أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المناضل-ة - موقفنا من انتخابات 12 يونيو 2009














المزيد.....

موقفنا من انتخابات 12 يونيو 2009


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 10:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يعيش المغرب، منذ استقلاله الشكلي عن الاستعمارين الفرنسي والاسباني قبل 53 سنة، في ظل نظام استبداد سياسي وقهر اقتصادي واجتماعي. فسياسيا يتحكم بمصير ملايين المغاربة عدد قليل جدا جدا من الأفراد، منحوا أنفسهم كامل السلطات، وأسكتوا بالقمع والتنكيل كل صوت رافض لديكتاتوريتهم. وهذه السلطة المستبدة تخدم نظاما اقتصاديا اجتماعيا تسيطر فيه أقلية مالكة لخيرات البلد الأساسية بينما غالبية الشعب تتدبر لقمة العيش بشق الأنفس، تفتك بها البطالة و شدة الاستغلال وتدهور أوضاعها الاجتماعية، صحة وتعليما وسكنا، الخ.




هذا كله في ظل تجدد النظام الاستعماري، الذي أقام مكان "نظام الحماية" ما يسمى اليوم " الشراكة" مع الاتحاد الأوربي والعديد من الاتفاقات العلنية والسرية التي تضع تسيير اقتصاد البلد بين أيدي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. ناهيك عن الاتفاقات العسكرية، التي لا يعلم الشعب عنها شيئا، مع الامبرياليات الأوروبية والأمريكية.

إننا في قبضة ديكتاتورية بكل المواصفات. ديكتاتورية أرسيت بالقضاء الكلي على أي معارضة ذات وزن بالقمع الشرس من جهة و بالاحتواء و التدجين من جهة ثانية. قبضة حديد مغلفة بحرير الكلام عن "حقوق الإنسان" و"التنمية البشرية" و"الحداثة". والحقيقة التي لا ينكرها إلا كذاب أن المؤسسات، من برلمان ومجالس محلية وغيرهما، صورية، تمرر منها السياسات المقررة خارجها، ولا يوجد أي تعبير حقيقي عن السيادة الشعبية.

مع ذلك فكل الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات تعد المغاربة بتحقيق أسباب حياة هانئة عند وصولها الى المؤسسات، ومنها المجالس البلدية والقروية. إنها أحزاب تدويخ الشعب ومباركة الديكتاتورية القائمة وإدامة نظام الاستغلال و التجويع السائد. فالشرور التي بعاني منها كادحو المغرب وكادحاته غير ناتجة مطلقا عن تسيير سيء للبلديات، ولا يمكن أن تكون هذه وسيلة لتحسين دائم ولو طفيف لأوضاع الأغلبية المقهورة. فلا حلول محلية، في المدينة والقرية، لشرور مصدرها نظام عام للاستغلال والاضطهاد يحكم المجتمع بأسره.

الحقيقة أن تغيير أوضاع الأغلبية الكادحة لن يكون مصدره البلديات، ولا غيره من المؤسسات المنتخبة، حتى ولو كانت نزيهة. فالمؤسسات البرجوازية المنتخبة والنظام البرلماني بصفة عامة، حتى في البلدان الأكثر ديمقراطية، ليست تعبيرا عن "إرادة الشعب". إنها أداة إكراه واضطهاد في يد رأس المال. إنها الشكل "الديمقراطي" للسيطرة الطبقية البرجوازية. والبلديات ليست أكثر من جزء من الآلة الحكومية البرجوازية.

الحل الحقيقي للمشكل يوجد خارج المؤسسات، انه في الشارع وأماكن العمل والدراسة وفي الأحياء الشعبية. الإضرابات والمظاهرات وأشكال النضال الجماهيري هي وحدها أساليب النضال الحاسم بين الأغلبية الكادحة ومضطهديها. هذا النضال يستلزم أدوات، منها النقابة العمالية، والتنظيمات الشعبية بالأحياء والقرى، ومنظمات العاطلين والنساء وشباب المدارس والجامعات... وعلاوة عليها كلها منظمة سياسية تجمع أفضل قوى النضال حول برنامج تغيير شامل وعميق. لذا يجب أن تتركز جهود المناضلين الأساسية وتتوجه نحو بناء حزب النضال من اجل تغيير شامل وعميق، منغرس في النقابات العمالية والمنظمات الشعبية، حافز للتنظيم الذاتي. حزب يشارك في الانتخابات إلى مؤسسات الديمقراطية الزائفة طالما لم ترق كفاحية العمال وعامة الكادحين إلى مستوى استبدال تلك المؤسسات بمجالس عمالية وشعبية. مشاركة لا بوهم "التغيير من الداخل" أو حتى تحقيق إصلاحات في صالح الكادحين. بل مشاركة منبرية، تشهيرية ودعاوية، تستخدم التواجد في تلك المؤسسات لرفع الوعي السياسي للكادحين و لتسليحهم ببرنامج تغيير ثوري للمجتمع. مشاركة ليست إلا وسيلة ثانوية -بالمقارنة مع النشاط الجماهيري المباشر- وخاضعة لإستراتيجية ترمي إلى اقتلاع نظام الاستغلال والاستبداد.

هذا الطراز من الحزب الذي يستطيع ويحسن استعمال تكتيك البرلمانية الثورية الذي اثبت تاريخ الحركة العمالية الثورية ضرورته ونجاعته غير موجود بعد بالمغرب، وبناؤه هي مهمة الطلائع الواعية من العمال والشباب والنساء، وهو غاية وجود جريدة المناضل-ة.

إن البلديات والمجالس القروية السابقة أو التي سيجري انتخابها يوم 12 يونيو المقبل هي إحدى آليات شرعنة نظام القهر والاستبداد. إنها أوكار للكذب والتزوبر واللصوصية وشراء الذمم وأداة في يد الرأسمال لتضخيم أرباحه بوسائل شتى منها خوصصة الخدمات العامة عبر ما يسمى التدبير المفوض. وهي فوق ذلك مجردة من أي قدرة على الفعل المستقل، ولو شكليا، بفعل السيطرة الكلية لوزارة الداخلية عليها، ولا تخضع لرقابة من انتخبوها ولا يمكن لهؤلاء تغييرها جزئيا أو كليا طيلة 6 سنوات. لذا فان مجالس محلية، ومؤسسات وطنية، تمثل المواطنين فعلا مستحيلة دون دستور ديمقراطي يضعه مجلس منتخب ويعرضه على الاستفتاء الشعبي [مجلس تأسيسي]. يضع هذا الدستور قواعد إعادة تنظيم شاملة للبلد، ليس سياسيا وحسب بل واقتصاديا واجتماعيا أيضا، على أسس تحقق الحياة اللائقة والديمقراطية الحقيقية.

ان صمود كادحي المغرب بوجه الطغيان، وتضحياتهم الجسام، مكنا من صون نزر قليل من الحريات، من إمكانات تعبير وتنظيم، يتعين توسيعها وتعميقها على نحو يتيح بناء منظمات نقابية وشعبية كفاحية وديمقراطية وحزبا عماليا جماهيريا. وإن صبوات الكفاح، من مقاومة اجتماعية بالمناطق القروية المهمشة، ودفاع الشباب الجامعي والمعطل عن الحق في التعليم والعمل، وصمود النقابة العمالية بوجه حملة الاجتثاث العاتية، كلها بواعث على التفاؤل ومضاعفة الجهود لبناء أدوات النضال و حركة ديمقراطية جماهيرية مناضلة من اجل مجلس تأسيسي، وللسير نحو ديمقراطية المجالس العمالية والشعبية والتسيير الذاتي وتقرير الكادحين مصيرهم على الصعد كافة.

فإلى الأمام عمال المغرب وكادحيه، نساءه وشبابه،على درب الكفاح من أجل مجلس تأسيسي يعيد بناء المغرب على أسس الديمقراطية والمساواة الاجتماعية.

جريدة المناضل-ة

8يونيو2009



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع قانون النقابات: لا لعرقلة تأسيس النقابة العمالية لا لل ...
- الانتفاضة الزاباتية في الشياباس، بعد خمسة عشر سنة من قيامها
- إعلان تجمع النساء بالمنتدى الاجتماعي العالمي 2009
- الذكوريون الثوريين
- تبُين الأزمة الرأسمالية
- انتفاضة شعبية باليونان
- انتخاب باراك أوباما: نصر للشعب، أم للطبقة السائدة؟
- الوجه الجديد للسياسة الأمريكية
- أزمة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومسؤولية اليسار
- عشرة أيام هزت العالم وصف شاهد عيان لثورة أكتوبر الروسية 1917 ...
- درس انتفاضة كادحي ايفني ايت باعمران-المغرب
- نداء من أجل التضامن المحلي والدولي: الحرية للرفيق ابراهيم با ...
- كلنا جميعا نحو الإضراب العام العمالي والشعبي بالمدن والقرى
- الى اين يدفع -تجمع اليسار الديمقراطي- تنسيقيات مناهضة الغلاء ...
- عصا -التنمية البشرية- تقمع وتعتقل وتسجن ببومالن دادس
- عصا -التنمية البشرية- تقمع وتعتقل وتسجن ببومالن دادس
- أطاك المغرب: مسيرة تقويم عاهة الولادة وجهود البناء الكفاحي
- الشيوعيون الثوريون ودروس انتفاضة صفرو
- لنشارك جميعا في القافلة التضامنية الى صفرو: كلنا... الى صفرو ...
- الأحد 23 سبتمبر 2007 يوم تاريخي مجيد في مسيرة الكفاح من اجل ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المناضل-ة - موقفنا من انتخابات 12 يونيو 2009