أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - الرسام الضرير














المزيد.....

الرسام الضرير


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:40
المحور: سيرة ذاتية
    


تلقيت عن طريق البريد الإليكترونى فيلما تسجيليا عن فنان تركى يرسم لوحات بالغة العذوبة والجمال ، رغم أنه ـ وهذا هو المذهل ـ فاقد العينين منذ ولادته!!، يقول إيسرف أمارجان ( وهذا هو اسمه )، ...يقول عن نفسه : " صحيح أننى ليست لى عينان ، لكننى لست أعمى !!، إننى أبصر بأطراف أصابعى ، ويكفى أن أتحسس شيئا ما حتى أتعرف على لونه ، وأستطيع عن طريق اللمس أن أميز بين درجات اللون الواحد مهما كان الفارق بينها ضئيلا !!،... فى الفيلم التسجيلى نرى إيسرف وهو يرسم بدون فرشاه ، لأن الفرشاة تحول بينه وبين لمس اللون بشكل مباشر، وبالتالى تحول بينه وبين التعرف عليه ... إنه يغمس إصبعه فى واحد من الأوعية المملوءة أمامه بألوان مختلفة ثم يرسم بالأصابع مباشرة على الورق وهو يتنقل من لون إلى لون طبقا لما تقتضيه اللوحة ، ...وقد كانت حالة إيسرف موضعا لعدة دراسات أكاديمية أجراها عدد من أساتذة علم النفس فى بعض الجامعات الكندية والأمريكية ، ومن بينها ما قام به أساتذة علم النفس المعرفى بجامعة تورنتو حيث تم توصيل إيسرف بأجهزة تقيس النشاط الكهربى لمراكز الإبصار فى المخ أثناء قيامه بعملية الرسم ، وقد خلصت تلك الدراسة إلى أنه لا يوجد فارق ملموس بين النشاط الكهربائى لمراكز الأبصار فى مخ إيسريف وبين نظيرتها لدى الأشخاص الذين يتسمون بعيون طبيعية وأعصاب بصرية سليمة ، وهذه النتيجة التى توصل إليها أساتذة تورنتو تؤكد فى حقيقة الأمر ما هو مستقر فى نظرية المعرفة من أن المخ البشرى هو الذى يصنع صورة الواقع كما نراه ونحس به ، وعلى سبيل المثال فالواقع الخارجى لا ينطوى على أصوات ولكنه ينطوى فقط على اهتزازات ذات تردد معين ، هذه الإهتزازات تنقلها أعصاب السمع عبر الأذن إلى المخ فيترجمها المخ إلى أصوات ، والواقع الخارجى كذلك لا ينطوى على ألوان ولكنه ينطوى على انعكاسات ضوئية ذات أطوال موجية معينة ، وهذه الإنعكاسات تنقلها أعصاب البصر عبر العين إلى المخ فيترجمها المخ إلى ألوان ،.. وما ينطبق على الصوت واللون ينطبق كذلك على الروائح والمذاقات وعلى سائر الخصائص التى نتصورها صفات فى الأشياء بينما هى صفات من خلق الأذهان !! والواقع أن صلة العالم الخارجى بصورته أشبه ما تكون بالصلة بين قرص الكمبيوتر المسجل عليه مادة معينة وبين المحتوى الإدراكى لتلك المادة ، فالقرص نفسه ليس فيه أصوات ولا ألوان ولا حركات ، وليس فيه إلا مناطق ممغنطة بترتيب معين ، فإذا تم تشغيل القرص فى الكمبيوتر ، أمكن للكمبيوتر من خلال برنامج معين أن يترجم تلك المناطق الممغنطة إلى أصوات وألوان وحركات ، أو بالأحرى أمكن له أن يترجمها إلى اهتزازات وترددات ، تصل إلى المخ فيترجمها بدوره إلى أصوات وألوان ، ....ونعود إلى حالة إيسرف التى تؤكد هذه المعلومات الأولية التى يدرسها عادة الدارسون المبتدئون للفلسفة عندما يتعرضون لدراسة العلاقة بين الذات العارفة وموضوع المعرفة ، نعود لكى نستمع إليه وهو يقول : إن المرء لا يحتاج إلى العينين لكى يرى ، وإنه هو شخصيا لديه صورة متكاملة عن الواقع الخارجى أمكن له تكوينها من خلال ما يتمتع به من حساسية فريدة لحاسة اللمس ، فهو دائما يتحسس ما حوله ويحس بألوانه وظلاله ويتعرف على أدق تفاصيله ، ومع هذا فإنه لا يحب أن يتذكره الناس بأنه ذلك الشخص الذى يستطيع أن يرى بأطراف أصابعه ، ولكنه يحب أن يذكره الناس بما أبدعه من لوحات فنية فريدة ، لأنه أولا وقبل كل شىء فنان ذو أسلوب خاص متميز ،( والحق يقال إنه بالفعل كذلك ) ويبقى أن أقول للقراء إننى على استعداد بأن أبعث بالإيميل بنسخة من الفيلم التسجيلى الذى تلقيته إلى كل قارىء أشعر بأنه يهتم اهتماما حقيقيا بهذه الحالة ويهتم بتحصيل المزيد من المعرفة بشأنها .



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوبة الإخصاء!!
- صورة من الذاكرة
- الخنزير الذى أكل خنزيرا
- تحية إلى البديل
- العجوزة ... ونوال
- فوز الليبية
- جوهرة الجزيرة
- قانون مكافحة العدالة !!!
- مدنى وهنيدى وعبده
- الحاخام يسرائيل وايس
- تلك المغالطة
- - كونتى - فين ...يابطة !!
- عن أرقام التوزيع !!
- الأحذية : وجهات نظر
- لماذا لم يصدق المصريون؟؟
- أين ذهب البق؟
- قرار العفو: الرابح والخاسر؟
- حسنى وعزيزة
- مخدرات بأوامر الكبار
- المصريون يندهشون


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - الرسام الضرير