أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - التطبيع .. وسنينه














المزيد.....

التطبيع .. وسنينه


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


سمير عمر إعلامى جاد ومثقف ويتمتع بحس وطنى أصيل. ومع أن حياته المهنية بدأت فى بلاط صاحبة الجلالة، وكان أحد الصحفيين المتميزين والواعدين، إلا أن الكثيرين لم يكتشفوا مواهبه إلا بعد عمله بمكتب القاهرة لقناة الجزيرة. حيث تميزت تقاريره بالعمق والموضوعية.
فكنه فاجأنا أمس الأول فى نقابة الصحفيين بمواهب خفية، عندما قدم إلينا الفيلم التسجيلى "هى أشياء لا تشترى" الذى يعد وثيقة شاملة عن التطبيع مع إسرائيل، وملحمة النضال الوطنى والديموقراطى فى مصر ضد المحاولات المستميتة لفرض إقامة علاقات "طبيعية" بين المصريين وبين هذه الدولة التى هى أبعد ما تكون عن أن تكون "طبيعية" فى أى شىء.
وفى هذا الفيلم التسجيلى يقوم سمير عمر بكل أدوار البطولة تقريباً، فهو الصحفى المحقق والراوى والسيناريست والمخرج فى آن واحد. وقد نجح نجاحا باهراً فى توثيق هذه المسيرة، بما فيها من مد وجزر، ومراحل صعود وفترات هبوط وركود، وانتقال من معسكر إلى آخر، وأمور تدمى القلب ومشاهد أخرى تفجر الضحك من هذه الكوميديا السوداء التى تتسلل إلى تفاصيل تلك المواجهة المأساوية.
والقضية التى يثيرها هذا الفيلم التسجيلى المهم، مازالت حية، ومازالت مثيرة للجدل.
فالجماعة الصحفية – على سبيل المثال – مشتبكة هذه الأيام فى جدل ساخن حول موقف كل من الزميلين فهمى هويدى ومجدى الجلاد من حضور مؤتمر صحفى مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما أثناء وجوده فى القاهرة يوم 4 يونية الجارى، كان مشاركاً فيه صحفى إسرائيلى.
فكان موقف الأستاذ فهمى هويدى هو رفض حضور المؤتمر الصحفى، بينما شارك الأستاذ مجدى الجلاد.
وأثار هذا التباين فى المواقف السؤال القديم الجديد: هل تعتبر مثل هذه المشاركة فى مؤتمر صحفى يحضره صحفى إسرائيلى عملاً من أعمال التطبيع أم لا؟
وكعضو فى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، ملتزم بقراراتها، بما فى ذلك قرار مناهضة التطبيع، فإن اجتهادى الشخصى أن الزميل الأستاذ فهمى هويدى رفض المشاركة فى هذا المؤتمر الصحفى لأن المنظمين الأمريكيين له قاموا بالتدليس وإخفاء معلومة مشاركة صحفى إسرائيلى. ومن حقه ذلك بكل تأكيد، ولو أنى مكان الأستاذ فهمى هويدى لفعلت مع فعله احتجاجاً على هذه "الجليطة".
ومع ذلك فإن الزميل الأستاذ مجدى الجلاد لا يمكن اتهامه بالتطبيع لأكثر من سبب. فالمؤتمر الصحفى ليس مع مسئول إسرائيلى وإنما مع الرئيس الأمريكى. والواجب المهنى يحتم على أى صحفى مصرى المشاركة فى مثل هذا المؤتمر بصرف النظر عن جنسية باقى الصحفيين الذى يحضرون.
ثانياً: كان من الممكن مؤاخذة الأستاذ مجدى الجلاد لو أنه انتهز فرصة وجود الصحفى الإسرائيلى وأشبعه بالقبلات والأحضان. لكن هذا لم يحدث كما سمعنا، ولم يتبادل "الجلاد" الكلمات ولا النظرات مع الصحفى الإسرائيلى.
ثالثاً: هذا الذى حدث تحت قبة جامعة القاهرة يتطلب من الجماعة الصحفية تقييم ممارستها فى السنوات السابقة فيما يتعلق بمقاومة التطبيع. ليس بهدف التراجع عن هذه المقاومة الوطنية المشروعة والمطلوبة باعتبارها إحدى الأشكال "السلبية" لمقاومة البلطجة الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلى والمستمر على الحقوق الفلسطينية والعربية الذى يصل إلى مستوى جرائم الحرب.
وإنما الهدف من هذا التقييم المنشود هو ترشيد استخدام سلاح مقاومة التطبيع، كى يكون سلاحاً لنا وليس ضدنا. فالاستخدام الفاسد لهذا السلاح النضالى يمكن أن يأتى بنتائج عكسية.
وهناك بهذا الصدد قضايا يجب حسمها بعيداً عن الغوغائية والانفعال. منها على سبيل المثال: هل يندرج تحت باب التطبيع مقابلة صحفى عربى فلسطينى مدافع عن القضية الفلسطينية وقضايا التحرر الوطنى العربى لأنه يعيش داخل إسرائيل ويحمل الجنسية الإسرائيلية بدلاً من أن نكافئه على صموده وعدم تخليه عن أرضه المحتلة واستمراره فى الدفاع عن حقوق شعبه المغتصبة؟
وهل تستوى مقابلة مثل هذا الصحفى مع مقابلة صحفى صهيونى قح؟!
ومنها هل يستوى الوضع فى الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين مع دخول إسرائيل؟!
وحتى بالنسبة للإسرائيليين اليهود.. هل نضع الجميع فى سلة واحدة دون تمييز بين صحفى إسرائيلى صهيونى وبين صحفى إسرائيلى معاد للصهيونية ويرفض الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والعرب ويؤيد قيام الدولة الفلسطينية.. حتى لو كان هذا الصنف الأخير أقلية نادرة حالياً؟!
الأسئلة كثيرة .. ونحتاج إلى إجابات موضوعية ومنطقية حتى لا يرتد سلاح مكافحة التطبيع إلى صدورنا.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب ليس ككل الخطابات »2«
- خطاب ليس ككل الخطابات (1)
- الحرب الأهلية الصحفية .. الجديدة!
- اقتصاد المعرفة: سلاح الأغنياء وأمل الفقراء (1)
- اقتصاد المعرفة: سلاح الأغنياء وأمل الفقراء (2)
- »الخصخصة« و»الفلفصة« »1«
- -استثمار- الموت
- دورة الزمان: من ترومان إلى أوباما!
- مصريون -مع- التمييز!
- مصريون ضد التمييز
- نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى
- الطوفان.. قادم
- وهابيون.. حتي في الكنيسة القبطية
- -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!
- أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!
- عبدالملك خليل
- إعطنى هذا الدواء
- إمسك .. بهائى!
- سيادة النائب العام.. شكرًا
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - التطبيع .. وسنينه