أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ألا يريد مقتدى الصدر أن يتعلم من دروس الماضي القريب؟















المزيد.....

ألا يريد مقتدى الصدر أن يتعلم من دروس الماضي القريب؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 818 - 2004 / 4 / 28 - 07:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سقط لتوه في بغداد دكتاتور أهوج فرض على شعبه الإرهاب والقمع والتعذيب والقتل الجماعي بمختلف الأساليب, ودمر الاقتصاد الوطني وفرط بأموال الشعب وموارده الأولية, وخرب البلاد وجوع الغالبية العظمى من السكان وحرمهم من نعمة الأمن والاستقرار والعمل والعيش الكريم والحفاظ على الكرامة. وتسبب هذا المستبد بأمره وحاشيته باحتلال العراق بعد سلسلة من الحروب المتواصلة والحصار الدولي استمرت طوال ربع قرن. تحدى الشعب العراقي ومارس السياسية العنصرية والإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي وهجر العرب والكرد الفيلية بحجة التبعية الإيرانية وقتل منهم الكثير الكثير, وممارس السياسة الطائفية والتمييز القبلي وأدى إلى تفكيك لحمة الشعب العراقي, وشكل جيشاً من الأوباش أطلق عليه بفدائيي صدام والحرس الجمهوري وجيش القدس والجيش الشعبي وما إلى ذلك من تسميات. ولم تنفعه كل تلك الجيوش الجرارة عندما هبطت على رأس العراقيين كل أسلحة القتل والتدمير الأكثر حداثة في العالم. ولم يكن يشك في انتصار قوات التحالف الأمريكي – البريطاني على القوات الصدامية إلا المجانين وفاقدي البصيرة وسكارى الهوس القومي المتطرف الذين يحولون كل انكسار وهزيمة إلى انتصار وتقدم على طريق طويل والمصابين بجنون العظمة الفردية أو عظمة الأمة المنكوبة بحكامها أولاً وقبل كل شيء.
حدث هذا بالأمس القريب وأمام أنظار الشعب العراقي والشعوب العربية وشعوب العالم. ولم يكن الشعب العراقي يرغب في يوم ما بأي حرب أو أي احتلال, ومع ذلك هلل لسقوط صدام حسين ونظامه الاستبدادي وتمنى الخروج بسرعة من العزلة الدولية التي فرضت عليه وأن يتخلص من كل الأساليب التي مورست ضده طوال عقود ومن الاحتلال.
وكانت أغلب الأحزاب والقوى السياسية التي قاومت النظام المخلوع تريد تسريع عملية إعادة البناء وتطبيع الحياة اليومية وإنهاء فترة الانتقال والاحتلال بسرعة. وإذا بفلول النظام السابق وقوى الإسلام السياسي المتطرفة, التي تربت في أحضان النظام السعودي والنظام العسكري الباكستاني والولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الوجود العسكري السوفييتي في أفغانستان وضد حركات التحرر الوطني في كل الأقطار العربية والإسلامية, ترفع السلاح مدعية نضالها ضد الوجود الأمريكي في العراق, رغم أنها لم تستمع إلى رأي الشعب العراقي وقواه وأحزابه السياسية. وبدأت عمليات قتل أبناء وبنات الشعب العراقي خلال الأشهر المنصرمة على أيدي هذه القوى وتسببت في معارك خاسرة سلفاً.
وفجأة ظهر على الساحة السياسية العراقية الشاب مقتدى الصدر مستعيناً بلذكر الطيب لعائلته في مناهضة الدكتاتورية وتبنى تشكيل مليشيا خاصة أطلق عليها اسم جيش المهدي (المنتظر), وتبنى أفكاراً وسياسات كانت منذ البدء تشير إلى خمس خصائص جوهرية, وهي:
- التشوش الفكري والخلط الفوضوي بين الفكر القومي المتخلف والفكر الديني السلفي الرجعي.
- الرفض التام لكل نضالات القوى والأحزاب السياسية الأخرى في العراق والانفراد بالدعوة إلى إقامة نظام إسلامي سلفي وطائفي مرفوض.
- الرفض الكتامل لحق الشعب الكردي في تقرير مصيره وفي اختياره الطوعي بإقامة الاتحادية في إطار الجمهورية العراقية وفي تمتع الشعب العراقي بالحرية والحياة الدستورية الديمقراطية.
- استعداده لممارسة العنف في فرض نفسه وجماعته على المجتمع وقواه السياسية وعدم التورع عن إزاحة منافسيه في الحوزة العلمية وفي العمل السياسي وجمع الأموال للوصول إلى غاياته في الهيمنة على الحوزة العلمية والدولة العراقية والمجتمع وفرض الرأي الديني المذهبي الواحد وفق تفسيره للدين والمذهب.
- تشكيله لما يسمى بجيش المهدي الذي بدأ منذ التأسيس بتوفير الأسلحة الضرورية له, إذ كان العراق مليئاً بها حد التخمة, إضافة إلى ما ينساب إليه من الدول المجاورة. واختار زياً خاصاً لهذا "الجيش الجديد" لا يختلف من حيث اللون عن فرق فدائيي صدام حسين.
ويبدو لي بوضوح أن هذا الرجل لم يتعلم من دروس العقود المنصرمة لا من حيث طبيعة نضال ومهمات الشعب العراقي عموماً, ولا من حيث نضال الشعب الكردي والقوميات الأخرى في سبيل حقوقها العادلة والمشروعة, ولا من حيث أهمية خوض النضال السلمي مع بقية قوى الشعب لإنهاء الاحتلال. كما أهمل كلية مطالبة الأحزاب الدينية الأخرى والمرجعيات العديدة بضرورة عودته إلى جادة الصواب ونبذ العنف كلية.
لقد ركب الرجل رأسه ويبدو أنه مصاب كالحاكم السابق بجنون العظمة وفقدان القدروة على فهم الواقع القائم, وتصور أن العالم الإسلامي قادر على حمايته أن تشبث في مواقعه في النجف والكوفة وبين أتباعه واستخدم العتبات المقدسة والمساجد والناس دروعاً بشرية.
شكل مقتدى الصدر جيشه من مجموعات من أبناء الشيعة, يمكن الإشارة إليها فيما يلي:
- مجموعة صغيرة تعرض أفرادها لاضطهاد البعث والدكتاتورية بسبب كونهم من أتباع المذهب الشيعي وكانوا من أتباع والده الراحل.
- مجموعة كبيرة من أتباع المذهب الشيعي من العاطلين عن العمل والمرتزقة الذين يركضون وراء من يدفع لهم رزق يومهم, إضافة إلى تميزهم بالطائفية المقيتة.
- مجموعة مهمة من فلول النظام السابق من أتباع المذهب الشيعي. عمل أفرادها في أجهزة النظام العسكرية ووجدوا في جيش المهدي مجالاً لحماية أنفسهم والانتقام لسيدهم المخلوع صدام حسين .
- مجموعة عادت من إيران بعد أن تم غسل أدمغة أفرادها من قبل القوى المحافظة والمتشددة, وهم من أتباع كاظم الحسيني الحائري.
- وبين هؤلاء تكتشف أيضاً السراق والمجرمين والهاربين من وجه العدالة ومن يحاول أن يجد الحماية لدى مقتدى الصدر وجيش المهدي.
فهل بهؤلاء يمكن الدفاع الطويل ومقاومة قوى الاحتلال والانتصار عليها؟
إن ما يقوم به مقتدى الصدر أكثر من كونه مغامرة طائشة لشاب لم ينضج بعد فكرياً وسياسياً ودينياً, إنه التخريب بعينه وموجه ضد الشعب العراقي كله وضد إرادته وضد غالبية قواه السياسية وقومياته المختلفة. وهو موجه ضد الشيعة التي اعتقدت بأنها ستحصل على الحرية والمساواة في بلد حر ديمقراطي فيدرالي مستقل وآمن, بلد يفصل بين الدين والدولة بعد أن عرفوا جيداً الأضرار الناجمة عن هذا الربط غير العقلاني. فهل سيرتدع هذا الرجل قبل أن يورط المنطقة بحرب مدمرة؟ لا يبدو حتى الآن في الآفق ما يشير إلى عودة الرجل إلى صوابه, وعلى قوى المجتمع أن تتعاون في ما بينها لتتكفل بإعادة الرجل إلى صوابه قبل أن يزج المجتمع بحرب مدمرة يكون القتل والتخريب فيها مباحاً للجميع وتتأخر عملية التغيير المنشود التي يسعى المجتمع إلى تسريها.
برلين في 27/4/2004 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الإدارة الأمريكية في العراق كالمستجير من الرمضاء بالنا ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخوات والأخوة العرب والكرد وبقية القوميات ...
- لِمَ الاحتراب ما دمنا قادرين على الحوار؟
- هل يعني نقل السلطة التمتع بالاستقلال والسيادة الوطنية؟
- ما الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الديمقراطية العراقية في ضو ...
- العراق وكوارؤثه المتلاحقة!
- إلى أين يمكن أن تقود السياسة المغامرة لمقتدى الصدر؟
- القوى الديمقراطية والتحديات الجديدة في العراق !
- المصالحة الوطنية والجراح العميقة في الإنسان العراقي!
- قراءة أولية في قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت!
- الجرائم المرتقبة في الذكرى الأولى للحرب وأهمية تنشيط يقظة ال ...
- هل من سبيل لإدارة الصراع على السلطة بصورة عقلانية في العراق؟
- التوقيع على قانون الإدارة المؤقتة ومناورات اللعبة الديمقراطي ...
- موضوعات للحوار حول مسألة كركوك
- هل من تزاوج قائم بين شبكات إرهاب الإسلام السياسي الدولية الم ...
- مشروع و برنامج عمل ندوة - واقع و حقوق المرأة و دورها في العر ...
- هل سبل عاجلة لمكافحة البطالة الراهنة في العراق؟
- هل العباءة سجن النساء المنشود من قبل جمهرة من رجال الدين؟ نح ...
- ما هي الآليات المناسبة لحل الصراعات الجارية في العراق؟
- هل يمكن أن تكون الأحزاب الدينية المذهبية غير طائفية؟


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ألا يريد مقتدى الصدر أن يتعلم من دروس الماضي القريب؟