر الحلقة المشدودة إلى الماضي بإحكامٍ قلَّ مثيله..!
29/4/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشهار الحزب
- عطوان في تطوان يا حادي العيس
- حين تلعب السلطة بالجميع
- نداء عاجل لا تعقدوا القمة
- العبور المستحيل
- عن جدوى الكتابة
- صاحب الكلكة وربيع سورية
- ماهية الانتصار في الزمن الراهن
- المتاجرة لبنانية والتاجر ميخائيل عوض
- غباء القوة
- المراهنة الخاسرة
- التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية