|
الحزب الشيوعي الاردني النشأة والتطور
عناد أبو وندي
الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 07:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
استطاع الحزب الشيوعي الأردني أن يجمع رصيدا قويا خلال مراحل نضاله عبر نصف قرن من اجل الاستقلال الوطني تم خلال نضاله من أجل دعم الاستقلال وضد الاستعمار وأشكاله الجديدة. وهذا الرصيد الذي يتزايد يوما بعد يوم يجعل الحزب في وضع يمكنه بالفعل من أن يصبح قائدا حقيقيا للجماهير العاملة الشعبية في البلاد وأن يحتل المركز الأول بينها في حال توحيد كافة الشيوعيين الأردنيين في حزب واحد والابتعاد عن الانشقاقات وصانعوها والتي كانت على الدوام تحدث في صفوف القيادة وتنسحب بشكل ميكانيكي على قواعد الحزب دون أن يكون لهذه القواعد دورا في قراراتها. وأن كتابة تاريخ الحزب الشيوعي الأردني – النشأة والتطور – يكتسب أهمية كبيرة لان ظـروف الكبـت والإرهاب والنشاط السري الشاق حال دون تثقيف الرفاق وتعريفهم بتاريخ الحزب والأسس العامة للنظريــة الماركسيـة، وتاريخ حركة الطبقة العاملة والحركة الوطنية ويضاعف هذه الأهمية أن الكثير من الذين انضموا وينضمون إلى صفوف الحزب وهم يجهلون هذا التاريخ، مما يضعـف وعيهم ويبعدهم عن المساهـمة الفـاعلة والجادة في تطوير الحزب ولا يؤهلهم من الناحية الفكرية لحرب التيارات الانتهازية التي يتعرض لها الحزب خلال نضاله. كما أن كتابة التاريخ.تاريخ أي شعب، لابد من العودة إلى التاريخ إلى البدايات. وليست الغاية من ذلك سوى إظهار ذلك الطريق الخالد والعظيم الذي بدأ بشقة الشيوعيون الأوائل في ظروف معقدة وصعبة للغاية في جميع الأحوال والمقاييس وتعقيداتها مرتبطة بظروف الاحتلال البريطاني والمستوى المتدني للوعي الطبقي آنذاك لدى أكثرية أبناء الشعب الاردني، ولكن هذا الشعب كان يدرك بعمق، ضرورة النضال الدائم من أجل الاستقلال الوطني وجلاء المستعمر عن أرض الوطن، وهذا ما فرض على الحزب إنجاز مهمات كبيرة ومقدسة، أهمها ربط النضال الوطني، أي النضال ضد المستعمر البريطاني، بالنضال ضد جميع من تعاون معه او تهاون معه لعوامل طبقية أم غير وطنية. وقد ربط الحزب بشكل وثيق مهام النضال الوطني بالنضال الطبقي، ولا نجاز الأول كان لابد من البحث عن مختلف القوى والشرائح الاجتماعية التي تناضل أيضا من أجل الاستقلال الوطني للتحالف معها بجبهات وطنية واسعة تضم الشيوعيين والقوميين والبرجوازية الوطنية وجميع الشرفاء المعادين للاستعمار البريطاني دون أن ينسى الحزب للحظة واحدة بأنه حزب الطبقة العاملة والفلاحين، وهذا ما فرض علية مهمات إضافية أوسع واكبر من المهام التي كانت تناضل من أجل تحقيقها القوى الأخرى. ويحتاج كتابة التاريخ قبل كل شيء إلى باحث موضوعي يتمتع بالصدق والعلمية والروح النقدية التي تساعـد على شـد الهمم والثقة بالمستقبل. وكما هو معروف، يمكن معرفة التاريخ،او بكلمات أدق، اوسع ما يمكن من تاريخ أي حركة او حزب سياسي من خلال أدبياته وصحافته التي كانت في مختلف المراحل مرآه النـشاط السـياسي والفكري والتنظيمي والمطلبي، وأدبيات الحزب الشيوعي الأردني ستبقى المنهل الموثوق لتاريخ الحزب ونضاله الوطني والطبقي والأممي في آن واحد. لمحة تاريخية أعلن نفر من العمال والفلاحين والمثقفين الذين تمرسوا في النضال الوطني والطبقي في صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني وقرروا تأسيس”عصبة التحرر الوطني بفلسطين”في أواخر تشرين الأول عام 1943، وهي المنظمة السياسية التي انبثق عنها الحزب الشيوعي الأردني. وطبيعي أن يحسب الشيوعيون في الأردن تاريخ حزبهم ابتداء من الوقت الذي تأسست فيه ”عصبة التحرر الوطني”، ذلك لان ما حدث أوائل عام 1951، أي إعلان ”الحزب الشيوعي الأردني”، لم يكن تأسيسا لحزب جديد، وإنما كان تغييرا لاسم الحزب اقتضته التطورات والظروف التي طرأت على فلسطين وشرق الأردن، اثر المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الرجعية ، التي أدت إلى تمزيق فلسطين وقيام إسرائيل المعتدية في الجزء الأكبر منها، وتشريد عرب فلسطين وتجمع العدد الأكبر منهم على ضفتي نهر الأردن في الدولة الأردنية. واستلزم ذلك، بطبيعة الحال، توحيد الحركة الوطنية العربية في فلسطين وشرق الأردن، وتوحيد نضال طليعة الطبقة العاملة وجماهير الفلاحين والكادحين والمثقفين الثوريين في الدولة الأردنية في حزبهم الشيوعي الأردني. وفي السنوات الأولى لتأسيس ”عصبة التحرر الوطني” في فلسطين، كان الهدف الرئيسي للشيوعيين النضال في سبيل تحرير فلسطين من نير المحتلين الإنكليز وتمكين شعبها من إنشاء دولته المستقلة الديمقراطية. وكان الشيوعيون يسلطون الأضواء على الدور الخبيث الذي يقوم به الاستعمار البريطاني وحليفته الصهيونية العالمية من أجل اغتصاب فلسطين او تمزيقها وتشريد سكانها العرب. واشترك الشيوعيون في جميع الثورات والانتفاضات والمعارك الوطنية التحررية التي خاضها الشعب العربي في فلسطين ضد الانتداب البريطاني وضد المؤامرات الاستعمارية وضد الهجرة الصهيونية العدوانية وضد تمليك الأراضي العربية للاحتكارات الصهيونية الاستعمارية. ووقف الشيوعيون منذ البداية على رأس القوى الوطنية الديمقراطية المناضـلة في سبـيل إنهاء الانتداب والاحتلال والسيطرة البريطانية على فلسطين وفي سبيل استقلال فلسطين وقيام حكم وطني ديمقراطي فيها يضمن وحدة فلسطين وحقوق وحريات جميع سكانها بغض النظر عن العرق والجنس واللون والدين. وكان الشيوعيون يناضلون في ذات الوقت ضد القوى الرجعية العربية، من إقطاعيين وعملاء وجواسيس، التي كان الاستعمار البريطاني يستند أليها في تدعيم مواقعه ومواقع حليفته الصهيونية في فلسطين وتحقيق المؤامرات السوداء البشعة ضد عرب فلسطين وضد كل حركة التحرر الوطني في الشرق العربي بأسرة. ولاقى الشيوعيون في فلسطين الكثير من اضطهاد وتنكيل الاستعمار البريطاني وحليفته الصهيونية المجرمة. وفي عام 1947، عندما أخذت تتجمع في أفق فلسطين والشرق العربي سحب المؤامرة استعمارية الصهيونية الرجعية الرهيبة لتشريد عرب فلسطين من وطنهم وضرب مجموع حركة التحرر الوطني العربية تحت شعار مقاومة مقررات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين في تلك الأيام العصيبة الحالكة، وفي وسط أبشع حملات الإرهاب والتضليل والخداع، وقف الشيوعيون وحدهم يحذرون الشعوب العربية ويفضحون المؤامرة البشعة التي تنظم وتنفذ ضد عرب فلسطين بأيدي المستعمرين الأمريكان والإنكليز وحليفتهم الصهيونية العالمية وعملائهم حكام البلاد العربية وإقطاعيين واحتكاريين وجواسيس. لقد أيد الشيوعيون في حينه قرارات هيئة الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين من أجل درء الكارثة السوداء الرهيبة ولتفادي المذابح والتشريد الذي تعرض له الشعب العربي الفلسطيني. وتعرض الشيوعيون في فلسطين وسائر البلاد العـربية لا بشع حمـلة من الإرهاب والتـنكيل والسـجون والملاحقة والتشريد والاستفزازات والافتراءات. ومنذ ذلك الحين وضع حزب الشيوعيون في القسم الغربي المتبقي من فلسطين وفي شرق الأردن إلى اللجوء للعمل السري لمتابعة نضالهم في سبيل تحرير الشعب واستقلاله الوطني وحرياته الديمقراطية. ولم يمضى طويل من الوقت حتى اتضحت لكل الشعوب العربية بشاعة وهول المؤامرة المجرمة التي خططها المستعمرون ونفذها الصهاينة السفاحون وبعض الحكام العرب، واقتنعت جماهير متزايدة من الشعوب العربية بأن الشيوعيين كانوا على حق وأنهم حذروا من الكارثة قبل وقوعها ودعوا إلى تلافي الأخطار قبل حدوثها، أنه لو أخذ برأي الشيوعيين في الوقت المناسب للامكن تفادي الكثير من المصائب والكوارث التي حلت بجماهير الشعب العربي الفلسطيني وكل الشعوب العربية.وأصبحت اليوم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين أمنية تطمح إلى تحقيقها حتى أكثر الفئات العربية البرجوازية تعصبا. وتابع حزب الشيوعيين نضاله ضد الاستعمار وعملائه وضد الصهيونية المعتدية وفي سبيل تحقيق أهداف الشعب التحررية والديمقراطية ودفاعا عن مطالب الجماهير والسلم العالمي. وظل حزب الشيوعيين اول من يرفع الصوت ويجند الجماهير الشعبية والقوى الوطنية ضد جميع مؤامرات الاستعمار ومشاريعه الرامية لتصفية قضية فلسطين على أساس الأمر الواقع وعلى حساب حقوق ومصالح العرب وتوطين اللاجئين خارج ديارهم ووطنهم. فكان الشيوعيون على رأس القوى الشعبية والوطنية ضد مشاريع وجونستون ورأوا نتري ومشاريع ترومان وايزنهاور وهمرشولد وكندي والهلال الخصيب، وكلها مشاريع استعمارية ترمي إلى تصفية قضية فلسطين لصالح الاستعمار والصهيونية. وفي أوائل عام 1951 اتخذت اللجنة المركزية لعصبة التحرر الوطني بفلسطين (فؤاد نصار، فهمي السلفيتي، فائق وراد، رشدي شاهين،عبد العزيز العطي، رشيد الهباب، موسى الحمشيمة) بالاشـتراك مع جمـيع منظمات الحزب وأعضـائه (الحلقات الماركسية الأردنية، حلقة مادبا كانت تضم : المحامي حنا هلسة، إبراهيم الطوال، فايز البجالي، الدكتور مشيل معايعة، فؤاد الطوال وغالب هلسا. وحلقة عمان كانت تضم : الدكتور نبيه ارشيدات، فايز الروسان، آمال نفاع، وكان معهم مجموعة من أساتذة مدرسة المطران الذين هاجر معظمهم إلى أمريكا فيما بعد، وبعض الطلاب مثل فؤاد قراعين. أما حلقة السلط فكانت تضم : الدكتور المحامي حنا حتر، المحامي عيسى تادرس، سليم النبر. ومن الطلاب الذين كانوا في مصر ويشاركون في نشاط الحلقات في العطلة الصيفية الدكتور عيسى قسوس والدكتور نوفان الحمود)، القرار التاريخي القاضي بتسمية الحزب بالحزب الشيوعي الأردني الذي وحد في صفوفه خيرة أبناء الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين والمثقفين الثوريين من فلسطين وشرق الأردن. وخاض الحزب الشيوعي الأردني معارك النضال الوطني في سبيل تحرير الاردن من الاحتلال والسيطرة الاستعمارية والحكم الإقطاعي الخائن ولأجل الحريات الديمقراطية ومطالب الجماهير المعاشية والصحية والثقافية وقيام حكم وطني ديمقراطي ينهج سياسة وطنية وعربية مستقلة ويعمل للتضامن العربي ضد الاستعمار والصهيونية وضد الأحلاف والمشاريع الاستعمارية العدوانية ويدافع عن السلم العالمي وإقامة علاقات الصداقة والتعاون مع صديق العرب الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية. وخاض الحزب الشيوعي الأردني مع الجماهير الشعبية والقوى الوطنية وفي طليعتها، المعارك الوطنية ضد الاستعمار وأحلافه وضد الرجعية، وتضامنا مع الشعوب العربية الشقيقة في نضالها. وكان الشيوعيون في الأردن الطليعة الباسلة للجماهير الشعبية في معارك انتفاضة 16 تشرين الأول عام 1954، والنضالات والمعارك الوطنية عام 1955، وكان الشيوعيون على رأس الجماهير خلال جميع معارك وثبة الشعب الوطنية الكبرى التي أحبطت محاولة جر الأردن إلى حلف بغداد المجرم في اواخر عام 1955 ومطلع 1956، وسقط العديد من أعضاء الحزب البواسل قتلى وجرحى في هذه المعارك الوطنية.ولعب الحزب الشيوعي الأردني دورا رئيسيا في تكوين الجبهة الوطنية في الأردن التي ضمت في صفوفها مختلف الفئات والأحزاب والعناصر الوطنية المعادية للاستعمار والاحتلال والأحلاف العدوانية. وخلال هذه الفترة تعرض الحزب الشيوعي الأردني إلى حملات إرهابية واسعة ومتواصلة، واعتقل عدد كبير من أعضائه وزج بهم في سجن الجفر الصحراوي وفي مختلف السجون الأخرى. ولكن الشيوعيين لم يحنوا رؤوسهم ولم يتراجعوا أمام التعذيب والتنكيل ولم يستسلموا، وكانوا دائما أمناء لقضية تحرر شعبهم، فرفعوا راية النضال والكفاح عاليا ضد الاستعمار والطغيان الرجعي ومن أجل الاستقلال الوطني والحريات الديمقراطية والدفاع عن حقوق الشعب ومطالبة التحررية والاجتماعية. وكان الشعب الاردني يردد الأهازيج الشعبية التي تمجد الأعمال البطولية التي قام بها الحزب وما زالت تتردد على السنة الجماهير والتي تصور انتفاضة شعبنا عام 1954 اثر تزوير إرادة الشعب في الانتخابات النيابية حيث نظم الفقيد محمد كايد الضرغام الحياصات المعروف بـ (العرندس) أهزوجة العرندسية التي قال فيها: يوم السبـت 16 تشـريـن الأول كـان ذاك الـيوم يـوم انتخابـات والشعب كـله تجمع فـي عـمان شـياب وشـباب ولا تنـسى البنات والهتاف تسمـعه من كـل حـارة بأمر شقير مرشح عن شرق الأمارة يـوم الحـد رتبـنا للمـهرجـان وبتـمام الساعة واحـدة في عمان يومن سمع الكلب كلوب البريطاني نـزل جيشه مـن جنـود وفرسان وكانوا رجال الأمن ع الندوة خفارة ضـربونا وكسـروا حتى النظارة
واستطاع الشعب الأردني، بوحدة صفوفه الوطنية وتآخي وتـلاحم جماهير الشـعب مع جماهـير الجنود والضباط الوطنيين الشرفاء، أن يحقق العديد من المكاسب والانتصارات الوطنية التحررية الهامة، فجرى طرد الجنرال البريطاني كلوب والضباط الإنكليز من الجيش عام 1956، وتبع ذلك الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة الوطنية وعقد اتفاقية التضامن العربي وإلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية وإجلاء قوات الاحتلال الإنكليزية عن الأردن. كما ردد الشعب الاردني وما زال الهجيني (الأغاني الشعبية) التي كانت تقال في السامر في مناسبة طرد الجنرال كلوب حيث كانت الهجينية تقول: علـماً ملفانـا يـا جـوادي وصـباح الجمـعة وكـادِ والراديـو بالسـوق ينـادي طردنا كـلوب الجـلادي يا كلوب الهاتف عنا مقطوعِ والـزاد عـنا مـمـنوعِ زود زهـابـك بـرجـوعِ بـفراق وقـلة سـلامـة يا هـيل الفـرح يـا جـديدِ يـاريـت مـبارك وسعيد يا ريـت صغيـركم يكـبر ويجـيب النـصر الأكيد والشـعب يطالب بحقوقه و(....) يشـدق بشـدوقة والأرض من تحـته وفوقة مـثل هـدير البـركـانِ
وكان الحزب الشيوعي الأردني، بالتعاون مع الفئات الوطنية الأخرى، يقوم بتجنيد قوى الشعب من أجل تعزيز التضامن مع مصر ضد العدوان الثلاثي الغاشم، ومع سورية العربية المتحررة، وفي سبيل استكمال استقلال الأردن السياسي والاستغناء عن المساعدات الاستعمارية المهينة، ومن أجل تحسين مستوى العمال والفلاحين والكادحين وسن قوانين تحمي حقوقهم وتؤمن حرياتهم النقابية والديمقراطية، وإنهاض الاقتصاد الوطني الصناعي والزراعي والتجاري. وناضل الحزب الشيوعي الأردني دائما من أجل الدفاع عن السلم العالمي وتعزيز التضامن مع شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وحركاتها الوطنية التحررية، ومع حركة الطبقة العاملة العالمية، ومع جميع الشعوب المحبة للسلم والديمقراطية والاشتراكية في العالم. ونبه الحزب الشيوعي الأردني منذ البداية إلى أخطار مبدأ ايزنهاور – دالس الاستعماري، ودعا في حينه جميع القوى الوطنية آنذاك إلى تشديد اليقظة والاستناد إلى تعبئة الشعب والتضامن العربي، والتعاون مع أصدقاء العرب، لإحباط المؤامرات الاستعمارية الرجعية التي كانت تحاك وتدبر سرا وعلانية لنسف الحكومة الوطنية والقضاء على جميع مكاسب الشعب التحررية والديمقراطية. وعندما نجحت القوى الاستعمارية الرجعية في انقلابها المعادي للشعب، في نيسان عام 1957، قامت هذه القوى بتسليط أبشع حملة اعتقالات خصوصا ضد الحزب الشيوعي الأردني، فسجن الألوف من أعضائه وأصدقائه، وشرد الألوف غيرهم، وقتل تحت التعذيب الوحشي عدد من أعضاء الحزب الأبطال. أن التجارب المريرة والمحن القاسـية والإرهاب والاضطهاد والمـلاحقات والسـجون والمعتـقلات والتعذيب الوحشي لم تزد الشيوعيين في الأردن ألا أيمانا وإصرارا على مواصلة النضال بعزيمة أقوى وإرادة أرسخ في سبيل تحقيق أهداف شعبهم في السلم والتحرر والديمقراطية والحياة الكريمة.وقد أثبت الحزب الشيوعي الأردني، طول سنوات نضاله، أنه ذلك الحزب المكافح الذي يثبت للتجربة ويستفيد منها ويخـرج من الصعوبات والمحن أقوى مما كان وأشد باسا وأمضى عزيمة واكتسب الحزب الشيوعي الأردني، بنضاله وصموده وتضحياته، محبة واحترام الجماهير الشعبية ومختلف القوى الديمقراطية والوطنية المخلصة. أن الحزب الشيوعي الأردني الذي يستمد قوته من الجماهير الشعبية في الأردن ويرتبط بها بألوف الروابط، ويسترشد في سياسته ونضاله بالنظرية الماركسية – اللينينية ومبادئ الأممية البروليتارية، ويتمسك بوحدة الحركة الشيوعية العالمية على أساس مبادئ الماركسية – اللينينية ويقاوم بحزم واستمرار مختلف الانحرافات كالجمود العقائدي والتعصب القومي والانتهازية اليسارية واليمينية والتحريفية أن هذا الحزب كان وسيبقى دائما وأبدا أمينا لمبادئه الثورية وتقاليده الوطنية والشعبية التي تكونت خلال العقود الماضية من النضال الداؤوب المفعم بالتضحية ونكران الذات، في سبيل السلم والتحرر الوطني والديمقراطية والتحرر الاجتماعي. واسترشد الحزب في كافة مراحل نضاله الطويل بالماركسية اللينينية والأممية البروليتارية كونه حزبا طبقيا ووطنيا وامميا منذ نشوئه وحتى الان. وكان لقائد الشيوعيين الأردنيين الراحل فؤاد نصار الدور البارز في رسم سياسة الحزب في كافة الميادين الخارجية والداخلية وفي تطويرها في كافة المراحل والمنعطفات التي مرت في فلسطين والأردن منذ عهد الاستعمار البريطاني وبعد الاستقلال وصولا إلى الوقت الحاضر. واعتمد الحزب الشيوعي في رسم سياسته على التحليل العلمي للواقع الموضوعي في كافة المراحل: من دراسة موازين القوى الطبقية والسياسية، ودراسة الواقع الاقتصادي والاجتماعي في الأردن وفلسطين آخذا بعين الاعتبار تطورات الوضع الدولي وفي المنطقة العربية وتأثيراتهما على الوضع في الأردني. وكما أن السياسة الاستعمارية الغاشمة والرجعية، بإرهابها وسجونها ووحشيتها، وكما أن الافتراءات والتحريضات والأكاذيب، لم تسـتطع جميعها ولن تستطيع إخراج الحـزب الشيوعي من ساحة النضال والكفاح، كذلك فما من قوة، لا اليوم ولا في المستقبل، بقادرة على وضع هذا الحزب الوطني الشعبي الراسخ الجذور جانبا، وإخراجه من ميدان النضال في سبيل وطنه وشعبه وأمته العربية المجـيدة، في سبـيل الاستقلال والديمقراطية والسلم والاشتراكية والوحدة العربية الصحيحة. ويجدد الحزب الشيوعي الأردني عهده للشعب الأردني بأنه سيقف دائما في مقدمة النضال ضد المؤامرات الاستعمارية الصهيونية، ولأجل التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله التحرري وتحقيق الوحدة العربية المتحررة والديمقراطية واستكمال الاستقلال الاقتصادي وأجراء إصلاح زراعي جذري وتحقيق مكتسبات للعمال وكل الشعب، ومساواة المرأة بالرجل، وتوفير المقومات الضرورية لتشيد دوله ديمقراطية وطنية تتوفر في ظلها الظروف اللازمة للتطور والتنمية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعي. ................يتبع
#عناد_أبو_وندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحزاب السياسية الأردنية نشأة وتطور الأحزاب الأردنية
-
الصحافة الحزبية في الاردن
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|