|
نوشيروان مصطفى بين الدعاية الانتخابية و المؤامرة الاقليمية
اومري بنختي
الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 07:56
المحور:
القضية الكردية
في هذه الظروف الحساسة و الدقيقة التي تمر بها المنطقة بشكل عام و الوضع الكردي بشكل خاص ، و بعد استلام السيد اوباما الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية و امال بعض الانظمة الشمولية و الديكتاتورية امكانية الاستفادة من هذا الانفتاح المبطن على هذه الانظمة لذلك فان هذه الانظمة برزوا مخالبهم العدائي لافشال التجربة الفيدرالية في كردستان العراق ، و لكن و بالمقابل فان القيادات الكردية قد استفادت من التجارب السابقة ، و فتحوا كردستان امام الاستثمارات الاجنبية و الاقليمية و اصبحت من اكبر الحراك التجاري في المنطقة بعد دبي ، لذلك لايمكن ان يقبل العالم ان تفشل هذه التجربة ليس من اجل عيون الشعب الكردي كما يتخيل للبعض لان هذا الشعب تعرض للابادة الجماعية و استخدام الاسلحة الكيماوية ضده، و لم نجد صوت يحارب النظام الديكتاتوري الفاشي في العراق انذاك لان مصالح القوى الكبرى كانت مرتبطة بهذا النظام اكثر من الشعوب و لكن الان لا يمكن ان يسمح لاي قوى اقليمية و عراقية افشال هذه التجربة لان مليارات من الدولارات استثمرت في كردستان ، لذلك تحاول الانظمة الاقليمية افشال هذه التجربة الديمقراطية الى حد ما بايدي كردية ؟ و تحاول هذه الانظمة تحريك بعض الشخصيات السياسية لضرب الحركة الكردية و خاصة الانتخابات الكردية على الابواب ، لذلك فان هذه الشخصيات تحاول بروز مخالبها و النداء بالشعارات الديماغوجية و الغوغائية لتشرذم القوى الكردية في الاقليم الفيدرالي ، من خلال الضرب على وتر الحساس و التباكي على مصالح الشعب و البيشمركة القدامى ، و ابراز شخصيتهم انهم يناضلون ضد الفساد الاداري و المالي عندما يقول : (( تصاعد وتيرة التذمر الشعبي من طريقة ادارة هذا الحزب لشؤون الحكومة في مناطق نفوذه التقليدية و كذلك المآخذ الشعبية على غرق معظم قيادات و مسؤولي الحزب في الفساد الاداري و المالي )). قد يكون كلامه فيه من المصداقية ، و لكن السؤال الذي يطرح نفسه : بعد شهرين من اعلانه مقاطعة اجتماعات المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ، اطلق فضائية كردية ، من اي حصل على هذه الاموال هل السيد نوشيروان ورث عن ابيه و عائلته ؟ ام انه اموال الشعب الكردي و البيشمركة القدامى و انه ايضا نهب و سرق اموال هذا الشعب كما يتهم غيره ؟ ام انه تلقى دعم مادي من الانظمة الاقليمية او من السيد المالكي باعاز من النظام الايراني السوري لتفكيك و تشرذم الحركة الكردية ؟ في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الشعب الكردي ، اي شخصية او حركة كردية تحاول لتفكيك الصف الكردي مهما كانت لهم التضحيات و النضالات فهم اما مرتبطين بشكل مباشر او غير مباشر مع القوى الاقليمية الخارجية او باعاز من النظام العراقي و المتمثل بحكومة و شخصية المالكي الذي يحاول فرض المركزية و الشمولية على العراق و هذا ما حصلت في انتخابات مجالس المحافظات و محاولة اجرار بعض العشائر الكردية الى صفه و لكن اغلب محاولاته بائت بالفشل في ذلك الحين ، لان شخصية المالكي و باعاز من الانظمة المغتصبة لكردستان تحاول التنصل من الدستور العراقي الذي صوت عليه الملايين للالتفاف على استحقاقات الشعوب العراقية و خاصة الشعب الكردي من اجل عدم تطبيق المادة 140 من الدستور و الخاصة بالمناطق المتنازع عليها و خاصة مدينة كركوك لارضاء النظام التركي و الايراني و السوري و لفرض المركزية على الاقلية مرة اخرى ؟ هل ممكن اعادة اتفاقية لوزان مرة اخرى و بايدي كردية و مؤامرات اقليمية و دولية لارضاء الانظمة المتسلطة على رقاب الشعب الكردي في كافة الاجزاء بعد قرن من الزمن تقريبا ؟ و الذي يراقب الوضع الاقليمي كل ما تقرب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية بشكل عام و كردستانية بشكل خاص فان الجولات المكوكية لا تتوقف بين الانظمة المغتصبة لكردستان لافشال التجربة الديمقراطية الفتية بالعراق و التجربة الفيدرالية في كردستان و كانت اول محاولة لهذه الانظمة عندما اطلقوا دعايات كبيرة و قوية و مفرطة ان هناك خلافات بين اطراف التحالف الكردستاني و اطلقوا كلمات على لسان بعض المسؤوليين الكرد بدون ذكر الاسماء لخلق الشك و الريبة بين حزب الديمقراطي والاتحاد الوطني ، لان هذه الانظمة كانت تطمح انه بامكانهم خلق البلبلة او حتى الاقتتال الاخوي كما حصلت في التسعينات لتحقيق مآربهم الدنيئة .و قبل ذلك حاولوا اشعال الحرب بين الاكراد في العراق و القوات الكردية المقاتلة في جبال قنديل ضد النظام التركي .و لكن القيادة الكردية و بذكائهم السياسي و استعابهم اللعبة الاقليمية والدولية تمكنوا من افشال اغلب المؤامرات عندما اعلنوا ان تحالفهم استراتيجي و لا يمكن التلاعب بمكتسبات شعبنا الكردي ،و لكن على ما يبدو فان الاعيب هذه الانظمة لم تتوقف و لا يمكن ان يستسلموا لذلك حركوا بشكل مباشر او غير مباشر بعض القيادات الكردية للانفصال عن احزابهم و تشكيل كتلة سياسية جديدة و باسم حركة التغيير ، و لكن بنفس اسلوب القيادات التقليدية ؟ لان شعبنا الكردي في ذاك الجزء تربت سنوات تحت تربية و عقلية النظام البعثي فهذا الحزب في سوريا و العراق انطلقوا من نفس الفكر و الممارسة و لكن رفاق اليوم انقلبوا على رفاق الامس ليس من اجل الخلافات الفكرية و الايديولوجية كما يزعمون و انما بسبب الخلافات الشخصية و الانية ، فهل للسيد نوشيروان مصطفى ان ياتي بفكر جديد و عقلية جديدة بعيد عن فكر و عقلية الاتحاد الوطني ؟ عند ذلك ممكن ان نقول انه فعلا يناضل من اجل التغيير و الاصلاح ؟ و لكن بعد شهرين يطلق فضائية باموال الشعب و يحارب رفاقه من اجل الفساد الاداري فهذا لا يمكن ان يقبله شعبنا ؟ ان النقد و النقد الذاتي عملية ايجابية داخل المجتمع الكردي و لكن عند تخريب المكونات السياسية في هذه الظروف الدقيقة و الحساسة لا يمكن للشعب الكردي ان تصفق لها ، و بدل التفكيك و الانشقاق داخل الحركة السياسية لا بد من التنسيق و التعاون للوصول الى الوحدة و التضامن للاستفادة من التناقضات الدولية و الاقليمية لتحقيق مكاسب حقيقية لشعبنا الكردي و ليس من اجل تحقيق اهداف المؤامرات الاقليمية ، لانه في هذه المرحلة يجب الحذر و الحيطة بشكل كبير من جميع المؤامرات ، و على جميع القيادات السياسية ان لا تفكر انهم حققوا اهداف النهائية لشعبنا الكردي ، لان هذه الفيدرالية حتى الان مهددة بسبب المؤامرات ، لذلك ففي وحدتهم تكمن قوتهم الحقيقية ، لانه حتى الآن مصالح القوى الكبرى مرتبطة بالانظمة الاستبدادية اكثر من الشعوب و لا يمكن اعتماد شعبنا بشكل نهائي على هذه القوى فقط لذلك علينا التركيز على شعبنا و قوتنا و خبرتنا التاريخية و تجاربنا الماضية في جميع اجزاء كردستان لنثبت للعالم اننا شعب ضحينا من اجل حقوقنا التاريخية على ارضنا ، ان كردستان الفيدرالي اصبح نموذج ديمقراطي في الشرق الاوسط بسبب التفاعل الايجابي داخل المجتمع الكردي على الرغم من الخلافات الفكرية و الراي و السياسة و طريقة ادارة المواقع السياسية المسؤولة ، فان هذا الحراك السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي جعل من المجتمع الكردستاني نموذج يحتذا به بسبب وجود برلمان و قضاء مستقل عن السلطة التنفذية ، و جميع المراقبيين يشيدون بالمجتمع الكردستاني مقارنة مع جميع الدول و المجتمعات العربية و التركية و الفارسية و الاسلامية ، فان حرية الصحافة حق مكتسب لهذا الشعب ، و فصل السلطة التشريعية و القضائية عن السلطة التنفذية من اكبر المكاسب لشعبنا الكردي ،و رغم هذه المكاسب هناك نواقص و اخطاء كبيرة في التجربة الفيدرالية الديمقراطية و لكن هذ الخلافات لايمكن ان يبرر لاحد من القيام بالانشقاقات خلال هذه المرحلة الفتية و الجنينية ، لان فشل هذه التجربة الفيدرالية قد يعيد شعبنا الى نقطة الصفر ؟ و قد نحتاج الى عشرات السنوات لتحقيق مكسب جديد . فلايمكن لشعبنا ان يرحم المسؤوليين عن افشال هذه التجربة ، و لكن هذا لا يعني اننا يمكن ان نبرر للفساد و نهب اموال الشعب ، و لا يمكن ان نبرر للترف و البزغ و البطر المفرط للمسؤوليين على حساب تعب و كد ابناء شعبنا ، و لا يمكن ان نبرر للفساد الاداري و الرشاوي ولابن الملك و الاخر ابن الجارية لان بناء الفيدرالية من كد و تضحيات و دماء جميع ابناء شعبنا الكردي ليس فقط في كردستان العراق و انما حتى دماء و تعب باقي الاجزاء لهم بصمات واضحة في كل بقعة من الفيدرالية ، لذلك فان الطاولة المستديرة كفيل بحل اغلب المشاكل و بروح رفاقية و اخوية و ليس التباكي على مصالح الشعب الكردي لخدمة المؤامرات الاقليمية و حتى قد تكون دولية ؟
#اومري_بنختي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضية الفلسطينة اصبحت اكبر تجارة للصفقات السياسية
-
النظام السوري يعادي شعبه اكثر ما يعادي اسرائيل ؟
المزيد.....
-
ترامب ونتنياهو يؤكدان على رؤيتهما للتطهير العرقي في غزة
-
اعتقال عضو مجلس محافظة ذي قار خلال تظاهرات المعلمين في الناص
...
-
الاحتلال يخطر بإغلاق جميع مدارس الأونروا بالقدس
-
ألمانيا توقف مؤقتا إعادة توطين اللاجئين
-
دولتان عربيتان بالصدارة - قائمة مرعبة لعمليات الإعدام عالميا
...
-
حكومة كابل تندد بسياسة الترحيل الباكستانية للمهاجرين الأفغان
...
-
حماس: اعتقال السلطة للمتضامنين مع غزة طعنة جديدة لشعبنا
-
عاجل| مصادر للجزيرة: الاحتلال يأمر بإغلاق مدارس الأونروا في
...
-
الأمم المتحدة: نحو 400 ألف نازح في غزة منذ استئناف القتال
-
وفاة بشير خالد تثير قلق الأمم المتحدة: دعوة لتحقيق نزيه ومست
...
المزيد.....
-
“رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”.
/ أزاد فتحي خليل
-
رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر
/ أزاد خليل
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
المزيد.....
|