أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد محمود القاسم - نجمة فلسطينية في سماء المغرب















المزيد.....

نجمة فلسطينية في سماء المغرب


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:32
المحور: سيرة ذاتية
    


تعتبر الكاتبة المغربية، نزهة المكي وما تحمله وتتضمنه شخصيتها من افكار خلاقة وابداعية، وجرأة وصراحة، نجمة ساطعة تضيء سماء المرأة المغربية، فنزهة المكي، اضافة الى كونها خبيرة تجميل، وتعنى بالجمال وشؤون المرأة العربية بشكل عام، والمرأة المغربية بشكل خاص، من النواحي التجميلية والثقافة الصحية، الا انها تتصف بكونها كاتبة ومحللة سياسية، جريئة وصريحة ايضا، وتكتب في مجال حقوق المرأة وتحررها، اضافة الى كتاباتها السياسية المتنوعة، وخاصة، ما يتعلق منها في شؤون وشجون القضية الفلسطينية، والشبكة العنكبوتية، تزخر كثيرا بكاتباتها ومقالاتها المشوقة والأبداعية والجريئة، والتي تدعو الى منح المرأة حقوقا مساوية للرجل، والى تحررها من نير استبداد بعض الرجال، سواء في المغرب، او في كافة البلاد العربية الأخرى، من المحيط الى الخليج.
كذلك، فان همومها السياسية تنكب كثيرا، على شؤون وشجون الوضع الفلسطيني، وتتفاعل مع احداثه وهمومه، وتتابعه بكل حرص واهتمام، ولها باع طويل في الكتابة بهذا المجال، وتشهد لها بذلك المنتديات والصحف الألكترونية على الشبكة العنكبوتية، حتى يطلق البعض عليها لقب: (النجمة الفلسطينية في سماء المغرب) لكثرة اهتماماتها بالوضع الفلسطيني، وتفاعلها معه،وتأثرها به، وفي لقاء خاص معها، سألتها ان تعطيني نبذة عن حياتها للتعريف بها للقراء فقالت:
انا كاتبة، بطبيعتي احب السياسة، والفكر، واعشقهما، على الرغم من انني مختصة في فن التجميل، فأنا خبيرة تجميل نسائية، لكنني اهتم بالقراءة والكتابة السياسية غالبا، منذ عشرات السنين، مع انني اكتب قصصا وشعرا في احيان اخرى، وانشط كثيرا على الشبكة العنكبوتية، ولدي الكثير من المقالات منشورة هناك.
قلت:وهل هذا النشاط المكثف، لا يؤثر على وضعك الأسري؟؟
قالت:طبعا يؤثر نوعا ما، ولكن انا لدي عدد قليل من الأبناء (بنت وولد) ولا اواجه صعوبة، وما زلت بكامل حيويتي، حيث ابلغ من العمر خمسة واربعين عاما، وكوني انظم وقتي، بين الكتابة والمطالعة، وعملي في مجال التجميل، فلا اواجه اية صعوبات او مشاكل تذكر.
قلت:وماذا عن زوجك العزيز؟
قالت:زوجي مهندس مقاولات و يغيب كثيرا في عمله عن المنزل، لذلك يكون لدي الوقت الكافي للعمل و البحث اثناء غيابه .
قلت:ما هو سر اهتمامك بالقضية الفلسطينية وشجونها، وتاثرك البالغ والعميق بها، على الرغم من بعد المغرب عن فلسطين؟
قالت:انا وعيت عليها اولا ، اذكر والدي (رحمه الله) و لشدة اعجابه بالسيد ياسر عرفات وتاثره بمعاناة الشعب الفلسطيني، كان كلما راى صور الرئيس الراحل ياسر عرفات، الا وامطرها بالقبل، ودعا له بالنصر حتى تترقرق عيناه بالدموع، هذا المشهد الذي كان يتكرر امام عيني، جعلني اهتم بالقضية الفلسطينية، واتاثر بها لحد كبير، كما لم تعد للمسافات اهمية في العصر الحالي، كما انني اتابع الفضائيات وغيرها، واستمع كثيرا للأخبار، فهذه القضية هي الشغل الشاغل، وانا اعلم مدى الظلم الفادح الواقع على الشعب الفلسطيني، واتفاعل معه، واشعر بشعوره، واحاول بالكتابة، التعبير عن موقفي وافكاري وقناعاتي،بل احاول ان اتجاوز الكتابة لمرحلة الفعل .
قلت: وماذا بخصوص الحرب على غزة ؟؟
قالت:لم يكن بالامكان تفادي هذه الحرب الكارثية، رغم الحركة الديبلوماسية، أو محاولات التهدئة التي سبقتها، فكل ذلك، جاء في الوقت الميت، وقد سبق السيف العدل، فهذه الحرب اوالعدوان على غزة هاشم، كان نتيجة محتومة لمشاكل وأزمات شملت العالم كله، بلغت ذروتها، فكان لابد ان تتفجر في نقطة معينة من العالم بكل قوة، فكانت هذه النقطة، هي فلسطين، فلسطين بالذات، لانها النقطة التي يلتقي فيها ابطال الصراع على النفوذ العالمي، و الملف الذي يضم الاوراق التي تجدها كل دولة رابحة، أو محرجة للدولة الخصم، بمعنى اصح، طاولة المقامرة التي يمكن ان تكون سببا في اثراء بعض الدول سياسيا، أو افلاس اخرى، أو ايقاع البعض في شباك التبعية والاذلال، وإرغامهم على مواصلة اللعب، لكن بعيون منكسرة فوق الطاولة، وايدي رخيصة، تتحرك تحتها بكل مكر، وكان ذلك حال بعض الدول العربية، كل هذا منذ أن مس القضية الفلسطينية من تدويل، منذ ميلاد ازمتها، وقد زادت القضية الفلسطينية تازما ووصلت للحائط المسدود، بعد انهيار الاتحاد السوفيايتي، الذي كان يهيئ لميزان القوى بها، بعض التوازن، لكن بعد انهياره وسيطرة الولايات المتحدة عالميا، مالت موازين القوى، بشكل مأساوي لصالح العدو الصهيوني .
قلت: وماذا عن المراة المغربية وهمومها ومشاكلها؟؟
قالت: ايام المراة المغربية الحالية، تختلف عن ايام المرأة، ايام فاطمة المرنيسي ونشاطاتها، فايام فاطمة المرنيسي، كان هناك احتلال عسكري استعماري، اسباني وفرنسي للمغرب، ووضع المرأة المغربية في تلك الفترة، كان صعبا من كافة النواحي، اما حاليا فهو اكثر تطورا وتحضرا وتحررا، والمرأة تملك حقوق سياسية افضل مما كانت عليه في السابق، كما انها والرجل، منفتحة على الثقافة الغربية، لقربنا من أوروبا، فالمراة المغربية، اكثر تحررا من المراة في الشرق العربي، حتى في احيان كثيرة، اشعر بان الرجل في المغرب مقهور، ويشعر بالحيف قياسا بها.
قلت:وكيف تأثرت واثرت المرأة المغربية بالمرأة الأوروبية؟؟؟
قالت:من المعروف عن المرأة المغربية، تعدد المواهب والاهتمامات،وقد يرجع السبب للفسفيساء الحضارية التي تطبع البلد، من حضارة امازيغية اصيلة، واخرى متنوعة، بتنوع الدول والحضارات التي غزت المغرب، وتركت بصماتها الحضارية فيه، مثل الحضارة الرومية والبيزنطية واليونانية وغيرها، ثم الحضارة العربية، التي دخلت المغرب بدخول الاسلام، وجعلت فلول الامازيغ والعرب القادمين من المشرق، يخترقون تخوم اوروبا بفتحهم للاندلس، والتاسيس لحضارة عملاقة، مازالت معالمها قائمة لليوم بمدن اشبيلية وطليطلة و غرناطة وغيرها من المدن الاسبانبة الجنوبية، وامتداداتها التي ما زال المغرب يحتضنها و يصونها بكل عز في عدد من مدنه الشمالية، كمدن تطوان وطنجة والعرائش والوسطى كمدينة فاس ومكناس العريقتين، وبعض من المدن الشرقية، واهمها مدينة وجدة، هذه المدن التي اصبحت منارات للحضارة الاندلسية بفنها ومعمارها، والتي تسطع على كل انحاء المملكة من شمالها لجنوبها شرقها و غربها، فالموسيقىالاندلسية، تصدح في كل بيت والزي الاندلسي العريق، ترفل فيه كل نساء المغرب.
هذه الحضارة العريقة والمنتوعة، خلقت من العنصر المغربي، وخاصة منه المراة، كائنا مبدعا طموحا لا يهاب التمازج مع الحضارات الاخرى، لان له رصيده الثقافي والفني المتاصل، الذي يحصن ذاته من الاندثار، وسط الثقافات الاخرى، ويمكنه من الاستفادة لتطوير ما لديه دون ان يفرط برصيده الحضاري، وهكذا تخلق المرأة المغربية نوعا من الحوار الحضاري بين الشعوب فنيا وثقافيا بل لقد اصبحت سفيرة الشرق في بلاد الغرب حيث تنشر الان ازياء و زينة المراة المشرقية في اوروبا، وتقتحم بها اكبر دور الازياء و التجميل دون ان تتخلى طبعا عن زيها التقليدي الذي اقتحم خزانة ملابس المراة الاوربية منذ زمن طويل، واصبح عنوان اناقتها وتميز نساء مجتمعها المرموقات.
هذه الحضارة المغربية بالطبع، لم تكن لتستمر وتنتشر بهذا الشكل، لولا حذاقة المرأة المغربية واجتهادها في المحافظة عليها وتطويرها والابداع فيها باناملها الرقيقة. فالصناعات اليدوية بمختلف اشكالها، هي جزء متاصل وثقافة ملازمة للمراة المغربية و تعتبر المراة التي لا تجيد صنعة يدوية، هي امراة ناقصة وخاملة مهما حصلت من تعليم و تالقت في الوظائف.
المرأة المغربية المتيسرة والمتعلمة، تتخذ الصنعة اليدوية، كهواية، كما لا مانع لديها من تطويرها الى مشروع اقتصادي، يدر عليها دخلا مهما، أما المرأة المتواضعة والفقيرة، فإن الصنعة لديها اوالحرفة اليديوية فمهمة جدا، لانها تساعدها من التمكن من دخل اما اضافي للبيت او رئيسي، يسد حاجات البيت الضرورية، لهذا ينتشر عندنا المثل القائل " الصنعة اذا لم تغني فإنها تستر بفضل هذه الثقافة، فإن المرأة المغربية أصبحت مؤهلة، كما في جميع الظروف و الازمان، ان تتحدى كل الصعاب الاقتصادية وتساهم بشكل فعال في هذا المجال.
قلت:وماذا عن آخر كتاباتك؟؟
قالت:هذه المرة، كتبت موضوعا غير سياسي، فانت تقرا لي كثيرا من الموضوعات السياسية، وموضوعي هذه المرة بعنوان: (كلمة حب)، وهو عبارة عن قصتين قصيرتين، قلت لها: وماذا دفع بك الى هذا الأتجاه من الكتابة؟؟؟
اجابت قائلة:اصبح العالم كله يتسم بالجفاف وتلبد المشاعر، ورغم قيام بعض المنظمات الدولية بابتداع ايام ومناسبات لتحريك المشاعر، خاصة تجاه المرأة، فإن الاحتفال بها، لا يرقى ابدا لطموحات نساء العالم، و بخاصة المراة العربية،التي تظل دائما تعطي الكثير، بدون ان تلقى ولو القليل من العرفان، سواء من الزوج، اوالحبيب، ولا حتى من الاولاد ايضا .وقالت:اذا شئت، خذ اقرأهما، وقل لي رايك بهما رجاءا؟ تناولت الموضوع من يدها، وبدأت اقرأ فيه:
في قصتها الاولى قرات:
مع إشراقة يوم جميل، خرجت السيدة فايزة مع زوجها لفسحة على شاطئ البحر ..
ركنا السيارة في موقف قريب، ثم سارا جنبا الى جنب على الرمال الذهبية الدافئة، كان الزوج يمشي بخطوات واسعة، واحيانا يهرول ليثبت لزوجته انه مازال في قمة نشاطه و حيويته، رغم تجاوزه سن الستين، وكانت الزوجة تحاول ان تلحق به دون فائدة، رغم انها لم تصل سن الخمسين بعد، مع أن صحتها كانت جيدة و قوامها ممشوق ورشيق، لكنها لم ترغب في منافسته، حتى صارت المسافة التي تفصلهما بعيدة، فجلست الزوجة على الرمال في انتظار ان يلتفت لها الزوج، و يعود اليها، لكنه استمر في الهرولة حتى ابتعد كثيرا.
اخذت الزوجة تنظر للبحر، واستغرقت في التفكير والتامل، حتى اظلت قلبها غيمة حزينة .. رجع الزوج اليها لاهثا مزهوا بقوته وحيويته التي مكنته من قطع تلك المسافة دون توقف، وعجز زوجته عن منافسته واللحاق به، فاقترح عليها ان يتناولا طعام الافطار في كافتريا قرب الشاطئ، لكنها اعتذرت، و طلبت ان يعيدها للبيت، ليتناولوا طعام افطارهم مع الاولاد.
فور دخولهم في البيت، اعدت الزوجة الطعام، وتحلق الجميع حول المائدة، ووعد الاب اولاده بان ينطلق بهم في فسحة بعد الافطار، لتناول الغذاء بالجبل، فرح الاولاد، لكن لم يظهر على الزوجة، اي اثر للسعادة .
لاحظ الزوج ذلك، فانزوى بها في ركن من الصالة، وسالها ما خطبها ؟ فتسارعت الدموع من مقلتيها وهي تتهمه بإهمالها وعدم الاكتراث بها، وانه يحسبها دائما مجرد خادمة لاطفاله، انكر الزوج عليها هذا الحديث، وحاول ان يعبر لها عن مدى اهتمامه بها وتقديره لها، فزف اليها خبرا كان يتوقع ان يسعدها، فقد كتب اكبر شقة في عمارته الجديدة باسمها، و كذلك محلا تجاريا، ترك لها حرية التصرف فيه حسب رغبتها.
لم يسعدها الخبر كما توقع، بل زاد من حنقها و سخطها واعتذرت عن قبول هبته، لانها لم تكن تنتظر أن يكافئها ماديا، كما يكافئ اي موظف عنده، ثم دخلت غرفتها واقفلت عليها الباب، وطلبت عدم الازعاج.
مضت ساعة من الزمن على اعتكافها، ثم خرجت لتجد الاولاد في غرفتهم، كل يشغل نفسه بشئ في ملل، وقد خيم عليهم الحزن،سالت الزوجة الأولاد عن ابيهم، فاجابتها ابنتها الكبرى باقتضاب وهي حزينة، لقد سافر.
كانت تعرف أن وجهته هي بيتهم الثاني بالجنوب، فانتظرت الى ان يصل سالما، ثم تهاتفه لتلومه على فعلته تلك، بعد المغرب، كان الزوج قد وصل لبيته الثاني، فارسل اليها رسالة هاتفية، يخطرها بوصوله، وواعدها بالحديث مباشرة بالهاتف، بعد ان تهدأ اعصابها كي يستطيعا التفاهم .
كانت الزوجة تعترف انها عصبية ويستحيل التفاهم معها وهي في تلك الحالة، وتصر أن يبادر هو بالاعتذار، حتى وان كانت هي المخطئة، كما تعترف ايضا بلطفه واخلاصه لها، فتسامح وتعتذر ايضا عندما يبادر هو بطقوس المصالحة.
لكن هذه المرة، كانت المبادرة منها على غير العادة، لسبب بسيط، وهو انه كتب على غير عادته ايضا كلمة (حبيبتي) في مستهل رسالته.
قامت من مكانها بخفة، وتهلل وجهها بالسعادة، ثم نادت ابنتها لتساعدها في تحرير رسالة هاتفية ،اخذت الفتاة منها الهاتف مستغربة، و طلبت من امها ان تتلو عليها ما تريد، فكان : (سامحني حبيبي، لم اكن ارغب ان يصل بنا الامر لهذا الحد)
استغربت الفتاة، و سالت والدتها في استياء، لمن هذه الرسالة !؟
اجابت المراة في نشوة (لحبيبي).
بعد ثوان من ارسال الرسالة، رن هاتف البيت، فتسابقت الفتاة وامها على السماعة، حاولت الام ابعاد ابنتها قائلة:(إن المكالمة لها)، لكن الفتاة، اختطفت السماعة، لتعرف هوية لمتحدث الذي بادر:نعم حبيبة قلبي، تعرفت الفتاة بسرعة على صوت والدها وهتفت .. نعم يا بابا، فاجابها في ضيق، اغربي عن وجهي، هاتي أمك.
اخذت الزوجة السماعة وقالت:(أنا معك حبيبي) ثم حملت الهاتف ودخلت غرفتها واغلقت الباب، وعادت الابنة لغرفتها وهي مندهشة لما يحدث امامها، ثم اخذت تقص على اخوتها ما حصل في دهشة وسعادة، كذلك انزاحت الغيمة السوداء عن البيت، وغمرته السعادة من جديد.
في قصتها الثانية تابعت القراءة:
كانت نعيمة مستغرقة في تنظيف بيت من البيوت، التي تعودت ان تشتغل به مرتين في الاسبوع، حين رن هاتفها المحمول في جيبها، معلنا عن وصول رسالة، اخذت الهاتف واعطته لصاحبة البيت، ورجتها ان تقرأ لها الرسالة، فقد ظنتها من سيدة اخرى، تطلبها للعمل كما تعودت، ولاجل هذا الغرض، اقتنت الهاتف حتى تنظم اوقات عملها، وتذهب لمن يطلبها. بينما كانت السيدة تفتح الرسالة، كانت نعيمة مستمرة في العمل والشكوى والتذمر ايضا من الشقا الذي يلاحقها في كل مكان،رفعت نعيمة عينيها في السيدة، لتسمع نص الرسالة لكنها وجدتها تنظر اليها بابتسامة ذات معنى.
فسألت سيدتها ما الخبر ؟ هل هي فلانة أم فلانة؟؟؟ ..(وذكرت اسماء لسيدات يشغلنها عندهن تعرفهن السيدة).
اجابت السيدة :لا، إنها من شخص اسمه أحمد، يقول لك: احبك دائما يا اغلى إنسانة على قلبي. اسقطت نعيمة المكنسة من يدها بفعل المفاجئة، وحملقت في وجه سيدتها الذي لم تفارقه الابتسامة وارتبكت قائلة: (إنه مجنون .. أنا لا اعبره .. لا ادري ما دعاه لفعل هذا؟ )
ربتت السيدة على كتف نعيمة، وطمنتها أن لا شيء يدعو للانزعاج او الاحراج، وأن من حقها ان تحب وان تحب، فردت نعيمة وحمرة الخجل تعلو محياها .. لكن انا لا اعرف كيف سولت له نفسه ان يرسل رسالة كهذه على المحمول، إنا تعودت ان استقبل رسائل الزبائن الذين يطلبونني للشغل والشقا !؟
اجابت السيدة :لانه اليوم هو عيد الحب، و كل المحبين يبعثون الرسائل لاحبتهم وخلانهم. شعرت نعيمة بالكثير من الارتياح و السعادة، وسالت بدورها السيدة بكل براءه: وهل كان زوجك ايضا يبعث لك رسائل حب، عندما كان يحبك قبل الزواج ؟
ارتسمت ابتسامة حزينة هذه المرة على شفتي السيدة، واجابت نعم، كان الامر كذلك قبل الزواج .
تابعت حديثي معها وقلت لها مرة اخرى: وماذا لديك غيرها من الكتابات؟؟
قالت: هناك موضوع آخر لي بعنوان: (أحبها بلا عقد)، وهي عبارة عن محاورة بيني وبين قصيدة لنزار قباني، اثناء الأقتتال الذي حدث في قطاع غزة، بين الأخوة الفلسطينيين، كعادتي، عندما يشتد همي، وينقبض صدري من شيء، احتضن كتابا او ديوان شعر، كي ادفن فيه همومي، واعطل فيه عملية تفكيري، في الذي سبب لي القلق والحزن، فانا هربت مما اصابني على اقتتال الأخوة الفلسطينيين، الى شعر نزار قباني، فكان ان حاورت قصيدته:
نزار قباني يقول:
(يفاجئني الحب، مثل النبوءة .. حين أنام، ويرسم فوق جبيني، هلالا مضيئا، وزوج حمام، يقول: تكلم، فتجري دموعي، ولا أستطيع الكلام، يقول: تألم، أجيب:وهل ظل في الصدر غير العظام ؟ يقول: تعلم، أجاوب: ياسيدي وشفيعي، أنا منذ خمسين عاما، أحاول تصريف فعل الغرام ... ولكنني، في دروسي جميعا رسبت، فلا في الحروب ربحت، ولا في السلام).
نزهة المكي:(كيف تعترف بالرسوب وتسلم بالهزيمة .. أيها العاشق الولهان ؟ واصل الحب ... واصل الحرب، إهد وردة حمراء لمحبوبتك ... وقطرة حمراء لقضيتك، تعبد في محراب الهوى ... واتل سورة" النصر" بين يدي معبودتك، وقلت:ألست القائل يا نزار:
(أحبيني بلا عقد، وضيعي في خطوط يدي، أحبيني، لأسبوع لأيام، لساعات، فلست أنا الذي يهتم بالأبد).
نزهة المكي:(لما لا تحبها أنت بلا قيد، بلا سبب، بلا انفلات، بلا اقتتال، بلا عقد، بلا تعصب بلا تخشب، إلى الأبد، ضع أنت في هوى مدنها، شوارعها، أزقتها، في زرقة سمائها، في ذرات ترابها، في قطرات الندى التي تقبل فم أزهارها، ولا تزرع الحقد في أوصالها).
سألت يوما يا نزار؟:(هل الدستور في سيدة العالم بالعبري مكتوب، لإذلال العرب ؟).
نزهة المكي:(أجيبك .. لا، إنه اليوم يكتب في شوارع غزة، بفصيح العربي، اقتتال، وإذلال عربي لعربي، يطلقون النار على أطفالهم، على زوجاتهم، على أفكارهم، بلا سبب، وسيدة العالم مشغولة بصياغة دستور آخر .. عالم آخر، بالعبري، تمحي فيه أسطورة العرب).
هذه هي الكاتبة المغربية والسياسية الكبيرة (نزهة المكي)، لا شك، بانها كاتبة تحظى باحترام كل من يعرفها، ويقرأ كتاباتها، لما تتضمنه شخصيتها، من افكار ابداعية وخلاقة، وروح انسانية عالية جدا، فكل التحية والتقدير لهذه الكاتبة المغربية الرائعة.


انتــــهت المقابلــــة



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى العشرون، لأستشهاد القائد الوطني الفلسطيني: عمر محمود ...
- ما هي الدوافع ؟؟ وراء طلب الكنيست الأسرائيلي، طلب التصويت، ب ...
- ريما في مهب الريح
- أصول اليهود واليهودية وكيف تنامت اعدادهم في فلسطين
- العثمانيون وفتح مدينة بيت المقدس
- الخلايا الجذعية بين النظرية والتطبيق
- الثقافة الذكورية والمرأة
- الكاتبة المبدعة وجيهة الحويدر، شمس مشرقة دائما، في عالم المر ...
- صورة من صور ابداعات المرأة السعودية
- لماذا يحق للمراة السعودية أخذ حريتها الشخصية ومساواتها بالرج ...
- صور استغلال بعض الرجال في السعودية، للمرأة
- صورة، من صور الظلم الواقع على المرأة السعودية
- ماذا تفعل لو كنت مكاني
- فتح وحماس خطان متوازيا لا يلتقيان
- مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط على ضوء ما يحدث في غزة
- روح الأجرام والعقلية الصهيونية وما يحدث في غزة
- مولد كاتبة ونجمة سعودية
- مدينة بيت المقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009م- الرمز والأ ...
- صور استغلال الرجل للمرأة في الزواج
- الفساد في جامعاتنا العربية ينذر بالخطر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد محمود القاسم - نجمة فلسطينية في سماء المغرب