أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الجنة والنار














المزيد.....


الجنة والنار


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 07:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجنة والنار1/2
في القرآن الكريم إشارات كثيرة إلى ذكر الجنة والنار، منها قوله تعالى: (جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) على سبيل المثال لا الحصر،ولو جئنا إلى مفهوم الجنة لوجدنا أنها عبارة عن بستان، وتصغيرة الجنة (جنينة) وايضاً تعني البستان،بحسب قول كثير من أرباب التفسير وبعض أهل اللغة كصاحب (لسان العرب). وقد اختلف المسلون في خلق الجنة والنار، هل هما مخلوقتان حقاً ام هما سوف يخلقان مستقبلاً، فمنهم من قال إن الجنة فعلاً قد خلقت وان النار سوف تخلق، ومنهم من قال إن الجنة والنار سوف يخلقان بعد حين، وهناك قول ثالث إنهما مخلوقان فعلاً بدليل إن الرسول قد رأى الجنة والنار وذلك حينما عرج إلى السماء في حديث الإسراء والمعراج المشهور لدى المسلمين.
لكن ما هي الجنة وما هي طبيعتها؟ وما هي أوصافها؟ وما حقيقتها؟وكم تتسع من البشر؟وكيف يعيش سكانها وهل هم على طبيعة واحدة وسجية واحدة؟ وكيف دخلوا؟ وعن أي طريق؟ إلى غير ذلك من الأسئلة. وكذلك لم تثبت لنا الأقوال والآراء كنه الجنة والنار، هل هما معنويتان ام حقيقيتان ملموستان يشعر بهما من دخلهما شعوراً مبنياً على حس ذو أبعاد جوهرية ملموسة ترتكز على الشعور بالقيم التي نشعر بها في حياتنا الدنيا من غبطة وسرور أو الم وشجن وحرقة وآه. ومن هم الذين يدخلون الجنة ومن هم الذين يدخلون النار. ففي بعض الآيات إن الذين يجحدون الربوبية وينكرون وجود الله تعالى أو الذين يشركون به ويجعلون له أرباباً من دونه، هم الذين يخلدون في النار،ومعنى الخلود هو البقاء المستمر، أي أنهم يبقون إلى ابد الآبدين في النار ويكونون سكانها الخالدون.
ثم إن الذين يقرون بوجود الله تعالى من العلماء والفلاسفة والمفكرين ومن الناس البسطاء يقرون ويعترفون بوجود الخالق المدبر للكون وهو الله سبحانه، إلا أنهم لم يقيموا الفرائض المتعارف عليها، لكنهم أناس مستقيمون وذي أخلاق كريمة ونفسية منفتحة لحب الآخرين، لم يؤذوا الناس ولم تلاق منهم الناس إلا الإحسان (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان). بل إن منهم من قدم أعمال وأفعال جليلة في خدمة الإنسانية ولاسيما العلماء منهم، وعلى سبيل المثال (أديسون) مقترع الطاقة الكهربائية أو الذي اكتشف الجاذبية أو دواء الأمراض المستعصية مثل (كوخ) صاحب العصيات المعروفة بأسمه والتي تعرف بالسل، أو الذي اخترع الكمبيوتر والانترنت والأقمار الصناعية وغير ذلك الكثير.
هل هؤلاء يدخلون النار، ويتعاقبون عقوبة كبيرة بالنار والعذاب، وقد وصف بعضهم هولها لا يوصف، حيث تقشعر منه الأبدان ولا يستقيم مع العقل ذلك العقل الجبار الذي هو أفضل وأعظم جوهرة وهبها الله تعالى للإنسان وبها قد فضله علي العالمين.
ثم ما ذنب هؤلاء حتى يستحقون ذلك، وهناك حديث مشهور للنبي (ص) قال فيه (خير الناس من نفع الناس). فالذي يقدم الخدمة للبشرية في مجال الطب والعلم والتكنولوجيا هو الذي يحصل علي المرتبة والحضوة الكبيرة عند الله تعالي بلا جدال، ذلك لما قدم من خدمة تصب في مصلحة الإنسان وتساعد على بقائه وديمومته وهي الفلسفة التي أرادها الله تعالى.
وإذا كان ذلك صحيحاً فانه يخالف العدل الإلهي، حيث إن الله تعالى عظيم وقادر مقتدر، جبار السموات والأرض فكيف بهذا الجبار العظيم يعاقب مخلوق ضعيف مثل الإنسان، يحرقه بالنار أو يسلط عليه عقارب حجمها بحجم الناقة وأفاعي طويلة تبلغ الواحدة منها عشرات الأمتار وأنيابها بطول الإنسان حيث تلتهمه بلمح البصر، وغير ذلك من الأوصاف التي لا يتقبلها العقل السليم. وإذا فعل الله تعالى ذلك ـ وحاشاه إن يفعل ـ فما هو الهدف أو الغاية وهل هو محتاج أو ضعيف؟ وإذا كان كذلك فليس هي صفة الإله، بل إن الإله صفته الرأفة والرحمة. وما هي الفلسفة أو العبرة حينما يخلق البشر وفي نهاية المطاف يحرقهم بالنار ويعذبهم بأنواع صنوف العذاب بسبب إنهم لم ينفذوا الأوامر. هذا يحدث لدى البشر أنفسهم ممكن، لكن إن يحدث من الله تعالى فانه شديد المحال، فالله أعظم واكبر من ذلك.
الذي اراه ـ والله العالم ـ إن الجنة معنوية حيث إن الروح هي التي تتذوق ذلك من دون البدن، فالبدن يعود تراباً والروح لا احد يدرك كنهها حيث (إن الروح من أمر ربي) وقالت الآية في قضية ادم أبو البشر (فنفخ فيه من روحه). فالذي يحصل على القرب من الله تعالى ينال رضاه ويكسب وده، فيحصل على الجوائز والإغراءات المعنوية التي تسر البشر وتثلج قلبه فيشعر في ذلك كأنه في جنة ونعيم. أما الذي لا يحصل على القرب من الله تعالى، لان الحظ لم يحالفه حيث تعب وواصل ذلك فلم يفلح، فكان نصيبه النار يعني الحرمان وعدم الفوز بالجوائز التي عادة ما يقدمها مالك الملك ورب الأرباب. وكان شعراء صدر الإسلام يوصفون القرب من الحبيب هو الجنة والبعد عنه النار، ولا اعتقد إن هناك محبوباً أعظم من الله تعالى.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسامح في القرآن 1/3
- التسامح في القرآن 2/3
- التسامح في القرآن3/3
- فايروس البطالة
- صدام والوليد بن يزيد
- الغربة في شعر محمد عودة
- المجتمع المدني وعلاقته بالدولة
- الحرية الثقافية
- الفساد الإداري واقع ملموس
- القطار السريع
- مسلسل الارهاب
- ظاهرة بيع الادوية
- الفساد الاداري.. جذوره وطرق معالجته
- ولادة الطائفية
- فلسفة الحوار وحاجتنا اليها
- كيف واجه الإنسان الفقر
- من مبادئ الديمقراطية
- الاعلام والفضائيات
- الاشاعة
- العلامة حسين محفوظ شخصية أدبية علمية فكرية


المزيد.....




- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الجنة والنار