أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - باسم محمد حبيب - هل للفساد دور في تضخيم ظاهرة المثلية في العراق ؟














المزيد.....


هل للفساد دور في تضخيم ظاهرة المثلية في العراق ؟


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:53
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


كنت جالس مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء نتداول موضوع الفساد ونتائجه الكارثية على المجتمع العراقي ،عندما انبرى احد الجالسين وهو من الضيوف مقاطعا حوارنا قائلا : ( عمي يا فساد يا بطيخ .. كلشي أهون من الجراوة !!؟ ) ، عندها تحول مسار الجلسة ليبدأ الجالسون بالتحدث عن انتشار هذه الظاهرة في أوساط المجتمع العراقي ، ودور المخابرات الإسرائيلية في نشرها !! ثم تطرق الحاضرون لتصدي قوى الأمن الداخلي لهذه الظاهرة واستبسالهم في مواجهتها حيث نقلوا لنا صورا من تلك المآثر، والغريب أن الجميع نسي أو تناسى موضوع الجلسة الأول ( أي موضوع الفساد ) ولم يعد إليه احد بعد ذلك .
هذا الأمر ربما يدعونا إلى التساؤل عن الدافع وراء تضخيم ظاهرة المثلية ( الجراوة!! التسمية الشعبية الجديدة ) ، هل فعلا أن وراءها دافع أخلاقي ما ؟ أم أن هناك دوافع أخرى تتحكم بها ، ولو كان الأمر كذلك ( أي هناك دافع أخلاقي وراء حالات استهداف المثليين ) ، لماذا لم يتم ذلك في مرحلة سابقة ؟ علما أن هذه الظاهرة قديمة قدم البشرية .
أن هناك بالتأكيد عدة تفسيرات لإثارة ظاهرة المثلية في هذا الوقت بالذات وبهذا الشكل العنيف ، إما أنها محاولة من بعض الجهات الدينية أو المليشياوية لإثبات الحضور وتأكيد الدور في وقت تتزاحم فيه العناوين والمسميات للظهور على المسرح العراقي والحصول على حصة من الكعكة العراقية ، أو ربما كان الهدف إحراج الحكومة على أساس أن استفحال هذه الظاهرة سببه الاحتلال وان هناك جهات معينة تقف بوجهه وبوجه التأثيرات التي أتى بها كنوع من المقاومة الأمر الذي يفسر حصولها في مناطق تهيمن عليها هذه الجهات أو ربما تقف وراءها محاولة البعض إبعاد انتباه الرأي العام العراقي عن ظاهرة الفساد والنهب المالي التي غدت اليوم احد أهم معالم الواقع العراقي و اخطر ظاهرة فيه بعد أن تجاوز الفساد أقصى درجاته و حدوده ، فبالإمكان وبكل بساطة خداع الرأي العام العراقي ، الذي يضم نسبة كبيرة من البسطاء والأميين من خلال الطرق على عقدة الشرف المؤثرة في الوجدان الشعبي ، ومحاولة إيهام الناس بوجود خطر أخر يهدد النسيج العراقي هو اشد خطورة وتأثيرا من ظاهرة الفساد ، وبدلا من أن يناقش الناس أو الإعلام ظاهرة الفساد والجهات المتورطة بها وحجم النهب الذي قامت به ، يتم بدلا عن ذلك التكلم عن ظاهرة المثلية (الجراوة ! ) وتهويلها إعلاميا وشعبيا ، بحيث يغطي الحديث عنها على موضوع الفساد الخطير .
وبالتأكيد لا تنجح الإثارة دون ممارسة القتل والتعذيب ، الذي هو بالتأكيد الجانب الأكثر مأساوية في هذا الأمر والذي حول هذه الظاهرة إلى ظاهرة إعلامية ساخنة بعد أن كانت حبيسة الأروقة الشعبية الضيقة ، فكان أن غدت ركن مهم من أركان الحوار الشعبي والإعلامي العراقي ، والغريب أن هؤلاء الذين انطلقوا في تعاطيهم مع هذه الظاهرة من شعار الدفاع عن الشرف ، لم يهتموا بالزوبعة الإعلامية التي أثاروها والتي أعطت مؤشرات عكسية ( أي عكس ما يطرحون في منهجهم ) ، حيث لم يعبا هؤلاء بالنتائج الكارثية لهذه الإعمال ولم يتهيبوا من تأثيراتها الإعلامية بعد أن هولوا في حجم الظاهرة وفي خطورتها ، فمن أولويات المدافعين عن الشرف كما نعهدهم (الستر) وهو أيضا ما يدعو إليه الإسلام ، وهؤلاء لم يعدموا وسيلة لنشر الفضائح والفضائع حتى أصبحت هذه القضية حديث الناس في كل مكان .
وبالتالي لا يمكننا إلا أن نتعاط مع التفسيرات التي اشرنا اليها قبل قليل في معرض تناولنا لهذه المسالة ، إذ لا يمكن تفسير مسالة التوقيت أو الترويج الإعلامي الذي رافق استهداف المثليين ، إلا بكونه إما تعبير عن عامل دعائي ينشده المستهدفون ( بكسر الدال ) لإبراز وجودهم أو لإثبات نهجهم ومعارضتهم أو لغرض التغطية على أمر ما ، وقد بينا في بداية المقال كيف انبرى صديقنا للرد على حديث الفساد و كيف نجح في قلبه إلى الحديث عن الجراوة ! وربما صديقنا انف الذكر قد دلنا على جزء من هذه الأحجية عندما انتفض بتلك المقولة الهادرة : عمي يا فساد يا بطيخ كلشي أهون من الجراوة !! .





#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية أميركا الإسلامية !!؟
- مصر .. نعم ما اخترت يا اوباما
- عقدة الكهرباء أم عقدة الفعل العراقي
- حملات تستهدف الشباب في العراق
- معركة التاميل والجانب الإنساني
- الساكت عن الفساد شيطان اخرس
- من اجل مركز وطني لتوثيق معاناة العراقيين واضرارهم
- التدين والنبوة من منظور تاريخي
- ما حجم المسكوت عنه في واقعة السقيفة ؟
- هل تضررت ولم تحصل على تعويض ؟
- آثار حضارة وادي الرافدين بحاجة إلى حماية دولية
- ضوابط دولية لتدريس مادة الدين
- المسؤول العراقي أول من يستفيد وأخر من يضحي
- الديمقراطية في العراق مطلب تاريخي
- الدين في ذمة السياسة
- اختلافنا مع المثليين لايعني قبولنا بما يقع عليهم من عنف
- نوبل حلم عراقي كبير
- أول نشاط ناجح في تاريخ حقوق الإنسان
- مسئولون يتمتعون بالامتيازات الكبيرة ومواطنون يتضورون جوعا
- البراءة من الإرهاب


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - باسم محمد حبيب - هل للفساد دور في تضخيم ظاهرة المثلية في العراق ؟