أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - فويل للمصلين














المزيد.....


فويل للمصلين


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 05:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الصلاة هي عبارة عن اتصال مباشر بين العبد وربه، حين يلتزم بها المسلم فيدرك أن الله معه ويراقبه في كل لحظة، فيظل الإنسان المؤمن الحقيقي محافظ على هذه الصلاة واتصاله بربه حتى لا يفقد الصلاة مغزاها، الذي قال عنها المولى عز وجلن يقول تعالى:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2})) سورة المؤمنون.

أي لا تجامل على حساب هذه الصلاة ولا تنافق ولا تأكل حقوق الآخرين أو ترى الحق أمام عينك وتحيد عنه فالحفاظ على الصلاة يأتي إذا مس الإنسان وسوسة من الشيطان فيتذكر الله أنه يراقبه ويراه، يقول تعالى:
((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ))
سورة الأعراف الآية 201.

أي تذكروا الله فأبصر وأقلع عن الفعل الذي كان يريد أن يفعله من خطأ فتراجع عنه حين تذكر الله، ثم أن الله يقول:
((اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)) سورة العنكبوت آية 45.

أي أن هذه الصلاة لها قدسيتها، التي لا تكمل إلا في الصدق مع الله ومع الناس فيما تقول، وهذا لا يتحقق إلا إذا أصبح الإنسان لا يخشى في قول الحق لومة لائم، حينئذ يصبح الإنسان يحافظ على صلاته وعلى اتصاله بربه ويعلم أن الله يراقبه أينما يكون، وبذلك يقول تعالى:
((حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ)) سورة البقرة آية 238.

إذا كنت من المصلين الذين يؤمنون بيوم الدين فأذكركم وأذكر نفسي أن يراجع كل مسلم نفسه وأن يحافظ على الصلاة بمعناها الحقيقي وليس في الشكل كما نرى من البعض لا يتركون فرض من فروض الصلاة ويأكلون حقوق الناس ويرى المظلومين ويستطيع أن يدافع عنهم ويتقاعس عن ذلك الشرف الذي يتمناه كل مسلم حقيقي وهو الدفاع عن الحق والجميع يعلمون أين الحق من الباطل، فليس بالضرورة أن يكون الإنسان هو الذي كتم كلمة حق أو أكل حق غيره من الناس بنفسه، وإنما أيضاً إذا كان يعمل في أي جهة في المجتمع وتواطأ مع النظام إلى ضياع وأكل حقوق الآخرين يعد مشارك في هذا العمل القذر، مهما كان منصبه صغير كان أم كبير، وهذا ما بينه لنا القرآن وحذرنا المولى عز وجل منه، يقول تعالى:
((وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) سورة البقرة آية 188.

فكيف تؤكل الأموال إلا بالكذب والنفاق وخداع الناس؟!.. فلذلك توعد الله الذين لم يحافظوا على الصلاة وتخفوا وراءها، ومن عظمة هذه الآية تتحدث عن أكثر من مدلول، أولاً تحذر المؤمنين أن لا يفعلوا ذلك، لأن الكافرين لم يؤمنوا بالقرآن ولا بالصلاة أصلاً، ثم توضح لنا الآية بصيغة مستقبلية لأنه حين نزلت هذه الآية لم يكن يحكم غير الرسول، ومما لا شك فيه أن الرسول والذين أمنوا معه ضحوا بأموالهم وبكل شيء من أجل إقامة الدولة الإسلامية على العدل، أي لا يوجد في عصر الرسول من المؤمنين من تسابق أو فكر أن يأكل مال غيره لأنهم ضحوا بهذا المال في سبيل الله، ثم لم يكن هناك غير حاكم واحد وهو الرسول، والآية تتحدث عن عدد من الحكام أي عن أمم سوف تأتي في المستقبل، هذه هي الصيغة المستقبلية للآية، وقد يكون واقع المسلمين في هذا العصر أكبر دليل على ذلك، من الكذب والنفاق حتى يأكلون أموال الشعوب وحقوقهم وهذا ما حذر منه المولى عز وجل الناس، حتى لا تضيع الصلاة على صاحبها فيصبح يوم القيامة شأنه شأن الكافر، فقال تعالى:
((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7})) سورة الماعون.

والويل هان لهؤلاء الذين لم يقدروا هذه الصلاة في الصدق مع الله فاستحقوا أن يتوعد لهم الله بالويل، وعلى هامش هذا الموضوع سوف أذكر لكم حدث مهم جداً حدث يوم الجمعة الموافق 6/6/2009، حيث قامت مجموعة من الوزراء في الحكومة البريطانية بالاستقالة حين وجهت لهم تهمة فساد مالي بمبالغ لا يتجاوز المبلغ المائة يورو فاستقال هؤلاء على أثر ذلك، أما نحن يوجد لدينا من الناس من الذين لم يتركوا فرض من فروض الصلاة ومع ذلك ينهبون بالملايين، فالدوام على الصلاة لا يعني أنك تصلي وتفعل ما تريد من كبائر الذنوب، ويعتقد من يفعل هذا أن الصلاة تمحوا كل شيء، وهذا خطأ جسيم، لو كان ذلك صحيح ما توعد الله المصلين الذين لم يقدروا معنى الصلاة، ولو تخيلنا أن الرسول أتى في هذا العصر ماذا سيحكم على حكام المسلمين وحاشيتهم؟!.. ومن من المسلمين سوف يطيع الرسول فيما يقول؟!.. دون جدال جميع المسلمين سوف يقولوا نعم سوف نطيع، فلماذا إذاً لم تحافظ الناس على الصلاة وما تعنيه وقد ربط الله الصلاة بالزكاة والصدق، وهل ستعيد الحكام الأموال إلى مستحقيها؟!.. أم سيظل الوضع على ما هو عليه الآن؟!..



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض المباركة وقتل الأنبياء
- جهاد النفس قبل أي شيء
- مشرك من يتخذ غير الله ولي
- على أي ديانة يتحاربون
- وجعلوا أعزة أهلها أذلة
- تحالف مصر وإيران
- شرع القرآن وشرع طالبان
- ((عالم الحيوان)) أقل ظلما وعدوانية من عالم الانسان ..!!!
- ثوابت في الدين لا يجب الاقتراب منها
- وهم عن قول الحق صامتون
- بين نكد الأخوان وظلم الحكام
- حضارة الأجداد خسارة في ملايين الأحفاد
- بالعربي الفصيح
- وجهة نظر للخروج من الأزمة المالية الحالية .
- فشل رجال الاقتصاد وتداعيات الأزمة المالية
- نحن لا نملك غير الوضوح
- من مرار غربتي أبعث لكِ قصيدتي
- هل بقي للمسلمين قيمة أو وزن
- هل سينصر الله هذه الأمة
- عصر الجهل وعصر العلم والتعليم


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - فويل للمصلين