أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جورج حزبون - مراجعة التجربة الشيوعية العربية ضرورية














المزيد.....

مراجعة التجربة الشيوعية العربية ضرورية


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 05:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



يقول ماركس:إن التجربة معيار للحقيقة، كما وأورد يقول: إن النظرية دليل للعمل، ودون حاجة إلى الإيغال بعيدا في الثقل والنظرية، فان التجربة النضالية لحزب و مجموعه، يجب أن تخضع للدراسة والمراجعة، وهنا اقصد تحديدا الحركة الشيوعية العربية، تلك الحركة المجيدة، التي تركت تراثا ثقافيا عريضا، ومنهجا كفاحيا وتضحية وبسالة ظلت وستبقى إلهاما لكافة حركات التحرر العربي، وهنا يجيء السؤال؟ لماذا لم تنجح؟ ولماذا بقيت إطارات صغيرة؟ رغم هذا المجد والتراث والحضور؟!
بالتأكيد فان الإجابة تحتاج إلى بحث معمق ودراسة طويلة، ولكني وفي محاولة الوصول لهذه الغاية، ربما يكون هذا ألافتتاح سبيلا لإثارة نقاش قد يفضي إلى نتيجة، وقد يؤدي إلى دراسة تصبح مرجعا بعد المراجعة وليس فقط للتجارب الفردية للأحزاب الشيوعية، إنما للحركة الشيوعية العربية برمتها.
وفي رأيي لم تستطع الأحزاب العربية أن توطن الماركسية حسب الظروف الموضوعية، ومرحلة النضال، والمرحلة الاقتصادية الاجتماعية لأي بلد أو لمجموع البلدان العربية، وظلت بوصلتها مربوطة بالحزب الشيوعي السوفيتي، بالتأكيد كانت هناك حالات فردية وربما طارئة ارتبطت بالموضوع الوطني لكن الإجمال كان اعتبار الحزب عضو في أسرة الأحزاب الشيوعية العالمية، وهو معنى محدد لمفهوم الأممية،وهذه التجربة الخاصة بالحركة الشيوعية الفلسطينية توضح ذلك سواء من قرار التقسيم الى242 إلى مرحلة الكفاح المسلح،إلى غيره من مواقف كانت متأثرة بالرأي السوفيتي، وظلت الأمثلة نابعة من تلك الارتباطات وخاصة عندما كانت توزع الكتب والروايات السوفيتية وكانت وحدها المثال، وان الأمثلة الوطنية والثقافة العربية لا تمتلك ما هو ثوري إلى درجة أن كان للأحزاب العربية تعبيرات خاصة،مثل الرفيق(ذا نزعة قومية)وكأنها تهمه كان الرفاق يهتمون أن لا تلصق بهم، وهكذا وجدنا أعداد كبيرة حتى من كوادر متقدمة من الحزب لا تعرف ولم تدرس تقاليد وتاريخ القيادات المحلية والعربية.
ظلت الأحزاب العربية نخبوية، ومجموعات من المثقفين، ولم تكن الأحزاب جماهيرية، وذلك إن العضوية المحددة والمدروسة هي الجانب الأساسي في القبول واعتبار الحزب قائد وموجه ومثال ذلك كانت في الحركة النقابية مثلا،وحيث أن المجتمع لم يصل إلى المرحلة الكلاسيكية الماركسية، ولم تتولد فيه البروليتاريا، فان مهمة الحزب توجيهية وثقافية،صحيح كانت هناك معارك نضالية وطنية إلا إن اغلبها ارتبط بالوضع الدولي وانساق مع مصالح الحركة الشيوعية الدولية والاتحاد السوفيتي.
وان كانت النظرية دليل للعمل منسجما مع الحالة الموضوعية للبلد المعين، وان يؤخذ بها كدليل أثناء العمل في سياق المفهوم الجدلي التاريخي، فمثلا تم التعامل مع (م ت ف) عند تكوينها كحركة رجعية، ومع تقدمها اهتم الشيوعيون بدخولها وقضية الوحدة العربية،جرى التعامل معها بطريقة المعلم علما إن الانقسام لهذه البلدان تم عبر الاستعمار لخدمة أهدافه الكولونيالية ولا يجوز الانتظار حتى توحده البروليتاريا ، بل إن الوحدة العربية كان يمكن في حال تحقيقها أن تسرع في التطور الاجتماعي والاقتصادي وتبلور مجتمع متقدم قادر على مباراة الامبريالية ومنع التوسع الصهيوني على الأقل.....
إن المدى الزمني الذي طال في انقسام البلدان العربية سمح بنمو الخاص على حساب العام وأصبح أفق الوحدة غائب ولعله ممكن عبر تكتلات اقتصادية حسب تجربة مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا الانقسام أقامت الدول المتكونة علاقات مصلحيه اهتمت بالحفاظ على كياناتها ولو على حساب العام العربي وأحيانا ولو بالتحالف مع المستعمر.
لم تقدم الأحزاب الشيوعية العربية رؤية متكاملة لمفهوم الوحدة لتكون ضمن البرنامج السياسي لها، وحتى العلاقات بين الأحزاب ذاتها لم تكن موجودة، بل لقد ظل هناك تفاضل مستديم مثلا اللبناني والسوري والسوري والأردني، كذلك الفلسطيني الخ...لدرجة إن الرجل الثاني في سلطة غورباتشوف ( باكوفليف) قال في لقاء معه في الكرملين: أعطوني حزب شيوعي عربي لا يوجد فيه انشقاق!!ثم ماذا عن الوحدة بينكم؟ والبرنامج المشترك، فقد كانت اللقاآت بين الأحزاب الشيوعية العربية استعراضية بيانية أكثر مما هي برنامجية، نعم كانت هناك أخيرا مجلة (النهج) لكنها أظهرت تمايزا بين الأحزاب فكرا وممارسة، أكثر مما أظهرت من الوحدة.
إن التخلي عن مفهوم دكتاتورية البروليتاريا واسقط مبدأ المركزية الديمقراطية، جاء بعد أن قام السوفييت بالبروسترويكا، واذكر هنا إن أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني الأسبق أوصى الهيئة المكلفة بكتابة البرنامج الجديد للمؤتمر الثاني : من المفيد إن تذكر الديمقراطية في كل سطر؟! ودون إيراد أمثلة فان الواقع والتجربة تقول الحقيقة أظهرت تغييرات وطنية بمعنى عدم إخضاع النظرية واهتمت بان تكون ضن المكون العالمي ببعد أممي.
إن سلطة الأمين العام وبعد سلطة المكتب السياسي وهكذا لا تشير إن الحزب كان بأي شكل بناءا ديمقراطيا وحتى المركزية الديمقراطية كانت تستخدم حين تذمر الرفاق حيث كانت القيادات تتجاوز صلاحياتها معتمدة على هذا المبدأ، حيث يتم الاعتداء على ابسط قواعد الروح الرفاقية واحترام رأيهم، وليس صحيحا إن تسمية الشيوعيون كانت مرفوضة جماهيريا، بل الممارسة الفوقية وادعاء امتلاك المعرفة، وتسخيف أفكار وقدرات الآخرين، وحين يكون هناك خطأ ما من رفيق يستخدم الحزب تعبير /قضية شخصية/ ويترك في أزمته المجتمعية(ولا اعني الأخلاقية منها) ولقد كانت قيادات الأحزاب تهتم بالاطلاع على اللغة الروسية وآدابها كجزء من مجهوده الاممي، وإذا كان الإسلام صاحب أممية لا تعترف بالدولة الوطنية، فقد كان الشيوعيون يستخدمون تعبير البلدان وليس الدول كتعبير عن ضرورة مستقبلها الاممي,
وبعد... فان المهم ليست قراءة الملاحظات بل بناء حركة شيوعية عربية ماركسية الفكر وذات منهج ديمقراطي، وقد بينت الحياة إنها قضية ملحة لا بل ومتأخرة، ولكن يمكنِ أن نبدأ بالتطلع للمستقبل بقراءة للقرن الواحد والعشرين.



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية الفلسطينية
- مواسم الاستوزار الفلسطيني
- يا عمال العالم اتحدوا
- عشت ذكرى الاول من ايار
- المتغيرات الموضوعية والواقع الفلسطيني
- قمة العرب لم تصل الى قمة العالم
- يوم الارض فلسطيني واول نيسان قمة عربية
- لا زالت السيوف التي حاربناكم بها في اغمادها
- ليس مهمااسم من يواصل الاحتلال بل كيف ينتهي
- م.ت.ف.ممثلنا الشرعي والوحيد
- قراءة أولية لمعركة غزة
- لا زال محمود امين العالم يستطيع ان يقول شيءا لغزة
- غزة حوار بالنار والسياسة
- للحرب على غزة اطراف واهداف
- عملية شمشوم-غزة
- حول وحدة اليسار الفلسطيني
- علاقة الشكل بالمحتوى في تغير المسميات الشيوعية
- الارهاب في خدمة من ؟
- تحية لهذا المنبر التقدمي الكبير
- على فلسطين تحديد اولؤياتها


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جورج حزبون - مراجعة التجربة الشيوعية العربية ضرورية