أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - جهاد علاونه - إعتذار للحوار المتمدن















المزيد.....


إعتذار للحوار المتمدن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:58
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


لي في الحوار المتمدن أكثر من ثلاث سنين مع مراعاة فارق التوقيت في العواصم العربية , ومع مخالفة العدد للمعدود في معظم نظريات النحو العربي , ولي في الحوار المتمدن أكثر من ثلاث سنين وأنا أضيء في كل عام شمعة جديدة وأزرع وردة جديدة , وفي كل عام تنبتُ على نافذة منزلي زهرة جديدة من الحوار المتمدن , وفي قلبي أيضاً تنبع دماء جديدة , صافية كدجلة والفرات ونهر النيل ونهر الأردن وأنا تقريباً في كل يوم أتجددُ مثل الشمس والهواء ,وفي كل يوم أتغير وفي كل شهر ألبس ثوباً جديداً ولكن ليس كثوب الأفاعي , وكل الناس وكل الإتجاهات السياسية في الأردن لاحظت أن هنالك علاقة حب كبيرة بيني وبين الحوار المتمدن , هذه العلاقة وهذا الحب كبرَ كل يوم حتى أصبح بحجم الفضاء الخارجي والفضاء الداخلي لروحي.

وأينما ذهبتُ وأينما حللتُ أحمل الحوار المتمدن معي في قلبي وفي اللاب توب , فأنا أفتح اللاب توب وأنظر في الحوار المتمدن في كل مكان , وأنا في رؤوس الجبال وفي الصحارى وفي الأماكن التي لا يتوفر بها شبكات إتصال بالإنتر نت .
ومن البداية أريد أن أكرر مقولتي للجميع أنني أكتب مقالي على الكيبورد مباشرة دون أن أكتبه أولاً على الورق وليس عندي مسودات ولا أفكر بكتابة المقال أو بعنوانه إلا حينما أجلس أمام الكيبورد

في كل عام أضيء شجرة من الشموع جديدة, وأحتفل بعيد ميلادي , وفي عيد أصحابي , فأنا لم يكن لي أصحاب أو أحباب أو عشاق , ولكن وأنا في الحوار المتمدن أصبح لي عشاق يعشقونني وأحباب يحبونني وناس أو أناس ٌ كثيرون ينتظرون مقالاتي وأنتظر منهم تصويتاتهم , فأعرف من خلال التصويتات حجم تأثير مواضيعي بهم .
إذا(إذن) أصبح لي عشاق وجمهور طرب يطرب لكلماتي وأنا أطرب فعلاً لآذانهم الموسيقية, ولعيونهم الجميلة .
منذ أن تركتُ منزلي أصبحت أعيش في الحوار المتمدن فأنا تقريباَ أقضي معظم وقتي في الحواغر المتمدن وكأنني هارب من منزله ,وأنا ملتزم جداً في أدبي وحواري وزاد حبي للناس يوم عرفت أن في الحوار المتمدن مساحة من الحرية , فأي مقال أكتبه يطير من الحوار المتمدن إلى الجامعات العربية والمؤسسات العربية والبيوت العربية اليسارية , وتلقيت أكثر من ألف رسالة حب من عدة نساء بكين معي على حبي القديم يوم ذهبت حبيبتي للبحر ولم تعد لا هي لشاطئها وهو صدري ولا البحر لشاطئه وهو رمل البحر وكثبانه, وبكت معي نساء كثر على حالي ورثين له , وضحكت معي نساء كثيرات على خفة دمي والتي أنا أولاً وأخيراً معجب بها .
وتلقيت رسائل شتم من نساء عديدات وأجبتهن أن التي لا تريد الحرية يجب عليها أن لا تخرج من منزلها معرضة جسمها الجميل لأشعة أو لإشعاعات الحوار المتمدن , كثيرون هم الذين إختلفوا معي وكثيرون هم الذين إتفقوا معي ولم تحدث مثل تلك الإختلافات والإتفاقات معي ولا في أي صحيفة عربية .
وصدقوني وأنا أصدق من شمس شهر شباط أن هنالك صحف ومجلات أردنية فتحت لي أبوابها من أجل الكتابة بها بالأجرة ورفضت ذلك , على شان أنا مش دوار مصاري بالرغم أنني بحاجتهن , فلو كنتُ دوار مصاري لما إشتغلتُ لا بالسياسة ولا بالثقافة حتى أصبح رأسي يؤلمني طوال الوقت من شدة التفكير بالمسائل الثقافية العالقة ,وفي كثير من الأحيان حين أمد أصابع يدي إلى القلم لكي أكتب لغي ر الحوار المتمدن فلا أجد أو لم أكن أجد أي عبارة أكتبها , ولكن للحوار المتمدن أكتب بكل يسر ٍ وسهولة رغم أنني لا أتلقى أجراً على مقالاتي , وهذه ظاهرة غريبة , حتى أن زملائي وأصدقائي في وزارة الثقافة الأردنية يقولون لي : إنت غريب يا رجل بنحكيلك جيب مقال أو قصيدة على شان ننشرها إلك وبطلعلك مكافأة بس إنت مقصر بحق نفسك , فأضحك بيني وبين نفسي وأقول : فعلاً أنا غريب شو سر الحب بيني وبين الحوار المتمدن ؟أنا مدمن على الحوار المتمدن وأريد العلاج.
وأتذكرُ في كل مرة زوجة هارون الرشيد حين ذهبت للحج مع هارون الرشيد ورأت الناس تجتمع على ما أظن على زين العابدين وتركهم لموكب الخليفة هارون الرشيد وهي تنظر لذلك مستغربة قائلة للخليفة هارون الرشيد : هذا والله هو المُلك , لا ملك هارون الرشيد الذي يجمع بالمال والسياط.
إذاً لا توجد سياط على جسمي لكي تجبرني على الكتابة في الحوار المتمدن ولا توجد سيوف ولا سجون تهددني لكي أكتب في الحوار المتمدن , بل على العكس أنا معرض للحجب عن الدوائر الحكومية كلما إزدادت جرأتي أكثر وأنا معرض للسجن أكثر ,وأنا معرض للموت لأنني في الحوار المتمدن أرقص على برميل من البارود وأنا ألعب بالنار وأنا ألعب لعبة الموت كلما كتبتُ مقالاً جديداً في الحوار المتمدن , فبعض الثياب التي ألبسها عليها علامات الجريمة كالحرق بجمر الحوار المتمدن , فالحرية ليست سهلة في الدول الدكتاتورية إنها سلاح ذي حدين .

أغضبتُ كثيراً في مقالاتي بعض الناس وأعتذر من كل الذين يحبونني إذا أسأت فهمهم رغم أن جهاد العلاونه لم يعتذر يوماً لأحد , وأنا لستُ مغروراً كما تأتيني بعض الرسائل فبعض الرسائل أو مئات من الرسائل تقول لي : إنت كاتب مغرور جداً في نفسك ويظهر ذلك من خلال مقالاتك رغم أنني متواضع جداً , ولكن لي كل الحق بأن أكون مغروراً حين أقف في الحوار المتمدن كتمثال رمسيس الثاني (التاني).
أكثر من 600مقال في الحوار المتمدن وأنا أتلقى رسائل شكر وكره وتهديد وتشجيع , وكل الذين لا أرد على رسائلهم من خلال أيميلي أقول لهم أنني لست مغروراً ولكنني قرفتُ فعلاً من الأسئلة المتكررة فكلهن تقريباً نفس الشيء وأنا متعب جداً من الأسئلة المتكررة والإتهامات المتكررة , لذلك أنا لا أرد على الرسائل لهذا السبب وليس لأنني مغرور , كل الألوان تتصل بي الأصفر والأخضر والأحمر , وعشقتني إمرأة تقول أنها من الفضاء الخارجي وعشقتني إمرأة متزوجة قالت أنها ستترك زوجها وأولادها وتتبع المتنبي الجديد , وفشلت في قصص حب أخرى , وعشقت إمرأة من طرف واحد وكدتُ أن أجن بواحدة وكدن عشر نساء ٍ أن يفقدن صوابهن من كلماتي الرقيقة .
أحببتُ الكل والكل أحبني , وهنالك أصدقاء كانت قد فرقت بيني وبينهم السبل والحوار المتمدن هو الذي أعادني لحضيرتهم بعد أن صادفوا إسمي عليه فعادت المياه لمجاريها ونامت العصافير مبكرة وإستيقظت مبكرة وطارد الذئب الحمل وعادت الأمور كما كانت واكتمل بيني وبينهم نصاب الحب القانوني فإجتمعنا بعد غياب السنين في عمان وبالذات في عبدون وماركا والوحدات والصويفية ,وهذا لا يعني أن هنالك من عشقني فقط على العكس هنالك كثيرون كرهوا كلماتي الجميلة أولئك الذين يطاردون في وطني العربي الكبير : الشجر الأخضر والورودة الجميلة والشاعر المرهف الحس والوجدان .
أنا كنزار قباني إخترتُ منفاي بيدي فلم تنفن الدولة ولكنني نفيت نفسي بنفسي فأنا أعرف كره الناس للحرية وللتعبير وللرأي وللرأي الآخر .
أكثر من ثلاث ِ سنين على وجودي في الحوار المتمدن وأنا أشعل في كل عام شمعة جديدة وتنبتُ على حوض مكتبي زهرة جديدة , الأوركيدا والنرنج والخشخاش العراقي.
وفي كل عام هنالك من يحاول أن يشعل النار في منزلي وهنالك من يحاول أن يطفىْ شموع الفرح ليشعل مكانها الدموع والإنفعالات , ولكن في كل شيء أنا أهوى الجمال حتى لدرجة أنني أستطيع أن أصنع من أحزاني ملابس جديدة ومقالاتٍ جديدةٍ وقصائد جديدة .

أنا لستُ مغروراً بنفسي ولكنني مغمورٌ في الحوار المتمدن فهو الذي ألبسني طاقية الإخفاء عن الذين يكرهونني ويكيدون لي وهو الذي أوصلني للذين أحبهم ويحبونني وهو الذي فتح عليّ الحب من الجهات الست, من اليمين واليسار والجنوب والشمال ومن السماء ومن تحت الأرض.

ولي الحق كل الحق بعدم طرح مواضيعي للتصويت أو للتعليق لأن ذلك جلب لي مشاكل كثيرة , فأنا لست كما كنتُ سابقاً انا اليوم لا أحتمل كلمات محزنة أو مفرحة كل شيء أصبح يترك بنفسي أثراً كبيراً وكل شيء أصبح يحرك مشاعري فأنا حساس جداً لأبعد الحدود ولو لم أكن حساساً لما كنتُ شاعراً , فالشعراء والفنانون حساسون جداً ودرجات إحساسهم أكثر بكثير من درجات إحساس الغير .
أحب الجميع حتى وإن إنهالوا على شخصي بالكذب والإفتراء فهنالك سيدة في كل شهر ترسل لي رسالة تقول فيها بالحرف الواحد : أنا لا أقتنع بأنك أنت الذي يكتب كل هذه المقالات والقصائد لا بد أن يكون معك فريق عمل متجانس وكامل , فأنت من أين تأتيك القدرة على الكتابة اليومية ؟!!.



, فكنت في البداية أجيبها أنني حين أكتب للحوار فإن قريحتي تنفتح أكثر بسبب المساحة المفتوحة لي والسقف العالي من الحرية , ولا أقول لك أنه لم يرفض لي الحوار المتمدن بعض المقالات على العكس رفض الحوار المتمدن تقريباً أكثر من ثلاث مقالات على التوالي , وبعد سنة عادت وبعثت لي برسالة ٍ أخرى تقول فيها : طيب إذا كان كلامك هذا صحيح طيب ليش أنا وغيري ما يكتب للحوار كل يوم زيك , الحوار المتمدن هو الذي يعطيك الحرية ويعطني إياها , مثلي مثلك , فأجبتها للمرة الأخيرة : إنت ما بدكيش إتصيري حرة , ولو أردتِ الحرية لكتبت ولكنك حين تريدين الكتابة فإنك تبدأين بالتفكير في الممنوعات والمحضورات ورؤية الناس وسماعهم للكلمات , أما أنا فلا أسأل عن أحد.
أخيراً وليس آخراً , حتى نلتقي مرة أخرى هذه كلمة إعتذار مني عن كل كلمة نابية صدرت من قلمي في سورة غضب لكل الذين يرسلون لي على إيميلي بالمسبات , وأعتذر للذين يكرهونني ويحقدون عليّ أنني لن أُقهر ولن أجلد أكثر من ذلك , أعتذر لقائمة الحب الخضراء التي لم تقرأ لي في اليومين الماضيين أي مقال , وأعتذر لتلك المرأة التي لا أعرفها عن عدم ردي عليها , وأعتذر من الأرض ومن السماء ومن النجوم .
العصافير تفرُ من وطني ولا أدري السبب كما يقول نزار قباني .
(لو تعرفوا بنحبكم وبنعزكم أد إيه؟
كنتوا إتقدروا حتى التراب إللي بنمشلكم عليه) نعملُ من أجلكم نأسف لإزعاجكم.






#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفة دم مصطفى أمين
- جلالة الإنبراطور باراك أوباما
- إنتصرنا في كل المعارك
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق
- يا الله لا اتنجح إولادي
- مقال باللهجه العاميه
- شاعر ما حدى شاعر معه
- رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - جهاد علاونه - إعتذار للحوار المتمدن