أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عدنان الاسمر - الوداع الاخير للدائرة وما قبلها















المزيد.....

الوداع الاخير للدائرة وما قبلها


عدنان الاسمر

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 01:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انتقل الأردن لمرحلة سياسية تاريخية جديدة على أثر انتفاضة نيسان المجيدة عنوانها التحول الديمقراطي والانفراج الوطني واستئناف الحياة النيابية وإلغاء قانون مكافحة الشيوعية والقوانين المؤقتة وأوامر الدفاع والطوارئ وطرح على القوى الحزبية والسياسية المعارضة مسألة إستراتيجية ومصيرية وهي علانية العمل الحزبي من خلال الترخيص الرسمي والالتزام بممارسة الأنشطة الوطنية والجماهيرية المتنوعة بناء على القانون النافذ وبصفتنا جزء من تلك القوى الوطنية كنا نتبنى موقفا رافضا للترخيص الرسمي لأن ذلك سيؤدي لإضعاف العمل الحزبي وإلحاقه بالنهج الرسمي فالتراكم التاريخي لخبرة العلاقة المتبادلة بالإضافة إلى العقلية العرفية الأمنية التي تدير العمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لن تسمح بحياة ديمقراطية حقيقية وواصلنا نشاطنا الحزبي والجماهيري والإعلامي والبحث عن صيغ تحالفيه في إطار موقفنا الرافض للترخيص الرسمي وقبيل انعقاد مؤتمر اقرار الميثاق الوطني الأردني في شهر حزيران 1991 تمت مداهمة بيوتنا واعتقال عدد من الرفاق كنت أحدهم حيث كنت أسكن في حينه في مخيم البقعة بمنزل مستأجر رديء بناءه قديم منخفض عن الشارع وسقفه مغطى بألواح الزينكو مزروع به شجرة توت كبيرة كانت مصدر تنغيص حياتنا فهي في الليل مخيفة لاحتمالية اختباء زوار الظلام عليها وفي النهار مصدر جمع الغبار والأتربة ومسطحات الذباب الواقعة على حبات التوت وبحكم موقعه المخفض حيث يتمكن المارة من رؤيتنا في حالة إقامتنا في ساحته مما حرمنا أنا وزوجتي انشراح وبناتي نداء وأنصار من النوم في ساحة المنزل هروبا من حرارة الغرفة بل نظل طوال الصيف ننام في داخل الغرفة نشوى بالحر وننام على وسادة من عرق وأطول وقت من الليل نقضيه في حالة من الأرق بين الصحو والنوم خوفا من اقتحام بيتنا من قبل بعض الظلاميون الزنيميون لذا يقع على زوجتي مهمة إضافية هي الإبصار الثنائي فهي تظل ليلا ممدة صامتة بين الغفوي والخفر لمواجهة من يفكر في دخول بيتنا من فوق السور أو يختبئ على أغصان شجرة التوت وخاصة الحذر من دفع بعض المرتزقة بهدف الإساءة إلى سمعت أسرتي لأنه قد تمت مثل هذه السوابق المتعمدة وإثارتها وكأنها نتاج علاقة عادية فمن يصمد تحت التعذيب في الزنزانة تجري محاولات لإسقاطه في الشارع من خلال تلفيق الإشاعات والدعايات المخالفة لعادات وقيم المجتمع مما يحول الشخص من رمز وطني إلى رمز سيء فهذا البيت الذي تمت مداهمته ليلا توفرت فيه ميزة حسنة وحيدة وهي أجرته المنخفضة التي أستطيع دفعها أخر الشهر مما جعلني أتحمل كل ظروف العيش السيئة والصعبة فيه صيفا وشتاء ففي إحدى ليالي شهر كانون ثاني 1991 كان الطقس ليلا رياحه عاصفة وأمطاره غزيرة وبرده قارص ونحن نيام في الغرفة إياها فحلمت أنني ألعب بالماء وبعد لحظات من منتصف الليل شعرت أن قدماي في ماء حقيقي مما أفزعني وطرد النوم من عيوني فتلمست أرضية المنزل وإذ يطفو عليها ماء رائحته كريهة فأيقظت زوجتي لتعاين الأمر وبعد دقائق تبين أن بيتنا يتعرض لسيل جارف من شبكة الصرف الصحي بحكم موقعه المنخفض على المنهل الرئيسي حملنا البنات النائمات بسرعة إلى الغرفة الأخرى وحاولنا دفع الماء بالقشاطة إلا أن المياه أخذت ترتفع وترتفع وتعلو إلى أن وصلت إلى منتصف خزانة الملابس ونحن واقفين بين قطرات المطر ووسط صفير الرياح وعندها خرجت زوجتي في هذا الليل المظلم المخيف تطلب النجدة من جيراننا مالكي البيت حيث حضر أبو حاتم وزوجته وحاولا أنقاض الموقف إلا أن ارتفاع مياه المجاري تساوى مع المنهل الرئيسي في الشارع فهرع الرجل ركضا لطلب نجدة الدفاع المدني وبالفعل بعد دقائق حضر فريقا من الدفاع المدني لنجدتنا وإنقاذنا مما نحن فيه إلا أنهم اعتذروا عن عمل شيء لان اختصاصهم التصدي لمياه الفيضانات أما هذه فهي مياه شبكة الصرف الصحي وبالتالي من اختصاص سلطة المياه والمجاري وبناء عليه اتصل صاحب البيت بسلطة المياه في مدينة السلط حيث حضروا بعد ساعة قاموا بفتح المنهل الرئيسي وتنظيفه مما أدى إلى خروج المياه العادمة من منزلنا بعد أن أتلفت الفراش والملابس في الخزانة وبعض الأدوات والأجهزة وجزء كبير منه تسلمناه هدية من الرفاق في البقعة بمناسبة سكني في بيت مستقل وبالرغم من ذلك تمسكنا في هذا البيت ولم نغادره لان أجرته يمكن الوفاء بها وظلت زوجتي تنظف البيت بكل أنواع المنظفات حتى حلول الشتاء الجديد دون أن ينفع ذلك في إزالة أثار التلوث من مياه الصرف الصحي وفي تلك اللحظات انتابني إحساس غريب من الاستحالة تكراره أدى إلى دوران الأرض بي بل كنت أدفع بماء المطر عن وجهي بكفة يدي وكأني أوجع الماء فأنا واقف تحت الماء ووسط الرياح وبين ثنايا البرد لا حول لي ولا قوة ولا أتوقف عن إظهار اهتمامي من خلال كثرة الأسئلة عن الوضع وملابساته وأثاره وهذه زوجتي المكافحة تحاول لوحدها أن تتصدى لكل المخاطر وفي نفس الوقت عليها أن تجيبني بكل طاعة لتفهمني عما يحدث لنا والطفلتان نداء وأنصار نيام في الغرفة الأخرى ونحن نعرف أنهما وراء الدفء قبل التجمد فالغطاء صار ثملا بمياه المجاري .

وفي ليلة 1/6/1991 وبعد الساعة الواحدة ليلا قرع جرس المنزل فاعتقدت أني احلم وإذا بالجرس يقرع فعلا فتلمست الطريق بحذر وفتحت الباب وإذا بكتلة آدمية هائجة تندفع داخل المنزل ومسك بيدي أحدهم ووضع الكلبشات وسمعت صوت سحب أقسام المسدسات واخذ احدهم يحذرني من أية محاولة للهرب علما أنني لا استطيع الهرب ركضا أو قفزا واندفع باقي الهائجون نحو غرفة النوم للتفتيش فعادة كانت تفتش الغرف وتصادر المقتنيات الشخصية وغالبا هي كتب ومجلات سياسية وفكرية وبالفعل تم مصادرة ما أحتفظ به من كتب فكرية وثقافية عامة وجميعها اشتريتها من السوق المحلي فهم لم يأبهوا لأي اعتبار إنساني أو أخلاقي ولم يحرك ضمائرهم أو مشاعرهم ان سلوكهم البهيمي يخيف الطفلتين ويرعب المرأة النائمة ثم هل هي بوضع مناسب لكي يدخل عليها رجال؟وأنا أيضا لدي مشكلة بصرية ولا استطيع الهروب مترا واحدا وبالتالي لا مبرر أبدا لهذا الشكل من الاعتقال أو التفتيش فبكل المقاييس الإستراتيجية العسكرية والنظريات الأمنية هل من المعقول ان جهازا أمنيا يحتشد بالعديد من الجنود والعديد من السيارات التي أيقظت أصوات أبوابها وهدير محركاتها عشرات الأسر المجاورة وأقلقت نومهم وجعلتهم يتسللون عبر نوافذهم لرؤية ما يجري في الخارج وإذ بكل هذه الترسانة من السيارات والجند تتساوى معي فأنا لا أتمكن من معرفة أشكالهم التي قطعا لا تشبه أشكال الناس ولن افعل شيئا يعيق مهمتهم وذلك بسبب ظروفي البصرية وبعد الانتهاء من التفتيش أملا في ضبط منشورات أو تقارير حزبية علما أنهم لم يعثروا على أي شيء منها في منزلي تم وضعي في سيارة للمخابرات وتم الطيران على الطريق نحو الدائرة بسرعة فائقة فرحا لنجاحهم في إلقاء القبض علي وفي الطريق ولاحقا داخل الزنزانة أقلقني وبشدة الإجابة عن سؤالين اثنين الأول ماذا فعلت زوجتي انشراح الحامل خمس شهور ببنتي الثالثة سلام بعد انتزاعي من البيت وكيف أخافت الخوف لتهدأ مشاعرها وتعاود النوم ؟والثاني هل عادت أبنتاي للنوم؟ أم ان الفزع أيقظ البكاء والرعب في عيونهن؟ كان عمر نداء ثلاث سنوات إلا ثلاثة أشهر وعمر أنصار سنة ونصف ونداء كانت تختبئ وراء أمها وتصرخ وعندما غادرت المنزل برفقة الجند لحقتني وهي تصرخ وتنادي علي بصوت طفولي حاد وضعيف ولا أدري إذا كان صوتها قد أخجل تلك القوة الكبيرة عددا وعدة التي حضرت لترعب طفلات صغيرات تقوى الفراشة على إخافتهن ..

ونتيجة لموقفنا السياسي ورفضنا للترخيص فقد تمت مداهمة منازلنا من قبل جهاز المخابرات ليلا في ليلة 1/6/1991واعتقلنا في زنازين الدائرة وكنا سبعة رفاق يوسف سميرات ونواف نافع و عدنان الأسمر و حلمي الدرباشي وعصام التل و بسام العزة ونايف العطار وتم وضعنا في زنازن متفرقة ولا احد يعرف عن الأخر أما أنا فوضعت في نفس المبنى الذي كانت فيه زنزانة 11 عام 1978 إلا أنني ذهلت من التغيرات في حياة المعتقلين في الدائرة هذه المرة وهنا أتحدث عن المعاملة معي وهذه ليست سياسة عامة فأنا واثق أن هناك معتقلين لم يعرفوا ظروف الاعتقال التي حدثت معي فلكل معتقل خصوصية التهمة والملف وأسلوب التعامل وكان النوم في الزنزانة على سرير مرتفع عن الأرض والفراش نظيف جدا وداخل الزنزانة حمام ملحق بها ودش والأكل طيب جدا وكميته كافية بل بعد كل وجبة يحضر ضابط السجن ويستمع لملاحظات المعتقلين ويسأل إذا كان المعتقل بحاجة لتكرار وجبة إضافية وكان يحضر احد أفراد الحرس يسال عن الاحتياجات من المشتريات فالمعتقل يمكنه طلب كنافة أو أكل من الخارج أو فواكه ويمكنه النوم ببيجامة واستخدام معجون الأسنان كما أن باب الزنزانة عبارة عن شبك من القضبان الحديدية وليس حديد مصفح فانا فرحت بظروف الإقامة في هذا الاعتقال وحسدت المعتقلين على هذه الأريحية في الإقامة فهذا حبس أخر حلاوة وكلما كان يحضر ضابط السجن كان يسألني(كيف شايف الوضع؟) لأنه يعرف أنني سجنت أيام الظلام فكنت اغضب وأقول له لماذا لم تفعلوا ذلك أيامنا ؟ففي هذه الأيام أيام الانفراج والانفتاح والتوجه نحو الديمقراطية يسمح لأهالي المعتقلين بزيارة أبنائهم ويسمح لمندوبي الصليب الأحمر زيارة المعتقلين في الزنازن وخلال تسعة عشر يوما قضيتها في زنزانة شبك مرتاحا لم أتعرض لأي إساءة تعززت قناعتي بالديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان واحترام حقوق المواطنة وترسخت قناعتي بضرورة وجود هيئات مراقبة تطبيق حقوق الإنسان فهذا التحول في العلاقة بين ضباط التحقيق والمعتقلين السياسيين هو ثمرة من ثمار التحول نحو النهج الديمقراطي والانفراج السياسي الذي أدى لانتخاب المجلس النيابي الحادي عشر وتشكيل لجنة الحريات العامة النيابية وإثارة قضايا المعتقلين في وسائل الإعلام ومراكز حقوق الإنسان وتبني قضايا المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم من الشخصيات الوطنية والهيئات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني وأسوء ما رافق اعتقالنا نحن السبعة هو محاولة الدائرة إلصاق تهمة حيازة أسلحة ومتفجرات والتحضير للتخريب في مهرجان جرش لإضعاف موقف المطالبين بإطلاق سراحنا والرأي العام الرافض لاعتقالنا والاعتصام أمام الدائرة من قبل زوجاتنا وأصدقائنا والرفيقات في اتحاد المرأة أما الظاهرة السلبية والمخيفة التي تحتاج لدراسة هي أن فئة من المعتقلين السياسيين في ظروف الرخاء والحياة المريحة داخل الزنازن والاسترخاء في العلاقة مع ضباط التحقيق يشعرون بالضيق الشديد من الإقامة في الزنازن ولو لعدة أيام مما يدفعهم للتعاون الواسع مع الضباط في تقديم المعلومات في حين أن التوقيف في الزنزانة بإهانة وإذلال وتعذيب كان يقابله من قبل المعتقلين السياسيين قدرة تحمل اشد وصمود وصلابة وعدم تقديم معلومات فذريعة اعتقالنا كانت رسم كاريكاتير لرئيس الوزراء مضر بدران يجلس على خازوق رسمها الرفيق خلدون غرايبة في مجلة الدرب حيث كلفتنا ريشته 7ا أشخاص × 19 يوم حبس لعدم تقديره بان الوضع لا يحتمل رسم كاريكاتير صغير على الجلدة الخلفية لمجلة سرية توزع باليد وبأعداد قليلة .

وفي 20/6/ 1991قبيل إطلاق سراحنا بساعة سمح لزوجتي وابنتي نداء بزيارتي في الدائرة حيث التقيت بهن بحضور احد المحققين في مكتبه وكنت ارغب بشغف أن اعرف ماذا فعلت زوجتي بعدي وكيف أمضت ابنتاي تلك الليلة إلا أن المحقق كان يطلب أن ارفع صوتي لكي يسمع مما اضطرني بالسؤال عن الصحة والأحوال أما نداء فأخذت تركض في مكتب واسع جدا وكأنه قاعة وكنت ارغب في أن أضمها إلى صدري واقرص خديها واقبلها إلا أنني امتنعت عن ذلك خوفا من تعلقها بي عند المغادرة وهذا ما تم فعلا وانتهى وقت الزيارة المحدود والقصير جدا وغادرت زوجتي المكتب قبلي ومن ثم اصطحبني احد الجنود إلى الزنزانة وأنا ينتابني شعور حزين وألم عميق لأني لم أتعامل مع نداء بالشكل المطلوب.

وبعد ساعة من ذلك الموقف تم استدعائي إلى مكتب احد كبار الضباط وقال لي أن الباشا يود السلام عليك وبعد دقائق حضر الباشا الذي أصبح فيما بعد مديرا للدائرة وهو الذي كان في انتظاري ليلة عيد الفطر 1979 حيث اطمأن على صحتي وقال لي بلغة هادئة ناصحة عليكم أن تغيروا (ما بصير يا عدنان والله عيب رئيس وزراء يرسم بطريقة غير لائقة ونحن نريد من الجميع أن يعمل بشكل قانوني وتحت الضوء وغير هيك لن يسمح وأعطاني سيجارة وأصر أن يشعلها بنفسه فأجبته : أنتم أيضا يجب أن تغيروا وتبدلوا ولا يجوز أن يضل الاعتقال هو شكل الحوار مع السياسيين فأجاب : إحنا غيرنا وبدلنا ونحن متطورين وسابقينكو بمئات السنين)وطلب من الضابط أن يهتموا بمغادرتي من الدائرة سالما وان يتم تأميني لباص البقعة فقد رافقني عددا من الجنود وكانوا حريصين جدا أن لا أصطدم بشيء وعند باب الدائرة أوقفوا تكسي وأركبوني به بكل لطف وأمروا السائق بحزم أن يركبني في باص البقعة وبالفعل ركبت في الباص ووصلت إلى الكراج وحيث رافقني شاب يعرفني جيدا أصر ان يوصلني إلى البيت وأنا خجلت أن اسأله عن اسمه وكان في ذلك اليوم الإعلان عن تشكيل حكومة طاهر المصري خلفا لحكومة مضر بدران وعندما وصلت إلى المنزل وسلمت على الأهل سالت زوجتي عن حالها عندما اقتحم الجند المنزل فطمأنتني أنها لبست الملابس الكاملة عند ذهابي لفتح المنزل لأنها توقعت شيئا غير طبيعي كما سألتها عن البنات وصحة الجنين فقالت أن نداء لم تنم في تلك الليلة وظلت طوال الليل تصرخ بفزع وكانت دائما تسال عنك وتبكي.

وبعد أن خرجت من هذه التجربة انتهت حالة النهج الثوري بدون شهادة وفاء ودفنت بدون شاهد قبر وأحلت نفسي على الاستيداع القصري تنظيميا إلا أنني واصلت نشاطي الوطني بنفس الدرجة والقوة في إطار صيغة عامة وفق محددات تجربتي التاريخية فكريا وسياسيا واجتماعيا وبذلك أي قبل 18 عاما تم الوداع الأخير للدائرة وما قبلها وبذلك يكون قد أسدل الستار على العهد الأمني في تجربتي الشخصية هذا العهد الذي مارست السلطة ضد احد مواطنيها أشكالا من إرهاب الدولة بدء منذ أوائل عام 1973 بحجز جواز السفر ومنعي من السفر والاعتقال في المخابرات مرتين والنفي مرتين وقضاء بعض من العمر في سجنين والإيقاف في الشارع للتفتيش مرات عديدة ومداهمة بيتي للتفتيش مرات كثيرة واستدعائي للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية عشرات المرات وتوقيفي في نظارات الأجهزة المختلفة أيام عديدة ومضايقة أصدقائي وزملائي وأقاربي للتحقيق معهم أو للضغط عليهم لتقديم معلومات عني واعتقال احد إخوتي وكان يعمل مدرسا شهرا كاملا في سجن السلط رهينة إلى حين تسليم نفسي فالعهد الأمني أجبرني على دفع ثمنا باهظا جسدي ونفسي والذي لا يمكن تقديره بأي كلفة أما الثمن الجسدي فقد تمثل في إصابتي بالأعين وكسر في الأنف الأيسر أجريت له عملية جراحية في موسكو وتفكك في كفتي اليدين عن الساعدين وتقلص مسحوب بتشنج وسخونة في أسفل القدمين لدرجة أن الألم يوقف التنفس وخاصة في الشتاء أما الثمن النفسي فهو باهظ وثقيل وهو دائم ومتكرر ولن يزو ل أبدا وسأواجهه دوما ما دمت حيا .





#عدنان_الاسمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من العمر في معان
- نقطة التحول ثلاث
- سبعة حزيران يوم الفرح الاكبر في لبنان
- سماحة السيد لا يكذب ابدا
- الاصلاح التنظيمي فلسطينيا
- دفاعا عن القدس والارض


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عدنان الاسمر - الوداع الاخير للدائرة وما قبلها