أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟














المزيد.....

كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لو القينا نظرة سريعة على الوضع الاجتماعي العام و ما يتميز به المجتمع الشرقي من العلاقات و الروابط و العادات و التقاليد المستندة على الافكار و الاعتقادات الروحية المنبثقة من تاريخ هذه المنطقة، و اكثريتها من ولادة و نمو واقع يخص هذه البقعة من العالم التي تتميز عن غيرها بان لها ارضية واسعة من الظروف المشجعة لسيطرة الجانب الروحي المثالي على الفكر العلمي المادي التاريخي للانسان ، و ذلك بسبب توفر العوامل الجغرافية و التارخية و الفلسفية في هذه الجانب .
و نظرا لما هو فيه الشرق و ما مربه ، ترسخت فيه من العادات و التقاليد المتنوعة و التي يمكن ان نقول شبيهة لبعضها في كافة الدول و منها تكون مطابقة بشكل نسبي لبعضها البعض على الرغم من اختلاف في العرق و اللغة و الاصل و طبيعة المعيشة للمجتمعات التي تعيش فيه.
من المعلوم ، ان التفكير و التأمل في شيء لبيان الحقيقة لموضوع او حالة او حوادث مرئية و محسوسة يحتاج الى وسائل مادية و عقلية للوصول الى النتائج العلمية الواقعية الصحيحة و بيان جوهر و صلب القضية المراد تحليلها من كافة النواحي الفلسفية كانت ام اجتماعية ، و هكذا عبر التاريخ ، شهدت المناطق العديد من القرائات و التحليلات و التفسيرات و منها للطبيعة و الانسان و الكون و كينونة الحياة بشكل عام في ظل غياب العوامل و الاسس العلمية ، و به توجهت الانظار عموما نحو الخيال و الخرافة و ما نتجت منها الاساطير و النتاجات المثالية من لب ذلك التفكير المنعزل عما يدفعه في كشف الحقائق كما هي .
و كانت ثمرة ذلك التاريخ الطويل من التعامل مع حياة الانسان و الطبيعة هي ايجاد المقدسات و توجه عقلية البسطاء قبل غيرهم نحو ما يقنعهم من الجانب النفسي بما هم يجهلون جوهره و حقيقته، و في ظل العيش المجرد من كافة العوامل المؤدية الى توسيع الافق في العمل لبيان ما هو الصح، و هكذا تراكمت الاعتقادات و استنتجت العادات و تفرغت و تكاثرت التقاليد ، و اختصت المنطقة بما هو نابع من لب و العقلية المثالية . و به اتسمت المناطق الشرقية و في النتيجة خلقت الصراع الدائم بين ما هي الحقيقة الغير المعلومة و الموجودة في الفكر و العقلية المادية و بين الخيال و المثاليات و ما يعتقد موجود وراء الطبيعة لحد اليوم . و كنتاج العملية الطبيعية فرزت منها ما يمكن ان نسميها العادات و التقاليد و الافعال النابعة من الفكر و الخيال المثالي البحت و اضرت بحياة الانسان و مسيرته و معيشته و عقليته و نظرته الى ماموجود على الارض و الى المستقبل، و اعاقت نسبة كبيرة منها طريقة في العمل و سعيه في كشف الحقائق من اجل تقدم البشرية .
و بمرور الزمن التصقت هذه العادات كصفات عامة بالمجتمعات المعينة، و انها تغيرت نسبيا او تضائلت تاثيراتها بازدياد مساحة التقدم العلمي و تاثيراته على الواقع . و كلما ازدادت نسبة الوعي العام و العلمانية في التفكير و ارتقاع مستوى الثقافة العامة يتضائل الارتياط بالغيبيات و الخرافات و العادات و التقاليد الموروثة المضرة بالانسان و مسيرته ، و من اجل تضييق الطريق امام انتشار مثل هذه الصفات لابد من التعاون المتعدد الجوانب بين الجهات المعينة من السلطة و الشعب و المؤسسات العلمية و الثقافية من اجل تعبئة المجتمع و توجيهه نحو الافق الصحيحة ، و الصراع المادي المثالي مستمر ، و لابد من اتخاذ الوسائل و الركائز المطلوبة لنجاح العلمانية و هذا ما يحتاج الى امكانيات و قدرات عديدة واجبة التوفير لنجاح العمل في محو العادات و التقاليد و الخرافات المضرة بحياة الانسان بشكل عام .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
- الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
- استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
- الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
- مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
- لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
- دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
- هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان
- ستكون الانتخابات البرلمانية انعطافة هامة في اقليم كوردستان
- الديموقراطية و المعارضة في الشرق الاوسط
- وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
- ما بين النظام الرئاسي و البرلماني الملائم للعراق
- التيارات المحافظة بين الفكر و الواقع
- المواطن و المشاركة في القرارات السياسية
- من يُجري التغيير و الاصلاح في اية سلطة سياسية
- هل توجد صحافة مستقلة في الشرق الاوسط
- ما بين الانتقاد و العمل على ارض الواقع
- دور المراة الهام في ترسيخ الديموقراطية
- الاصلاح بحاجة الى الوعي و العقلانية في العمل
- هل اصبح التغيير شعار العصر في العالم


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟