|
اوباما خطاب القاهرة ما بين الكاريزما والمضمون :
سليم محسن نجم العبوده
الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 07:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اوباما خطاب القاهرة ما بين الكاريزما والمضمون : تحليل بعض ما ورد في الخطاب : لقد تطرق الى مسائل غاية في الأهمية نذكر منها : 1. القضية الفلسطينية : تكلم عن حل الدولتين كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من جهة ومن جهة أخرى حل للصراع العربي الإسرائيلي . بل انه ذكر أكثر من مرة كلمة ( مشاركة) بدلا من كلمة ( رعاية ) وهذا له مدلول ايجابي كبير جدا حيث ان كلمة "رعاية" تعني ان تجاب طرفي نزاع الى طاولة المفاوضات وتهيئ لهم الأجواء الأزمة للحوار ليس الا . الا ان كلمة "مشاركة " تعني (الإقناع – التحضير – الضغط ) و هذا يعني ان الولايات المتحدة ربما ستستخدم نفوذها في حل الصراع وإجبار إسرائيل بقبول حل الدولتين . ولى الرغم من تصريح "ليبر مان" أيام الانتخابات الصهيونية السابقة من ان فكرة حل الدولتين حل مضحك وليس ضمن الحسابات الإسرائيلية . الا ان في ذات الوقت وفي أحدى اللقاءات الصحفية لباراك اوباما انه قال" ان "نتن ياهو " أشبه بطفل قتل والديه واتانا يبكي يريدنا ان نعامله كيتيم .! ليس معنى ذلك ان الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتخلى عن إسرائيل الا ان أخر لقاء حصل بين "باراك اوباما" ونتن ياهو" اخبره " اوباما " قائلا ان الولايات المتحدة قدمت لكم الكثير من المساعدات كي تمضوا قدما في طريق السلام الا أننا لا نرى شيء من ذلك و هذا يعني ضمنا اننا غير مستعدين ان نساعدكم ما لم تحقق مساعداتنا أهدافها .. من جهة أخرى يجب مصالحة الفصائل الفلسطينية وان توحد صفوفها لتفويت الفرصة للصهاينة على المماطلة والتسويف . كما طالب صراحة بوقف الاستيطان . الا ان إسرائيل حاليا في وضع استراتيجي ضعيف وغالبا ما يصرح المسؤلون الإسرائيليون بقولهم (ان باراك اوباما يضغط في الجهة الغير مناسبة ) لكن هل يعني هذا القول ان الولايات المتحدة ستتخلى عن إسرائيل الجواب بالطبع هوا كلا لسبب بسيط كون الولايات المتحدة تتعامل مع الملف الإسرائيلي بالاعتماد على ثلاث ثوابت هي : • ضمان الوجود الإسرائيلي في فلسطين . • ضمان الأمن الإسرائيلي . • ضمان التفوق الإسرائيلي في المنطقة . 2. الملف النووي الإيراني : على الرغم من انه طالب إيران ب "فتح اليد المغلولة" الا انه لم يأتي بجديد بسب انه أعلن في مناسبات عديدة انه من حق إيران ان تمتلك الطاقة النووية للأغراض السلمية وليس العسكرية . اذا ما أوفت إيران بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي الا ان "احمدي نجاد"يقول ان الحوار (1+5) قد انتهى فيما يخص الملف الإيراني . في حين ان المرشد الأعلى للثورة "علي خامنئي" يقول في مناسبة وفات "الخميني" (ان أمريكا مكروهه بشدة في الشرق الأوسط وهي تكذب في شأن الملف النووي الإيراني . و هذا يعني ان من الصعب فتح حوار أمريكي أيراني مالم تقدم مكاسب كبيرة الى إيران . مع ان المرشح "متكي" يقول اني سأفتح نافذة حوار مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على أساس المصالح المتبادلة . 3.الملف العراقي : قال ان الاتفاقية الأمنية التي وقعت نافذة وان القوات ستنسحب نهائيا من العراق 2012م مالم يطلب العراق غير ذلك وقال ان الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة تجاه العراق بالمساعدة في مختلف المجالات . 3. الملف الأفغاني : ببساطة شديدة تطرق الى أفغانستان وان لا تكون ضحية الحرب فقط و أنما تكلم عن مليار دولار للعمار في أفغانستان . 4. ملف الإرهاب : لم يتطرق الى كلمة إرهاب بل استعاض عنها ب(العنف والتطرف) كما ذكر انه سيستمر في حماية الولايات المتحدة وأمنها القومي . و ان اوباما يعلم مسبقا ان ما روج لة "جورج دبليو بوش" عن خطورة الإرهاب مبالغ فيه كثيرا . 5. ملف الأسلحة النووية : ان ه يمتلك طموح او حلم ( عالم خالي من السلاح النووي ) وهوا بذلك يقصد الدول المنضوية تحت اتفاقية حضر الأسلحة النووية و الغير منضوية بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة ذاتها . وربما ان اذا أكد اوباما على مطالبة عالم خالي من السلاح النووي ربما سيكون ذلك مبداء باسمه (مبداء اوباما لأخلاء العالم من الأسلحة النووية ) . 6. العلاقات الأمريكية بالعالم الإسلامي : أكد على وجوب ان تكون العلاقات الدولية مبنية على أساس شراكة حقيقية أساسها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة . كما ذكر امور عامة عديدة أهمها انك من السهل ان تشعل حربا لكن ليس من السهل ان تطفئها . وكذلك الديمقراطية لا تمثلها صناديق الاقتراع فالربا يصل الطغاة الى الحكم عن طريق الانتخابات "هتلر "مثلا وصل الى الحكم بالانتخابات فأذاق العالم الأمرين .
في خلاصة القول ان الرئيس الأمريكي كان يعي ما يقول كان يتكلم عن علاقات ايجابية في أعلى مدركاتها . خصوصا فيما يخص العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بقولة أنها لن تنفصم . وأكد على أهمية التنمية للبلدان الفقير والدول الضعيفة . كما اكد على وجوب ان تحضا المرأة بحقها ومساواتها مع الرجل . كذلك تحدث عن حوار الديانات وان الكثير من المبادئ التي تشترك فيها البشرية هي مبادئ إنسانية وليست أمريكية . كان ما تقدم محاولة متواضعة منا لتحليل الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي بتاريخ 4/6/2009م من جامعة القاهرة المصرية ..يكاد يكون قد أحصى فيه اغلب المشاكل و الخلافات التي تحول بين الولايات الأمريكية و العالم الإسلامي . خصوصا بعد الجدار الذي بناه الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش " عند ما قال بعيد إحداث "11/سبتمبر" كونه سيعلنها حربا بين الصليبية والإسلام . وما تلا ذلك من نهج عدواني منضم تجاه البلاد الإسلامية والذي وسع الهوة بين الأمريكان والمسلمين خصوصا العرب منهم وما جر بعد ذلك من وضع مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية على شفير الهاوية . لكن وبعد ان وصل "باراك اوباما " إلى رأس الهرم الأمريكي أراد بشكل واضح وجلي تنفيذ برنامجه الانتخابي منذ اللحظة الأولى وكانت سياسته او مهمته تعتمد على مسألتين مهمتين هما : • خفض التكاليف الأمريكية للخروج من عنق زجاجة الأزمة المالية التي عصفت في البلاد . • تجميل صورة الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا وعالميا بعد ان تدهورت بشكل كبير خلال ولايتي "جورج دبليو بوش" . ألا ان "اوباما" كان أكثر تعصبا من سابقه الجمهوري لكن الفرق بينهما ان الأول كان متسرعا ارتجاليا ومغامرا يبحث عن مكاسب أنية .. أما "اوباما " فكان متأنيا متزنا كثير الاستشارة ذو نضرة شمولية بعيدة المدى لتحقيق أهداف إستراتيجية.. و قد ذكر قائلا ( أنكم سوف لن تحكموا علي من خلال أقوالي وإنما من خلال أفعالي ) . نعم انه بين بهذا الخطاب انه أكثر رئيس أمريكي شجاعة وانه يمتلك فكر ونظرية إنسانية يسعى الى تطبيقها على ارض الواقع بمساعدة الإمكانات المهولة للولايات المتحدة الامريكة و انه يريد ان يحول الأمة الأمريكية من إمبراطورية الاحتواء العسكري والاستعماري الى إمبراطورية لكن بالاحتواء الإنساني . لم يكن مجرد خطاب و أنما كان الخطوط العريضة للإستراتيجية التي ينوي ان يشاركه العالم في تطبيقها وعسى ان تصدق النوايا وان لا تخيب الضنون .
بقلم : سليم محسن نجم العبوده
#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرف فوق القانون والديمقراطية عرجاء :
-
القومية البترولية في الفكر الامبريالي
-
انفراط العُقد الأمريكي
-
المالكي رجل دولة أم رجل دعاية
-
اوباما و سياسة الانسحاب والتعويض
-
التناقض التربوي و أثره في التكوين النفسي
-
التراخي الأمريكي ومستقبل إيران الأقليمي
-
هل تحول السيد-نصرا لله- الى عراب إيراني
-
العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري
-
المرأة وحق الدفاع الشرعي عن الوجود
-
النظام الاقتصادي المقيد بالحرية - الشيو- رأسمالي-
-
القمم العربية .. وسياسة حلب الثيران ..!؟
-
فكر-الإباحية الاقتصادية-في العراق
-
التكامل الإقليمي كحل للبقاء والهيمنة
-
الجامعة العربية تكتل كشف الوهن العربي
-
المرأة .. بين الإقصاء والذكر المودرن
-
المرأة وإمكانية التحول الايجابي :
-
القضية الفلسطينية ما بين العقم والتدخل الجراحي
-
عجز التنمية الاقتصادية والبديل الإستراتيجي في العراق
-
العالم يطبخ على مشاعل البترول
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|