العراق والبند السابع

سعد الكناني
كاتب سياسي
(Saad Al-kinani)

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 05:24
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

عند بداية طرح مشروع الاتفاقية الاستراتيجية العراقية الامريكية طويلة الامد حسب تسميتها المنصوص عليها كان السفير الامريكي انذاك كروكر قد اجتمع مع صالح المطلك وخلف العليان ووافق الاثنان عليها مبدئيا قبل صياغتها النهائية اي عندما كانت مسودة وقد طلب الاثنان من كروكر عدم اشاعة موافقتهما لحين الضغط على حكومة المالكي باجراء اصلاحات سياسية وفعلا هذا الذي حدث فحكومة المالكي ومن ورائها كل الائتلاف واحزاب الهوى الايراني الذين ركضوا وراء توقيع الاتفاقية واعلان ما يسمى بوثيقة الاصلاحات السياسية التي لم يطبق منها اي شيء لانها اصلا غير دستورية وقانونية وقد صرح في وقتها مجموعة من النواب بذلك 00 اي بمعنى ( الضحك على الشعب العراقي والاستهانه بمقدراته ) وخرجت علينا الاتفاقية التي تحمل كل تفاصيل التعامل مع امريكا بكل مجالات الحياة بل سبق ذلك ايضا تصريحات هوشيار وزير الخارجية حول ( عظمة ) الاتفاقية ولا عيش رغيد للشعب العراقي الا في ضلها وكل ما جرى من احداث صاحبت ذلك معروفة للمواطن العراقي وبامكانه الرجوع اليها 000 ولكن الطامة الكبرى والكذبة التي تحدت كذبة ( نيسان) هي عندما خرج المالكي في يوم اعلانها على شاشات التلفزة وهو ( يبشر الشعب العراقي المسكين 00 طبعا هنا هو مبتسم هكذا خرجت علينا صورته ليبلغ الشعب بان العراق خرج من البند السابع ) وهذا اكبر انجاز لحكومته يقدمها قربانا لاوجاع ومصائب ومظالم وكوارث الشعب العراقي ضمن سلسلة اعلى معدلات التزوير والفساد الاداري والمالي والاخلاقي والسياسي ابتداءا من حكم دولة الخروف الاسود للعراق حتى يومنا هذا 000 وما الغريب في جماعة الائتلاف ان يرضخوا للمطالب الكويتية لان جميع قادتهم كانوا يستلمون رواتب من ( دولة الكويت) وكل الذين جندوا وزمروا وطبلوا لاحتلال العراق وتدميره هم الادوات الحقيقية التي استخدمت لضرب العراق واحتلاله,فكيف سيطالبون بمحاسبة الكويت لمساعدتها في احتلال العراق وهم ما زالوا يعدون الاحتلال الامريكي تحريرا 00لولاه لما حلم احدهم في التربع على مناصب الحكم ومزاياه السحرية !!
وقد تكون مطالب الكويت الحالية تنسيق مع اطراف في اللعبة السياسية تمهيدا لرغبة ايران الى تسديد تكاليف الحرب عليها ودليل ذلك هو السكوت من قبل الشخوص الحاكمة وهناك عدة سيناريوات للتعامل مع هذا الملف الحساس اخرها 00 تقسيط المستحقات .وهنا ستطلب ايران بنفس ما طالبت به الكويت,وسوف يوافق عملاء ايران في العراق على هذا المطلب بل سيدافعون عنه من باب حق ايران ان تحصل ما حصلت الكويت عليه!!.

لقد كان موضوع خروج العراق من البند السابع احد اكبر الحجج التي تحجج بها المالكي(والائتلاف الشيعي والحزبين الكرديين ) لاجل حث البرلمان العراقي على توقيع الاتفاقية الامنية ولعلكم تذكرون كيف كان الائتلاف ومن خلفه ايران يرفضون توقيع الاتفاقية 00 وفجأة انطلقوا بقوة الصاروخ لتوقيعها بحجة قرب انتهاء ولاية بوش والخروج من البند السابع والعراق لازال يرزخ تحتها لحد الان 00 هل ضحك المالكي على الشعب العراقي وبرلمانه المنتخب "ديمقراطيا" وخدعه عندما وعدهم بان توقيع الاتفاقية سيخرج العراق من البند السابع؟؟, ام ان الامريكان هم الذين ضحكوا على المالكي لانهم وعدوه بان توقيع الاتفاقية ستخرج العراق من البند السابع ؟ هل كان المالكي يعلم بان اخراج العراق من هذا البند ليس من صلاحيات امريكا00 هذه طامة كبرى وخطيئة لا تغتفر!!متى تتحقق معجزة العراقيين فيسمعون ذات يوم ان احد رؤسائهم او وزرائهم قد اعلن استقالته اعترافا بذنبه او تقصيره؟؟.. معظم السادة النواب يعتبرون امريكا دولة محررة يجب شكرها 00اذن ليس من الواجب ان نعاتب الكويت على فعلتها التي لاتنسى ما دام العرق ينبض في (( تحرير العراق)) بل علينا ان نكافئها ,مثلما فعلنا مع امريكا من خلال تقديم العقود الوهمية من باب الاعمار التي وصلت اقيامها حسب تقاريرهم اكثر من (130) مليار دولار وسرقة الثروة الوطنية 00 بل بعض النواب ذهبوا لمطالبة الكويت ان تقدم تعويضا على تسخير كل (امكانياتها ) للجيش الامريكي باحتلال العراق كورقة ضغط سياسية ( الى متى يبقى الضحك على الشعب العراقي )
( مو كل الخطوط واضحة يا سادتي النواب كافي يامعودين مبروك عليكم الملايين والمقاولات والسفر 00 تعبتوا والله يساعدكم )0 جريمة الاشتراك باحتلال العراق وتدميره لاتغتفر 00اوليس من حق الشعب العراقي ان يحاكم من جاء مع الاحتلال ؟؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أعان على قتل امرئ مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله " ,فكيف بمن اعان على قتل شعب باكمله ؟ واخيرا اهدي هذه الابيات لشاعرنا العراقي العربي الاصيل معروف الرصافي الى ساسة ونواب العراق

يـا قـومُ لا تتكلمـوا
إن الكـلامَ محَـرّمُ !

ناموا ولا تستيقظـوا
مـا فـاز إلا النـوّم !

وتأخروا عن كل
ما يقضي بـأن تتقدمـوا

ودعوا التفهم جانبًا
فالخيـرُ أن لا تفهمـوا

وتثّبتوا فـي جهلكـم
فالشـر أن تتعلمـوا

#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات