أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - إسرائيل دولة العنصرية والإرهاب















المزيد.....

إسرائيل دولة العنصرية والإرهاب


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


في العام 1975 صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار بمقاومة الصهيونية باعتبارها شكلا من أشكال العنصرية ، واعتبر هذا القرار في حينه انتصارا للشعب الفلسطيني ولقضيته الوطنية العادلة، ولكل أنصار السلام والتقدم في العالم ، خصوصا بعد أن اعترف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ، وبحقه بتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على الاراضى التي احتلت عام 1967 ، وحق اللاجئين في العودة لديارهم طبقا للقرار 194 .
وبعد انهيار القوى الثورية الثلاث في العالم وفى مقدمتها الاتحاد السوفياتى ومنظومة الدول الاشتراكية وحركات التحرر العالمية ونضال الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية، وما رافقها من اختلال موازين القوى وسيادة القطب الأوحد في العالم ، وغياب العالم العربي والاسلامى عن وحدة الموقف من قضية العرب المركزية وهى القضية الفلسطينية ، فقد نجحت إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الرأسمالية في أوربا ، ومن خلال ممارستها الضغط على بلدان العالم الثالث بنفي صفة العنصرية عن الحركة الصهيونية الأب الشرعي لدولة الاحتلال الاسرائيلى .
لقد تعرف الشعب الفلسطيني بفئاته وشرائحه المختلفة من الفلاحين والمزارعين والبدو والشغيلة والفقراء والبرجوازية الوطنية منذ بدايات القرن الماضي على الصهيونية عبر ممارساتها اليومية ضد الشعب الفلسطيني التي حاولت من اللحظة الأولى طرد الفلاحين عبر وسائل الإكراه والضغط من أراضيهم واغتصابها ،وإقامة المستوطنات عليها وتأهيلها لاستقدام المستوطنين الجدد ، وظهرت طبيعتها العنصرية والعدوانية والكولونيالية منذ الانتداب البريطاني الذي سمح وسهل هجرة اليهود إلى فلسطين وقام بتسليح المهاجرين ومنحهم الاراضى مجانا ليقيموا عليها مستوطناتهم وتجمعاتهم العسكرية والشبابية، فشكلت المليشيات المسلحة وشبه المسلحة ،التي تحولت بعد قيام دولة إسرائيل إلى جيش الدفاع الاسرائيلى .
وبعد قيام دولة إسرائيل استمرت في السياسة العدوانية ، وواصلت التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضت تطبيق قرارات الشرعية الدولية وأهمها قرار التقسيم الذي يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية ، وفى تطبيق قرار 194الذى يطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها .
وقامت بسلسلة من الحروب ضد الشعوب العربية واحتلت عام 1967 الضفة الغربية وقطاع غزة ، وأجزاء من الاراضى العربية التي لا زال بعضها تحت الاحتلال في سوريا ولبنان..
وعلى الرغم من مؤتمر مدريد للسلام ، واتفاقية أوسلو فلم تمنع هذه الاتفاقات إسرائيل من استمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني ، بل تصاعدت وتيرة سلب الاراضى وإقامة المستوطنات في الضفة الغربية ليتصاعد عدد المستوطنين إلى اكثرمن نصف مليون مستوطن ، وعمليات تهويد القدس وإحاطتها بالمستوطنات ، ومنعها من التواصل مع الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبناء جدار الفصل العنصري ، وسياسة التدمير والقتل والاعتقالات والاجتياحات المتكرر للضفة الغربية وقطاع غزة ، وإقامة الحواجز، وتحويل المدن والبلدات الفلسطينية إلى كنتونات ومعازل ، وتحويل المجتمع الفلسطيني الموحد سياسيا وجغرافيا وقانونيا إلى مجموعات سكانية ،محاولة فرض وقائع جديدة ويومية على الأرض من شأنها منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية ، ولم تتورع في ممارسة عملية هدم البيوت والإذلال والملاحقات للمناضلين والاعتقالات ، وإقامة معسكرات الاعتقال والتعذيب ، ومع هذا فإنها لم تكسر جذوة النضال للشعب الفلسطيني الذي هب في الدفاع عن حقوقه المشروعة ، ودفع ثمن ذلك الآلاف من الشهداء والمعتقلين والجرحى .
إن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة خير نموذج على عدوانية وعنصرية وإرهاب دولة إسرائيل التي تنال الدعم والتأييد من الولايات المتحدة والقوى الرجعية والديكتاتورية في العالم. لقد أظهرت كل الحكومات الإسرائيلية السابقة واللاحقة طبيعتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ، وتنكرها لحقوقه الوطنية ، ومحاولتها المس المتعمد والاجرامى بالمدنيين وبالأطفال ، وجعلهم هدفا مباشرا لعملياتها العسكرية ولطائراتها ودباباتها وزوارقها .
إن فلسفة إسرائيل الأمنية العسكرية تقوم على قاعدة العدوان والإجرام ، وعلى إظهار قوتها التدميرية لإرهاب شعبنا والشعوب العربية ، ومحاولة إعادة الهيبة لجيشها الذي فقدها في حربه على لبنان ، وحماية ضباطها وسياسيها من الملاحقة القضائية العالمية جراء الخسائر الباهظة التي ألحقها بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة الأعزل والتي أودت بحياة أكثر من 1500شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ ، وجرحت أكثر من 5000 مواطن ، وتدمير أكثر من 20000 منزل بشكل كلى أو جزئي لا زال ساكنيها يعيشون في العراء وتحت الخيام ، دون أدنى مستوى من الحفاظ على كرامتهم الإنسانية ، ودون توفير متطلباتهم المعيشية ، وقيامها بتدمير البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية والاغاثية وحتى مقرات الأمم المتحدة ، والمستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل الصحافيين بدم بارد وبشكل متعمد لمنعهم من فضح سياستهم العدوانية وإحكام السيطرة على كافة المعابر الحدودية التي تربط القطاع بإسرائيل ، وحصارها المتواصل منذ أكثر من عامين ، ومنعها للمواد الضرورية لإعادة أعمار غزة من الدمار الذي لحقه جراء الطابع الاجرامى للعدوان، وعمليات التحكم في المعابر وفرض صفة الأمن مقابل الغذاء .
لقد شاهدت الوفود التضامنية الأوربية والأمريكية ومنظمات حقوق الإنسان حجم الدمار والخراب الذي حل بالشعب الفلسطيني في غزة وبحياته اليومية ، وأكدت كافة هذه الوفود التي رأت بأم أعينها السجن الكبير الذي يعيشه أكثر من مليون ونصف من المواطنين في غيتو الإبادة ، والذين أصيبوا بالصدمة والغثيان أثناء مشاهدتهم هذا الدمار وأثناء لقاءاتهم مع الأطفال والنساء الذين فقدوا معيليهم وسكناهم .
ألا تستدعى كل هذه الإجراءات العدوانية التي مارستها قوات الاحتلال الاسرائيلى على غزة ذلك الطلب العاجل لعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة جرائم الحرب التي اقترفتها الحكومة الإسرائيلية بهدف عادة النظر بقرارها الأخير الذي يعتبر الصهيونية ليست عنصرية ، والتأكيد على اعتبار دولة إسرائيل هي دولة الإرهاب والعنصرية في العالم ، وأنها ليست فوق القانون الدولي ، وهى بهذه التصرفات تهدد السلام العالمي والسعي الحثيث من المجتمع الدولي لملاحقة المجرمين السياسيين والعسكريين وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب ؟؟ فان التأكيد على أن دولة إسرائيل هي عنصرية وإرهابية أقل ما يمكن عمله لمساندة الشعب الفلسطيني ودعمه ،ونصرته في نضاله العادل من أجل حق تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وحمايته من عدوانية دولة إسرائيل العنصرية التي تهدد السلم العالمي ، وتستبيح الدم الفلسطيني ، فالشعب الفلسطيني والشعوب العربية بحاجة إلى السلام العادل والشامل طبقا لقرارات الشرعية الدولية، وعلى جامعة الدول العربية ، ومنظمة المؤتمر الاسلامى بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية أن تسارع وتطالب بعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنقل المعركة في احد جوانبها الدبلوماسية إلى أروقة الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة لاتخاذ موقفا باعتبار أن إسرائيل دولة الإرهاب والعنصرية ، برغم بعض الصعوبات والضغوطات التي ستمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الرأسماليين والرجعيين في العالم على الآخرينِ.




#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الديمقراطية هي المخرج الحقيقي لازمة الحركة النقاب ...
- جبهة اليسارالماركسى الفلسطيني ضرورة وحاجة موضوعية ...!!!
- التمثيل النسبي الكامل أرقى الأنظمة الانتخابية وأكثرها عدلا.. ...
- فى احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009
- في يوم الأرض ...ينتفض شهداء الوطن ...!!
- - آفاق الوضع الفلسطيني بعد العدوان على غزة -
- ابوعلاء الشيوعي الذي لم ينكسر ....!!!!؟؟
- معين بسيسو النجم الساطع في سماء غزة
- أوقفوا الحرب المجنونة فورا.. وأنقذوا غزة من الإبادة؟؟؟ !!!
- أيها السياسيون والإعلاميون ... لا تخطئوا بتحليلاتكم!!!
- كفى..كفى.. ارحموا شعبنا وابلعوا ألسنتكم!!
- سياسة المحاور... والقضية الفلسطينية!!!ّ
- الحذاء الذى نطق...!!!
- الأنفاق تكرس الفصل والانقسام مع سبق الإصرار...!!1
- هل يمكن نزع الذرائع من حركة حماس...والعودة للشعب ؟؟
- جهنم تفتح أبوابها للفلسطينيين .. فهل يمكن إغلاقها...؟؟؟
- أيها العرب لا تزحفوا على بطونكم باراك حسين اوباما ليس هو الم ...
- الترحيب بالمتضامنين لكسر الحصار عن غزة
- أي حوار وطني فلسطيني نريد؟؟
- أعيدوا لمصر دورها العروبى والاقليمى


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - إسرائيل دولة العنصرية والإرهاب