|
الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مقال سابق ذكرنا ماوراء النقاشات و الجدالات الحاصلة على الشارع الايراني اثناء حملات الترويج للمرشحين في انتخابات الرئاسة الايرانية ، و قلنا انها ليست الا للتنفيس عن المكبوت ، و ما محقون في النفوس و العقول. و انها لفرصة للتعبير عما يجيش في داخل و عمق التفكيرفي المجتمع الايراني ، و التعبير عما منع عنه و ضاقت الطرق امامه ، و هو لم يلق غير هذه الفرصة المتاحة للايداء برئيه و اعتراضه للنظام القائم الجاثم على رقابه منذ اكثر من ربع قرن و نيف . و ما نشاهده بعد الانتخابات و ما اكتنفها و مدى نزاهتها ليست بقضية وهي الشرارة لما جاء من بعده ، و هو الدليل القاطع على صحة ارائنا و ما ذهبنا اليه في التحليلات السابقة و ادعائاتنا حول كيفية سيطرة النظام الايراني على الاوضاع بالقوة المفرطة و من خلال الترهيب و الترغيب بكل الوسائل المتاحة امام السلطة ، انها بحق سلطة شمولية بلباس ديني مستغلة للمعتقدات و الغيبيات و الدين و المذهب في حكم البلاد، و الا مَن يطالع تاريخ ايران يرى فيه الامكانية الكبيرة لوصول البلد الى المسار الموازي للدول المتقدمة من كافة الجوانب و المجالات و الاختصاصات الحياتية الاجتماعية كانت ام سياسية ، و لم يبق مجال او دائرة في هذا العصر العلمي التقدمي لمن لم يهتم بالعلوم الحقيقية ، و لا طريق امام الخرافات و ما هو وراء الطبيعة الغيبية الدينية للسيطرة على الامور و الوضع العام و الحياة في اي بلد و كما كان من قبل و بالاخص في الشرق . اذن من الطبيعي ان تشهد الساحة السياسية الايرانية العنف و القمع بعد الانتخابات و كفرصة مواتية للتعبير عما هو مخفي بالاغطية المكشوفة ، و هذا غير نابع من عدم تفهم الشعب الايراني لما يجري او عدم معرفتهم بالمباديء الاساسية للديموقراطية و للانتخابات و من تقبُل النتائج مهما كانت او من احترام و راي الاخر و العمل السلمي و التنافس الشريف في العمل السياسي ، لا بل كل ما يجري هو ماوراء العملية الانتخابية و اسباب و عوامل متراكمة برمتها ، و انه من ترسبات ما يعيش فيه الشعب و نتيجة الاحتقان و التذمر من الموجود و المفروض بالقوة على الجميع و هم الاجيال التي ولدوا و ترعرعوا في هذه الاجواء و لا حول لهم و لا قوة الا التعبير عما يدور و يجول في خلدهم في اية فرصة مؤاتية ، و هكذا استغلوا الانتخابات و اجوائها في هذه االلحظات ، و هكذا يعلم الجميع ان العنف هو السلاح بيد السلطة امام التعبير و السخط عما هو سائد، و انه تضييق للحرية التي يجب ان تتوفر للجميع للتعبير و ادلاء باراء عما يفكرون فيه و يتمنونه و يهدفون و يعملون على تحقيق امالهم و امنياتهم العامة و ما يمس حياتهم الخاصة . استخدام القوة المفرطة في السيطرة على الاوضاع و كما شاهدنا سيزيد من الوضع تعقيدا ، و لا يمكن تهدئة الاوضاع بالهراوات و الضرب نهائيا ، و هل يمكن ازالة التذمر و الاحتقان و الكبت بقوة السلاح غير المحدد و الذي استخدم في المظاهرات ، و ان هدات الساحة و الشوارع لم يكن في الحسبان ان تتح فرص اخرى في اي وقت كان ، و هل عجلة التاريخ و مؤثرات الوضع العالمي العام على كافة الدول يمكن ان يسمح بمنع دخول وسائل العلم و المعرفة الى الاجواء و الساحات الايرانية ، و هل بالامكان منع التطورات التي حصلت في كافة المجالات و التي لها علاقات مباشرة مع حياة الانسان على الشعب الايراني المعروف بقدرته على المقاومة و امكانية الهائلة في العلم و المعرفة ، و هل قطع الهاتف النقال و منع الانترنيت سيخفف الامر و يمكٌن السلطة من السيطرة على عقول و اراء و مواقف الشعب . فان حصلت المخالفات ام لم تحصل فانتيجة واضحة و معلومة و الخطوط الحمر التي وضعها القائد الاوحد و الفكر الواحد و العقيدة الواحدة و الطريقة و الالية المفروضة هي المانع و السد الاكبر لتطلعات الشعب و نظرته الى المستقبل و هي الكابتة لارادته و توجهاته . اننا على اعتقاد كامل بان الاحداث ستكون لها تاثيراتها المباشرة على الشعب بشكل عام و انها فتحت الطريق امام الاجيال الجديدة المكبوتة في التعبير العلني عما يفكرون، و ازدادت من جراة الجميع في الاعتراض و العمل العلني على الساحة للمطالبة بالحقوق الطبيعية البسيطة العامة للشعب ، و هذه هي الخطوة الاولى نحو الطريق الطويل و التي من المنتظر ان يسلكها الشعب الايراني عاجلا كان ام اجلا و سيحتاج الى ارادة و امكانية و تنظيم و تعاون من جميع ابناء الشعب الايراني بكافة مكوناته المغدورة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
-
متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟
-
استغلال الانتخابات الرئاسية للتنفيس عن المكبوت عند الشعب الا
...
-
الانسحاب الامريكي و فرصة تضييق الحريات في العراق
-
من سيدفع الثمن ؟
-
ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره
-
عقدة التكبر و الاحساس بالنقص معا في السياسة العراقية
-
من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟
-
كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟
-
اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
-
الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
-
استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
-
الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
-
مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
-
لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
-
دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
-
هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان
-
ستكون الانتخابات البرلمانية انعطافة هامة في اقليم كوردستان
-
الديموقراطية و المعارضة في الشرق الاوسط
-
وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
المزيد.....
-
بدرهم واحد فقط.. قوارب خشبية في دبي تعود بك 50 عامًا إلى الو
...
-
إسرائيل تدّعي قتل قائد منطقة طيبة في حزب الله جنوب لبنان
-
توقع انتقام حماس لمقتل يحيى السنوار.. كاتب إسرائيلي يجيب CNN
...
-
وزارة الدفاع الكندية تعلن تخصيص 47 مليون دولار كمساعدة عسكري
...
-
حزب الله يعلن عن -مرحلة جديدة وتصاعدية-، وإسرائيل تؤكد مقتل
...
-
كيم جونغ أون يأمر قواته بمعاملة كوريا الجنوبية كـ -عدو-
-
الصورة الأخيرة للسنوار.. هاجم الطائرة المسيرة بخشبة
-
-الإعلان الأخير-.. كيم جونغ أون يوجه تحذيرا لكوريا الجنوبية
...
-
بعد أن خضعت لدورة كاملة من الاختبارات.. أهم خصائص بندقية -كل
...
-
منع تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.. حزب ألماني يضع شرطا للت
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|