أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسقيل قوجمان - صفحات منسية من الانتصار















المزيد.....

صفحات منسية من الانتصار


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 08:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صفحات منسية من الانتصار
بقلم بافل كراسنوف
ترجمته الى الانجليزية انري كراسنوف
وترجمه عن الانجليزية حسقيل قوجمان

(نشر هذا المقال كافتتاحية في عدد ايار من مجلة نورثستاركومباس بمناسبة الذكرى ٦٤ للانتصار على النازية. ونظرا لاهمية المعلومات الواردة فيه وخطورتها ان كانت صحيحة قررت ترجمته ونشره للقارئ العربي – المترجم)

في الثامن من ايار، في الساعة ٠٠ر٢٣ (التاسع من ايار حسب توقيت موسكو)، وقعت المانيا اتفاقية استسلام. كان هذا بعد عدة ايام من احتلال برلين من قبل الجيش السوفييتي وتدمير عدة جيوش المانية في هنغاريا وبوميرانيا وتشيكوسلوفاكيا. يعلم هذا كل انسان، وكل شيء يبدو بسيطا – ان الحلفاء دحروا الفاشية والنازية، وبهذا انقذوا البشرية.
مع ذلك هذه نسخة مزخرفة كثيرا عن تاريخ هذا الانتصار ولا علاقة لها بما حدث فعلا. كان على الاتحاد السوفييتي ان يحارب لصوصا وقطاع طرق – النخبة الحاكمة في الدول الغربية، الذين استطاع الاتحاد السوفييتي ان يسحبهم الى الحرب ضد هتلر. فهم لم يخلقوا هتلر لكي يدمر الاتحاد السوفييتي وحسب، وانما كانوا يخططون ايضا لطعن الاتحاد السوفييتي في الظهر فورا بعد انتهاء الحرب. واكثر من ذلك كانوا في الواقع يخططون لاستخدام بقايا القوات الالمانية لمساعدتهم على هذا الهجوم.
لم يحدث استعراض موحد للانتصار، وهذا غريب لو كانت ثمة علاقات تحالف. رفض ايزنهاور ومونتغومري المساهمة في استعراض انتصار موحد في برلين. ولكن هذا الاستعراض جرى مع ذلك في ٧ ايلول ١٩٤٥، ولكن المارشال جوكوف وحده كان هناك لتحيته. فالقادة العسكريون والسياسيون للحلفاء لم يحضروا الى هذا الاستعراض، وكانت اجزاء وحدات الحامية العسكرية في برلين الغربية الوحيدة من الحلفاء التي اشتركت في الاستعراض.
حصل ذلك لان اتفاقية الاستسلام كانت قد وقعت فعلا من قبل الالمان – خلال ليلة ٦- ٧ من ايار في مركز قيادي للحلفاء في ريمز. ولم يكن للقادة السوفييت حتى الوقت للوصول الى هناك. ان "الحلفاء" حاولوا خدع الاتحاد السوفييتي.
اضف الى ذلك تجاهل "الحلفاء" اتفاقيات مؤتمر يالتا، التي وقعها روزفلت وتشرتشل وستالين، وخلقوا مستندا جديدا، جرد من كل اتفاق غير مرغوب فيه من اتفاقيات يالتا. فالاتحاد السوفييتي حتى لم يذكر كما لو انه لم يشترك في الحرب اطلاقا. وقد سلمت وثيقة الاستسلام الى الالمان حتى قبل ارسال نسخة منها الى موسكو. في ٧ ايار، اعلن تشرتشل وترومان عن استسلام القوات الالمانية امام جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد كلف الامر مجهودا كبيرا من جانب الاتحاد السوفييتي لجعل الحلفاء يوقعون اتفاقية نهائية موحدة مع الاتحاد السوفييتي في ٨ (٩) ايار. واطلق على احداث ريمز دبلوماسيا "اتفاقية تمهيدية".
مع ذلك كان الحلفاء حتى قبل ذلك يعملون بصورة شائنة جدا. فعلى سبيل المثال، من المعروف جيدا ان الن دالاس كان يتفاوض مع النازيين نيابة عن النخب الغربيين. وفقط بفضل ستالين وحده امكن تجنب صفقة بين النازيين والحلفاء. ومع ذلك من المؤكد ان بعض الاتفاقيات السرية كانت قد عقدت بين الطرفين.
نتيجة لذلك لم يكن ثمة وجود للجبهة الغربية عمليا منذ نهاية شباط ١٩٤٥: فقد تخلى الالمان عن مناطق واسعة وانسحبوا عمليا بدون قتال. مع ذلك حاربوا في الجبهة الشرقية بضراوة عن كل متر من الارض. كان للنازيين و"الحلفاء" هدف مشترك – ابقاء الجيوش الروسية خارج اوروبا الوسطى. وقد اعلن تشرتشل عن ذلك بصراحة. لم يكن عمليا للحلفاء ان يعقدوا اتفاقا صريحا مع النازيين فلجأوا الى هذه الاستراتيجية.
في نهاية اللعبة كان من المخطط استسلام برلين بدون قتال الى الحلفاء، وبهذه الطريقة يسرقون الانتصار من الاتحاد السوفييتي. اضف الى ذلك كان من المفروض تحويل الحرب العالمية الثانية الى حرب عالمية ثالثة بهجوم الحلفاء على الاتحاد السوفييتي. ففي بداية نيسان ١٩٤٥ اصدر وينستن تشرتشل امرا الى رؤساء الاركان لكي يطوروا خطة لهجوم مفاجئ على الاتحاد السوفييتي، تسمى العملية "اللامفكر بها" (unthinkable) . وهذه الوثيقة افرج الان عن سريتها وهي متوفرة لاطلاع الجمهور.
في ١ تموز ١٩٤٥ كان من المفروض ان تهجم ٤٧ فرقة بريطانية واميركية بدون اعلان حرب على القوات الروسية. وكان من المفروض ان تقوم باسنادها ١٢ فرقة المانية، لم يقم الحلفاء بتسريحها. كانت هذه الفرق قد دربت من قبل مدربين بريطانيين واعدت لشن حرب ضد الاتحاد السوفييتي بمعية الجيوش الغربية. وبناء على اوامر تشرتشل جرى اختزان اسلحة ومعدات الفرق الالمانية في مواقع يسهل الوصول اليها للتسليح السريع.

جرى الاعداد لهذه الحرب لكي تكون هجوما موحدا لقوى المدنيات الغربية على روسيا. وكان من المزمع ان تنضم بولونيا وهنغاريا ورومانيا وفنلندا وغيرها من البلدان ايضا الى هذه "الصليبية". كان هدف هذه الحرب ان تدمر الاتحاد السوفييتي تدميرا نهائيا وان تجزأه الى عدة مستعمرات يمكن السيطرة عليها. كان من المفروض ان تنتهي هذه الحرب في نفس الحدود التي حددتها خطة هتلر "بارباروسا" – حدود اركانجليسك- ستالينغراد.
كانت النخب الغربية تخطط لكسر الروس عن طريق الارهاب – بتدمير المدن السوفييتية الكبيرة: موسكو ولينينغراد وفلاديفوستوك ومورمانسك الخ.. بموجات من "معاقلها الجوية". كان من المزمع قتل عدة ملايين من الروس في "عاصفة نارية" رهيبة. بهذه الطريقة جرى تدمير مدن هامبورغ ودريسدن وطوكيو وغيرها تدميرا تاما حتى سويت بالارض. هذا كان من المفروض ان يكون مصير الحلفاء السوفييت.
ولكن في ٢٩ حزيران ١٩٤٥، قبل يوم واحد من بداية الحرب المخططة، تخلى الجيش الاحمر بصورة غير متوقعة عن زحزحة مواقعه وبدأ يعزز مواقعه. ان خطط الحلفاء اصبحت معروفة لدى ستالين، ووجهت الاوامر لهيئة الاركان باتخاذ الاجراءات. لحسن الحظ كان ستالين ما يزال رئيس الاتحاد السوفييتي فجرى تجنب هذه الحرب.
في نيسان ١٩٤٥ ظن الحلفاء ان الجيش الاحمر قد انهكت قواه وان معداته ومكائنه قد استهلكت الى ادنى حد وان تجهيزاته قد نفذت، اذ ان برلين لعبت دورا هاما في الخطط الغربية. فقد خطط النازيون بان يجعلوا برلين ستالينغرادا ثانية للسوفييت. كان من المفروض اضعاف الجيوش السوفييتية واهلاكها في المعارك في شوارع برلين. وبعد ذلك كان على الجيوش الحليفة ان تحل محل الالمان وتلاحق الجيش الاحمر طوال الطريق الى نهر الفولغا – كانت جيوشهم حاضرة على بعد ١٠٠ كيلومتر من برلين. وكان دور الالمان ان يمنعوا الجيوش السوفييتية عن اخذ برلين مهما كان الثمن. وقد حارب الالمان بمنتهى الشجاعة.
بناء على ذلك اصبح اخذ برلين اعظم ما كان يجب ان يظهر "للحلفاء" بان نتائج الحروب لا يمكن تقريرها الا على الارض، وليس في الجو او البحر.
لم يشك الاخصائيون الحلفاء من ان الجيش السوفييتي سيفقد ما لا يقل عن مليون قتيل وثلاثة ملايين جريح اثناء احتلال برلين. وكان هذا ما يقرب من نصف مجموع الجيوش في كامل الجبهة السوفييتية الغربية.
تكونت عملية برلين الاستراتيجية من ٥ عمليات تكتيكية. غالبا ما يفكر البعض ان عملية برلين كانت عملية هجوم بلا توقف. والواقع لم يكن كذلك – فقد شن الالمان عدة مرات هجومات قوية محاولين ايقاف التقدم السوفييتي. وعدة مرات استطاع الالمان حتى ان يخترقوا الجيوش السوفييتية المحاصرة لبرلين. مع ذلك جرى تدمير جميع القوى التي اخترقت الحصار تدميرا كاملا بضربات الدبابات السوفييتية. فمن ٢٠٠٠٠٠ جندي الماني لم يبق عمليا ولا جندي واحد.
لقد ساهم ٥ر٢ مليون سوفييتي و١٥٠٠٠٠جندي بولوني في عملية برلين. وجابههم اكثر من مليون جندي الماني. بدأت العملية التي جرت في جبهة تمتد اكثر من ٥٠٠ كيلومتر في ١٦نيسان، وانتهت باحتلال برلين في ٢ ايار. خلال هذه المدة جرى تدمير او أسر كامل القوات الالمانية عمليا – فقد قتل اكثر من ٤٠٠٠٠٠ جندي الماني واسر اكثر من ٥٠٠٠٠٠. وكانت الخسائر المجتمعة من الجيوش السوفييتية والبولونية ٨٠٠٠٠ قتيل.
لقد صعقت القيادات الحليفة من القوة التي اظهرها الجيش الاحمر عند احتلال برلين. اذ اظهرت القوات السوفييتية القدرة على استخدام كميات هائلة من قوى اطلاق النار بصورة فعالة (لغاية ٦٥٠ وحدة مدفعية في كل كيلومتر) وتوجيه ضربات قاصمة متحركة نفذت عميقا وراء خطوط العدو. ان التحليل الجديد للاخصائيين العسكريين الغربيين صحى النخب الغربيين – حول احتمال هجوم مباغت على الاتحاد السوفييتي، بصرف النظر عن سيطرتهم الشاملة في الجو والبحر، اذ ان قوات الائتلاف المعادي للسوفييت في اوروبا كانت ستدمر وتساق الى القنال الانجليزي خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع. حتى هجوم بقنبلتين ذريتين لم يكن ليغير الوضع.
ان قرار ستالين بالهجوم العاصف على برلين في بداية ايار ١٩٤٥ منع نشوب الحرب العالمية الثالثة. وتدعم هذا الراي الوثائق التي افرج عن سريتها مؤخرا. فلولا ستالين لكانت برلين ستستسلم "للحلفاء" بدون قتال ولكانت الجيوش المتحدة من اوروبا واميركا الشمالية ستهاجم الاتحاد السوفييتي.

المجد للجيش الاحمر وليوسف ستالين!



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اخيرة)
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (ثانية)
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اولى)
- خطاب لستالين ينشر لاول مرة
- اول ايار يوم الاعتراف بان عمال العالم طبقة واحدة
- دور الحزب الماركسي في الحركة العمالية
- موقع الطبيب في الاصطفاف الطبقي
- متى يجوز لحزب ماركسي الاشتراك في حكومة؟
- سذاجة طرح الماركسية على التصويت
- الحزب الماركسي حزب الطبقة العاملة فقط
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اخيرة)
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (ثانية)
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اولى)
- الصراع الطبقي وتوازن القوى (اخيرة)
- الصراع الطبقي وتوازن القوى (اثانية)
- الصراع الطبقي وتوازن القوى (اولى)
- حول اراء العراقيين العائشين في المهاجر
- ملاحظات حول كتاب بشتأشان بين الالام والصمت 2-2
- ملاحظات حول كتاب بشتأشان بين الالام والصمت 1-2
- المحرقة في غزة وموقف احمدي نجاد منها


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسقيل قوجمان - صفحات منسية من الانتصار