أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج2(إنهم لايتحدثون الدنماركية)















المزيد.....


تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج2(إنهم لايتحدثون الدنماركية)


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 08:29
المحور: المجتمع المدني
    


- سيدة " سوزانا" ..!انتِ مدرسّة وتربوية في مدرسة متخصصة بالشباب الجانحين ،امضيتي قبل هذا عشر سنوات في تدريس اللغة الدنماركية ،للأجانب ،كما إنني علمت انك ملمة بالثقافة الإسلامية ،اعلم إن موضوع علاقة الأجانب بعصابات المخدرات ،وماسمي في الإعلام حرب العصابات ،موضوع حساس ،اغضب الكثير من الأجانب ،لإحساسهم إن الإعلام يستهدفهم ،ولااريد هنا أكثر من حقيقة وضع ومشاكل الشباب الجانحين من أصول مهاجرة " أجانب " في مدرستكم!
- حسنا لدينا شباب أجانب كثيرين في مدرستنا ، و في كل الأحوال لايتجاوزون نصف العدد ،أما الباقين فهم من الدنماركيين وأحيانا أكثر ،وربما من المشوق أن أقول إن الاثنين لديهم نفس المشاكل أحيانا ،وهو في عدم استطاعة أهاليهم من مساعدتهم في حل مشاكلهم،ولكن لأسباب مختلفة ،فعلى سبيل المثال : أحدى الأسباب في عدم استطاعة والدي الشاب الأجنبي من مساعدته في حل مشاكله في المجتمع الدنماركي هو عدم إجادتهما للغة الدنماركية ،وسبب آخر هو أن يكون الوالدان قد عانوا من صدمة حرب في أوطانهم الأم وهذه الصدمة أورثوها لأبنائهم.
- هل لنا أن نعرف أهم الأسباب التي دعت الشباب الأجانب إلى الالتحاق بمدرستكم، وهل هم مدمنون على الكحول أو الحشيش على سبيل المثال ؟!
- مشكلة تعاطي الكحول والحشيش ،قليلة جدا في أوساط طلابي الأجانب وهي أكثر عند نظرائهم الدنماركيين ،ولكن مشكلتهم الأساسية هي في اللغة الدنماركية ،فهي سيئة كتابة وكلاما ،وبشكل خاص كتابة وقراءة..!
- عذرا ألا يبدو هذا غريبا جدا ،خصوصا إنهم ولدوا في الدنمارك ،وذهبوا إلى المدرسة ويتحدثوا فيما بينهم دنماركي..!!
- نعم ، في بعض الأحيان يبدو غريبا ،وهذه المشكلة التي لايفهمها أهاليهم أيضا لأنهم يسمعونهم يتحدثون دنماركي ،ولذا يظنون إنهم يفهمون دنماركي بما يكفي للمدرسة ،ولكن الحقيقة إنهم لايتحدثون دنماركي بل يتحدثون لغة هم يسمونها " بيركه دانسك " ،حتى أصدقائهم من الدنماركيين صاروا يقلدونهم ويتحدثوا بهذه اللغة ،وفي هذه اللغة يستخدمون كلمات قليلة ،ولا يستطيعون أن يصيغوا من خلالها جملا طويلة ، أو يتحدثوا بها طويلا ،حين لايجدوا كلمة ما أو جملة فإنهم يكرروا ذات الكلمات أو يستخدموا اصواتا اعتباطية أو همهمات وهذه مشكلة حقيقية ،لأنهم من خلالها لايستطيعوا أن يتواصلوا في التعليم المدرسي ، كما إنهم إجمالا غير عنيفين ،الأغلبية لديهم مشاكل " ذهنية " في الدماغ ،وهذا يتوضح جليا حين نجري لهم اختبارات اللغة ،هنالك تلف مخي، استيعابهم بطيء إلى أقصى الحالات.,!
- تقصدين إن التلف المخي حصل نتيجة تعرضهم للضرب أو عنف ما؟
- مهلا .. أنا لااقصد إن التلف المخي كان نتيجة الضرب ،بل اقصد بطء ذهني في التعلم ،وهذا الأمر مسؤولة عنه خلايا غير نشطة ،هم ليسوا أغبياء بل هم بحاجة إلى مساعدة كبيرة تقوم بتحفيزهم ذهنيا للتعلم.
الكثير من الشباب الأجانب يبتعدون عن المدرسة ،بل يكرهون المدرسة ، ولهذا كما أخبرتك سابقا هنالك مدارس تقدم لهم 50 كرونة يوميا لكي يحضروا إلى المدرسة.
- سيبدو الأمر مضحكا للقارئ العربي أن يقرأ: بعض مدارس الدنمارك تدفع للطلاب نقود كي لايتغيبوا..!!
أنا أظن انه أمر مهم كي لايلجأوا إلى السرقة ،لاتنس إنهم أطفال ،كما إن هذه المدارس التي تدفع لاتشبه المدارس بأي شكل ،هي اقرب إلى المراكز الشبابية ،طرق التدريس فيها هي " الورش العملية " ،وهنالك مدارس أخرى تسمى " مدارس الإنتاج " ،الامتحانات فيها قليلة جدا ، وهي عملية أكثر منها نظرية ،ويلتحق بها الكثير من الأجانب.
- لم التركيز وكل هذه المدارس المتخصصة ومراكز الشباب على هذه الفئة العمرية 14-16 سنة؟
- لسبين أساسيين : الأول هي مرحلة قلقة بين الطفولة والنضوج ،وفيها بحث دائم عن الذات وعلاقتها بالأشياء المحيطة ،ولذا تحتاج مساعدة كبيرة ومتفهمة من الكبار ،لاعقوبات فقط على أخطائهم وجرائمهم، يجب تفهم لـِمَ هم غاضبون ولا يطيقون أية تربية مدرسية..! والثاني :إنها الفرصة الأخيرة لنظام التعليم الدنماركي الإلزامي ليقوم بدورة ،لأنه بعد سن 16 سنه أو في نهاية الصف التاسع يكونون خارج نظام التعليم الإلزامي الذي لايعد ملزما للبلدية ،وهذه مشكلة المجتمع معهم ،إذا لم يؤهلوا لغاية الصف التاسع ،سيكونون خارج النظام ،ولدينا في كوبنهاكن عدد كبير جدا من الأجانب خارج هذا النظام.
- حسنا هل لنا أن نتحدث عن دور الأهالي والثقافة الإسلامية على الأقل فيما يخص طلاب مدرستك من أبوين مسلمين ؟
- لاانكر إن هنالك أمر ساعدني ويساعدني كثيرا في عملي ،وهو تدريسي اللغة الدنماركية لأجانب اغلبهم مسلمين ولمدة عشر سنوات الأمر الذي سهل لي امتلاك معرفة جيدة بالإسلام والمسلمين ،وهذا أمر رائع بالنسبة لي ،بعض زملائي ممن لايعرفون المسلمين بشكل جيد يعتقدون إن سلوك الشباب المسلمين غريب ، وأنا أرى إنهم لايفهمون دائما سلوك المسلمين الشباب،وطلاب صفي فرحين جدا بي لتفهمي لخصوصية ثقافتهم ،ومن المهم لهم أن أكون ايجابية اتجاهها ،ليس مشوقا لأي شخص أن تكون سلبيا اتجاه ثقافته.
بالتأكيد هنالك أشياء لااستطيع فهمها وتفهمها في الثقافة الإسلامية على سبيل المثال : أن يقتل احدهم بنت عمه لأنها أحبت شخصا يعتقد انه غير مناسب لها ، أرى إن هذا خطأ ولا استطيع تقبله ، وعلى الرغم من هذا أنا احترمك ،حيث الكثير من الدنماركيين لايستطيعون فعل ذلك في هذا الموقف.
- ماذا عن أهالي الأجانب " الجانحين "، هل هم متعاونون معكم؟
- نعم من خلال عملي تلمست إن الكثير من الأهالي لديهم الرغبة الصادقة ،ولكنهم لايفهمون ،اقصد لايفهمون اللغة ، الكثير منهم لايتحدثون الدنماركية ،على سبيل المثال يأتي احدهم ويقول انه يريد أن يكون ابنه " طبيب أسنان في المستقبل ،ولكنه لايفهم إن ابنه لديه مشاكل ذهنية كثيرة ،منها بطيء تعلمه الحساب ،كيف إذن يصبح طبيب أسنان من لايتعلم الرياضيات بشكل اعتيادي! ، وهذا الأمر صعب، أتفهم إن الآباء لديهم أحلام كبيرة لأبنائهم في أن يصبحوا شيئا كبيرا ومهما في المستقبل ،ولكننا نقول لهذا الأب : ابنك يعاني صعوبات جمة في التعلم ، هل لنا أن نعمل معا لنجد له دراسة أخرى تلاؤمه غير ماترغب به أنت ،ومن الصعب عليهم تفهم ذلك.
اعتقد انه يتوجب مساعدة العائلة أيضا، اعني في حالة كانت العائلة عراقية عانت الكثير من ويلات الحرب والعنف، بهذه الحالة يجب مساعدة العائلة ولا نتوقف فقط في إعادة تأهيل الطفل الشاب من هذه العائلة.

يتبع
ضياء حميو
[email protected]






#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج1 (إنهم يكرهون الكب ...
- جمال جمعة و راس البصل
- تجارب دنماركية 26 (الأطفال المجرمون )
- تجارب دنماركية 25 ( تقدر أن تسرق )
- تجارب دنماركية 24 (رسائل من الجيران )
- مَنْ منْهنّ أغوتك!(شعر )
- تجارب دنماركية 23ج5 طرق تدريس الدين (الفلسفة وأخرى)
- الفساد الأخلاقي للدجاج البرازيلي
- تجارب دنماركية 23ج4 طرق تدريس الدين (الإسلام )
- تجارب دنماركية 23 ج3 طرق تدريس الدين (الديانة المسيحية )
- تجارب دنماركية 23 ج2 طرق تدريس الدين ( الديانة اليهودية )
- تجارب دنماركية 23 ج1 طرق تدريس الدين ( المُثل والأخلاق )
- همسة عراقية ( شعر )
- لعنة الكندوم
- تجارب دنماركية 22 ( راتب ملكة الدنمارك وأخرى )
- العشرون الكبار وكذبة نيسان
- تجارب دنماركية 21 ( 4 مليون دراجة هوائية )
- تجارب دنماركية 20 ج2 دنماركيون يتحدثون لقارئ العربية
- تجارب دنماركية 20 ج1 قرى الأطفال
- دارميات عراقية مابعد 2004


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج2(إنهم لايتحدثون الدنماركية)