|
سليم مطر في (إمرأة القارورة)
وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 07:26
المحور:
الادب والفن
النص المفتوح وإشكالية التشتت ثمة مغزيين في العبارة التي يحملها الغلاف الداخلي للكتاب [مغامرات إمرأة عمرها خمسة آلاف عام]؛ الأول: التشويق والاثارة، مما قد يضيفه الناشر للترويج، أو وضعها المؤلف؛ لمراوغة القارئ والايحاء اليه انما هو أمام حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة أو حواديث الجن والحوريات. وهنا يتحقق الهروب منذ اللحظة الأولى مع سبق الاصرار والترصد وبعدة مستويات: 1- هروب من العسكرية والحرب. 2- هروب من الواقع إلى المخيلة. 3- هروب من المكان إلى الميتافيزيقا. 4- هروب من الوطن إلى الخارج. 5- هروب من الهمّ الرئيس الشاغل إلى فكرة جانبية غير مؤرقة. 6- هروب من الذات إلى المجرد. 7- هروب من الدكتاتور/ الموت إلى المرأة.
هذا الهروب اختزل معالجة ثيمة الحرب والدكتاتورية في واحدة من الروايات المبكرة الصادرة خارج منشورات أدب المعركة وحلّق بها في آفاق تفاوتت بين الميثالوجيا والفكر التجريدي. ان هروب الكتاب من تحمل وزر ثيمة رئيسية والتوجه بها نحو القارئ بعيداً عن المراوغة والالتباس قاد إلى أمرين: أولهما استنزاف امكانيات الكاتب الفكرية والأدبية في كتاب واحد (146 ص). والثاني صعوبة تقديم كتاب لاحق بنفس المستوى الفني. وهذا يؤشر مبلغ الخسارة الفنية لمقدرة روائية مميزة، أرادت أن تقول كل شيء وتحقق كل شيء دفعة واحدة، فتنقلت من الحرب والسياسة إلى التاريخ والدولة والدين والمرأة في لهاث واحد دون أن تمنح كل واحدة الفرصة الكافية للمعالجة، فكانت (إمرأة القارورة) وثيقة معرفية ودالة على موسوعية ثقافية وهمّ فكري شاغل في أكثر من اتجاه. ففي حين يغري المؤلف قارئه بما يقدمه من أفكار على مائدة روايته، يحرم (قارئه) من الاقتراب من تلك الافكار أو تكرار المحاولة. تبتدئ الرواية بسرد (جندي) عن تذمره من العسكرية ومحاولات هروبه (السبعة)، ثم استعراض الهروبات بنفس لا يخلو من روح المغامرة والأعاجيب وما يتعرض له من حوادث ويلتقيهم من شخوص وأجواء. وكل تلك الهروبات تنتهي بالفشل وإعادته لوحدته بما فيها هروبه الأخير الذي يعيده إلى مطبخ المراتب ولقائه بتمثال الأنثى وما يدور حوله من قصص وحكايات. هذا العرض السريع والحكائي لقصص الهروب من الجيش العراقي وهو في حالة (حرب) التي تمثل حالة تعبئة استثنائية شاملة بالمفاهيم العسكرية، قدّم صورة مسطّحة للحياة العسكرية العراقية وظروف حرب الثمانينيات التي قصمت ظهر أجيال من الشباب العراقي وأوصلت الوطن إلى الهاوية، وإلى وضعه تحت الوصاية الايرانية بشكل مباشر أو غير مباشر بعد خمسة عشر عاماً. فالسبب الذي يبرر به فكرة الهروب ليس عادياً وانما يتضمن الكثير من الاستسهال والسذاجة، وكأن الذين لا يهربون مقتنعون بالحرب أو أنهم يريدون (النصر أو الشهادة) حسب الشعار العربي الخالد. انه لا يريد الموت في حرب بينما قادة الطرفين (يتناكحان). ان رفع المحكي (المتداول) إلى مرتبة المكتوب الأدبي والتاريخي يمنح النص مصداقية وشفافية عالية. بينما اختلطت الجديّة التي تنطوي عليها حالة الحرب والموت بحالة معاكسة من الاستهانة. لقد صوّر الفصل الأول جانباً مباشراً من شعور الجندي العراقي في ظل الحرب، ولكن هذا الجانب بقي خالياً من العمق الفكري ومجرداً من الأبعاد النفسية التي يوظفها المؤلف في مكان آخر وفي اتجاهات أخرى في الرواية. قد يبرر المؤلف مروره السريع هذا بكونه هامشاً ضيقاً للانتقال إلى ما يعتبره فكرة الرواية الرئيسية [الأنثى/إمرأة القارورة]. بينما يمثل الفصل الأول ومجرياته القاعدة الاساسية التي تقوم عليها كل بنية الرواية وليس بنية التمثال فقط، والهشاشة في جانب منه سوف تنعكس على جوانب أخرى. ولو أن المؤلف بذل جهداً مضاعفاً لتغيرت صورة العمل تغيراً كاملاً وجعلتنا أمام مشهد آخر وحديث آخر. إشكالية (إمرأة القارورة) هي إشكالية الجاهزية التي تعاملت بها وكتابتها خلال فترة قياسية مستعجلة، أنها ليست رواية المؤلف، ليست رواية البطل. انها رواية البطل المنشطر المتسم بالعجلة والتهور، أو أنها رواية الذهان المتأرجح بين شخصيتي [آدم/ كمال]، المفكر المتأمل في قطب والمتسرع المتهور في القطب المقابل. لم يرد في سرد أي من تلك الهروبات شيء عن سلطة الخوف وجوّ الارهاب الذي يعشش في زوايا الذات العراقية وجغرافيا البلاد. كما اختزل المؤلف الصور والأساليب التي يلجأ إلها الجندي للتغطية على هروبه وتمرير نفسه عبر نقاط السيطرة وعناصر الانضباط العسكري التي يطلق عليهم الجندي لفظ (الزنابير)، وقوى الأمن الداخلي والعناصر الحزبية التي كانت تتمتع بصلاحية رمي وإعدام كل جندي يشتبه بهروبه. وقد أهال على بعض [المقيمين خارج المدن] صفة النخوة والحماية التي تدفعهم للمجازفة بوضع أنفسهم في كماشة النظام. لقد قلب ثمانينيات العراق المجتمع العراقي رأساً على عقب، فجعل قاعدة المجتمع في الأعلى (الحزب والدولة والجيش) وجعل هرم المجتمع من النخب الاجتماعية والمثقفة في نهاية السلم، وظهر رأس السلطة في غير مناسبة ليؤكد أن
(إمرأة القارورة).. مفهوم الجماعة وإشكالية الهوية ليس بهذا الغموض، وبغرائبية أقل، تأتي (امرأة القارورة) للكاتب والمفكر سليم مطر، محملة بخطاب متعدد وبنية متعددة، دون أن تخفي رؤيتها السياسية. يمحور الكاتب فكرته حول تمثال (امرأة) داخل مبنى أثري على الحدود بين العراق وايران، استخدمه الجيش العراقي خلال حرب الثمانين مطبخاً للمراتب (جنود الوحدة). الراوي هنا جندي عراقي في مطبخ المراتب، يقضي وقت استراحته مستلقياً أمام التمثال متمعناً فيها وفي القصص المتداولة حولها. تبدأ الرواية بسرد الجندي لحياته العسكرية في حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل، مستعرضاً قصص هروبه (السبعة)، وملابسات كل هروب وملحقاته، مذكرة بسواليف الغزوات الشفاهية، وصولاً إلى تنسيبه للعمل في المطبخ. بعد ذلك تتخذ الرواية بعداً آخر، يتنقل بين الميثولوجي والتاريخي والفلسفي وصولاً إلى الروحانية، وذروة الخطاب الوجودي المحض في الصفحات الملحقة في آخر الرواية. مبتدئة من ثيمة الحرب (الأرضية)، منتهية بثيمة (وجود) قائم على عبث ونزوة. ليقول أن للالهة نزوات ورغبات وسأم كالانسان الذي خلقته على غرارها. لكن تعويل الكاتب على خيط آخر من المعنى، لعلّه التبس في ظل التعددية. فالخطاب السردي ينقسم وفق ذلك إلى ثلاثة مستويات: 1- خطاب ذاتي/ اجتماعي، يبدأ بالجيش والحرب ويمتدّ الى اللجوء وملابساته وقصة تسليم اللاجي وإعادته عن طريق البوليس. 2- خطاب تاريخي ميثولوجي، محوره (إمرأة القارورة)، يتداخل فيه الخاص والعام ويتضافر له التاريخ بعهوده القديمة والوسيطة وما بعد الوسيط والمعاصر، موظفاً لها نسيج العائلة وأجواء العلاقات الاجتماعية، لتبرير انتقال روح (إمرأة القارورة) عبر آلاف السنين من زوجة ملك سومري لاجئة مرفوضة في سويسرا بعد أن تكون جابت المشرق والمغرب عبر التاريخ. 3- خطاب فلسفي ديني/ وجودي، يتناول ظاهرة الدين والحاجة الروحية وفكرة الربوبية كمنطق متدرج يتوج الهرم الديني السلطوي. وفي هذا السياق تظهر إشارات الى طقوس ومظاهر المتصوفة وتأثيراتهم (الخارقة) على روح هذه المرأة. وبشكل تلتبس معه العلاقة وصولاً إلى خطاب وجودي يتراوح بين شعري صوفي إلى تجريدي محض. ان السؤال الذي يشغل القارئ في خضم ذلك، عن الصلة المبررة بين أبعاد السياحة التاريخية والفكرية، والرسالة التي أراد المؤلف ايصالها بالنتيجة. ان قصة الجتدي لا تفتأ أن تذوب في المجرى الرئيسي للرواية بعد الفصل الأول ، بينما تظهر قصة اللجوء في أحد الفصول الأخيرة وهي الأخرى تختزل في فرضية لجوء (إمرأة القارورة) ورفض الطلب وتسليمها لبلدها. في الفصل الأول نجد تمثال إمرأة في مبنى أثري على الحدود استخدم مطبخ عسكرياً حيث تم تنسيب الجندي بطل الرواية. وفي الفصول اللاحقة تظهر فكرة القارورة التي تضم المرأة في بيت العائلة في غرفة الوالد. بعدها يتم تعميق/ تعريق هذه الفكرة ومنحها بعداً تاريخياً يحيل على سومر وحروبها إلى آشور وخروجها من حدود الرافدين إلى أقوام الشام ومصر وروما قبل أن تعود (ّ) ثانية. دون تبين الصلة بين تمثال في مبنى اثري شرق دجلة بحضارة سومر على ضفاف الفرات. وقد حرص المؤلف على اجراء مزاوجات وتلاقحات تاريخية عبر تزويج (إمرأة القارورة) إلى رجال من أقوام وأثنيات لا حصر لها، لحين عودتها إلى عائلة الجندي ثم خروجها معه إلى بلد اللجوء. خلال ذلك يحرص المؤلف أن يشير أن هذه المرأة شاركت أقوام أزواجها محنهم ومآسيهم وأفراحهم، وتقفز صورة من طفولة المؤلف عندما كان يعمل في مطعم وقام بتوصيل وجبة طعام إلى جلاد في سجن لتعلق نظراته بجسد (مرأة) معلقة أثناء التعذيب، وتتصل تلك الذكرى - الشبقية- في مخيلة الطفل الذي سيذهب إلى سويسرا، وعلاقته بصديقه [قرينه] االذي يعاشر (إمرأة القارورة) وما تثيره فيه من ذكريات ذات طابع شهواني أكثر من شيء آخر. فحركة امرأة القارورة هنا هي ثيمة حسية جنسية صرفة تتمحور حول مفاتنها ومباهجها الخالدة التي لم تفقدها عبرالسنين. ضمن هذه الرؤية وبالمقارنة مع أجواء الانفتاح الأوربي وسيما مشهد المرقص هي رواية الانثى الخالدة التي (تعلك) الرجال وتستبدلهم جيلاً بعد جيل دون أن يقضوا عليها أو ينتهوا منها. فهي ملامسة رقيقة لظاهرة المرأة – الإلهة – تاريخياً، المرأة الأم والمرأة الخالقة والمرأة الزوجة والعشيقة. وهي تلوين مفتوح على قصة زليخة المصرية ويوسف في العهد القديم عندما عادت بكراً لتتزوج يوسف النبي في استحالة تاريخية. ان اللغة الجنسية المفعمة بالشبق واللذة غير خافية خلال الرواية، بما يجعل منها بحق رواية (جسد) تضاهي أروع القصص الواردة في هذا السياق. لكن المؤلف أدخل جسد المرأة في مناورة تاريخية صعبة واستحالات عجائبية عبر آلاف السنين وجغرافيا ممالك العالم القديم [حوض البحر المتوسط]، للخروج بالموضوع إلى أفق خطاب أممي/ ميتا قومي حول الهوية الأثنية والثقافية المشتركة لحوض البحر الأبيض المتوسط. ولمنح المرأة/ الجسد الدفق واليمومة والسيرورة المستمرة لعبت الميتالوجيا والدين والتصوف دوراً مساعداً في حركة نسيج الرواية. لماذا المرأة؟ لماذا الجسد الانساني؟ للماذا جرى تسخير العاطفة البشرية والمشاعر الحسية وأخطر مراكز اللذة والشعور لتمرير وتبرير خطاب سياسي؟. وإذا سلمنا أن الخطاب السياسي هو فحوى الرواية، فما هو دور الخطاب اللاهوتي المرفق بنهاية الكتاب. وما هو لون المياه التي يعود بها إلى مجرى الرواية الرئيسي. ان الملاحق المرفقة في نهاية الكتاب تفتقد الصلة المباشرة بالمتن الروائي. وهي خارجة من مضمار السرد إلى لغة الشعر الصوفية المحلقة في أراجيح الفلسفة والمخيلة. فهي وثيقة الصلة بلغة نفر من المتصوفة الذين صوروا الربّ على هيئة الانسان (ونفخ فيه من روحه)، وهي غير منقطعة عن رؤية الخطاب التوراتي. لقد جمع المؤلف من المصادر والمرجعيات لكل مستوى من هذه المستويات النصية والقرائية ما يجعل منها نصاً قائماً بذاته وخطاباً متجهاً إلى نفسه. لكنه تخذ من كل ذلك مجرد وسبلة لتحقيق خطابه الروائي، الذي غاب بين السطور عن أفق الرواية.
الرواية المركبة يطلق مؤرخو الأدب مصطلح الرواية المركبة أو النص المركب أو نص داخل نص ورواية داخل رواية عندما تتعدد مستويات السرد واتجاهاته داخل النص، فتتكشف رواية عن رواية عن رواية بالتتالي مثل استحالات الأفعى، حتى الوصول للنص النهائي وتتحقق الصلة ما بين النصوص المتداخلة أو المتراكبة ومستويات السرد والتلقي. ورواية سليم مطر هي رواية مركبة على المستوى البنيوي ومركبة على المستوى الدلالي. من الممكن فتح النصوص وفصلها عن بعضها فتتيسر قراءات أخرى أو تفكيك النص دون فصله عن بيئته الروائية للوقوف على ضفاف المعنى. من مظاهر المفارقة هنا، بساطة الحبكة أو تلقائية السرد التي يبتدر المؤلف بها القارئ، ثم يأخذ السرد بالتشابك والتعقيد، تارة مع تعدد قصص الهروبات وتداخلها، وتارة مع تعدد الروايات والتأويلات عن (إمرأة التمثال) – لا أدري إذا كان ربط التمثال بالمطبخ يحتمل دلالة أخرى لدن المؤلف-، ومع تعدد قصص الهروب يتم نسج قصص (سواليف) جديدة، ويحصل السارد/ البطل على أسماء مختلفة، وتتكشف صفحات جديدة عن قصة ثالثة تنمو تفاصيلها في زاوية مقابلة.كان من الممكن هنا تأمل عالمين روائيين ينموان متجاورين أو متداخلين، لكن العوالم هنا –كما سبق الذكر- تتعدد والخطابات تتداخل، وكأن المؤلف/ التلقائي، تخطر له كل بضع صفحات فكرة جديدة فيضعها موضع التنفيذ. وكلما طرأ له أمر فسح له مكاناً في النص، فنما القص إلى قصص، والقصص إلى رواية، والرواية إلى روايات، وانتهت الروايات للتعبير عن فكرة عبث الخليقة التي لا تتعدى نزوة إلهية. وهي مقاربة فكرية لقصص الخليقة عند الاغريق، وإشارة باطنية لحقيقة الوجود الانساني، التي لا تتعدى – شهوة آنية- تصعد بين سيقان زوجين وتتجسد في صورة الكائن/ الطفل (الانسان). وهي عين الصورة التي يوردها القرآن عن خلق الانسان من مضغة ثم علقة ثم..، وبالربط بين دلالة هذه الآية، مع دلالة (وجعلنا منكم شعوباً وقبائل) – قوميات وأثنيات- وكل ذلك عبر علاقات التزاوج والعائلة > والصراع.
الرواية الموسوعية يقول أحد الفلاسفة أن الأفكار ملقاة على الطريق، ووظيفة الكاتب التقاطها. لكن المؤلف الحديث لا يلتقط الأفكار فقط من مضانها وانما يزاوج بينها ويتفنن في ترتيبها لتصنيع دلالات جديدة وتوليد معانٍ جديدة واستجلاء آفاق فكرية وروحية جديدة. ان تعدد مستويات البنية وتشابك اتجاهات الخطاب يجعل منها (رواية موسوعية) بالمعنى الموجب لظاهرة التشتت، فهي لا تترك باباً من أبواب العلوم والمراجع الفكرية والدينية لا تطرقه من قريب أو بعيد، حتى تجد لكل شيء فيهاً أثراً. وتمنح مستويات التلقي تعددية أفقية وعمودية، تقابل أنساق النص. ووظيفة سليم مطر تقديم فاكهة روايته هذه للقارئ كثمرة جديدة، قد تبدو للوهلة الأولى عسيرة الهضم، فالأشياء الجديدة والجميلة تتطلب جهدا اسثنائيا لأنها أكثر دواماً من غيرها.
بين الذهان والانشطاروالتناسخ يكتشف القارئ منذ الفصل الأول ان الشخصية الرئيسية تتماهى في حالات متباينة وتقترن بأسماء متعددة، وفي علاقتها بالتمثال تتكشف عن حالة من التناسخ أو الاستحالة تبعث الحياة في الحجر. وهي نفس الظاهرة التي تقوم عليها ظاهرة (امرأة القارورة) التي تستحيل إلى ماء وتختفي في بطن القارورة (مصباح علاء الدين – استبدال فكرة المصباح بالقارورة). وظاهرة التناسخ – تحول الروح من جسد إلى جسد ومن كائن إلى كائن – التي من صورها الطوطمية. إذ تحولت روح أميرة سومرية عبر آلاف النساء ومئات القرون إلى (الشيوعية) التي تتعرض للتعذيب في بداية الستينيات ثم اللاجئة في التسعينيات المرفوضة اللجوء. أما الظاهرة الأكثر إثارة للانتباه فهي ظاهرة انشطار بطل الرواية إلى شخصيتين منذ حادث رؤية (الشيوعية) في مركز تعذيب الأمن. يصف المؤلف أحد الشخصيتين بأنها أكثر اعتدالاً وتعقلا من الثانية الأكثر عاطفية وهلوسة. وهو مستوى آخر كامن داخل بنية النص. ان البنية العامة للنص تخضع للبساطة والتلقائية، وهو مذهب سردي حديث ينص، على أن الكاتب يذهب للكتابة بدون أية فكرة مسبقة. ولكن خطاب الرواية خطاب ثقافي عقلاني متداخل، يستند إلى رؤية مسبقة. فإذا أمكن توصيف وقوع جانب من مساحات السرد أسيرة الذهان أو التشوش الفكري، فأن الخطاب الرئيسي للرواية حافظ على مساره، وبالشكل الذي تكرر وتوضح في كتبه وطروحاته اللاحقة. ان الشخصيتين المترادفتين من العراق إلى سويسرا تكملان بعضهما البعض وتنسجمان بالتئامهما دون تدمير الواحدة للأخرى كما هو معروف في حالات الفصام الذاتي أو النفسي. وإذا كان سليم مطر قد استخدم فكرة الاستحالة والتناسخ من الميثولوجيا القديمة لتأكيد الأصول المشتركة للهوية/ الهويات العراقية (الجريحة)، فقد استخدم فكرة الانفصام/ الانشطار من العلوم النفسية لتصوير الشخصية العراقية/ السياسية أو الحركة السياسية العراقية في اتجاهاتها أو اتجاهيها المتنافرين بين العقلانية والتهور ولكن المكملتين لبعضهما – حسب المؤلف- سواء في التيارين القومي والأممي في الستينيات أو التيارين القومي والطائفي اليوم. مشروع الهوية المشتركة ان أثر الطروحات الماركسية غير خافية في بنية النص لاسيما انجلز في العائلة والدولة والدين أو ماركس في فكرة الصراع والجدلية التاريخية . لكن فكر سليم مطر لا يتقاطع مع القومية ولا الدين، وانما يدعو لحالة انسجام وتوافق اجتماعي تاريخي يقوم على مستويين: مستوى القواسم العامة المشتركة في المقام الأول، ومستوى الخصوصيات الذاتية بالمقام الثاني..في التصنيف السياسي هو طرح توافقي، والمأخذ أنه يتطلب توافق جميع الأطراف والأطياف الممثلة في أطار الدولة. أما المأخذ الآخر فهو أن حركة الاختزال والاضافة قد تطيح بالخصائص العامة وترفع الخصوصيات إلى مستوى العام، وهنا ينسف المشروع وتتغلب فئة من الفئات لفرض خطابها (الايديولوجي) ورؤيتها (القومية/ الطائفية) على الآخرين. وهي في الاطار العام رؤية - وسطية-، غير ثابتة، أي أن نقطة المحور قابلة للحركة على خط طوله مائة وثمانين درجة، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. ان القلق هو مصير الطروحات الوسطية في المجتمعات الهشة والحياة السياسية السطحية المتقلبة. لقد أراد المؤلف التخلص من الأطر التقليدية الضيقة التي حكمت الهوية أو الخطاب الوطني العراقي، ولكن الذي تحقق هو العكس تماماً. ترسيخ الهويات المحلية أثنية وطائفية وتسييجها بسياج الفدرالية وحماية حكومية وضوابط أدارية محلية، لم تنسف فكرة الهوية المشتركة والانتماء الوطني من جذورها، فحسب وانما، سمحت للهويات الكبيرة بابتلاع الهويات الأصغر واختزالها وتهميشها.وفي هذه النقطة يبرز السؤال الأساس الذي طرحته الرواية، الجذر السومري والجدلية التاريخية وانعكاسها في الراهن العراقي.
امرأة القارورة وخصوبة الرمز [هكذا ظلت سيدة القارورة خلال قرون وقرون تمضي الأجيال من "حفيد -عشيق" إلى نسله. (...) معشوقتهم تظل السرّ الأبدي الذي يجتمعون عليه ويستمدون منه جذوة أرواحهم.]. (إمرأة القارورة) دالة رئيسية في رواية سليم مطر[ص148]، وشحت عنوان الكتاب وتكررت في عناوين فصولها المتتالية وكما يلي:- ف1: في البدء كانت القارورة/ ص5.- ف2: انبعاث سيدة القارورة/ص25.- ف3: ماضي القارورة/41.- ف4: حاضر القارورة/56 .- ف5: آباء وأرباب القارورة/74.- ف6: قرصان القارورة/89.- ف7: سيرة سيد الوجود/ 111. – ف8: ضياع القارورة والرحيل إليها/ 129 .قد يفيد التكرار اللفظي معنى التوكيد أو الارتباط البيني خلال السرد، لكن الواقع أن كل فصل كان يقدم صورة جديدة واستحالة أخرى تضاف إلى قاموس المرأة والقارورة، دون أن يعني ذلك صلة جوهرية تعود على المراة المحددة بذاتها. وهذا ما منح دالة (امرأة القارورة) خصوبة متواصلة لاستنفاد ما يغني جوانب الخطاب. تقوم الفكرة الرئيسية [لإمرأة خالدة منذ خمسة آلاف عام] على فكرة التناسخ أو خلود لروح وانتقالها من هيئة/ جسد (فانٍ) إلى هيئة/ جسد آخر. على اعتبار أن (الجسد) قابل للفناء [التحلل للمواد الاساسية] والروح خالدة [غير قابلة للفناء والتحلل]. ويمكن تأويل الظاهرة حسب فلسفة الذوبان والفناء والانبعاث عند بعض الصوفية حسب دالة الماء التي تظهر في القارورة، أو الاحتراق والانبعاث من الرماد لطائرالفينيق حسب القصة السومرية، دون أن يغير ذلك شيئاً من الدالة والدلالة. أما فكرة القارورة نفسها فهي تحوير جزئي لفكرة (المصباح السحري لعلاء الدين) من قصص ألف ليلة وليلة. بينما تمثل فكرة المرأة والزواج المتعدد مقاربة معكوسة لحالة شهريار وتعدد زيجاته. "كل شيء في هاجر كان يتجاوز حدوده الطبيعية".. ص55 " الآن وأنا أنظر في عيني (آدم) وهو يحكي لي عن حوريته (هاجر) لم أعد اشاهد تلك السجينة معلقة مشرفة على الموت كما رأيتها دائماً في عينيه.." ص64 "أسيرة أرمنية اشتراها من مدينة أخوالي" ص97 "عازار" ص 103 : ابنة أحد أمراء قرطاجة بين الفلسفة والواقعية البدائية تختلف (إمرأة القارورة) عن النص العادي بكونها نصاً فلسفياً، مما يمنحها نكهة غير عادية. دخلت الفلسفة في ثنايا الخطاب السياسي والاجتماعي والديني والوجودي وتجاوزته إلى طريقة المعالجة والتعامل مع الأدوات والتفاصيل المتحركة في النص. ان التبسيط والتحليل من خصائص المعالجة الفلسفية، وهو ما قاد النص إلى إشكالية فكرية. لقد أراد المؤلف وضع حل لمعضلة سياسية/ اجتماعية معقدة في ظل التقدم التكنولوجي وغزو الفضاء ، بالارتكاز إلى مفاصل ومكانزمات بدائية تراجعت أهميتها وتطورت أساليبها وأغراضها. قسم المؤلف أدواته [كتيمة اجتماعية] إلى قسمين: امرأة ورجل. ثم أناط بكل منهما وظيفة محددة في السياق التاريخي العام، المرأة كدالة للجنس ومشتقاته، والرجل ووظيفة الحرب [صراع/ نهب/ غزو]. وعلى مدى الفصول المتعاقبة استمرت هاتان الوظيفتان متلازمتين، بشكل قسري لاختراق منظومات مدنية أكثر تطوراً في السيرورة الاجتماعية سواء في النظام السياسي (تعذيب المرأة الشيوعية) أو المجتمع المدني (إشكاليات اللجوء وقضايا الاجانب). ان الامعان في تبسيط الثيمة كاد يعدمها وبالتالي يجعل مغزى الخطاب موضع جدل. مما لا شك فيه أن الحياة قامت على الجنس، وكان الجنس أحد أبرز مكانزمات الصراع بين البشر، أفراداً ومجموعات. وتجتمع القصص الديني والتاريخي والميتالوجي على خدمة هذا الغرض. وسواء صحت نظرية جيمس دارون في [التطور وأصل الأنواع] أم لا، فثمة تسليم لا إرادي، - لا حيلة للبشر في مواجهته-، في تمثيل آدم (!!)أباً للبشر – حقاً أو فرضاً-، وأن الخليقة اليوم هي بنت الطوفان (نوح/ أوتو نبستي)، وسكان العالم ينحدرون من أبناء نوح الذي توزعوا أطراف اليابسة (سام وحام ويافث). أما الخلافات والاختلافات التالية بين ذريات كل واحد والآخر، فقد بقي بعيداً عن المعالجة الجادة والموضوعية. وفي هذه النقطة يتركز جهد الكاتب من خلال تحريك [جسد الأنثى] على زوايا الطاولة الثلاثة [آسيا- أفريقيا- أروبا] وصولاً لخطاب الهوية المعاصر، تساهم وتذوب فيه دماء الأقوام الشرقية والغربية. والدماء هنا هي القاسم المشترك الأعظم بين [الجنس – الولادة- الحرب]. تقول الآية [كلكم من آدم وآدم من تراب] وكذلك [وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا]. ان الدين، بغض النظر عن التفاصيل والأدبيات الايديولوجية الملحقة به تالياً، يمثل أقدم النصوص/ الطروحات الأممية. وهو ما يصاغ بعالمية الدين، لكن المغزى الحقيقي لذلك أنه فوق القومية والعصبية. بيد أن إشكالية الدين ظهرت أثر وضعه في قوالب قومية أو حصره في أطر عنصرية ضيقة، انعكست سلباً على المجتمع البشري خارج تلك القوالب والأطر. ان ربط الدين بالقومية والعصبية أحال الخطاب الديني الروحاني إلى خطاب سياسي أجوف وعقيم، خاضع لفكرة الهيمنة والسيادة، وهي توافه دينية يأنف عنها العقل الخالص وفلسفة المطلق. وهذا هو المفترق بين الثقافي والسياسي. ما تحتاجه البشرية اليوم هو التحرر من الايديولوجيات والشعارات الجاهزة. لكن غياب الفكرة والأمكانية يدفع باتجاه آخر، من خلال الغاء تفكيك القواعد وفتح المنظومات على أفق عام. ان تمادي الكاتب في ملاحقة فرضية [التناسل/ التناسخ] أخرج النص من الجغرافيا المحلية [الميسوبوتاميا]. وبقيت نهاية الرواية مموهة بين إعادة (القارورة) وعودة البطل إلى حياته اليومية في سويسراً، أو الحوارات الذاتية حول الخليقة والدين والانسان. لقد دفعت الاسطورة والخرافة الفلسفة الماركسية والمادية التاريخية الى الهامش، فاختزلت الحضارة والتطور المادي، عائداً بالبشرية القهقرى إلى المراحل البدائية. فلم تكن سومر وأكد وبابل وآشور وفينقيا وغيرها سوى جيوش وحروب متواصلة. ليعطي المؤلف لحرب الثمانينيات العراقية بعداً تاريخياً يلحقها بمتوالية من حروب تلاقحية، ترافقها حركات سكانية ممثلة في إزاحات واستقطابات، تجد صداها في الحالة العراقية. فقوافل اللجوء المليونية من العراق أو ايران أو بلدان اخرى نحو الغرب والشرق هي هويات جريحة متحركة. وبالتالي فلا توجد ثوابت مستقرة على مستوى الأرض والانسان. الجغرافيا العراقية متحركة حسب المناورات والصفقات، وحركة الداخل والخارج المتعلقة بالبشر، غير مستقرة، جموع خارجة وجموع داخلة من كل الجهات. عراقيون متغربون في بلدان المعمورة، وأجانب يتحدثون عربية مكسرة أو كردية بأوراق رسمية وصور زواج ونسب مزورة يقطنون العراق ويدفعون العملية السياسية نحو الخلف. لكن الفارق كبير بين دخول العراقيين إلى مجتمعات ودول مستقرة سياسيا واجتماعياً، وغزو جماعي لمجتمع وبلد يفتقد ركائز الاستقرار السياسي والاجتماعي ويصطبغ في كل مرحلة بصبغة المحتل. لقد كان أجدى بالمؤلف البحث عن قاعدة مادية ديالكتيكية تتواشج مع الأسس المادية للحضارات الرافدينية العريقة والنهوض بها نحو الحاضر بدل تمييع الهوية الاجتماعية [المميعة أصلاً]. ان اشكالية العراق اشكالية بنيوية متوارثة سببها استمرار الغزوات والحكام الأجانب ممن لم يعيروا أو يفهموا مبادئ السياسة والوطنية والانسانية. فظهر محمد علي الألباني ليبني دولة عصرية صناعية في مصر التي تتمتع بخصائص اجتماعية وسياسية تختلف عن الحالة العراقية. بينما ظهر ولاة قلائل من الاصلاحيين أمثال مدحت باشا أو داود باشا أو سليمان القانوني ممن أجروا اصلاحات جزئية انتهت مع رحيله، فبقاء العراق تابعاً للامبراطورية العثمانية أنعكس سلباً على المجتمع العراقي والسيرورة الوطنية بينما قاد استقلال دولة محمد علي وقيام أسرة حاكمة متوارثة على ترسيخ كيان مصر وحماية المنجزات الوطنية المتحققة. ان وقوع العراق في منطقة تنازع تاريخي بين ايران العنصرية التوسعية والقوى المتلاحقة بالمقابل من عهد الاسكندر المقدوني والرومان والحكم العربي والعثماني والانجليزي والأميركي العامل الأساس في نسف الصيرورة العراقية منذ جذورها القديمة - السومرية والأكدية والبابلية والاشورية، التي ما أن تضعف حتى تبسط فارس نفوذها وأطماعها على بلاد الرافدين. وسواء وجدت ايران منفذاً عبر الهوية الشيعية [الانشقاق الأول في الاسلام] أو أقتطاع أجزاء من أراض ومياه العراق أو دفع أصول وقبائل ايرانية داخل العراق تكون مقدمة لتوسعها الاستراتيجي التاريخي وكما هو حاصل اليوم أو وسائل أخرى كالغزو المباشر عند انسحاب القوى الدولية من المنطقة، تبقى هي الخطر الأكبر والناسف الأساس لمشروع الهوية العراقية، وهو ما يجعل قدر العراق، ذاتاً مجتزأة وهوية منقوصة مشوّهة ، مموّهة بين ملامح فارسية وعربية وعثمانية وكردية، على حساب الملامح السومرية الآرامية والأكدية والاشورية والبابلية. وسواء غاب ذلك عن المؤلف أو أدرك حجم المعضلة واستحالة المشكل، فرأى نسف كل تلك المنظومات وإذابة كل تلك الاصول والصراعات داخل مرجل تتحكم فيه ثمرة التفاح وصراعات قابيل وهابيل، تاركاً باب المستقبل مفتوحاً، بعودة الأنثى لعراق الصراع والعراك وهروب البطل إلى سويسرا. ان ادراك، أو استعداد القوى المتصارعة في عراق اليوم لأبجديات الانتماء والوطنية التي تطرحها امرأة القارورة، قد يتطلب قروناً طويلة، وحتى ذلك الوقت يبقى مشروع هوية عراقية وانتماء أصيل لوطن أسمه العراق مؤجلاً، على بحيرات من الآلام والدماء والقلوب الجريحة. ان تعدد المستويات البنائية والدلالية والقرائية لـ(إمرأة القارورة) يمنحها صفة التميز والتفرد والريادة، اقتضت من كاتبها جهداً استثنائياً على أصعدة الفكر والشعور بحيث لا يكون من السهل تكرارها أو مضاهاتها. وهو ما ينطبق على [دابادا] حسن مطلك في الثمانينيات. فبينما كان حسن مطلك تجريدياً حاول سليم مطر باستحالات ايقونة المرأة اعطاء عمله صفة مادية أقرب إلى الواقع وأدنى إلى التاريخ. قدرة المرأة على الانتقال بين العالم المرئي والعالم الغيبي عبر الذوبان والاختفاء في القارورة. وعودتها المتكررة في أزمان وأجيال متلاحقة، ومرورها بأمم وحروب وغزوات وبلاد قبل أن تعود إلى أرض النهرين، بما يجسد رؤيته لأزمة الهوية الوطنية أو تعدد الهويات في عراق اليوم، والمتبلورة في مشروعه الخاص عبر كتابين وروايتين ومجلة [ميسوبوتاميا]. يلتقي الكاتبان في المرجعيات ويختلفان في المخارج والتقنيات. قدم كل منهما كتاباً رائداً في الثقافة العراقية، كان وقعهما مثل حجر في بركة عند صدورهما، ذهبت تردداتهما بعيداً في تلافيف النص العراقي الراهن، ولكن كذلك في فن الرواية !.
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيلين براكاش- أوزر
-
(سماء..)
-
المكان هو المنفى.. الوطن هو الغربة!..
-
مقاربات نصّية في قصيدة (خوذة الشاعر) لنجم خطاوي
-
الاستهلال السردي في قصة التسعينيات..
-
القصة العراقية في المنفى
-
عن فضاءات الطائر
-
الوطن -جنّة- أم -جنينة- في قصة باسم الأنصار (نحيا ويموت الوط
...
-
معرفة الحقيقة العارية والاستفادة من دروس الماضي
-
داليا رياض.. - رغم أني جملة كتبتها السماء-
-
ستة عقود في محراب الحرف- حوار مع الفنان كريم الخطاط
-
- أريد الطحين لأخبز معه أحزاننا-
-
مقدمة عامة في تجربة مظفر النواب الشعرية
-
حسن الخرساني و سقوط مردوخ
-
مفيد عزيز البلداوي وقصيدة الحلزون
-
سعد جاسم وقصيدة الحداد لا يليق بكريم جثير
-
دراسة في مجموعة ” نون ” لأديب كمال الدين
-
حمّالة الحطب.. عن المرأة والغزو!..
-
(عَنترَهْ..)
-
(فراغ..)
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|