دهكون المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 04:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
نهدف من خلال هذه الورقة البسيطة التي نقدمها بين أيدي القاعيدين خصيصا و الطلبة عموما. إلى المساهمة في إنضاج الفهم السديد و السليم حول النهج الديموقراطي القاعدي . ولا نقول أننا سنلمس كافة الجوانب كما ينبغي , ولا ندعي كذلك بان هذه الورقة تعرف بالنهج الديمقراطي القاعدي ولا بانجازاته العظيمة ولا السياق التاريخي لهدا الفصيل و ليست في نفس الوقت ردا على الخطوط التصفوية والتجريبية والصورية ... بقدر ما هي مساهمة أولية ومبسطة حول بعض الأدبيات النهج الديمقراطي القاعدي .
و هدا عن طريق الحفر في التعاليم و الأدبيات- الماركسية اللينينية- التي يسترشد بها القاعديون إيديولوجيا و سياسيا و تنظيميا.و نرجو أن يكون هدا الإسهام بمثابة حصى نرميها في وجه هذا الصمت الذي خيم على الفهم السلبي لمنطلقات القاعدين
و الذي تماهى فيه أصحابه –بغية النيل من التجربة الفتيه لهذا الفصيل ومن ثمة جعله محل أطماع مختلف التيارات التحريفية و الانتهازية. حتى تثخنه طعنات تلوى الأخرى ليسهل بذالك عليها جره إلى خط الاستسلام و الهوان . وهذا حقا ما يتطلب من القاعديين أن يكون لديهم دافعا إلى مزيد من الصلابة و الصقل لتجربتهم .و العض بالنواجذ على ثوابتهم و ضوابطهم المحكمة طبعا بالربط الجدلي بين النظرية و الممارسة و التي كلما مرت زوبعة لتعصف بهم.زادتهم متانة و تشبثا بهذه الثوابت و الضوابط .
إن أحد أهم الشروط التي تؤمن نجاح الطلبة القاعديين و تزايد دورهم القيادي للحركة الطلابية هو التقيد الصارم من جانب كافة الرفاق بمبادئ و ضوابط القاعديين التاريخية و العلمية و العملية.
النهج الديمقراطي القاعدي فصيل مسلح بنظرية الماركسية اللينينية .يجب أن يضفي على مجمل عمله في البناء طابعا تابتا علميا .منضما .ومنهاجيا.
القاعديين لهم دور القيادة السياسية للحركة الطلابية و تعزيز وحدة الجماهيرالطلاببية.
إن التقيد بتعاليم الماركسية اللينينية و فهمها جيدا هي أفضل طريقة للحفاظ على المسار السليم للطلبة القاعدين و كدا على التلاحم الموجود و الذي يجب أن يكون بجميع الوسائل مع الجماهير الطلابية .
هذه التعاليم تكشف العمليات الموضوعية لتطور و تقدم النهج الديموقراطي القاعدي و مبادئه الايديولوجية و التنظيمية و الأسس العملية لسياسة و استراتيجية و تكتيك النهج الديموقراطي القاعدي , و طرق التنفيذ و التجسيد على أرض الميدان .
لا يمكن للحركة الطلابية أن تقوم بالدور التاريخي الملقاة على عاتقها إلا اداكانت منضمة وملتفة حول الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمنظمة جماهيرية تقدمية ديمقراطية و مستقلة و النهج الديمقراطي القاعدي كفصيل من داخل هده المنظمة هو الكفيل لإعطاء المضمون الكفاحي و التقدمي للحركة الطلابية ونقابتها أوطم.
القاعدي يمتاز عن كافة الطلبة بكونه يسترشد في نضاله وعمله بنظرية علمية .
النهج الديمقراطي القاعدي لايلغي المصالح القومية لكافة الطلبة .ولا يميز بين الطلبة لمختلف لغاتهم ومعتقداتهم ,كما لايقسم و لايجزئ الطلبة على أساس العرق أو الجنس و الإقليم أو المجال الجغرافي .القاعدي مناضل أممي ينصر كافة الشعوب في العالم ويساهم في التعريف للقضايا الأممية و نضالات الشعوب وعلى رأسهم الشعب المغربي.
لا يجب على القاعدي أن يفصل بين الأهداف الآنية و البعيدة كما لايجب إهمالهما ,بل على النهج الديمقراطي القاعدي إن يناضل من اجل اقرب أهداف و مصالح الطلبة دون أن ينسى أو يغفل مستقبلية الحركة أيضا.
كما يجب أن يملك النهج الديمقراطي القاعدي تنظيما صارما و منضبطا إلزاميا لجميع
أعضائه و التوفيق الملازم بين الوحدة الفكرية و السياسية و التنظيمية.
لا ينحصر نضال و عمل النهج الديمقراطي القاعدي على الدفاع و تحصين و مواجهة البنود التخريبية .و البيروقراطية... بل المراكمة و المساهمة في بناء الحزب الثوري الماركسي- اللينيني للاستيلاء على السلطة , هذه المهمة التاريخية لا يمكن أن تقوم بها الحركة الطلابية لوحدها , بل هي مهمة تاريخية عظيمة للطبقة العاملة و حلفائها الموضوعيين .
وهذا ما نجده في البرنامج المرحلي 1986 كبرنامج نضالي وحد أدنى للنضال . في الربط الجدلي العلمي بين الآني والتكنيك والتكتيك والإستراتيجية .
لا يمكن فهم البرنامج المرحلي خارج الفهم المادي الجدلي للأمور . البرنامج المرحلي جاء بعد دراسة علمية لازمة الحركة الطلابية والتناقضات ومتطلبات المجتمع المغربي وواقع الصراع في العالم .
فهذا البرنامج صيغ كتجسيد عملي للبرنامج الديمقراطي القاعدي 1979, وكإجابة على الأزمة الذاتية والموضوعية للحركة الطلابية ...
لا يكفي تجسيد البرنامج المرحلي في الممارسة العملية أن تكون قاعديا دون الانضباط والالتزام الصارم بالنظام الداخلي , وشعار المجانية او الاستشهاد كمكثف لمهام
البرنامج المرحلي و كمؤطر للمعارك في المرحلة,مع الالتزام بضوابط وثوابت القاعديين ومواقفهم السياسية.
وللحفاظ على تماسك النهج الديمقراطي القاعدي واستمرار كفا حيته, فعليه ضرورة تعزيز الوحدة الفكرية و السياسية و التنظيمية داخله والانطلاق من وحدة- نقد- وحدة, لفك التناقضات والخلافات الداخلية ,وكدا إشراك كافة الرفاق في الإعداد والإقرار وإتباع المركزية الصارمة ,الدنيا تخضع للعليا والأقلية تخضع للأغلبية ,وهدا ما نجده في الضوابط التاريخية للقاعديين :الإقناع و الاقتناع , النقد و النقد الذاتي و انصياع الأقلية للأغلبية...
وكشرط ثاني لتقدم النهج الديمقراطي القاعدي و مسايرة كفاحيته : ينبغي مواجهة كافة النزعات الليبرالية التي قد تحدث وسط القاعديين و التي تتمظهر في شاكلة الانتهازية و التحريفية على مختلف أطيافها, و طرد كل اللذين لا مصلحة لهم سوى خرق خلاصات التوجه,وطرد كل الدين لا يلتزمون ولا ينضبطون وكل الدين يشكون في التعاليم الماركسية اللينينية والأسس السياسية والتنظيمية للنهج الديمقراطي القاعدي .
وعلى هذا الأساس فالإقرار بمبادئ المركسية-اللينينية والنضال في سبيل وضعها موضع التنفيذ يعتبران الأساس الفكري للنهج الديمقراطي القاعدي .
فكما ان الوحدة الفكرية والسياسية تكتمل بالوحدة التنظيمية , لدلك لا يمكن القول ان القاعديين منقسمين أو مشتتين أو غير موحدين..
النهج الديمقراطي القاعدي لايسمح ولن يسمح بالمزج بين المتبرجزين و العناصر التي تريد فقط حب الظهور و التي تتبع الموضة السياسية وتتلون من حين إلى أخر ,و التي تنظر نظرة أحادية الجانب أو التي تشوه و تشك في النصر أو التي لا تضحي أو التي لاتحركها القناعة المبدئية أو التي لاتقبل النقد و النقد الذاتي و الغير الملتزمة و ذات الجمود العقائدي... و سيكون الأمر خطيرا جدا ومهلكا ادا ماتم المزج بين هده العناصر وبين القاعديين .
يستند الطلبة القاعديين أو النهج الديمقراطي القاعدي دائما إلى الجماهير الطلابية ,كما ينطلق و يعود إليها فيعلم ويتعلم منها .
إن مهمتنا هي أن نحافظ على صلابة وثبات ونقاوة حزبنا, علينا أن نجهد أنفسنا من اجل أن نرفع لقب وقيمة عضو الحزب أعلى, فأعلى..." لينين
من بين المهمات الرئيسية للنهج الديمقراطي القاعدي كسب الطلبة إلى جانبه ورص صفوف الجماهير ورفع الوعي لديها لتجسيد البرنامج المرحلي.
ولا يجب السقوط في الانتظارية و التجريبية والصورية ,لان كل دلك لايمت بصلة للماركسية- ا للينينية ولا باسس القاعديين .
إن لقب القاعدي يلزم بالكثير , فليس لدى القاعدي أية امتيازات أخرى سوى التضحية وان يقدم للقضية العامة أكثر من الاخرين وان يناضل أفضل من سواهم ويعمل من اجل انتصار القضية ,وليس لدى القاعديين اجر نقدي أو حقوق سوى أن يكونوا دائما في الصف الأمامي وان يكونو في المكان الأصعب و أن يساهموا دوما في سبيل إخراج الذات من الأزمة المادية .
يقول الرفيق لينين " انه ليس من الصعب على المرء أن يكون ثوريا عند ما تندلع الثورة, وتشترك فيها الجماهير, ولكن الأصعب من دلك بكثير أن ينتهج خطا ثوريا عندما لا تكون الضر وف قد نضجت بعد من اجل الانفجار الثوري "
كما يؤكد لينين في العديد من كتاباته على أن الحزب لا يمكن تصوره بدون الديمقراطية الداخلية وسيتحول بدون مركزية إلى ما يشبه نادي المناقشات غير اهل للعمل الجماعي .
ويقول الرفيق ستالين في هدا الصدد: " ينبغي ادن , وبقدر الإمكان تطبيق مبدأ المركزية في تنظيمات البروليتاريا , بالتعارض مع التشتت الاتحادوي – سواء في الحزب أم في النقابات أم التعاونيات " ستالين اشتراكية أم فوضوية؟
تتيح الديمقراطية الداخلية للطلبة القاعديين حرية الرأي والمناقشة والانضباط الحديدي ووحدة الأعمال في تطبيق القرارات المتخذة .
وتعريفا لمضمون الانضباط في التنظيم يقول لينين " وحدة العمل, حرية المناقشة والنقد – هدا هو تعريفنا وهدا الانضباط جدير بحزب الطبقة الطليعية الديمقراطي " لينين: المجلد 14. ص 125
لدلك على القاعديين الانضباط و الحفاظ على اليقظة و الوضوح و تلاحم ووحدة صفهم بالمزيد من العمل الثوري والنضال و المزيد من التثقيف النظري وتصليب القناعات والارتباط بالجماهير أكثر, وخصوصا في ضل هدا الوضع الذي يستغل ويستعمل فيه النظام كافة الوسائل لجرهم إلى مستنقع المهادنة والاستسلام والردة والخيانة من داخل الجامعة من وجدة إلى اكادير ومن مكناس إلى الراشيدية.
يعتمد النهج الديمقراطي القاعدي على تجربة ومبادرة الجماهير والإجابة السديدة على القضايا المطروحة بشكل خلاق كما لا يقدس عفوية الجماهير. يتميز القاعدي بالروح القتالية و العملية وعليه انتقاء وتوزيع وتربية الملاكات ومراقبة التنفيذ الخلاق والصحيح والسليم للبرنامج المرحلي .
ينطلق التوجه من وحدة النظرية والممارسة و العمل السياسي التنظيمي وجدلية النقابي والسياسي والقيادة الجماعية والعمل الجماعي والديمقراطي والثوري مادامت النظرية العلمية تنير طريقه.
"بدون نظرية ثورية لا يمكن أن تقوم حركة ثورية "
لينين " مهمات الاشتراكيين- الديمقراطيين "
إن خير طريقة لحل الإشكالات العالقة والتناقضات الداخلية هي الاستناد إلى الضوابط التنظيمية للتوجه . لدى على القاعديين وطنيا التقيد اكتر و التشبث بالبرنامج المرحلي و بالثوابت و الضوابط و شعار" المجانية او الاستشهاد" وبالإيديولوجية العلمية الماركسية-اللينينية.
إن الماركسيين-اللينينيين لا يناضلون بلا هدف وكما لا يناضل النهج الديمقراطي القاعدي بلا برنامج .
"البرنامج يعني إعلانا مقتضبا و واضحا ودقيقا عن كل مايسعى الحزب لبلوغه, وكل ما يناضل في سبيله" لينين(كراس "إلى الفلاحين")
ويعرف النظام الداخلي ب"حل عام لأشكال وقواعد التنظيم" لينين (مقال "الكلام لا يشبع جائعا")
ان من لم يستطع الوفاء و التقيد بما اشرنا أعلاه فمن الأفضل له أن يبتعد عن النهج الديمقراطي القاعدي وله الحرية في الاختيار,حتى لايسيئ له ويشوه صورته وتاريخه وشهداء هدا التوجه.وليس هدا تعصبا ولا تهديدا للمناضلين بقدر ما يدخل هدا في التطهير الخلاق لذات القاعديين .
"لا يجوز لنا-كما قال الرفيق ماوتسي تونغ-أن نتعمد على التحليلات الذاتية و الحماس المؤقت و الكتب الجامدة,بل علينا أن نعتمد على الوقائع الموضوعية ونستحوذ على المعطيات بصورة تفصيلية ونستخلص منها النتائج الصحيحة مسترشدين بالمبادئ العامة للماركسية-اللينينية "
ماوتسي تونغ ( مقال " فلنصلح دراستنا" المجلد 2 )
في : 16 / 06 / 2009
الطالب: دهكون المغربي
#دهكون_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟