أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شلال الشمري - الشيوعي العراقي - بين الوعي الريادي والوعي المزيف














المزيد.....


الشيوعي العراقي - بين الوعي الريادي والوعي المزيف


شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 09:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هناك في أعماق زمن حالك السواد والعتمة ، وفي مدن سُمِّيَت مدناً مجازاً في حينه، تشكَّلت لأغراض دينية أو تجارية أو مثابات إدارية على طول الطريق جنوباً افتقدت أبسط مقومات الحضارة عبارة عن كانتونات مغلقة تربط فيما بينها الأنهار والطرق الترابية غير المعبدة لا يدخلها ولا يخرج منها سوى التجار وبريد الحكومة وزوار العتبات المقدسة ، غاصت في الأمية حتى الأذقان ، دقَّها الحرمان والظلم والجور وسادت في الفضاءات التي تفصل بينها تقاليد النهب والسلب وقطع الطريق ، وكان للإقطاع كلمته العليا ، بل كان له سجون وميليشيات في محيط أصبح فيه الإنسان أسير لقمة العيش لا يأمن فيه على كرامته ومصيره ، الجهل والمرض والفقر سيد الموقف في هذه المظلومية المزمنة كان الإمامان علي والحسين ( عليهما السلام ) هما الحلم المنقذ والمواسي للفقراء والمظلومين هما رمزا العدالة المطلقة وصوت الحق الذي لا يحيد تتأسى بهما جحافل الفقراء الذين شكلوا رأس الحربة في كل انتفاضة أو ثورة وقاعدة وأي تنظيم سياسي يرفع شعار العدالة والحرية ؛ لهذا وجد الحزب الشيوعي القاعدة الشعبية في الجنوب ؛ لأن المساواة والعدالة وتوزيع الثروات وقاعدة من كل حسب طاقته ولكلٍّ حسب حاجته وحكم الطبقة الكادحة ، إنهم لم يخرجوا بعيداً فهذه هي مبادئ علي والحسين فُعِّلَت بإطار تنظيمي يعطيها زخماً ودوراً حيوياً وانقلاباً على الواقع المرير ويكسر العلاقات البالية التي تكبل المجتمع وقد كان ذلك وعياً ريادياً سبق عصره في الزمان والمكان ولم تكن أسماء مثل ( كارل ماركس ) ، (فرديريك إنجلز ) ، ( فلاديميرإلتش لينين ) ، ( روزا لوكسمبرغ ) ، ( وكارل ليبخنت ) أو ( ماوسي تونغ ) و ( جيفارة ) فيما بعد ، لم تكن هذه الأسماء تخدش السمع ذلك ان علي والحسين خارج الزمان والمكان ولا بد أن لهما أتباعاً في كل بقاع الأرض ينادون بالعدالة والمساواة وإنصاف الفقراء .
وقد انطلق الحزب الشيوعي سباقاً ورائداً لكل الحركات السياسية التي كان لها شأن فاعل على الساحة وتميز بثقافة فنية وأدبية وفكرية وتحليلات اجتماعية وسياسية واكبت نمو المجتمع العراقي وكانت قاعدته الجماهيرية أوسع القواعد انتشاراً وثقافة وقادته نخب فكرية حظيت بالاحترام وفرضت نفسها على صدارة الثقافة والفكر ونتيجة لفاعليته تصدت له كافة الأنظمة المتعاقبة وبدعم من الإمبريالية الامريكية والبريطانية ولم يكن حركة سياسية مترفة تتحلق حول مجالس سمر تنفض بعد نضوب القارورة ، لقد تسلق منتسبوه أعواد المشانق وزجوا في المعتقلات وتعرضوا لأقسى ضـــروب التعــذيب التي كانت آخرها مصيدة الجبهة الوطنية علــى يد النظام البـائد

الآن وبعد سقوط النظام وفي العهد الجديد الذي يُسمَّى ( ظلماً وبهتاناً ) بالعهد الديمقراطي عاد الحزب الشيوعي كأحد اللاعبين على الساحة العراقية ، ولكنه عاد محلقاً خارج إطار الزمان والمكان فالأرض قد غطاها الطوفان ولا يوجد يباس يلتقط منه غصن الزيتون وقاعدته الجماهيرية استولت عليها التيارات الدينية ، والأيدلوجية الماركسية التي كانت تشمخ بفضل الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية أصبحت جزءاً من التراث والفكر الإنساني ووُضِعَت على الرف إلى جانب شقيقاتها من الفلسفات الأخرى بسبب إنهيار المعسكر الاشتراكي بغض النظر عن كون القصور في النظرية أو التطبيق والقيادات الجديدة محدودة الشهرة خارج إطار التنظيم ، والطبقة العاملة التي تشكل الركيزة الأساسية للحزب تحولت إلى FPS والصراع الطبقي لم يعد هو المُشكِل بل المشكل هو الصراع الطائفي الشوفيني وقطب الصراع المضاد والمنافس ( البرجوازية والرأسمالية الوطنية ) معدومة ومنهارة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً .
وتداخلت شعارات الحزب مع الآخرين فالكل يطالب بالعدالة والمساواة وتوزيع الثروات ويناصر الفقراء ، ومن إعلام الحزب ونشاطه تستشف أنه يعاني من مشكلة تمويل ويبدوأنه يتبنى مبدأ التقية إلى درجة انه لا يفصح عن تقاطعاته الفكرية إزاء الأحزاب الدينية والقومية وحتى تحالفاته شكلت صدمة على مستوى الشارع العراقي بل إن الإمبريالية الأمريكية شكلت مظلة مقبولة للعمل تحتها وهذا ما يتقاطع مع إرثه الإيدلوجي وحتى استقراءاته للواقع والمستقبل ينقصها الوضوح إذا لم تكن مجاملةً فهل انضب الزيت وانطفأ المصباح وأصبحنا نتخبط في زيف الوعي إلى درجة ان منتسبي ابناءالحزب يعطون أصواتهم للأحزاب الدينية !!!!!!!!!!



#شلال_الشمري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بين حانة ومانة خلصت لحانا-
- -الديمقراطية في العراق- تضخم في الكمية وسوء في النوعية
- المثقف العراقي.. وعي المرحلة
- الليبرالية .. المفهوم الأصعب
- نموذج لأخلاقيات اللعبة الديمقراطية
- إشكاليات التيار الديني في العراق
- تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الدي ...
- التيار الليبرالي .. بين منصة الإحتياط وتثوير العملية السياسي ...


المزيد.....




- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو


المزيد.....

- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شلال الشمري - الشيوعي العراقي - بين الوعي الريادي والوعي المزيف