أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علاء كعيد حسب - العلاقات المغربية الإسرائيلية : بين التصريحات الرسمية و أرض الواقع















المزيد.....

العلاقات المغربية الإسرائيلية : بين التصريحات الرسمية و أرض الواقع


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يعتقد الكثيرون, أن سياسة المملكة المغربية تعتمد على عنصر المرونة , في التعامل مع القضايا التي لها حساسية لدى الضمير المغربي . و تشكل القضية الفلسطينية أحد النقاط الحرجة التي تتعامل معها السلطات في المغرب, بنوع من الازدواجية, تسمح بالحفاظ على صورة محترمة (نسبيا) أمام الشارع, و في الوقت نفسه على المصالح التي تربطها بالكيان الصهيوني, فيما يسمى بالمصلحة المشتركة للبلدين. لكن هل أخد النظام المغربي بعين الحسبان معادلة التعامل مع كيان لا يعترف بحق الآخر و همه الوحيد: تنفيذ المخططات ؟
لم تكن العلاقات المغربية الإسرائيلية متوترة في يوم من الأيام عكس ما تسوقه الإدارة المغربية من حين لآخر, للمواطن المغربي و العربي في صورة تصريحات رسمية منددة بالسياسة الصهيونية و أعمالها العدوانية اتجاه أهالي فلسطين. أو على شكل قطع العلاقات الرسمية, كما حدث بعد اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية في 23 أكتوبر 2000. حيث أقدمت السلطات المغربية على إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط , كردة فعل ذكية لامتصاص تحركات الشارع المطالبة بقطع العلاقات فوريا مع إسرائيل و مساندة فلسطين بكل الوسائل المشروعة و غير المشروعة لرفع الظلم و الحيف عنها.
و يجد المغاربة نوعا من الحرج في التعبير عن متانة العلاقات بين إسرائيل و المغرب, و التي وصلت إلى حد التطبيع غير المعلن. في الوقت نفسه يؤكدون على الدور الحيوي الذي يلعبه 700 ألف إسرائيلي من أصل مغربي و بعض اليهود المغاربة المؤثرين في مراكز صنع القرار بالمغرب , في الحفاظ على هذه العلاقات و استمرارها بالشكل القوي الذي نلامسه اليوم . رغم التوتر الذي تشهده الساحة الفلسطينية بين الفينة و الأخرى , و ما يلي ذلك من تداعيات على الشارع المغربي . و قد يكون سحب السفير المغربي من فنزويلا و إغلاق السفارة الإيرانية بالرباط, أحد الثمار الخفية لهذه العلاقة المتميزة, حسب بعض التصريحات. و رغم إقرار السلطات المغربية بعدم وجود أي علاقة مع الكيان الصهيوني , تفند صحف إسرائيلية هذا الإدعاء و من بينها صحيفة معاريف التي أوضحت : أن سحب المغرب لممثله من تل أبيب لم يكن إلا أمرا سطحيا , لأن اتصالات الجانبين استمرت على أعلى المستويات .
و يشك البعض, أن التعاون (المغربي الإسرائيلي) يمتد لأكثر من خمسين سنة ماضية, تجلى في عمليات ترحيل قامت بها الحركة الصهيونية بتواطؤ مع السلطات المغربية مقابل مبلغ 20 مليون دولار حصلت عليها المملكة المغربية ثمنا ل 80 ألف يهودي تم ترحيلهم إلى إسرائيل. ((كما ورد في كتاب (الرابط المغربي) لكاتبه الصحفي و الضابط السابق في المخابرات الإسرائيلية (شموئيل سيكي) )) .كما أن تورط الموساد في عملية اختطاف و قتل المناضل المغربي المهدي بن بركة ,أكد وجود تلك العلاقة . و يتهم البعض جهاز الاستخبارات المغربي والملك الراحل الحسن الثاني, بالتجسس لصالح إسرائيل و تزويدها بمعلومات أفادتها في حروبها ضد العرب.
من جهة أخرى يشهد الاقتصاد المغربي تغلغلا إسرائيليا سافرا , دفع بالعديد من المتتبعين إلى التساؤل عن مدى حجم هذا التغلغل و عن الوسائل التي يستعملها الإسرائيليون للتستر عن نشاطاتهم الاقتصادية التي توجه أرباحها لفائدة الجيش الإسرائيلي. و فيما تحيط السلطات المغربية علاقتها مع الكيان الصهيوني بكل أنواع التعتيم, يبقى من العسير التوصل إلى القيمة الحقيقية للأموال الإسرائيلية المستثمرة بالمغرب. و قيمة التبادل التجاري بين البلدين, تبقى أضخم بالمقارنة مع ما ذكرته بعض التقارير الإسرائيلية. كالذي صدر عن هيئة (IEICI: Israel Export and International cooperation Institute ) و الذي كشف عن قيمة 2 مليون دولار (تقريبا) في النصف الأول من سنة 2005, و تقرير الهيئة الإسرائيلية الذي أكد تصدير 46 شركة إسرائيلية لما قيمته أكثر من 2 مليون دولار إلى المغرب في النصف الأول من سنة 2006. و قد أكد ذات التقرير, أن 28 شركة مغربية تعاملت مع شركات إسرائيلية. و تظل الأرقام, مجرد الشجرة التي تخفي الغابة. و سبق و اعترف وزير الفلاحة المغربي (السابق) إسماعيل العلوي بوجود شركات مغربية تستورد من هولندا و الدنمارك , منتجات مصنوعة في إسرائيل . و للإشارة فالتقارير الحكومية تنفي و تضيف: أنه في حالة تواجد تبادل تجاري بين البلدين , فإنه يدخل في دائرة التهريب .
تواجد شركات إسرائيلية (تعمل تحت غطاء شركات أخرى)على التراب المغربي الذي وقعت حكومته على قرار 2800 لمجلس الجامعة العربية بتاريخ (1961-09-19)القاضي بعدم ربط أي علاقة مع النظام الإسرائيلي, تواجد محرم...مشين و مرفوض كليا. خصوصا إذا علمنا أن تلك الشركات , تمول الآلة الحربية الصهيونية(بطريقة أو بأخرى) في عمليات التقتيل و الإبادة التي تمارس ضد إخواننا في فلسطين .
و الغريب أن نجد بعد الحكومة, عينات من المجتمع المغربي (لا تمثل إلا نفسها), تبادر إلى ربط علاقات مع الكيان الصهيوني. ومنها من يتردد في زيارات خاصة إلى إسرائيل, تحت غطاء الثقافة و تبادل الأفكار. و قد أفادت(مؤخرا) العديد من المنابر الصحفية بالمغرب , عن زيارة وفد أمازيغي مغربي لإسرائيل ضم العديد من العملاء و المتملقين الذي لا يمثلون الأمازيغ , و إنما أنفسهم . و أضافت أنه أول وفد غير عربي يزور إسرائيل بعد العدوان الإسرائيلي على غزة, و تندرج الزيارة التي أستنكرها جميع المغاربة (عربا و أمازيغ) في سياق ثقافي .
و هنا أتساءل عن نوعية الثقافة التي يتقاسمها هؤلاء مع كيان مستبد تطغى على سياسته أفكار إجرامية و عنصرية ؟ و بماذا يا ترى ستفيد هذه الثقافة المغرب؟ و ماذا لو انقلب السحر على الساحر و حاولت إسرائيل بلورة فكرة الأمازيغ سكان المغرب الأصليين لطرح فكرة حكم ذاتي لهم ,تستغلها لتضغط على المغرب كورقة أخيرة تقضي على وحدته الترابية و تحول غناه الثقافي إلى نزاع عرقي و فكري . إذا أخدنا بعين الاعتبار مطالبة الانفصاليين الصحراويين المدعومين جزائريا باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب, رغم عرض الأخير لمشروع حكم ذاتي قوبل بالرفض بدعوى حق تقرير المصير؟.
و هنا تتضح لنا أحد الوسائل التي قد تنهجها إسرائيل في حال عدم تطبيع المغرب لعلاقاته علنا معها ,ولعب دور أكبر في إقناع الدول العربية الأخرى في المضي قدما نحو التطبيع (الاعتراف الرسمي بالصهيونية).
ثقافة الكيان الصهيوني المتعصب التي يحاول بعض العرب تسويقها مقابل دولارات, هي ثقافة الإرهاب و النازية (بشهادة يهود شرفاء). تظن أن الله اختارها لتقود العالم, لأنها الأسمى بين الأجناس التي خلقها. و تسعى في مجمل أفكارها إلى تحطيم روح الاعتزاز لدى الغوييم (غير اليهود) و إثارة الفتن بين الحكام و الشعوب , تحت شعارات الحرية و حقوق الإنسان.
فالصهيونية في عمقها تهدف إلى إخضاع المجتمعات و طمس تاريخها و تحريفه, بالشكل الذي يتوافق مع مصالح و معتقدات اليمين المتطرف الإسرائيلي . ((لأنها(الصهيونية)جاءت لتقول: أنت يهودي, أنت مختلف. يجب أن تكون عدوا, يجب أن تكره العرب, و يجب أن تبني أسوارا, يجب أن تبادر بالهجوم قبل أن يهاجموك.و هذه هي ذهنية الجيتو GITOUمن أوروبا الشرقية)) . (الكاتب و الأديب اليهودي العراقي سامي ميخائيل) .
الكيان الصهيوني بكل وجوهه و مؤسساته الملتوية, ليس إلا أداة استعمارية تسعى لاستغلال الثروات و إخضاع الشعوب بطريقة تخدم مصالحها و أخر همها, كرامة الإنسان. و أنا إذ أنتقد هذا الكيان, فلأنه أثبت كفاءته في القتل و الترحيل و الخداع المنقطع النظير. و كتابتي لهذه السطور , جاءت ثمرة مخاوف تبدو جلية الملامح بسبب هذا التغلغل غير المعلن في كل المجالات , و الذي قد تتخذه بعض التيارات السلفية ذريعة للقيام بعمليات تخريبية بالمغرب.
و للتذكير, فأنا لا أتطرق لليهود الذين فضلوا البقاء في المغرب بدل الهجرة إلى إسرائيل, لأنهم أثبتوا وطنيتهم في اختيارهم و تمسكهم بالبلد الذي عاشوا فيه مئات السنين و كونوا فيه علاقات و روابط ما زالت قائمة حتى الآن. و المغرب معتز بهم و يضمن بموجب الدستور لمواطنيه منهم , ممارسة معتقداتهم و أعمالهم بكل حرية من دون قيد أو تمييز. و قد عبر بعضهم في العديد من المناسبات , عن رفضه التام للسياسة الوحشية التي تنهجها إسرائيل. لكني أحذر من أولئك الذين يأتون من إسرائيل لإقامة مشاريع بالمغرب (الوطن الثاني كما يدعون), لأننا لا نعرف مدى صدقهم. و ازدواجية الولاء التي يطبل بها بعضهم , كاذبة . لأن الفرق في أسس الدولتين كبير جدا . و لا يمكن الولاء للاثنين معا, لأنهما متناقضين ببساطة. لأن الصهيونية تجربة استيطانية استخدمت و تستخدم الديانة اليهودية في تحقيق مطامعها الاستعمارية. و المغرب بلد مسلم تاريخه المشرف غني عن التعريف.إلا إذا اعتبر هؤلاء , المغرب متصهينا .
و في انتظار أن تكشف التقارير عن التجاوزات , يبقى المغاربة ((الأمازيغ و العرب و الصحراويين و اليهود(الذين فضلوا المغرب على إسرائيل)و حتى من لهم أصول إفريقية)) أهل للمسؤولية الملقاة على ظهورهم و يدركون مدى خطورة الوضع الراهن , لأنهم اكتسبوا مع مرور الزمن القدرة على ملاحظة ما يحاك خلف الكواليس . و مهما بدت الأطماع الأجنبية قادرة على تحقيق أهدافها من خلال مرتزقة من الداخل و الخارج, و مهما بدت السلطة ساذجة و عميلة. ستكون نهاية من يسعى لوضع يده على المغرب , قطع يده و يد من هيئ له الظروف المواتية لمحاولة النيل من أرض المغرب و شعبه . لأنهم (ببساطة) يرفضون يوما تقول فيه وكالات الأنباء:
عاد المساء
و لا رجال يثبتون فحولتهم
للنساء القرية بعد العشاء .



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب بين عشرات المهرجانات و ملايين الفقراء
- صورة بين الرفوف
- جسر الغمام
- القذافي يسعى لفرض الوصاية على الصحافة المغربية
- كأس مع أثارية
- رحلة البحث عن القيامة
- غيمة من دون جسد
- للهواء رائحة الموت
- أبعد قليلا ... نحو عش غريب
- السارق الملعون
- لا عليك ... فغدا اللقاء
- الموت , بطعم الخجل و الزيتون
- صرحت بما نهمس , فعذبوني ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علاء كعيد حسب - العلاقات المغربية الإسرائيلية : بين التصريحات الرسمية و أرض الواقع