أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مازن الوكيل - على هامش العلمانية (2)














المزيد.....

على هامش العلمانية (2)


مازن الوكيل

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تدور عجلة الزمن،ويظل هناك على الدوام، قويان يسعى كل منهما بمثابرة وحيوية الى إحكام مسك الارض والهيمنة على سكانها،وبكل اندفاع وجدية يحولان الحياة الى منازلة يدفع المجتمع فواتيرها المختلفة، من حياة ... ودم ..
هذان القويان ،الشريكان فيما حدث،وما يحدث ،وماسيحدث ايضاً، هما رجل السياسة والدولة،ورجل الدين والشريعة، إثنان متسلطان لايرحمان من يخالف مسلة طموحهما، فبقوة الدولة وجبروت رجالها، يقف رجل السياسة صلباً يلوح بالمال والسوط لكل من يخضع لملكه وسلطانه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والسجون أوالمقصلة بانتظاره.
وبعرش المقدسات ،وسحر السماء، يلوح رجل الدين بالجنة لمن عمل صالحاً واطاع الفتوى وبالنار لمن عصى وتولى، ولازلنا منذ مقالنا السابق نسير بمحاذاة ماحدث ( التاريخ )، حيث كانتا كلتا القوتين مندمجتين في لحية الخليفة أو الامير، ومختزلتين في صولجانه واحياناً لايملك استغلال هذه القوة الا متملقٍ أو حسناء من علب الليل، وبمستوى غريب من تطبيق العلمنه كان الفقيه المحترف لايشكل سوى معلم لحلقة من المريدين يمرر فتواه ورأيه على خلفية رضا الامير وأذنه، لان الامير صاحب القوتين شريك في أمضاء وسريان هذه التعاليم، ومن حقه امتحانها وامتحان روادها وفق ما يعتقد وبالطريقة التي تحفظ متطلبات حفظ العرش، واحياناً لتفكهه ومزاجه.
فقد كتب الطبري في تأريخه أنه في سنة 218هـ كتب المأمون الى عامله في بغداد اسحق بن ابراهيم حول امتحان القضاة والمحدثين وامر بأشخاص جماعة منهم الى (الرقة) وسؤالهم بما يعرف في التاريخ بمحنة(خلق القران)وانتهى اللقاء بينه وبين الفقهاء، كما يصف الطبري المشهد حيث يقول (فرأى امير المؤمنين أن اولئك شر الامة ورؤوس الضلالة) أي انهم اصحاب رأي يهدد امن واستقرارالعرش، أو كما يعبرون تأريخياً أنهم (اصحاب فتنة) والقضية واضحة فالامتحان سبيل لمعرفة من له استعداد في مخالفة الامير والتحرش (بدست السلطة), وكان على رأس ضحايا هذه المحنة احمد بن حنبل امام السلفية.ويبدو ان رجال الدين، او ما كان يسمى بالقضاة والفقهاء والمحدثين أخذوا يشعرون بان أعطاء سلطانهم وقوتهم بهذه المجانية الى الخليفة ورجل الدولة حماقة وتنازل الى حد الأسراف فمثلاً أنهم ضحوا بمزايا ثورة الحسين وأعتبروه قتيلاً بسيف جده كما يصف ذلك القاضي ابو بكر بن العربي فدم الحسين إذن هدية فقيه الأمويين الى عروشهم، وجر الموت بعد الحسين ثواراً ومفكرين ذبحوا بتأييد رخيص ومجاني من الفقهاء هبةً لظل الله على الارض خليفة المسلمين أو فيما ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء عن يزيد بن عبد الملك الذي أقسم له أكثر من أربعين فقيهاً بأن الخلفاء لايخضعون لحساب الله يوم القيامة، على أثر مناقشة في مجلس الخليفة الأموي.هذه المجانية قد أعيد النظر بها،وانتهى الحال بهم الى حتمية سلب ظل الله عن الخليفة، فان قولاً للمأمون يصف فيه من يقول بغير قوله في قضية(خلق القران)بانه ليس له حظ في الدين ونصيب من الايمان، كما عبر الطبري هو حديث عن الايمان والكفر الذي هو سر قوة رجال الدين.
واذن لابد من استرجاع هذه القوة وانتزاعها من عرش الخليفة ليتطور بعد ذلك مفهوم رجل الدين ويقف ندا قوياً لرجل الدولة ويعيد انتاج هذه القوة عن طريق تأسيس تكتلات حزبية تنادي أحياناً بالدعوة الى الاسلام أو تطبيق الشريعة على ماهو معروف في تاريخ الاحزاب الدينية ونشأتها الاولى التي كان يعبر عن عصورها بعصور الفرّق والمذاهب التي ينعت اربابها احيانا بالائمة أو المصلحين، وأحيانا بالمتشرعين كما يحلو للمتأثرين بهم أن يصفوهم.
فلا هبة من السماء لعرش الخليفة، فهذه الهبة في خزانة رجل الدين يتمتع باسرار قوتها، ولايمكن ان يتنازل عنها، بل هو سباّق الأن الى الانتخابات ليجمع كلتا القوتين،هذا ما حدث ... وفيما يحدث كلام اخر...



#مازن_الوكيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش العلمانية (3)


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مازن الوكيل - على هامش العلمانية (2)