أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!















المزيد.....

خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 819 - 2004 / 4 / 29 - 04:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا أخفي أنني أضفت في اللحظة الأخيرة كلمة "علم جديد"، للتعليق عابرا على تصميمه الغريب، فهو من مظاهر الوضع العراقي المتردي. وأكتفي بضم صوتي للأستاذ سعد صلاح خالص في مقالته بإيلاف بالتعبير عن صدمتي، ولا سيما لإقحام الرمز الديني في علم وطن هو للجميع. وكما يقول الفنان العراقي القدير ضياء العزاوي في تصريح له بالشرق الأوسط عدد 27 نيسان الجاري:

"الرمز الوطني يبنى عبر التاريخ وليس عبر الدين الذي لا يشكل إلا جزءا الحصيلة الهائلة للتاريخ والحضارات الهائلة الموجودة"، أي كما فعل الفنان العراقي الأكبر جواد سليم في تصميم علم الجمهورية العراقية الأولى لعام 1958. أعرف أن مجلس الحكم كان مستعجلاً عن حق لنبذ تشويه صدام للعلم العراقي، كما شوه وخرب كل شيء. ولكن كان ممكنا [مادام الأمر مؤقتا] العودة لعلم الجمهورية الأولى طوال الفترة الانتقالية، وحتى قيام النظام الديمقراطي والدستور الجديد والبرلمان المنتخب أواخر العام القادم. وبل ربما يمكن عند الضرورة القصوى عودة العلم المختار في بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة مادام كل شيء مؤقتا، بدلا من علم يثير كثيرا من الخواطر والانطباعات السلبية، وخصوصا إقحام الرمز الديني. فالعراق بلد القوميات والأقليات القومية من عرب وأكراد وتركمان وآشوريين وكلدان؛ إنه بلد المذاهب والأديان من مسلمين شيعة وسنة ومن مسيحيين وصابئة وأيزيدية وشبك وبقايا اليهود. إن هذه تركيبة قديمة تطبع العراق بطابع خاص لا يريد القومي المتطرف والإسلامي المتزمت استيعابه بل ويريدون طمسه تعسفا.

إنني أضم صوتي بقوة لمن يناشدون مجلس الحكم أن يعيد فورا النظر في قراره عن اختيار هذا العلم الغريب، والتراجع عن الخطأ هو فضيلة!

ورغم إقحامي موضوع العلم في العنوان والمقال، فأعتقد أنه مع ذلك ذو علاقة بموضوع هذه المقالة من حيث طغيان العصبيات الدينية والمذهبية في عراق خرج للتو من جحيم القهر الدموي والتمييز العنصري والطائفي والمقابر الجماعية وثقافة العنف والانتهازية الشخصية؛ ذلك العراق الذي كنا نحلم به متسامحا تتعايش فيه الأقوام والملل والنحل والأديان والثقافات مع ضمان حقوق كل مكون وطيف عراقيين.

لكن الفرد العراقي كان قد عاث فيه النظام الفاشي خرابا وتلويثا أخلاقيين ونفسيين وفكريين. ومن جحيم القهر الطائفي ومذابحه خرج الذي كانت محرمة عليه ممارسة طقوسه المذهبية الدينية ليقع في الشبكات الإيرانية الطائفية العنصرية لتعمل ليل نهار على استخدام الورقة الشيعية لنشر خراب جديد، ولتحويل الضحايا لقتلة وجلادين. أما عقلاء الشيعة، من ساسة معتدلين ورجال دين خيرين، فقد وقعوا بين تهديد قامات ورصاص العميل الإيراني مقتدى الصدر وبين عقدة التقية أو الفهم الخاطئ لوحدة الطائفة.

إن إيران قد صارت اللاعب الإقليمي الأول في العراق وبالتحالف مع سوريا، وهما راعيتا حزب الله وحماس اللذين يتباهى مقتدى بان يكون ذراعا لهما، أي لإيران المتحالفة ستراتيجيا مع سوريا في محور للشر ضد العراق الجديد. إنه محور وقف ضد حرب إزاحة صدام، ودعا مع أعوانه "للجهاد" مع الطاغية ضد "الأمريكي الكافر"؛ محور متحالف مع فلول النظام الفاشي المنهار المدجج بالسلاح والمال وبالعون العربي السياسي والإعلامي الفضائي؛ محور سمح بعبور الآلاف من الإرهابيين العرب القتلة لتدمير العراق الجديد ومنهم المجرم الكبير الزرقاوي، الذي عبر من إيران.

قوتان أساسيتان اليوم في العراق تتحالفان مرحليا لإرهاب العراقيين وقوات التحالف بالقتل والتخريب والتفخيخ ونسف أنابيب النفط واغتيال الشخصيات والموظفين والشرطة؛ قوتان هما إيران والصداميون المسلحون في الفلوجة وخارج الفلوجة؛ قوتان تعملان على إشعال الحروب الطائفية وعرقلة نقل السلطة. إن من يستمع للفضائيات الإيرانية الموجهة للعراق لا بد أن يثار لحجم التبشير التحريضي المذهبي، وبأقصى تطرفه وعدوانيته وتخلفه، الذي تمارسه، ولحجم الدعوة كل ساعة للقتل والدمار. وعلى الجهة الأخرى نشهد فضائية الجزيرة وتشويهها للنبأ وتحريضها وتشجيعها لما تصفه بمقاومة وطنية ضد المحتل.

لقد نجح بن لادن مؤقتا في "إخصاء " معظم أوروبا التي زاد التبدل الحكومي الاشتراكي الأسباني من رغبتها في أن يلحق الفشل بالأمريكان في العراق، ومن حرصها على تجنب عمليات الإرهاب الإسلامي في أراضيها بالوقوف على الحياد ليبقى الأمريكان لوحدهم في مواجهة الإرهاب الإسلامي، الذي أصبح العراق مسرحا أساسيا له.

ومن جهتهما تريد إيران وسوريا ترهيب التحالف والغرب كله بما تفعلان على أرض العراق وبأيد عراقية وعربية مستوردة. إن نظام خميني المتزعزع والمتأزم يشتغل ليل نهار في العراق من خلال مخابراته وعملائه، وعلى الأخص من خلال مقتدى وجيشه المليء بالقتلة واللصوص وأعوان صدام، جنبا لجنب مع شبان جهلة مضللين بشعارات مذهبية متطرفة أو منساقين بالإغراء المالي، فتحولوا لجيش ينشر الرعب في المدن المقدسة، ويستخدم مراقد الأئمة الكرام ثكنات ومخابئ سلاح. ولو تدخل التحالف منذ البداية، ولو مارس مجلس الحكم والأحزاب الشيعية والمرجعية الشيعية دورهم المطلوب منذ مقتل الخوئي، وقاموا بالوقوف بحزم ضد هذا الفتى الطارئ على ساحتي الدين والسياسة والذي تحركه إيران وتسيره، ولو ثقفوا الجمهور الشيعي، الخارج من جحيم الفاشية، بأفكار الوطنية التي تعلو على العصبيات الدينية والطائفية؛ أقول لو تم ذلك في وقته لما بلغ خطر الصدريين هذا المدى.

مع كل ذلك فثمة وقت لعلاج بؤرة الإرهاب الصدري بالحزم وتعاضد القيادات الوطنية ومنها الشيعية، وبدعم المرجعية اللائذة، مع الأسف، لصمت فرض عليها في هذا الجو المرعب. ولا يمكن للعراق أن يسير خطوة وخطوة نحو أفق ديمقراطي من غير دعم وطني وشعبي لجهود التحالف وقوات حفظ الأمن العراقية لسحق عصابات القتلة في الفلوجة والنجف والكوفة ومدينة الثورة التي بناها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وباسمه وحده يمكن إعادة تسميتها!

اجل الأمن أولا، كما قال بحق الزميل عبد الخالق حسين في مقالة هامة له قبل أيام. وسبق أن نشرت منذ عام مع كتاب آخرين في إيلاف وفي منابر عراقية متعددة عشرات المقالات التي تدعو للحزم الأمني، وتحذر من التساهل مع القتلة والإرهابيين والمتطرفين الدينيين والمذهبيين. لقد حذرنا عشرات المرات ومرات من مغبة سيادة المعايير المذهبية والدينية، ودعونا لنشر ثقافة الحوار والتسامح وشعور المواطنة واستيعاب المواطن للحقوق والواجبات. كتبنا حتى مللنا أنه يجب حفظ الأمن أولا كشرط لرفع المستوى المعيشي وتمشية آلة الدولة، وتصليح وتطوير الخدمات، والسير بصبر وحكمة وخطوة فخطوة نحو قيام دولة المؤسسات والبرلمان والفدرالية وسيادة القانون. كتبنا أن لا أحد فوق القانون، مهما كان انتماؤه ومركزه، وأرسلنا المذكرات لمجلس الحكم وإدارة بوش عن خطأ إلغاء حكم الإعدام في العراق الانتقالي وهو في مرحلة النقاهة الطويلة، وأرسلنا مذكرات غيرها عن وجوب غلق مكاتب الفضائيات التحريضية من عربية وإيرانية، ووجوب تنشيط وترشيد الإعلام العراقي.

لقد نبه الوطنيون لكل هذا، واتخذ مجلس الحكم عددا من التدابير الصحيحة ولا سيما سن الدستور الانتقالي، وانتبهت قوات التحالف أخيرا لضرر التساهل مع عصابات الإجرام والإرهاب والقتل الصدامية ـ القاعدية ـ الصدرية. ولكن آلية الدمار والخراب الإيرانية المتحالفة سوريا، كانت أسرع وأكثر نشاطا، و طلت بقية الأنظمة العربية ما بين مثبطين ومعرقلين لعمل التحالف ومجلس الحكم ومرعوبين من دمقرطة العراق، جامعين في بلدانهم رموزا كبيرة لنظام صدام المطلوبين للعدالة، وصمتت هذه الأنظمةعن دعوات "الجهاد مع المقاومة العراقية" الصادرة عن مختلف رجال الدين ومراجعهم، ومنها الأزهر الذي يسمي الإرهاب في الرياض وجدة إرهابا ولا يتخذ الموقف نفسه من الإرهاب الأكثر دموية وشناعة في العراق ،[ ربما كرها بالأمريكي النصراني!!]

وخلال الظلام الإرهابي الصدامي ـ الإيراني نسمع بعض الأخبار المفرحة كردود الفعل الغاضبة تجاه جيش الصدر بين أهالي النجف وكربلاء وتمللهم ضده، وتململ أهالي الفلوجة من وجود الإرهابيين في أحياء المدينة. فعسى أن تتطور الظاهرة وأن يدرك المواطنون العراقيون أخيرا مدى الضرر الذي يلحقونه بوطنهم وأنفسهم ومستقبلهم إن جاروا دعاة التطرف والعنف أو تساهلوا معهم، ولم يقوموا بواجبات المواطنة، وأولها المساعدة في حماية الأرواح والممتلكات. وعلى شيعة العراق خاصة تذكر مدى ظلم صدام ومقابره الجماعية وأن لا يسمحوا لبعض أدعياء الدين ودعاة السلطة المسيرين من إيران بالعبث بمستقبلهم ومستقبل العراق وبسمعة شيعته. وعلى مقتدى دفع ثمن جرائمه وأن لا يكرر فعل صدام حين عرّض الشعب والبلد للحرب لكي يسام بنفسه [ يسلم بريشه!]، وهو بالضبط مغزى تصريح مقتدى من أنه سيشعل حريقا عاما في النجف والكوفة وكربلاء لو مس شخصه بضرر ما!! فيا لحرمة الدين وحرمة الإنسان لدى هذا التابع الصغير لمخابرات إيران ولدى رجلها المعمم الآخر، المعد لانتزاع المرجعية من السيستاني، وأعني ذلك الحائري المليء بعقد الكراهية والتخلف، والمتعطش للدم العراقي!

ألا كم من هؤلاء المتعطشين، وكل لحسابه الخاص!!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة -اجتثاث البعث- في خطاب بول بريمر
- الشارع العراقي وجريمة البصرة..
- نقل السلطة وضمان أمن العراقيين
- التاسع من نيسان يوم التحرير وعيد العراق
- القانون فوق الجميع
- لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!
- قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل
- مجموعة مقالات
- هل أصبح مجلس الحكم أسير الإسلاميين ورجال الدين؟
- تجمع ديمقراطي عراقي متميز في وضع سياسي معقد..
- بعض الملاحظات عن مواقف المسؤولين العراقيين
- معركة الحجاب المفتعلة في فرنسا...
- لا لقوات التحالف! عاشت قوات فرنسا وروسيا وسوريا في العراق!
- فرنسا طبيبة العراق!
- الجريمة الكبري والخسارة الفادحة، مسؤولية التوعية ضد التطرف و ...
- شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية
- من أجل ديمقراطية علمانية
- الحقد المسعور على الشعب العراقي
- اول رئيس وزراء في العهد الجمهوري.. كان وسطياً دفعه الشارع وا ...
- أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!