سامر عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 818 - 2004 / 4 / 28 - 07:07
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
انتهت يوم أمس فعاليات ورشة العمل التي أشرفت عليها هيئة الإذاعة البريطانية والتي استمرت أربعة أيام تحت عنوان الحوار الإعلامي التي يقيمها المشروع الإنمائي لل بي –بي –سي ) ) في فندق الشام
الخطوة بحد ذاتها رائعة وتدعو للتفاؤل بأن جهات إعلامية غربية قد دخلت دارنا المغلق منذ سنين عن شيئ اسمه إعلام غربي أو مستقل أو بكلمة أخرى منعزل عن شيء اسمه رأي الآخر بنا ولكن ما يجعل الأمل دائما ضعيف بهكذا مبادرات هو ما أسميه "أنا " النكهة السورية التي نضفيها على مثل هذه المبادرات التي غالبا ما تأتني من الخارج ولأن المبادرات الداخلية في مختلف مؤسسات الإعلام عنا تكاد تكون مخجلة لعدم قدرتها على شد القارئ
الذي بات بإمكانه أن يقرأ أغنى الدوريات اليومية والأسبوعية والشهرية الصادرة في الوطن العربي والعالم بكبسة زر على النت ولا سيما الممنوعة منها ( كالنهار والقدس العربي ..!)
أعود إلى مبادرة ال ب ب س ) هل يعلم الشارع السوري المهتم بالإعلام أو حتى الجمهور المتخصص ( من صحفيين وإعلاميين بأن السيد وزير الإعلام منع دخول أحد إلى قاعة ورشة العمل باستثناء 33 شخص أسمائهم منزلة على جداول مسبقة بغض النظر عن خلفية الترشيح بالنسبة لكثير من الأسماء التي تتنقل دوما من بلد للآخر سواء بمهمات رسمية وغير رسمية ( وهذا موال آخر) باستثناء قلة قليلة نزيهة متمكنة من الكلام عن تردي الوضع الإعلامي والثقافي في سوريا وعن ضرورة النهوض بالقدرات المعطلة علنا نستطيع فعلا أن نوصل شيئا مختلفا ومتميزا عنا بدل الاتكاء دوما على مقولة: أن الغرب لا يرى إلا الوجه المتخلف .
أما عن نوعية المشاركين في ورشة العمل هذه , تحت عنوان صحافة مستقلة , مدعو ميشيل كيلو ( عن مجموعةالمجتمع المدني في سوريا والمحامي هيثم المالح عن مجوعة حقوق الإنسان, وناصر الغزالي عن مركز دمشق للدراسات الفكرية والنظرية (مقره السويد ), ومع الاحترام الشديد لتاريخ وقيمة المذكورين فإن في تمثيلهم الرسمي في ورشة العمل هذه اختزال مجحف لمن يمثلونهم على الأقل لسبب وحيد يتمثل في القبول بمثل اشتراط وزير الإعلام السوري بحصر عدد المشاركين من الصحفيين بثلاث وثلاثين شخصا من الصحفيين مستقلين ورسميين .
والسؤال : إذا كان هذا العدد يمثلون الإعلام السوري الرسمي والمستقل فليخفف السيد الوزير من البطالة المقنعة في مكاتب ما تسمى المؤسسات الإعلامية , ينتظر العشرات وقت نهاية الدوام وهم ناعسون مكتئبون لأنهم أنهوا عملهم قبل الثانية عشر ظهرا , عدا عن أن حجم المواد الذي تعتمده جريدة مثل الثورة لا علاقة له بالكادر الموجود لأسباب عديدة أهمها يتمثل في أن المحررون الأساسيون في تلك الجريدة معروفون ودائما لهم حصة الأسد ( ويا لها من حصة هزيلة ) من الاستكتاب والمهمات المدفوعة الأجر وما يتبعها غالبا من تدريب وإيفاد, الخارجي للإطلاع والداخلي للاستجمام ( كمهرجانات المحبة والبادية والربيع والمدن المنسية التي تحتاج لإعلام منسي بائد !!)
ماذا تستطيع مؤسسة إعلامية مثل ب ب س أن تعلم أو تساعد هؤلاء الصحفيين خلال أسبوع ؟
عن قيمة الخبر ونزاهة النقل أو عن أهمية الانترنت حيث تقدم هي أي (ب ب س ) أخبارها بأكثر من عشر لغات في حين أن نشر أي مادة على الانترنت في جريدة الثورة محكوم بمزاج ورضى رئيس قسم الإنترنت الغير اختصاصي,( إلا في الحجب والحصر والتسويق –طبعا )
الحديث أحيانا عن تفاصيل المؤسسات الإعلامية التي أعرفها شخصيا عن طريق أصدقاء لي لأني لست صحفية بالأساس مؤسف مخزي محبط وآخر ما سمعت به :
دعوة أميريكية موجهة لوزارة الإعلام من الجالية السورية لترشيح لثلاثة من الصحفيين التابعين لها للتعارف والتعاون الإعلامي فتم ترشيح ابنة مدير تحرير جريد ة البعث ( مهدي دخل الله ) وهو ترشيح انطوى على أكثر من خرق : فأولا الفتاة ليست صحفية وثانيا هي غير مثبتة في الجريدة وثالثا الجريدة (البعث ) غير تابعة لوزارة الإعلام صاحبة الحق في الترشيح . , ورابعا الصحفيين الآخرين( من الثورة وتشرين ) رشحا بشكل ثانوي مع الآنسة ابنة مدير جريدة البعث .
أما خامسا : مثل هذه الدعوات ما تتم بسرية وتكتم شديدين لدرء أعين الحساد أو أصحاب الواسطات , فكيف تم ترشيح هؤلاء وعلى أي أساس؟؟ الله مع وزارة الإعلام أعلم بذلك !!.
في البلدان التي اكتسب الإعلام خصوصية ونزاهة على مر السنين تتم الاختيارات دائما على أساس تنافسي شديد ولا يصعد إلا الكفؤ ولكننا لم نصل بعد إلى مرحلة تؤهل الآلاف من الصحفيين عل امتداد سوريا لأنتخاب رئيس اتحاد غير صابر فلحوط فما بالنا بهيئات التحرير ...إن التغيير الوحيد الذي يطرأ عللى الإعلام والإعلاميين يكاد يتوقف على تدرب الصحفيين إثر كل تبديل في إدارات المؤسسات التي يعملون فيها على مطابقة مزاج وميول الإدارة الجديدة .
عندما تتنطح مؤسساتنا الإعلامية للمنافسة على الأقل مع دول الجوار أو مع لبنان البلد الذي أنهكته الحرب فهل تصح المقارنة مثلا بين البعث كجريدة للحزب الحاكم وجريدة المستقبل الموالية للحريري وهي جريدة جديدة لم تكتسب عراقة النهار أو السفير ) ومتى يحق للخيال أن يجمح بالحلم في صدور جريدة معارضة بوزن النهار ولنتذكر كيف ولماذا تم إيقاف جريدة الدومري والتي لم تحمل أي نكهة للمعارضة أو النقد الذي نراه في الجرائد المعارضة في بلدان العالم
وماذا أنشئ أصلا على ضوء قانون المطبوعات الجديد أو الصحافة ( إذاعة صوت الشباب التي تباغتك بأصوات مذيعيها المخيفة بل المرعبة متسللين بين أغاني فيروز صباحا ( أصوات وأغاني عن الإذاعة نفسها أجزم بأنها كفيلة بإشاعة موجة كآبة نهارية تمتد لنهاية البث المباشر )
الحديث عن الإعلام السوري كل متماسك يعبر أدق تعبير عن فساد المؤسسات الثقافية السورية وما ذكرته مجرد خربشات في رداءة الماعون الإعلامي من تلفزيون وإذاعة حيث يطلق على كادر هذين الجهازين مصطلح المافيا ) لأن هناك المهمات أدسم طرائق النصب أرفع مقاما والنهب أشد فتكا والخراب أكثر هولا ونتائج التثقيف الإعلامي أضمن تخريبا وإهانة لمن يسى ظلما المواطن
اسنتاج متواضع أقدمه لمن يهمه الأمر : لا خوف ولا تثريب على إعلامنا الحصين فلا الب ب س المحترمة وما شاكلها من أدوات ( الغزو الثقافي ) يمكن أن تغبر على كعب انغلاقنا ولن تخدش شعرة من مفرقنا المرتفع دائما بالشعارات الكاذبة التي أصبحت مثار سخرية السواد الأعظم من الشارع السوري .
#سامر_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟