أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التضامن من اجل بديل اشتراكي - من فزاعة الإسلاميين إلى فزاعة الأعيان















المزيد.....

من فزاعة الإسلاميين إلى فزاعة الأعيان


التضامن من اجل بديل اشتراكي

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حالة ترقب مصطنعة
على مقربة من كل دورة انتخابية تشن السلطة الحاكمة بتعاون مع النخب السياسية الموالية حربا إعلامية تضليلية على الشعب ،تجند لها أجهزة السلطة ومؤسسات الدولة ووسائل الإعلام العمومية الخاضعة لسيطرتها عليها واستعمال المال العام لارشاء وسائل الإعلام والصحافة التجارية.
وبما أن الانتخابات عملية روتينية بدون رهانات وبدوه صراع سياسي حقيقي،فان السلطة الحاكمة تضع كهدف لحربها الإعلامية خلق حالة ترقب مصطنعة وافتعال صراعات شكلية لتضليل الرأي العام....
ففي الانتخابات الأخيرة في شتنبر 2007 لجأت السلطة إلى فزاعة "الإسلاميين" لتعبئة النخب الليبرالية و تجنيدها في حربها التضليلية ضد الشعب تحت شعار "مواجهة خطر اكتساح الإسلاميين للبرلمان"، علما أن "الإسلاميين" المقصودين هم من الموالين للسلطة واحد صنائعها لمواجهة التيارات الإسلامية المتطرفة غير المشاركة أصلا في الانتخابات .
وفي انتخابات 2009 لجأت السلطة إلى تغيير "فزاعة الإسلاميين" بفزاعة "الديمقراطيين والحذاتيين" الخارجين من صلب وزارة الداخلية والأعيان والمترعرعين في أحضان الأحزاب الإدارية ومؤسسات الديمقراطية المخزنية.
ومن اجل إخفاء وحدة الأصل والهدف بين فزاعة الأمس واليوم،بين إسلاميي المخزن وديمقراطييه،سيتم افتعال صراع مزعوم بين الاثنين، وسيتم حشد الأحزاب والنخب الليبرالية والديمقراطية خلف تناقض مضلل ويخفي التناقض الحقيقي القائم بين المشروع السياسي المخزني الاستبدادي والبديل الديمقراطي التحرري.
لكن سفينة الانتخابات لا تسير دوما وفق ماتشتهيه زوبعة المخزن،بل تصطدم في كل مرة بأمواج السخط الشعبي ورياح التغيير المنبعثة من تطلعات الشعب ومقاومة قواه المناضلة


انتهاء مفعول فزاعة الإسلاميين
ففي انتخابات شتنبر 2007 تلاشت فزاعة اكتساح الإسلاميين للبرلمان وتم إبطال مفعولها التضليلي، بعد اكتساح نسبة المقاطعة للساحة السياسية. وهكذا بدل انتقال سفينة العهد الجديد إلى شاطئ النجاة،تكسر قاعها على صخرة المقاطعة الشعبية. ومباشرة بعد الإعلان عن حدث غرق سفينة المسلسل الديمقراطي،نزل ربان السفينة إلى البر لإقناع ركابها و زبنائها بان الحادث لا يعدو كونه خلل تقني سيتكفل قائد طاقم القيادة صديق مالكها بإصلاحه ومتابعة المسار الديمقراطي.
وبدل استخلاص الدروس، عادت الأحزاب المنكوبة والمنتكسة في كارثة شتنبر 2007 إلى ركوب نفس السفينة وبقيادة نفس الربان للملاحة في نفس الاتجاه خلف رهان وحيد: المقاعد على ظهر سفينة المسلسل الديمقراطي. لم يدرك ركاب السفينة، خاصة أولئك الذين يحملون بطاقة الديمقراطية أن ما وقع ليس مجرد عطب تقني يمكن إصلاحه،بل تحطم قاع السفينة بعد أن جفت مياه المسلسل الديمقراطي. الآن كل ركاب السفينة،مالكين وربان، يتملكهم الذعر خوفا من تكرار نفس الحادث يوم 12 يونيو 2009 .
فزاعة الأعيان حقنة منتهية الصلاحية
بإمكاننا الإعلان قبل" الإعلان" عن نتائج الانتخابات ، بان من يترقب اكتساح حزب الأصالة والمعاصرة للمجالس الجماعية،ليست له معرفة ودراية كافية بالأسس التي يرتكز عليها النظام السياسي بالمغرب،وهي الأسس التي تسهر وزارة الداخلية على تكييف خريطة المؤسسات على مقاسها بدءا من التسجيل في اللوائح و تقطيع الدوائر وإعداد نظام الاقتراع وانتهاء بفبركة الأحزاب وتنصيب المرشحين وتعبئة أعوان السلطة. ومن يعتقد بعدم تكرار ما وقع في شتنبر 2007 لم يستوعب استحالة إبحار سفينة فوق بحر جفت مياهه، استحالة كسب رهان المشاركة الشعبية في مسلسل سياسي بنفس الشروط ونفس الأحزاب ونفس النتيجة.
بإمكاننا إعادة التدكير بما سبق وأعلناه قبيل الإعلان عن نتائج انتخابات شتنبر 2007: إن سفينة المسلسل الديمقراطي قد توقفت، ليس بسبب عطب فني يمكن إصلاحه أو بسبب خطأ ربان يمكن تغيير، بل بسبب تحطم قعر السفينة على صخرة المقاطعة الشعبية.
إن فزاعة" الأصالة والمعاصرة" ليست أكثر من فقاعة صابون ستتبخر مباشرة بعد الانتخابات الجماعية، ليتحول
" حزب الداخلية الجديد" إلى مجرد أداة لضبط التوازنات الضرورية داخل المجالس الجماعية،داخل غرفة المستشارين لتخويف وتطويع مجلس النواب الحالي والقادم.
فالطبقة الحاكمة لا يمكنها التخلي عن"أصالة" العمال والولاة واطر وزارة الداخلية ب"معاصرة"خليط من الأعيان و"البرجوازية الرثة" والمرتشين سياسيا وأخلاقيا، والفاقدين للمصداقية. إن ما تحتاجه هو تجديد الواجهة الديمقراطية والتحكم في مؤسساتها، وهي مهمة لا يمكن أن يضطلع بها حزب الهمة والشيخ،بل تتوقف على خدمات أحزاب الاستقلال والاتحاد والعدالة والتنمية. أما دور" الأعيان" فهو نفس دور" اللامنتمون" الذين افرزتهم الانتخابات المهنية: تكوين قاعدة انتخابية للتحكم في ثلث مجلس المستشارين أولا.

حقيقة الانتخابات في غياب انتخابات حقيقية
لا يمكن الحديث عن مسلسل انتخابي حقيقي في غياب تعددية سياسية فعلية.والحال أن تعدد الأحزاب لا يعني وجود تعددية سياسية. فالبدائل السياسية محظورة بقوة الدستور وبقوة القمع.
إن جوهر السلطة وطبيعة الاختيارات الاقتصادية والسياسية والدين وغيره من القضايا السياسية التي ترهن حاضر ومستقبل الشعب غير قابلة للنقاش أو التداول بحكم القانون وقوة القمع.
ادن فشرط قيام مسلسل انتخابي غير متوفرة. وادا كان النظام السياسي يسمح نسبيا، بوجود أحزاب سياسية، فهو لا يسمح بأية رقعة ولو محدودة لتشكل بدائل سياسية واقتصادية تتعارض مع الاختيارات السياسية والاقتصادية للطبقة الحاكمة.
نحن ادن إزاء نظام سياسي يقوم على هامش لوجود تعددية حزبية وحضر قانوني وقمعي لكل هامش يسمح بالتعبير عن تعددية سياسية.
هل يمكن في هده الحال الحديث عن مسلسل انتخابي ديمقراطي؟ وعن وجود مؤسسات تمثيلية مستقلة عن السلطة الحاكمة؟
تحكم وزارة الداخلية في المسلسل الانتخابي ووصايتها على المؤسسات المنتخبة
1- كل العمليات الانتخابية التي عرفها المغرب انفردت وزارة الداخلية بالتحضير لها من ألفها إلى يائها(التسجيل في اللوائح، تقطيع الدوائر،القانون الانتخابي الإشراف على الاقتراع وإحصاء وإعلان النتائج...).
في الماضي حينما كانت المعارضة البرلمانية تحلم أو تتوهم بإمكانية تحقيق" الإصلاح الديمقراطي " من داخل المؤسسات النيابية، كانت على الأقل تطالب بتشكيل هيئة وطنية مستقلة للإشراف على الانتخابات، وحينما كانت تعارض على "طريقتها" تحكم المخزن في سلطة القرار، كانت تبادر فور إعلان وزارة الداخلية عن نتائج لعبتها الانتخابية إلى الطعن في شرعية هده الانتخابات وتحمل السلطات المركزية مسؤولية تزوير إرادة الشعب وتفضح تدخل السلطات المحلية لتزوير إرادة السكان .
لكن مادا حصل حتى تتخلى المعارضة التي تنسب نفسها إلى صف الديمقراطية على مطلب تشكيل هيئة وطنية مستقلة للإشراف على الانتخابات؟ ولمدا انتقلت من الطعن في شرعية الانتخابات (مادامت خاضعة لهيمنة وزارة الداخلية) إلى القبول بشرعيتها،وفي أحسن الأحوال الطعن في بعض نتائجها؟ ولمدا أصبحت الأحزاب المحسوبة على الديمقراطية، وخاصة أحزاب اليسار البرلماني تشارك في الانتخابات دون شروط؟ ولمدا لا تبادر إلى الطعن في شرعية الانتخابات ونتائجها ما دامت لم تجري تحت مراقبة وإشراف هيئة وطنية مستقلة عن وزارة الداخلية؟
إن ماحدث، ليس هو نهاية تحكم وزارة الداخلية في المسلسل الانتخابي و تحرر المؤسسات المنتخبة من وصاية السلطة،بل هو انتقال أحزاب المعارضة البرلمانية من معارضة الاستبداد والتسلط إلى التعايش والتوافق مع المستبدين والمتسلطين. أي الانتقال من الطعن في شرعية الانتخابات إلى الطعن في استعمال "المال الحرام" ومن الطعن في تدخل وزارة الداخلية إلى الطعن في "حيادها السلبي" ومن الطعن في شرعية المجالس المنتخبة إلى الطعن في التسيير الفاسد لمرافقها...

المشاركة في تمويه الاستبداد
وادا كانت الأحزاب المخزنية من مصلحتها عدم الكشف عن افتقاد المؤسسات المنتخبة للاستقلالية وعدم تمتعها بأية سلطات فعلية، لان مصلحتها ووظيفتها تتمثل أساسا في تمويه الاستبداد وإضفاء شرعية مؤسساتية على تحكم المخزن في كل السلطات،فانه من غير المقبول أن تتوجه أحزاب محسوبة على صف المعارضة الديمقراطية،إلى المواطنين تدعوهم إلى التصويت على مرشحيها لتمثيلهم داخل مؤسسات دون الإفصاح عن وظيفة وصلاحيات وسلطات هده المؤسسات...
كيف سقطت المعارضة الديمقراطية و جناحها اليساري بالخصوص، في فخ إعطاء الوعود حول إمكانية تلبية وتحقيق مطالب وتطلعات المواطنين عن طريق مؤسسات لا يمكنها التحكم بشكل مستقل في تسييرها، مادامت تابعة للسلطة ولا تتمتع بأية سلطة تسمح لها بترجيح مصالح الشعب على مصالح المتحكمين في سلطة القرار والمال؟
هل فعلا هم لا يدركون أن سلطة القرار هي بيد المخزن وليست بيد المؤسسات المنتخبة؟ ادا كانت الأحزاب الديمقراطية لا تدرك دلك فهي لا تستحق ثقة الناخبين وادا كانت تدرك دلك و لاتعبر عنه في حملتها الانتخابية فهي أيضا لا تستحق ثقة الناخبين..
ادن نحن إزاء معادلة سياسية يمكن تحديد نتيجتها بشكل حسابي :

مؤسسات تمثيلية خاضعة لوصاية السلطة+ انتخابات متحكم فيها + أحزاب لا تحضى بثقة جمهور الناخبين = مقاطعة جمهور الناخبين للمؤسسات و للانتخابات وللأحزاب المشاركة فيها.
زروا موقعنا http://www.tadamone.com




#التضامن_من_اجل_بديل_اشتراكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة السياسية- في إجماع وطني ضد الأغلبية الشعبية
- تيار التضامن من أجل بديل اشتراكي يدعو إلى مقاطعة انتخابات 12 ...
- الاستراتيجية الديمقراطية لتيار التضامن من اجل بديل اشتراكي
- فشل استراتيجية النضال الديمقراطي وافاق استراتيجية سياسية بدي ...
- حول مسالة المجلس اوالهيئة التأسيسي
- تعريف تيار التضامن من اجل بديل شتراكي في عشر نقط
- إستراتيجيتنا الديمقراطية
- تقرير عام: نتائج انتخابات 7شتنبر ومهام اليسار الجذري
- تعريف تيار التضامن من اجل بديل اشتراكي
- وحدة اليسار الجذري خطوة ملموسة نحو حزب مستقل للشغيلة والجماه ...
- إعادة بناء مشروع نقابي ديمقراطي وكفاحي خطوة نحو بناء حركة عم ...
- انتفاضة سكان سيدي افني ايت باعمران: تحديات مسلسل نضالي جديد
- يوم 21 ماي بداية الإضراب العام وليس نهايته


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التضامن من اجل بديل اشتراكي - من فزاعة الإسلاميين إلى فزاعة الأعيان