حسام مطلق
الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
البعض يعتقد ان مشكلتنا مع الإسلام تكمن في صلاته وصيامه. كل هذا في عقيدتي حريتك الشخصية, وعقيدتي تقوم على ان اقاتل حتى الموت كي تتمكن من ممارسة حريتك الشخصية بدون إكراه خارجي يحدد خياراتك. مشكلتنا مع الاسلام تكمن في الماورائية التي يقوم عليها وما تكرسه من آلية في ذهنية المسلم في طريقة ادارته للمحاكمة العقلية. الأزمة بالنسبة لنا تكمن في اصرار الاسلاميين على ربط فعل المجتمع والفرد بقوة خارجة عنهما, بقوة غيبية, تؤدي دور الاعاقة عن السعي لامتلاك وسائل الخلاص الخاصة. ان قبل الاسلاميون بإعلاء المنطق والحكمة في التعليم وفي ادرة النقاش حول القضايا الكبرى, اي بتعبير صادق ومباشر : إن آمنوا بالله والملائكة والكتب والرسل كي يحققوا روحانيتهم ثم جاءوا الى السياسة والمجتمع انطلاقا من مصلحة الوطن والمواطن بيعدا عن تلك الروحانيات, فإن روحانيتهم تلك سوف يكون لها دورا ايجابيا في اعادة البناء القيمي للمجتمع بعد عقود من الهدم المنظم الذي مارسه البعث والتيارات القومية المختلفة للأخلاق.
نريد للقوانين التي تدير المجتمع أن تصاغ انطلاقا من حاجة المواطن والوطن بتكافىء متوازي, لا انطلاقا مما يسمونه " إرادة السماء ".
بالنسبة لي المجتمع يدار وفقا للمعرفة الانسانية بمختلف دروبها, اي انطلاقا من العلم على تنوعه. والعلم في قناعتي نتاج فكري حيادي من الناحية الأخلاقية والأيديولوجية. هو لا يصح ما لم ينطلق من التجرد المطلق من الناحية القيمية في طريقه الى انماء المعرفة الانسانية, فكل ممارسة مقيدة له في السبل او الآليات انما هي اعاقة سوف تؤدي الى خلل جوهري لاحق في ادراة المحاكمة العقلية عند اتخاذ القرارات الكبرى لما هو مصلحة الوطن والمواطن. المعرفة المادية تقابلها محاكمة الاثبات والنفي المادييتين لا الغيبيتين, هذا هو العلم عندي.ان اتفقنا على تجريد العلم عن السماء ووظفناه في خدمة المجتمع وفقا لتكافىء طرفي العلاقة " الوطن والمواطن " أمكننا أن نبني مستقبلا مشتركا للعمل على التغير في الوطن. فلا الارض اغلى من الانسان ولا الانسان قارد على الاستمرار بلا وطن. حين نقدس الوطن والارض فلأنهما ضرورة للانسان لا لأنهما تلك الحجارة والجبال. بكلمة أخرى : علينا أن ننطلق من تقديس الانسان في انتمائنا للوطن وتفسير المواطنة, لا نريد للحريات الشخصية ان تظل نصا قانونيا يخضع " للتذاكي ", كما هو الحال مع البعثيين اليوم, نريد لتلك الحريات أن تتجسد في الحياة اليومية تحت شعار : الدين خيارك والشارع للجميع.
#حسام_مطلق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟