أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - تثبيت سلطة النظام الصفوي















المزيد.....


تثبيت سلطة النظام الصفوي


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشهد قمع المحتجيين على نتائج الانتخابات الايرانية ليس بالغريب أو المستحدث في ايران بمراجعة لسجل أيٍ من قادة ومسئولي الجمهورية الإيرانية يجد المتتبع أن لا أحد منهم يخلوا سجله من تجاوزات بحق الشعوب الإيرانية, وأن أغلب هؤلاء المسئولين بلغوا مناصبهم لا على أساس الكفاءة والخبرة وإنما حصلوا عليها هبة ومكافأة لهم على تجاوزاتهم التي ارتكبوها في سبيل تثبيت سلطة النظام الصفوي وضمان هيمنة القومية الفارسية على باقي الشعوب والقوميات الإيرانية.
يتميز المشهد القومي الإيراني بتداخل ما بين المذهبية والقومية كما أن امتداداتها الجغرافية الإقليمية تضيف إليه بعدا إقليميا مما يجعل الأمر غاية في التعقيد. فمعظم الأقليات العرقية في إيران يقطنون المناطق الحدودية, فالعرب في الجنوب والجنوب الغربي، والبلوش في الجنوب والجنوب الشرقي، والتركمان في الشمال والشمال الشرقي، والأذريون في الشمال والشمال الغربي وأجزاء في الوسط، والأكراد في الغرب.
تعد إيران من الدول ذات التعددية العرقية ، ويعتبر الفرس و الأذريون و الجيلاك و الأكراد والعرب والبلوش والتركمان من أهم هذه العرقيات في إيران فحسب المصادر الرسمية يشكل الفرس 51% من السكان البالغ عددهم قرابة 70 مليون نسمة، في حين يشكل الأذريون 20% والأكراد 11% والجيلاك المازندارنيون 8% والعرب 3% واللور والبلوش والتركمان 2% لكل منهم، وبقية العرقيات 1% من السكان.
وأما العامل المذهبي في النسيج العرقي الإيراني فيشكل بعدا هاما آخر, فحسب الأرقام الرسمية فإن 89% من سكان إيران يدينون بالمذهب الشيعي ويشكل أهل السنة 10% ويتوزع 1% بين الأرثوذكس الأرمن واليهود والزرادشتة وغيرهم.
وفيما يشكل معظم الفرس والأذريون والجيلاك والعرب سواد الشيعة، يشكل الأكراد والبلوش والتركمان وبعض العرب والفرس في الأقاليم الجنوبية والشرقية سنة إيران الذين يدعون أن نسبتهم تفوق 20% وينتقدون سياسات التضييق والتجاهل المتعمد من قبل الحكومة المركزية في طهران خصوصا في فترة ما بعد الثورة الإسلامية التي طالما رفعت شعار الوحدة الإسلامية.
الرئيس المنتخب أحمدي نجاد ليس ببعيد عن تلك التجاوزات التي جرت بحق الاقليات الايرانية فهو ووزير الاستخبارات السابق وعضو مجلس خبراء القيادة الحالي الملا علي فلاحيان. قد ثبت تورطهم من خلال التحقيقات التي تم الكشف عن جانب منها قبل عدة أعوام في عملية اغتيال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الدكتور عبد الرحمن قاسملو الذي تم اغتياله علي أيدي المخابرات الإيرانية في فيينا في 13 تموز عام 1989م. فحسب ما كشف عنه عضو البرلمان النمساوي السيد بيتر بلتز الذي استند في معلوماته على جانب من التحقيقات التي أجرتها المخابرات النمساوية آنذاك مع عدد مع المتورطين في عملية اغتيال الدكتور قاسملو واثنين من مساعديه وهم عبد الله قادري ممثل الحزب في أوروبا والأستاذ الجامعي فاضل رسول عضو الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي أن هذه الجريمة تمت بأمر من القيادة العليا في النظام الإيراني, وكانت تدار بإشراف مباشر من هاشمي رفسنجاني رئيس البرلمان آنذاك ومحسن رضائي قائد الحرس الثوري وعلي فلاحيان وزير الاستخبارات, وقد تولى الرئيس الإيراني المنتخب أحمدي نجاد مسئولية عملية الاستطلاع ونقل الفريق المنفذ للجريمة إلى النمسا تحت غطاء دبلوماسي, وخرج منها دون أن تتمكن السلطات النمساوية من اعتقاله. وقد أكدت ذلك أيضا التحقيقات التي أجريت في عملية اغتيال السيد صادق شرفكندي - الذي خلف قاسملو في قيادة حزب الديمقراطي الكردستاني - في مطعم ميكونوس في برلين في سبتمبر عام 1992م حيث ثبت تورط أحمدي نجاد في تقديم الدعم اللوجيستي لمنفذي اغتيال القادة الأكراد. يذكر أن محكمة برلين حملت قادة النظام الإيراني - وعلى رأسهم خامنئي - المسئولية عن تلك الجريمة, وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها محكمة أوروبية وبالوثائق الرسمية دور القيادة الإيرانية في العمليات الإرهابية المنظمة.
لماذا قاسملوا و قيادات الديمقراطي الايراني ؟
بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في شتاء عام 1979 إجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا ان روح الله الخميني منع قاسملوا من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخيين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالأضافة إلى البعد القومي لكون اغلبية اكراد إيران من السنة . في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الأيرانية بأمر من الرئيس الأيراني ابو الحسن بنی ‌صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد و سنندج و باوه و مريوان لقمع التحركات السلمية للأكراد بالاحتجاج على عدم التعبير عن هويتهم حيث ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية و الثقافية حيث تم تجاهل الدستور و إغلق الكثير من الصحف الكردية.
تحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس او الآزريون و يمنع وصول الاكراد الى المناصب العليا في الدولة من عام 1979 إلى عام 1982 إندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية و الأكراد وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي "كومه له" طرفين رئيسيين في الصراع ولكن و بحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين كانت قواة الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالی مسؤليين عن إعتقال و إعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من اعضاء الحزبين المذكورين او المتعاطفين مع الحزبين. أثناء حرب الخليج الأولى تمركز اعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وتم اثناء الصراع المسلح بين اكراد إيران و الحكومة الإيرانية تدمير مايقارب 271 قرية كردية. بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان إسمه عبدالله رمضان ‌زاده وقام بتعيين بعض السنة و الأكراد في مناصب حكومية رفيعة ، وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 ويلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الأيرانيين . في 9 يوليو 2005 تم قتل الناشط الكردي شوان قدري من قبل قوات الأمن الإيرانية في مدينة مهاباد وحسب بعض الدعايات فإن قدري تم قتله عن طريق سحله في الشوارع ، ادت عملية قتل قدري إلى موجة عارمة من اعمال العنف لمدة 6 اسابيع في المدن الكردية، مهاباد و سنندج و بوكان و سقز و بانه و شنو و سردشت. في أغسطس عام 2005 تم إختطاف 4 من الشرطة الأيرانية من قبل حزب كردي مسلح حديث النشوء واسمه حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي تأسس عام 2004 ويعتقد ان لهذا الحزب صلة بحزب العمال الكردستاني وقام هذا الحزب المسلح الجديد بقتل 120 من الشرطة الإيرانية خلال 6 أشهر من تشكيله.
ومهما كانت أسباب الأزمة العرقية في إيران داخلية أم خارجية أم مجتمعة معا، فإن الحقيقة الجديدة هي أن التغيرات التي تشهدها المنطقة من حول إيران منذ الانهيار السوفياتي حتى الغزو الأميركي للعراق فتحت الملف العرقي في إيران بشكل أعمق وأوسع من أي وقت آخر.
فهل تكتفي طهران بإلقاء اللوم على أعدائها وتستمر في التعامل السطحي مع الملف العرقي، أم أنها تفوت الفرصة على واشنطن ولندن بالتعامل الإيجابي مع الملف عبر مزيد من الاهتمام بالأقليات القومية والاستجابة لبعض مطالبها. السؤال الذي يمكن طرحه على المطبلين للنظام الإيراني من الذين تستهويهم شعارات هذا النظام ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي أو أولئك الذين يدافعون عن هذا النظام المتسلط على أقلياته بدوافع طائفية, ترى كيف يمكن لنظام يضطهد أكثر من 70 مليون نسمة من مختلف القوميات والشعوب الإيرانية إضافة إلى اغتصابه لإقليم الأحواز وممارسته لأبشع أنواع السياسات الطائفية والعنصرية ضد أكثر من أربعة ملايين عربي من أبناء هذا الإقليم أن يساهم في تحرير أراض أو شعوب عربية أخرى؟



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعد من المثالثة
- سبعة أيار المثالثة
- عيد بلا عمال
- صفحة جديدة في العلاقات الأرمنية التركية
- حزب العمال الكردستاني الى أين
- الشيوعي و الانتخابات النيابية اللبنانية
- الأشرفيه البدايه
- اليوم الجديد لدى الكرد
- باكستان في ميزتن مصالح أميركا
- الدور الذي يمكن أن تلعبه اخوان سوريا
- اصلاح أم خلافة مام جلال
- لغة قطع الأيادي
- من يستدرج حزب الله ؟
- لو كنت أعلم
- خمسون عاما على الثورة الكوبية
- 2008 نهايات ساخنه
- علم واحد بلد واحد
- من شكرا الى عذرا
- هل تصدق نبوءة كارل ماركس حول حتمية سقوط الرأسمالية ؟
- عذرا شيخ بشير


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - تثبيت سلطة النظام الصفوي